«The Safe Zone».. تجربة فريدة من صُنع الذكاء الاصطناعي
في ظل ثورة تكنولوجية هائلة لا تتوقف وصل بها العقل البشري إلى أقوى درجات الإبداع والتطور، وصلت إلى حد ابتكار العديد من برامج الذكاء الاصطناعي التي لديها القدرة على إجراء محادثات فورية مباشرة مع البشر، بل ولديها القدرة على الإجابة على كافة الاستفسارات والأسئلة في العديد من المجالات وكذلك إعداد المحاضرات والسير الذاتية والعديد من الاستخدامات الخارقة، ولعل من أبرز هذه البرامج وأحدثها برنامج «CHATGPT».
وقام فريق عمل باستخدام هذا البرنامج الرائع في صناعة أول فيلم قصير يعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي، ويُعد فيلم «The safe zone» الذي تم نشره عبر منصة «يوتيوب» هو أول تجربة يتم صُنعها بالكامل اعتمادًا على الروبوت.
كيف صُنع فيلم «The Safe Zone»؟
اُختير سيناريو هذا الفيلم من بين أكثر من 100 سيناريو من خلال طاقم العمل المكون من 4 أفراد أبرزهم الممثل الفلبيني ريتشارد خوان، والمصور السينمائي أوديسي فلوريس، مع مطور البرامج آرون كيمير، وقد اتفق فريق العمل على عمل تجربة فريدة من نوعها في عالم الأفلام القصيرة، حيث تم الاعتماد بشكل كامل على برنامج «CHATGPT» لتصميم كل ما يخص الفيلم من اللقطات والزوايا ومواضع الإرسال والإضاءة .
قصة الفيلم تدور حول عدد من الأشقاء تلقوا أخبارًا تفيد بأن الروبوت على وشك أن يستعبد البشرية كلها، وهو التحدي الذي سيحاولون مواجهته خلال أحداث الفيلم القصير «The Safe Zone» والذي تم طرحه للجمهور في نوفمبر الماضي عبر «يوتيوب».
برنامج «Chat GPT»
رأي عدد من الأكاديميين والباحثين بعد مشاهدتهم للفيلم الذي اعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي، أن «Chat GPT» به العديد من أوجه القصور في الكثير من المجالات مثل كتابة النصوص وتصميم الكتب المصورة وحتى في مجال الموسيقى، وهي جميعها من المجالات الإبداعية ما يُعد بمثابة رسالة اطمئنان بعدم استحواذ الذكاء الاصطناعي حتى الآن على إبداعات وقدرات العقل البشري، فهم يرون أنه لا يستطيع اجتياز اختبار «تورينج» الذي يحدد قدرة الذكاء الاصطناعي في منافسة العقل البشري، إلا أن هذه الملاحظات سوف تؤدي إلى اهتمام رواد الذكاء الاصطناعي بمزيد من التطوير لبرنامج «Chat GPT» لتلافي تلك العيوب مستقبلاً، ما سيشكل تحد حقيقي في مجال صناعة الأفلام مستقبلاً، ويخلق منافسة بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
منافسة الذكاء الاصطناعي للعقل البشري
بالرغم من بعض الانتقادات التي وُجهت إلى برنامج الذكاء الاصطناعي «Chat GPT» بظهور بعض أوجه القصور، إلا إنه أظهر العديد من المزايا خلال تجربة هذا الفيلم، فقد أثبتت التجربة أن الذكاء الاصطناعي يمنح القدرة على إنجاز العديد من المهام وتشغيل مئات الأشياء في وقت قصير للغاية مقارنة بما يستغرقه البشر في إنجاز نفس المهام، علاوة على توفير جزء كبير من تكلفة إعداد الكاميرات والإضاءة وغيرها ما سيجعله جزء أساسي في صناعة الأفلام مستقبلاً.
إقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يبدأ بإتقان اللعبة الشهيرة
إلا أن العديد من المستخدمين والمتخصصين يطلقون التحذيرات من تطوير الروبوت والذكاء الاصطناعي بشكل يشكل تهديدًا للعنصر البشري، إذ أدى هذا الأمر بالفعل في مجالات أخرى لاستغناء بعض الشركات العالمية عن العنصر البشري والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الرد على العملاء وإجابة استفساراتهم، وانتشار هذا الأمر سيزيد من خطورة التطور التكنولوجي على العنصر البشري وسوف يشكل تهديدًا مباشرًا له.