عندما تطلق عملاقًا تأكد أنه لن يهاجمك! القصة الكاملة لـ«جوجل» مع الذكاء الاصطناعي
الثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في العالم لن تهدأ قريبًا، إذ أصبح الصيحة الأحدث في عالم التقنية والمجال الذي تحاول الكثير من الشركات الدخول إليه واستخدامه في منتجاتها.
ورغم أنه ليس تقنية حديثة بالكامل، لكن الاستخدام الجديد لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي ظهر مع روبوت ChatGPT كان كفيلًا بجذب أنظار العالم.
مايكروسوفت هي واحدة من الشركات التي تمكنت من الاستفادة بالزخم الإعلامي المحيط بروبوت ChatGPT تحديدًا وتقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة، وذلك عبر توسيع استثماراتها في الشركة المطورة لهذا الروبوت، وهو الأمر الذي ساعدها على تقديم منتجها الأحدث Bing Chat الذي يجمع بين الروبوت ومحرك بحث مايكروسوفت Bing وهو ما جعل ملايين المستخدمين حول العالم ينتقلون إلى Bing ويبدأون في استخدام محرك البحث والروبوت الخاص به، ولكن ماذا عن جوجل؟ وهل يهددها هذا الأمر؟
حجر البداية
جوجل العملاقة التي نعرفها اليوم لم تولد هكذا، إذ بدأت على شكل شركة صغيرة في قصة ملحمية نعرفها جميعًا، ولكن ما يتجاهله الجميع في هذه القصة هو دور الذكاء الاصطناعي، وكيف تمكنت خوارزميات محرك بحث جوجل من تغيير شكل الإنترنت حتى يصبح كما نعرفه اليوم.
عندما ظهرت جوجل للمرة الأولى، اعتمدت الشركة على خوارزمية بحث سريعة للغاية تستطيع البحث في جميع المواقع والنصوص الموجودة على الإنترنت، ورغم بساطة الفكرة، فإن الشركة استمرت في تطويرها عبر الأعوام حتى أصبحت الخوارزمية الذكية التي تعرف قصدك قبل أن تكتبه الآن، وتستطيع بسهولة عرض النتائج التي تبحث عنها في وقت قياسي للغاية، ثم بدأت بتطبيق هذه الخوارزمية في المنصات الأخرى مثل يوتيوب وتوسعت بشكل كبير.
الذكاء الاصطناعي كان هو حجر الأساس الذي استندت إليه شركة جوجل حتى تصل إلى ما هي عليه اليوم، ورغم أن الذكاء الاصطناعي كان بدائيًا في وقتها، إلا أنه كان كافيًا لتلبية احتياجات المستخدمين وخلق استخدامات جديدة مكنّت جوجل من التحول إلى هذا العملاق، والآن الذكاء الاصطناعي ذاته يهدد عرش جوجل الذي ساهم في صنعه.
تهديد حقيقي لأعمال جوجل
منذ أن بدأت مايكروسوفت في استخدام روبوت ChatGPT مع محرك البحث الخاص بها وبدأت إدارة جوجل تشعر بالخطر المحدق بها وتستعد للمعركة المستقبلية، وهو الاستعداد الذي ظهر بوضوح في فبراير 2023 عندما استدعت الشركة مؤسيسها لاري بيج وسيرجي بين حتى يتمكنوا من العمل على نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة، وذلك بعد تقاعدهم لفترة طويلة.
وتحت الضغط الناتج من تهديدات مايكروسوفت وإعلانها عن إتاحة Bing Chat للمستخدمين حول العالم، أسرعت جوجل في الكشف عن روبوت الذكاء الاصطناعي الخاص بها تحت اسم Bard، ورغم أن جوجل تمتلك نماذج ذكاء اصطناعي ناجحة للغاية في الاستخدام الداخلي، فإن الإطلاق التجريبي للروبوت الجديد كان كارثيًَا لدرجة أن جوجل خسرت 100 مليار دولار من أسهمها بعد أن أجاب Bard على بعض الأسئلة بشكل خاطئ.
دفع ذلك جوجل لأن تعلن بأن الروبوت ما زال تجريبيًّا ويحتاج إلى المزيد من الاختبار، وجعلت التسجيل للحصول على الروبوت يحتاج إلى الدخول في قائمة انتظار طويلة بينما تعمل الشركة على تحسين الروبوت وطريقة استجابته والردود التي يقدمها.
الوقت الذي تستغرقه جوجل في تطوير روبوت الذكاء الاصطناعي الخاص بها أتاح لمايكروسوفت فرصة حتى تعمل على تحسين جودة الروبوت وجعله مناسبًا للاستخدام اليومي بشكل أكبر، ومع الزخم الذي يتمتع به ChatGPT، تمكنت مايكروسوفت من جذب أكثر من 100 مليون مستخدم في الشهر الأول من إطلاقه.
اقرأ أيضًا: هل تحرر ثورة الذكاء الاصطناعي الموظفين من العمل في المكاتب؟
الابتعاد عن جوجل
طريقة استخدام Bing Chat والبحث عن الإجابات عبره لا تختلف كثيرًا عن استخدام محرك بحث جوجل أو Bing ، إذ تعتمد على طرح سؤال على الروبوت والانتظار حتى تظهر الإجابة مع مجموعة من المصادر التي اعتمد عليها الروبوت.
ولكن سهولة الوصول إلى إجابات شافية وسرعة النتائج كانت كفيلة لجذب المستخدمين، وهو ما دفع بعض الشركات للتفكير في الابتعاد عن جوجل والتعاقد مع مايكروسوفت، وتحديدًا أبل وسامسونج.
لمدة تزيد على 10 أعوام كان محرك بحث جوجل هو محرك البحث الافتراضي لأجهزة أبل وسامسونج المختلفة، ولكن الآن تفكر هذه الشركات في الانتقال إلى Bing طمعًا في الوصول إلى Bing Chat بشكل سهل.
ابتعاد سامسونج وأبل عن جوجل والتعاقد مع مايكروسوفت من أجل محرك البحث الخاص بها سيشكل الضربة الكبرى لجوجل، وذلك لأنها ستخسر جزءًا كبيرًا من مستخدمي الهواتف المحمولة الذين أصبحوا يشكلون أكثر من 90 ٪ من إجمالي مستخدمي الإنترنت ومحركات البحث بشكل عام.
ومن الأكيد أن جوجل تستعد للرد على مايكروسوفت عبر نموذج ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا وتقدمًا، وهو الأمر الذي كان واضحًا للغاية في أحدث لقاء مع سوندار بيتشاي، إذ استعرض في حلقة CBS 60 Minutes جزءًا من مخططات جوجل لاستخدام الذكاء الاصطناعي والنماذج التي تعمل عليها سواء كانت لتوليد الصور أو مقاطع الفيديو.