تلمي بن هنأوس.. ملك حكم قبل 2500 سنة في حوار مع «الرجل»
نجحت منصة الرجل في استضافة شخصية استثنائية عاشت قبل نحو ألفي سنة، وتمكنت من رسم صورتها بحرفية عالية جعلتها تنبض بالحياة كما لو كانت تعيش بيننا، حيث توصل فريقها الاستقصائي إلى بناء حوار افتراضي مع الملك اللحياني "تلمي بن هنأوس" الذي قامت مملكته على أرض العلا، وازدهرت وذاع صيتها بين الممالك القديمة وبنت أمجادًا ما زالت شواهدها حاضرة إلى الآن.
صورة الملك تلمي بن هنأوس التي تصدرت غلاف مجلة الرجل، تمكن فريق الرجل من إعادة بنائها كمشهد فائق الجودة ينهض من عمق التاريخ، بحرفية وتقنية عالية المستوى، بفضل البحث في المراجع وكتب التاريخ والاستعانة بالباحثين وخبراء الآثار، وأبدع في توظيفها الفنان الفرنسي ليو كيارد، المختص في رسم الشخصيات التاريخية، في رسم ثلاثي الأبعاد لوجه الملك تلمي بن هنأوس اعتمادًا على نتائج تلك الأبحاث التي وضعها أمامه فريق الرجل، ومسترشدًا بالمسح الضوئي للقى الأثرية والتماثيل المهيبة التي جرى اكتشافها في العلا، كي يشكل في النهاية ملامح دقيقة للملك بلباسه وتفاصيله، ويجعله مجسدًا أمامنا كما لو أننا نقابل قائدًا مهيبًا من هذا الزمان.
تحديات كبيرة تخطاها فريق الرجل، ليس أقلها عدم وجود رواية تاريخية كاملة للأحداث التي عاشتها الحضارة اللحيانية، فالمكتشَف لا يمثل سوى ما نسبته 10%، وبعضها ما زال موضع أخذ ورد بين الباحثين والمؤرخين.
المهمة الأصعب كانت استنباط رواية تحاكي في مضمونها وتفاصيلها عظمة وبراعة الملك تلمي بن هنأوس في قيادة مملكته حيث استمر في الحكم 44 عامًا، والغوص في الركائز التي جعلت من سفوح دادان (العلا) حاضرة مزدهرة، وما أبدعه شعب لحيان من فنون باهرة في مجال النحت والعمارة والهندسة والنقش على الصخور. وما تركه لنا من أبجدية وأنواع الخطوط أدلة نادرة وغير مسبوقة توصل إليها فريق الرجل، مكنته من بناء قصة غير موجودة في كتب التاريخ.
حوار مجلة "الرجل" الافتراضي يرتقي في بعض فصوله إلى المناظرة الفلسفية، فالملك يسأل ويعترض ويناقش بما يظهر المكانة الفكرية لقائد محنك، يغرف من معين الحضارة اللحيانية، ويربط الماضي بالحاضر، ويدافع عن المكانة الثقافية لمملكته، حيث استنبط فريق الرجل وجود مدارس تعلم القراءة والكتابة بدلالة وجود آلاف النقوش وانتشار أنواع متعددة من الخطوط جنبًا إلى جنب مع الخط الداداني (اللحياني) بحروفه الثمانية والعشرين.
وتطرق الحوار إلى نظام الحكم، ووجود مجلس استشاري يطلق عليه "هجبل"، وأشار إلى احتضان عدد من الجاليات في ود وسلام، كما تناول دور المعابد في بناء اقتصاد قوي وازدهار المملكة، وبيّن أهمية موقع دادان على طريق البخور، حيث تقصدها القوافل من الجنوب إلى الشمال. ولم يغفل تفسير كثير من النقوش التي تدلل على دور المرأة ومكانتها البارزة في تلك الحقبة.
وفي نهاية اللقاء تمنى الملك تلمي بن هنأوس بناء ما تهدم، وإعادة الشعلة لمنارة الصحراء، وأضاف: "أعيدوا كل شيء إلى ما كان عليه.. واتركوا قلبي ينام قريرًا تحت ظل نخلة في دادان".
ونوهت مجلة الرجل بالمساعدة القيمة التي قدمها فريق الهيئة الملكية لمحافظة العلا، فيما وصلت إليه من إحاطة وإنجاز لعملها على صورة وحوار الملك تلمي بن هنأوس.
تفاصيل شائقة وجوانب غامضة تكشف لأول مرة عن حياة الملك تلمي بن هنأوس ودادان (العلا) منارة الصحراء والحضارة اللحيانية تطالعونها في النسخة الإلكترونية للمجلة وعلى صفحاتها الورقية.
يمكنكم الاطلاع على العدد كاملاً عبر الضغط هنا