3 سيارات تحقق المعادلة الذهبية: رياضية متعددة الاستخدامات.. وتهزم الطرقات الوعرة
مع وصول بي أم دبليو أكس 5 بجيلها الأول إلى الأسواق خلال عام 1999، ومن بعدها بورشه كايين في عام 2003، سجل العالم ولادة فئة جديدة في عالم السيارات، فئة وصفتها دوائر التسويق لدى الصانعين الألمانيين بأنها رياضية متعددة الاستخدام، لكنها في الحقيقة كانت لا تحمل من الاسم الذي وضعوه لها سوى صفة الرياضية.
وحقيقة أنها تتمتع بوضعية قيادة مرتفعة ومشرفة على الطريق ولكن دون أن تكون متعددة الاستخدام، فكي تنال أي مركبة مزوّدة بأربع عجلات هذه الصفة عليها أن تكون قادرة على العبور في المناطق الوعرة بجدارة عالية، الأمر الذي لم يكن يتوفر لـ أكس 5 وكايين سوى بنسب متوسطة إلى منخفضة، ومن ثم كانت فئة السيارات الرياضية عالية الأداء المتعددة الاستخدام، فئة تحمل تسمية فارغة نسبيًّا من مضمونها، حتى أطلقت رينج روفر الفئة أس في أر من طراز سبورت Range Rover Sport SVR خلال عام 2014.
وهنا اكتملت المعادلة، إذ أتت الأخيرة بالقدرات نفسها التي تليق باسم رينج روفر في مجال اجتياز المناطق الوعرة من جهة، وبمحرك هادر من ثماني أسطوانات سعة 5.0 لترات بقوة 550 حصانًا من جهة أخرى، لتحقق بذلك ما يمكننا أن نصفه بالمعادلة الذهبية.
أما اليوم، ومع إطلاق الجيل الثاني الذي حمل تسمية جديدة هي سبورت أس في بدلاً من أس في آر، اكتسبت السيارة عنصرًا جديدًا أُضيف إلى معادلتها الناجحة، هذا العنصر هو التصميم الراقي الذي يجمع بين الروح الرياضية العالية وبين الحضور الساحر ضمن توليفة تحاكي تراث صناعة السيارات في الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
مرسيدس أي أم جي - جي أل أي 63 أس
متحفظة بتصميمها عنيفة بأدائها
لطالما عُدت مرسيدس أي أم جي - جي أل أي 63 أس Mercedes AMG GLE 63 S من الخيارات القوية عندما يتعلق الأمر بالجمع بين مستويات الفخامة، والميزات التقنية المتطورة، والراحة ومتعة القيادة في إطار تصميم محافظ يناسب من لا يرغب بلفت الأنظار على الطريق. فعلى صعيد التصميم، اعتمدت مرسيدس على مبدأ البساطة والخطوط الانسيابية البعيدة عن التعقيد، رغم أنها لم توفر على نفسها تجهيز السيارة بلمسات رياضية تتمثل بعجلات ضخمة ورفارف منتفخة.
ميكانيكيًّا، تعبّر السيارة عن شخصيتها الرياضية من خلال محرك يتألف من ثماني أسطوانات مع شاحن هواء توربو سعة 4.0 لترات معزّز بتقنية هجينة جزئيًّا وشاحن هواء مزدوج يولد قوة 603 أحصنة على سرعة دوران محرك تبلغ 5,750 دورة في الدقيقة. أما نقل الحركة، فيتم نحو العجلات الأربع الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية من تسع نسب، وبذلك تسمح هذه التركيبة الميكانيكية للسيارة بالانطلاق إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 3.9 ثانية.
اقرأ أيضًا:مرسيدس فيجين 111 الاختبارية.. المستقبل في زيارة إلى الماضي
أنفاس رياضية
على الطريق، وعلى الرغم من أنّ معظم عزم دوران المحرك يتوفر لها بدءًا من سرعة دوران تبلغ 2,500 دورة في الدقيقة، لكنّ التسارع لا يبدو شرسًا، ولكن متى عمدت لضبط نمط القيادة الرياضي، تكتسب علبة التروس ذات النسب التسع المزيد من الأنفاس الرياضية، وتصبح قادرة على حجز النسبة المعشقة لفترة أطول تاركةً المجال للسائق كي يستفيد من أداء نشيط، ولكن عندما يقرر السائق التبديل مستخدمًا المقبض المثبّت خلف المقود سيكتشف أنّ العلبة لا تتأخر قبل أن تنفذ أوامره بشكلٍ مباشر.
وبالإضافة إلى نظام التعليق الهوائي، تتمتع السيارة بنظام ضبط برامج القيادة من مرسيدس الذي يحتوي على أربعة أنماط قيادة هي النمط الرياضي، والنمط الرياضي المعزّز (سبورت بلاس)، والنمط الاقتصادي المريح والنمط المخصّص للقيادة فوق الأسطح الزلقة.
ومع هذا الأداء المميز، يتوفر لـ مرسيدس صوت محرك رياضي مفعم بالقوة بفضل المجهود الكبير الذي بذله مهندسو أي أم جي للخروج بمحرك قادر على عزف أنغام ميكانيكية عذبة.
وبطبيعة الحال، لا فائدة من أي محرك قوي أو علبة تروس نشيطة ما لم تقترن بتركيبة ميكانيكية تسمح لها بتوفير قدرات ديناميكية عالية، لذا كان يلزم السيارة أن تتمتع بما يسمح لها بأن تتفوق في هذا المجال، فالقدرات الديناميكية العالية التي تحدثنا عنها وصلت إلى بعدٍ آخر يجعلك تنسى أنك على متن سيارة يزيد خلوصها على ما يتوفر للسيارات الرياضية.
نظام المعلومات والترفيه
من الداخل، وعندما تجلس خلف مقود 63 أس، فإنّ ما ستجده أمامك هو لوحة قيادة أنيقة التصميم تزيّنها مساحات واسعة من مادة ألياف الكربون، أما المقود فهو مكسو بمزيج من الجلد و جلد ألكانتارا الفاخر.
أما فيما يتعلق بنظام المعلومات والترفيه MBUX الشهير من مرسيدس، فهو سهل الاستخدام ويشتمل على نظام موسيقي اختياري. أما الميزة الأهم في النظام فهي خاصية الواقع المعزّز التي يمكن طلبها كتجهيز إضافي ضمن نظام الملاحة وهي تواكب أسماء الشوارع والأسهم وتعرضها على الزجاج الأمامي عند إجراء المنعطفات. من أجل السلامة، يتوفر عدد من مساعدات القيادة بشكلٍ قياسي، فيما تتوفر ميزات القيادة شبه الآلية من خلال حزمة مساعدة السائق.
رينج روفر سبورت أس في 2024
لمسة أرستقراطية على جبين الأداء الناري
لقد كان مسارًا تصاعديًّا ذلك الذي عبرته رينج روفر سبورت في مجال التصميم وأناقته. فبعد أن بدأت خلال عام 2005 مسيرتها في عالم الفئة الذهبية من عالم السيارات بجيل أول مع مظهر لم يتمكن المراقبون أن يروه سوى كنسخة تدّعي الروح الرياضية من الشقيق الأكبر رينج روفر، سرعان ما تبدل الأمر مع الجيل الثاني الذي اتخذ لنفسه مكانة مميزة إلى جانب الأخ الأسطوري لا خلفه.
تعزّز هذا الأمر أكثر وأكثر مع الجيل الأحدث ذي الروح الرياضية الشبابية في إطار تصميم ساحر تمكّن الصانع البريطاني معه من تعزيز هذا الحضور الرياضي توازيًا مع تعزيز النمط التصميمي الراقي الذي بات ينبض فيه من مختلف جوانبه.
تسمية أقصر.. قوة أكبر
أسقطت السيارة الرياضية متعددة الاستخدام الجديدة العالية الأداء الحرف الأخير من تسميتها واستغنت عن محرك الأسطوانات الثماني الفائق الشحن سعة 5.0 لترات، الذي كانت قد طورته شركة جاكوار لاند روفر، ليحل مكانه محرك آخر مستعار من بي أم دبليو من ثماني أسطوانات مع شاحن هواء توربو سعة 4.4 لتر معزّز بتقنية هجينة معتدلة يولد قوة هائلة تبلغ 626 حصانًا وعزم دوران يبلغ 800 نيوتن متر، أي 59 حصانًا و 100 نيوتن متر أكثر من قبل.
علمًا أنّ رقم عزم الدوران الذي ذكرناه متاح فقط عند تفعيل وضعية القيادة الديناميكية، إذ يولد المحرك في الظروف العادية عزمًا أقصى يبلغ 750 نيوتن متر.
وتحتاج رينج روفر سبورت أس في إلى 3.8 ثانية كي تنطلق من حالة التوقف التام إلى سرعة 100 كلم/س. وبطبيعة الحال، يُعد هذا الأمر ممتازًا بالنسبة لوسيلة نقل يبلغ وزنها 2560 كيلوجرامًا، وتتسع لعائلة كاملة (هذا المعدل سيرتفع في حال كانت العائلة بالكامل على متن السيارة).
اقرا ايضًا:سيارة الشهر.. رينج روفر أس في لانسداون.. قيادتها مجدٌ للحالمين
خيارات بحمية غذائية
ومن جهة أخرى، يمكن لمن يرغب بشراء السيارة خفض وزنها عند اختيار تجهيزها بالعجلات المصنوعة من ألياف الكربون قياس 23 بوصة التي تتوفر كخيار يُضاف عليها، والتي تُعَد الأولى من نوعها في العالم ضمن هذه الفئة، وهي تحذف مجتمعة 36 كيلوغرامًا من وزن السيارة.
هذا وتُعد أس في الجديدة أيضًا أول سيارة رينج روفر مزودة اختياريًا بمكابح مصنوعة من الكربون والسيراميك من نوع بريمبو، تخفض الوزن بمقدار 34 كلغ مقارنةً بالمكابح القياسية. أما غطاء المحرك المصنوع من ألياف الكربون فيتمكن من توفير 76 كلغ.
سبورت أس في من الداخل
تجد الأناقة الإضافية التي نالتها خطوط السيارة في الخارج نفسها معزّزة داخل المقصورة التي تزخر بتناغم مثير بين الجلد الفاخر ذي الألوان المتناسقة وبين مادة ألياف الكربون مع لمسات خاصة بسيارات رينج روفر العصرية، فضلاً عن فتحة السقف البانورامية والمقاعد الأمامية والخلفية ذات التصميم الرياضي التي توفر احتضانًا مثاليًّا لأجسام الجالسين فوقها، علمًا أنها توفر إمكانية التعديل كهربائيًّا.
وتحتوي المقاعد الأمامية على محولات طاقة مدمجة، تهتز معها المقاعد اعتمادًا على الموسيقى التي يجري تشغيلها من خلال نظام استماع موسيقي متطور من نوع ميريديان مع 29 مكبرًا للصوت بقدرة 1430 واط، ما يسمح للسائق والراكب الأمامي بأن "يشعرا" بالموسيقى لا فقط سماعها، وهذه التقنية تُعرف بتسمية Body and Soul Seats (BASS) وتأتي جنبًا إلى جنب مع برنامج تدليك يساهم بالحفاظ على مستويات الراحة التي تتوفر للركاب.
تقنيات متطورة
ويسمح التعليق الهوائي في السيارة بالتحكم بارتفاعها عن سطح الطريق بهدف تسهيل عملية تحميل الأمتعة في الصندوق الخلفي، مقابل إمكانية رفع الخلوص بنسبة عالية عند الحاجة لاجتياز العوائق فوق المسارات غير المعبدة. أما بالنسبة للحركة العمودية التي يسمح بها التعليق للإطارات، فهي تسهم بجعل القيادة مريحة ومتماسكة فوق مختلف المسارات.
وبفضل نظام التعليق هذا، يتوفر لـ سبورت أس في قدرات عالية للسير خارج الطرقات، إذ يؤكد الصانع البريطاني أنّ قدرات السيارة في المناطق الوعرة لا تقل أبدًا عمّا يتوفر لـ سبورت التقليدية مع توفر ستة أنماط قيادة مختلفة، يتناسب كل واحد منها مع سطح مختلف من الأسطح التي يجب على السيارة العبور فوقها.
ولعل الميزة الكبرى التي تفتخر بها سبورت أس في إلى جانب القدرات العالية فوق المسارات الوعرة هي وضعية القيادة المشرفة على الطريق بشكلٍ مميز، والمستوحاة من الشقيق الأسطوري الأكبر رينج روفر.
بي أم دبليو أكس 5 أم كومبتيشن
رياضية خارقة بوضعية قيادة مرتفعة
بفضل قوتها الخارقة الناجمة عن عمل محرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 4.4 لتر مع نظام حقن مباشر للوقود وشاحن هواء مزدوج، تتمتع X5M بي أم دبليو أكس 5 أم كومبيتيشن BMW X5 M Competition بقوة 617 حصانًا تتوفر على سرعة دوران محرك تبلغ 6,000 دورة في الدقيقة وتنتقل إلى العجلات الأربع الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب.
على صعيد التصميم الخارجي، فإنّ الخطوط المفتولة العضلات التي سعت بي أم دبليو لتوفيرها على مختلف أجيال وفئات أكس 5 منذ انطلاقتها بالجيل الأول الذي أبصر النور في عام 1999، اكتسبت المزيد من الحضور مع أكس 5 أم من خلال فتحات التهوية الإضافية التي باتت تتوفر لها والتطعيمات باللون الأسود اللماع الذي يتناغم مع ألوان حصرية تتوفر عليها كخيارات حصرية.
هندسيًّا، جرى دعم قاعدة عجلات أكس 5 أم بأذرع تحكم أمامية جديدة وممتصات للصدمات متطورة تدعم نظام التعليق المتكيّف مع حالة الطريق ورغبة السائق، الذي يدعم ثبات السيارة خصوصًا عند المنعطفات بسبب ارتفاعها البالغ 1,750 ملم، والذي يجعلها عرضةً لفقدان التوازن لولا وجود نظام تعليق كهذا. التحكم بالسيارة على الطريق أمر ممتع، فهي متجاوبة للغاية وتتمتع بنظام دفع رباعي العجلات قابل لتوزيع عزم الدوران بين محوري السيارة الأمامي والخلفي تبعًا لظروف القيادة ومستوى تماسك كل عجلة مع الطريق.
اقرأ أيضًا:بي أم دبليو كونسيبت تورينغ كوبيه نسخة حصرية ولكن!
صندوق بسعة 962 لترًا
وعلى عكس الفئات القياسية من أكس 5 تستغني أكس 5 أم عن الصف الثالث من المقاعد في الخلف لصالح زيادة حجم الصندوق الخلفي، والذي تحوّل إلى حجرة واسعة بسعة 962 لترًا. وهذا أمر لا بد أن ينعكس إيجابيًّا على رحابة المقصورة بوجود جيوب تحميل عديدة وصندوق أمتعة واسع في الخلف لمقصورة مهيأة لاستقبال خمسة أشخاص برحابة تامة. هذا وعمدت بي أم دبليو على تزويد المقصورة الرياضية بأجود أنواع الجلود الفاخرة وجلود ألكنتارا المتداخلة مع الألياف الفحمية.
وتسمح المساحات الزجاجية الواسعة لهذه السيارة بتوفير نطاق مثالي من الإضاءة الطبيعية تضفي ألوانًا رائعة على المقصورة الأنيقة.
ويتعزّز حضور التقنيات ضمن مقصورة السيارة بوجود شاشة وسطية متعددة الاستخدامات تعمل باللمس، وهي تتفاعل مع السائق أو الراكب المرافق بسهولة تامة، وبمجرد بضع لمسات خفيفة على سطحها، لتوفر خدمات تصفح الإنترنت وتشغيل الوسائط المتعددة وربط الهواتف الذكية عن طريق البلوتوث وتشغيل نظام الملاحة، والتحكم بها من قبل السائق يجري عبر مفاتيح تحكم مثّبتة على المقود لسهولة الاستخدام، كما أنها مرتبطة بنظام استماع موسيقي متطور يتألف من 16 مكبر صوت عالي الجودة من نوع هارمان كاردون.
انسيابية وديناميكية
على صعيد التصميم، جرى رسم خطوط السيارة بهدف توفير أكبر قدر من الانسيابية وإعطاء أكبر قدر من الأداء والديناميكية. فمن ناحية التصميم الخارجي، جرى تزويدها بحزمة ديناميكية بفتحات تهوية أكبر من الأمام مع مبردات أكبر حجمًا لتبريد المحرك. وجرى تركيب مرايا جانبية ذات تصميم ديناميكي سلس مقارنةً بالفئة التقليدية من السيارة. أما من الخلف، فجرى تحسين طريقة مرور الهواء وخروجه عبر إضافة ناشر هواء محسّن، وجرى تصميم عجلات خاصة بها عالية الأداء وخفيفة الوزن لتنجح بذلك السيارة بالجمع ما بين الملامح الشرسة للسيارات الرياضية والملامح الراقية للسيارات الفاخرة.
أخيرًا، وفيما تبقى أكس 5 مركبة دفع رباعي متعددة الاستخدام عائلية محترمة، فإنّ الفئة أم الرياضية أصبحت خيارًا يصعب تجنبه لمن يحلم بسيارة متفوقة بكل ما للكلمة من معنى.