هل اللبن مفيد لحرقة المعدة أم أضراره أكثر؟
رغم أهميته الشديدة للصحة العامة للجسم، فإنّ كثيرا من الناس لا تفضل تناول اللبن، إذ يرونه مناسبًا لمرحلة عمرية معينة، في حين أن آخرين لا يتناولونه على الإطلاق مهما كانت الظروف.
ويحتوي اللبن على الكالسيوم، والبروتين، والدهون، خاصةً إذا كان كامل الدسم، والكالسيوم مُثبَت دوره في تخفيف حرقة المعدة، أمَّا البروتين فقد يُخفِّف حرقة المعدة وقد لا يفعل، وأخيرًا فالدهون مُعزِّزة لحرقة المعدة؛ إذ يستغرق هضمها وقتًا طويلًا، كما تُرخِي العضلات السفلية للمريء، ومِنْ ثَمَّ فقد جمع اللبن بين المتناقضات، فهل يُمكِن أن يُخفِّف حرقة المعدة؟
حرقة المعدة وارتجاع المريء
حرقة المعدة أحد أعراض ارتجاع المريء؛ إذ ينشأ نتيجة صعود حمض المعدة إلى المريء، ما يُؤدِّي إلى تهيُّج النسيج المُبطِّن له، ومِنْ ثَمَّ الشعور بالألم وحرقة المعدة.
عادةً، يُعانِي مرضى ارتجاع المريء من ارتخاء في المعصرة المريئية السُفلية، ما يُسهِّل صعود حمض المعدة إلى المريء.
هل يُخفِّف اللبن حرقة المعدة؟
تُوجَد بعض الأدلة على أن الكالسيوم والبروتين الموجودين في اللبن، يُساعِدان على التغلب على حرقة المعدة، وفيما يلي نقاش ذلك تفصيلًا:
كالسيوم اللبن وحرقة المعدة
تُستخدَم كربونات الكالسيوم في صورة مُكمِّلات للكالسيوم عادةً، لكنَّها أيضًا من مضادات الحموضة؛ نظرًا لدورها في معادلة حمض المعدة.
يُوفِّر الكوب الواحد من اللبن البقري "245 مل" نحو 21 - 23% من احتياج الجسم اليومي من الكالسيوم؛ ولاحتوائه على ذلك القدر الكبير من الكالسيوم، فقد ربط بعض الباحثين بينه وبين تخفيفه لحرقة المعدة.
وذكر موقع "healthline" دراسةً أُجريت على 11,690 مشاركًا؛ مُبيِّنةً أنَّ تناول قدرٍ كبيرٍ من الكالسيوم أدَّى إلى تقليل فرص الإصابة بحرقة المعدة لدى الرجال.
كذلك أُجريت دراسة على 18 إنسانًا مُصابًا بحرقة المعدة، فتبيَّن أنَّ الحصول على كربونات الكالسيوم، زاد قوة المعصرة المريئية السفلية في 50% من الحالات، ما ساهم في الحد من حرقة المعدة.
بروتين اللبن وحرقة المعدة
اللبن مصدر ممتاز للبروتين؛ إذ يحتوي كوب اللبن الواحد على 8 غرامات من البروتين، وقد أُجريت دراسةٌ، ساقها "healthline"، مُبرزةً أنَّ الناس المُتناولين لقدرٍ أكبر من البروتين، أقل عُرضةً للإصابة بحرقة المعدة، بل يظن الباحثون أنَّ البروتين مُسهِم في التغلب على حرقة المعدة؛ لتحفيزه إفراز هرمون الغاسترين.
يُقوِّي هرمون الغاسترين انقباض المعصرة المريئية السفلية، ما يسمح بإفراغ محتويات المعدة، ويمنع صعودها إلى المريء، لكنَّ يُحفِّز ذات الهرمون إفراز حمض المعدة، ومِنْ ثَمَّ فقد يزيد الشعور بحرقة المعدة؛ لذا ليس واضحًا بعد ما إذا كان بروتين اللبن واقٍ من حرقة المعدة، أم مفاقم لها.
اقرأ أيضًا: دراسات تكشف أضرار اللبن للرجال
هل يُفاقِم اللبن حرقة المعدة؟
يحتوي كوب اللبن الواحد على 8 غرامات من الدهون، ومعلومٌ أنَّ الأطعمة الدهنية من أبرز مُسبِّبات حرقة المعدة؛ إذ تُؤدِّي إلى ارتخاء المعصرة المريئية السفلية، ومِنْ ثَمَّ صعود حمض المعدة إلى المريء.
أيضًا تستغرق الدهون وقتًا في هضمها، مقارنةً بالبروتينات والكربوهيدرات، ومِنْ ثَمَّ تبقى في المعدة فترةً طويلةً، وهذا أيضًا من العوامل التي قد تُسبِّب حرقة المعدة؛ لعدم تفريغ المعدة للطعام سريعًا.
لذا إِنْ كُنتَ بحاجةٍ إلى شرب اللبن لأجل حرقة المعدة، فمن الأفضل الاعتماد على اللبن قليل أو منزوع الدسم.
هل يُعادل اللبن حمض المعدة؟
قد يُساعِد شرب كوبٍ من اللبن في تخفيف حرقة المعدة في الحال؛ لأنَّ اللبن ذو قدرةٍ على تخفيف حمض المعدة مؤقتًا، لكن بمرور الوقت، وتعامُل المعدة معه، فإنَّ الدهون المُتوفِّرة في اللبن، تستفز المعدة لإطلاق حمضها، ما يُؤدِّي إلى زيادة حرقة المعدة سوءًا؛ لذا فاللبن قليل الدسم خيارٌ مناسب؛ لتفادي هذه المشكلة.
كذلك، ينبغي شرب كمياتٍ قليلة من اللبن في المرة الواحدة؛ لأنَّ ملء المعدة باللبن يُفاقِم حرقة المعدة.
أطعمة ومشروبات لتخفيف حرقة المعدة
بدلًا من اللبن، والاختلافات حول حقيقة فعاليته في التغلب على حرقة المعدة، إليك قائمة بأهم الأطعمة والمشروبات المُخفِّفة لحرقة المعدة:
- الأعشاب، مثل الزنجبيل، البابونج، عرق السوس "مع الاحتياط عند تناول عرق السوس لمرضى القلب".
- صودا الخبز.
- خل التفاح.
- العلكة خالية من السكر؛ إذ تُحفِّز إفراز اللعاب، ما يُؤدِّي إلى تقليل إفراز حمض المعدة.
- تناول الموز، أو الأطعمة القلوية مثل زيت جوز الهند.