كيف أصبح مِل غيبسون من أغنى فناني العالم؟
العديد من القصص التي تؤطر مسيرات النجوم تكشف عن جوانب شخصية خفية شديدة الدقة، كان لها الأثر الأكبر في تفتح مواهبهم وصعودهم إلى القمة، وهذا ما يمكن أن نراه بجلاء حين نستعرض مشوار مِل غيبسون الشخصي قبل العملي.
من يستطيع نسيان ذلك الوجه المليء بالإباء، الذي أدى واحدًا من أعظم الأدوار في تاريخ "هوليوود" في فيلم "Braveheart" الشهير، والذي يتحدث عن التجربة الاستقلالية للاسكتلنديين؟ إنه مِل غيبسون الذي لم يكن تاريخه هذا الفيلم فقط، فقد بصم على العديد من الأفلام الرائعة التي لا تنسى خلال مسيرته الطويلة في هوليوود.
ولد غيبسون في نيويورك في عام 1956، وينحدر من أصول أيرلندية، وهو سادس إخوته الـ 11، وقد مر في طفولته بتجربة نزوح جديدة من نوعها تمامًا!
من الاعتيادي أن ينزح الأشخاص المنتمون لبلدان منكوبة أو مهددة على سبيل المثال، أو أولئك الذين لا يجدون الموارد المادية لتدبير احتياجاتهم، لكن نزوح والد مِل غيبسون من أمريكا كان لأسباب مختلفة تمامًا، ويوحي بمدى الحرص الذي كان منه على أبنائه.
حرب فيتنام
ففي فترة حرب فيتنام التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية وكانت من أبشع حروب القرن العشرين، خشي والد مِل غيبسون أن يُطلَب أي من أبنائه للتجنيد، فاتخذ قرارًا مصيريًّا كان له أثر بالغ في مسيرة غيبسون الفنية.
لقد هاجر بعائلته كاملة إلى أستراليا، لأن لوائح طلب الفتيان والفتيات للتجنيد كانت تتغير بشكل مستمر بسبب الحرب والرغبة في دعم الجيش الأمريكي في حربه.
أسفر هذا عن نقل حياة غيبسون بشكل كامل إلى أستراليا، وهناك أكمل تعليمه واكتسب لهجة ستساعده على أدوار عديدة مختلفة عن اللهجة الأمريكية الاعتيادية.
قلب شجاع
لذلك يمكن رؤية لكنة غيبسون مختلفة بوضوح عن العديد من ممثلي هوليوود، ولذلك فإن دورًا مثل ويليام والاس يظهر فيه بوضوح تأثير اللكنة المختلفة لغيبسون.
هذا الدور بشكل واضح يعبر عن الفن الباهر الذي يمتلكه هذا الرجل، الكل يرى من على الواجهة فقط أن غيبسون أدى شخصية ويليام والاس وصوّر ملحمته في استقلال أسكتلندا، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن هذا الفيلم برمته "Brave heart" هو من إنتاج وإخراج غيبسون ذاته.
فنان متكامل أشرف بشكل كامل على واحد من علامات سينما "هوليوود" ولم يكن مؤديًا فقط لدور البطولة فيه.
إنه لم يكتف بذلك الدور الموسوعي فقط، بل إنه فاز في عام 1995 بجائزتي أوسكار لأفضل ممثل وأفضل مخرج عن الفيلم الأيقوني.
اقرأ أيضًا:براد بيت يحارب الشيخوخة
رهاب المسرح!
لكن "قلب شجاع" لم يكن إلا محطة من محطات التطور، فهناك قصة أخرى توحي بأن غيبسون لم يكن ذا "قلب شجاع" من البداية، بل احتاج إلى العديد من المحطات كي يتطور.
لقد بدأ مِل غيبسون مسيرته من المسرح، وحينما أدى أول أدواره المسرحية أصر على أدائه جالسًا لأنه كان مصابًا بما يعرف بـ"رهاب المسرح" حيث كان يخشى مواجهة الجمهور والتحرك الحر أمامه.
يمكنك أن تكتشف مدى التطور الذي مر به وهو يقوم بعد ذلك بأداء مشهد خطاب الحرية الأيقوني في الفيلم الشهير، لكن تظل للمسرح رهبته.
الاستقلال
حتى مفهوم "الاستقلال" مختلف تمامًا عند مِل غيبسون، لم يمثله في فيلم فقط، بل إنه سحبه على حياته بشكل عملي.
في بعض الأحيان يبدو مستقلاًّ حد العنف، حيث اتهم بممارسة العنف المنزلي وجرى الحكم عليه بثلاث سنوات من الحبس قبل أن تخفف العقوبة.
من أشهر الجمل التي قالها في حواراته هو أن "الاستقلال شيء عظيم حقًا، لكن عليك أن تقوم بالأشياء بأقل اندفاع كي يتسنى لك فعل كل ما تريده".
اقرأ أيضًا:باولو روسي.. من "محكوم عليه بالحبس" إلى أفضل لاعب في العالم
الثروة
في 2017 قُدرت ثروة مِل غيبسون من أعماله الفنية ونشاطاته التجارية الأخرى بنحو نصف مليار دولار أمريكي، لكنه ينفق الكثير من المال في العمل الخيري.
غيبسون لديه جمعية خيرية للاعتناء بصحة الأطفال وتؤدي دورها داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها ليعزز مفهوم المسؤولية الاجتماعية عند الفنانين الأكبر عالميًّا.