النظارات والصداع.. هل بينهما علاقة أم مجرد وهم؟
قد تشعر بصداعٍ بعد اقتنائك نظَّارة جديدة، سواء كانت لتصحيح عيب بصري كقصر النظر، أو كانت للقراءة، وربَّما ينشأ الصداع من استخدام النظَّارة لغير ما وُضعت له، فاستخدام نظَّارة القراءة مثلًا للجلوس أمام الشاشات قد يصحبه صداعٌ، وربَّما لا يكون للصداع علاقة بالنظَّارة، بل العين مُرهَقة فحسب، فكيف ترصد سبب الصداع وتتغلَّب عليه؟
لماذا قد تُسبِّب النظارات صداعًا؟
رغم مساعدة النظارات في وضوح الرؤية، فإنَّها قد تُؤدِّي أحيانًا إلى صداعٍ مؤقت، وذلك للأسباب الآتية:
1- نظَّارة جديدة
تحتاج العين إلى فترة من الوقت للتأقلم مع المُتطلَّبات البصرية المُتغيِّرة عند ارتداء نظَّارة جديدة لأول مرة؛ إذ يُعاد ضبط إيقاع العضلات حول العين، وأنظمة التركيز (التي تنشط عند القراءة أو بوجود جسم على بُعد قريب من العين)؛ لمحاكاة العدسة الجديدة.
تستغرق العين يومين إلى عِدّة أسابيع؛ كي تتأقلَّم مع النظارة الجديدة، ويُفضَّل استشارة الطبيب إن استمرّ الصداع فترةً طويلة تتجاوز أسبوعين.
والصداع ليس العرض الوحيد المُصاحِب لارتداء نظَّارة جديدة، بل قد يصحب ذلك أعراض أخرى، مثل:
- إجهاد العين.
- رؤية الأشياء بحجمٍ أقل ممّا هي عليه حقيقةً.
- ضبابية الرؤية.
- القلق.
ولا ينبغي التوقف عن ارتداء النظَّارة الجديدة؛ لمجرد الصداع أو عدم الشعور بارتياح، بل اتِّباع تعليمات الطبيب، ولا ينبغي أيضًا كثرة المُداورة بين النظَّارة الجديدة والقديمة؛ فذلك يُصعِّب تأقلم العين والمخ مع التغيُّرات الطارئة على البصر.
2- إطارات غير ملائمة
إذا كانت إطارات النظَّارات غير ملائمة للمرء، فذلك من أسباب الصداع؛ إذ تضغط هذه الإطارات على الصدغ، أو جسر الأنف.
كذلك فإنّ إطارات النظَّارات القريبة جدًا، أو البعيدة عن العين، قد تُسبِّب صداعًا، ومن دلائل كون الإطارات غير ملائمة لك ما يلي:
- انزلاق النظَّارة من على الأنف.
- عدم تماسك النظَّارة حول الأذن.
- قياسات غير صحيحة لمسافة بؤبؤ العين.
- ضغط النظَّارة على جسر الأنف.
لذا ينبغي العودة إلى الطبيب؛ لاختيار نظَّارة ذات إطارات ملائمة؛ للتغلُّب على الصداع الذي أُحدِث.
3- استعمال خاطئ
قد ينشأ الصداع من إهمال تصحيح عيوب الإبصار، كما ينشأ أيضًا عند استخدام النظَّارة في غير ما وُضعت له، كأن يستعمل إنسانٌ نظَّارة الرؤية البعيدة والقراءة في الجلوس أمام شاشة الحاسوب، فهي غير فعَّالة لاستخدامها أمام الشاشات، ومِنْ ثَمَّ ينبغي استخدام كل نظارة لما صُنعت له.
اقرأ أيضًا:الضوء النبضي المكثف.. كيف يعالج جفاف العين؟
4- إجهاد العين
عندما يرتدي المرءُ نظَّارة في أثناء العمل على الحاسوب، فالصداع قد يطرق رأسه؛ بسبب إجهاد العين من الشاشة لا بسبب النظَّارة غالبًا.
ومن المُمكِن أيضًا أن تكون النظَّارة المُستعمَلة غير مُلائمة للحاسوب، فليست نظَّارات القراءة مثلًا هي نفسها نظَّارات الضوء الأزرق.
ويحدث إجهاد العين؛ نتيجة الاستخدام الشديد والمُطوَّل لها؛ إذ تظلّ عضلات العين مُنقبِضة؛ للتركيز على ما يراه المرء، وبيَّنت دراسةٌ عام 2020، حسب «medicalnewstoday»، أنَّ الطُلّاب المُصابِين بإجهاد العين، يُعانُون أيضًا صداعًا، وصعوبةً في التركيز، ودوخة أحيانًا.
وثمَّة نوعٌ يُعرَف ب«إجهاد العين الرقمي»، وهو الناجم عن الاستخدام المُطوّل للأجهزة الالكترونية، وقد بيّنت دراسةٌ أنّ 12 - 41% من المشاركين فيها عانوا صداعًا وإرهاقًا للعين في أثناء استخدام اللوحات الإلكترونية والهواتف الذكية.
5- فرط التعرُّض للضوء الأزرق
الضوء الأزرق حولنا في كل مكان؛ فهو يصدر من الأجهزة الالكترونية، مثل اللاب توب، وشاشة الحاسوب، وكذلك الهواتف الذكية وشاشات التلفاز المُسطّحة، تبعث كمية كبيرة من الضوء الأزرق؛ كي تعمل.
لا تحجب عين الإنسان الضوء الأزرق، ولا تمنعه من اقتحامها؛ لذا فعند تعرُّض العين لذلك الضوء فترةً طويلةً، تُجهَد العين، مع ما قد يُصاحِب ذلك من صداع، وثمّة نظارات مُخصَّصة لحماية العين من الضوء الأزرق، يُفضَّل استشارة الطبيب قبل اقتنائها.
كيف تتخلَّص من الصداع الذي سبَّبته نظّارتك؟
فحص العين بصفة دورية من وقت لآخر ما يقي من الصداع، سواءٌ كان بسبب العين أم النظَّارة، كما يُساعِد ذلك في تعديل الطبيب للنظَّارة وفق أي تغيُّر يحدث في البصر بمرور الوقت، بما يُناسِب الرجل.
ويتأكّد الطبيب كذلك من ملاءمة النظَّارة، بما لا يجعلها ضاغطة على الصدغ، ولا ضيقة، وبجانب ذلك يُمكِن الوقاية من الصداع بالطرق الآتية:
- اتِّباع قاعدة 20-20-20 للتغلُّب على إجهاد العين الرقمي، وهي تتضمَّن النظر إلى جسمٍ بعيدٍ على مسافة 20 قدمًا (6 أمتار) كل 20 دقيقة لمُدّة 20 ثانية؛ خلال الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية.
- أن تكون الشاشة منخفضة عن العين بزاوية 15 - 20 درجة، وبعيدة عنها بمسافة 50 - 70 سنتيمتر.
- عدم التوقف عن ارتداء النظَّارة الجديدة؛ لأنَّها سبَّبت صداعًا، فذلك طبيعي في البداية.
- زيارة الطبيب لتحديد مقاسات النظَّارة المناسبة إن كانت غير مُلائمة لك.
استخدام نظَّارات الضوء الأزرق؛ لتفادي أضراره على العين.