في ذكرى رحيله.. معلومات لا تعرفها عن أول فائز غير أوروبي بـ"نوبل للأدب"
في عام 1861، في مدينة كالكوتا خاصة في القسم البنغالي من المدينة ولد "روبندرونات طاغور"، ذلك الطفل الذي انتمى لعائلة ميسورة الحال من طبقة البراهما الكهنوتية "طبقة الكهنوت ورجال الدين عند الهندوس"، فكان والده سياسيًا ومصلحًا اجتماعيًا بارزًا، فيما كانت والدته التي أنجبت 12 طفل آخرهم طاغور ربة منزل.
لم يحظ "طاغور" بحياة الطفل الأخير المُدلل نظرًا لكثرة عدد أشقائه، لكنه تلقى تعليمًا فائقًا على أيدي أساتذة خصوصيين تحت إشراف مُشدد من أسرته التي تُقدر العلم، نظرًا لعدم التزامه بالمدرسة.
بدأ "طاغور" منذ صغره في دراسة التاريخ والعلوم الحديثة والاطلاع على السير الذاتية للعظماء، بالإضافة إلى قراءة الشعر البنغالي، ودراسة قصائد كاليداسا "أحد رواد الأدب السنسكريتي في القرن الخامس"، وهو ما ساعده على أن يتجه في سن الثامنة إلى تنظيم أبيات الشعر.
اقرأ أيضًا: مُغرم بالمنازل واليخوت.. هكذا يُنفق سلمان خان ثروته
في عامه السابع عشر عام 1879، أرسله والده لاستكمال دراسته في إنجلترا، لكن عدم التزامه بالدراسة في المدرسة في صغره أدى إلى فشله في إكمال تعليمه الجامعي بكلية الحقوق في لندن، إذ انقطع عن الذهاب للجامعة، وعاد إلى كالكوتا دون أن يحصل على أي شهادة.
اتجه "طاغور" إلى عالم الشعر والأدب، فأحدث طفرة أدبية هائلة في المجتمع، وأصبح أحد هؤلاء العظماء الذين برزوا في المجتمع الهندي والعالم أجمع ومن أبرز الحقائق عنه:
1. أول غير أوروبي يفوز بجائزة نوبل للأدب: لم يكن "رابيندراناث طاغور" أول آسيوي يفوز بـ جائزة نوبل فحسب، بل أيضًا كان أول غير أوروبي يحتفل بتفوقه في الأدب.
2. كتب ثلاثة أناشيد وطنية: يدرك الكثير من الناس أن "طاغور" كتب اثنين من الأناشيد الوطنية وهم "جانا جانا مانا" للهند و"عمار سونار بنغلا" لبنغلاديش، وما لا يعرفه الكثير من الناس هو أنه ألهم أيضًا النشيد الوطني السريلانكي "سريلانكا ماثا"، حتى أن البعض يرى أن "طاغور" ألّف النشيد بالكامل.
3. بنى مدرسة من جائزة نوبل: استثمر "رابيندراناث طاغور" أمواله من جائزة نوبل في بناء مدرسة "فيسفا بهاراتي" في شانتينيكيتان، والتي عملت بنظام التعليم في شانتينيكيتان، وخرّجت للأمة العديد من الشخصيات المتميزة مثل أمارتيا سين، ساتياجيت راي، وإنديرا غاندي.
اقرأ أيضًا: جيمس تايلور.. العازف الذي باع 100 مليون تسجيل!
4. عانى من الإصابة بعمى الألوان: وهو ما تم اكتشافه عقب بلوغه سن الستين، وقيامه بالرسم، وعرض أعماله في جميع أنحاء أوروبا، إذ جعلت مخططات ألوانه الغريبة وجمالياته المتقطعة الناس يدركون أنه أعمى باللون الأحمر والأخضر.
5. سُرقت منه جائزة نوبل: في عام 2004، سُرقت ميدالية "طاغور" لجائزة نوبل، فيما منحته الأكاديمية السويدية الجائزة مرة أخرى في شكل نسختين طبق الأصل، ذهبية وفضية.
6. محادثة مع أينشتاين: تمت دعوة "طاغور" ذات مرة من قبل "ألبرت أينشتاين" في منزله، وتحدث الاثنان عن الدين والعلم وتم توثيق محادثاتهما في "ملاحظة حول طبيعة الواقع".
7. قصة حب مأساوية: عاش "طاغور" قصة حب كقصص الروايات مع زوجته "مرينا ليني" التي عقد قرانه عليها وهي في سن العاشرة، وتحدث عن حبهما في ديوانه "بستاني الحب"، إلا أنها رحلت وهي في مقتبل العمر، وتركت في قلبه جرحًا غائرًا، زاده وفاة ابنه وابنته وأبيه الذين لحقوا بها في فترات متتالية قصيرة.
توفي "طاغور" في الثمانينات من عمره في 7 أغسطس من عام 1941، عقب عملية جراحية أجراها في كالكوتا تاركًا خلفه إرثًا عريقًا من الأدب وسجلاً حياتيًا حافلاً بالإنجازات.