المقلاة الهوائية.. زيوت أقل وسعرات حرارية محدودة
مع التطور الهائل الحاصل في مختلف المجالات، يلجأ الإنسان إلى كل ما من شأنه أن يساعده على تسهيل أمور حياته، وفي الوقت نفسه لا يسبب له أي ضرر.
ولأن زيادة الوزن هو الكابوس الذي يخشى منه الكثيرون، فإن تقليل الزيوت والدهون في الطعام هو السبيل الأول لتحقيق هذه الغاية، ما يدفعنا جميعًا إلى البحث عن كل ما يؤدي إلى الحفاظ على القوام الممشوق، وفي الوقت نفسه عدم زيادة الوزن.
أحد أهم الأدوات التي تُستخدم لتحقيق هذا الهدف هي المقلاة الهوائية، التي تستعين بقدر بسيط من الزيت، ما يؤدي إلى تقليل نسبة الدهون في الطعام المقلِي، ويساعد على منع زيادة الوزن، بل إنها ساهمت كذلك في تقليل كمية المواد المُسرطِّنة، مثل: الأكريلاميد، في المقليات التي تعتمد على استخدام قدرٍ كبيرٍ من الزيت، لكن هل يعني ذلك أنَّ المقلاة الهوائية آمنة تمامًا لصحتك؟
ما هي المقلاة الهوائية؟
أحد أجهزة المطبخ المُستخدَمة لقلي الطعام كاللحوم، والبطاطس، وغيرها، إذ تعمل عبر تدوير الهواء الساخن حول الطعام؛ لجعله مُقرمشًا.
كيف تعمل؟
تُملأ السلة بالطعام، ثُمَّ تُوضع داخل الجهاز "المقلاة الهوائية"، وبعد الضغط على بعض الأزرار، ينتج طعام مقرمش من الخارج، طريٌ من الداخل بشرط استخدام زيت قليل أو عدم إضافته.
تعمل المقلاة الهوائية من خلال دفع الهواء الساخن؛ كي يتصل الزيت والطعام في الهواء الساخن، ومِنْ ثَمَّ فتدفُّق الهواء إلى جانب الحرارة، يُنشِئ طعامًا مقليًا مقرمشًا.
وهذا على النقيض من القلي العميق، الذي يتضمَّن غمر الطعام في الزيت؛ إذ تُدوِّر المقلاة الهوائية الهواء الساخن سريعًا حول الطعام دون حاجةٍ إلى غمر كامل الطعام في الزيت.
تحتاج المقلاة الهوائية إلى ملعقة صغيرة من الزيت فقط "15 مل"؛ للحصول على نفس مذاق الطعام في حالة القلي العميق.
فوائد المقلاة الهوائية
تحد المقلاة الهوائية كثيرًا من أضرار الزيت على صحة الجسم، ومِنْ ثَمَّ تشمل فوائدها ما يلي:
1- خفض نسبة الدهون
الأطعمة المقلية مُتخمَةٌ عادةً بالدهون، مقارنةً بالأطعمة المطهية بطرقٍ أخرى، فمثلًا يحتوي صدر الدجاج المقلي على دهون أكثر بالمقارنة مع نفس الكمية من الدجاج المشوي.
وقد ادَّعت بعض العلامات التجارية للمقالي الهوائية، أنَّها تُسهِم في خفص نسبة الدهون في الطعام المقلي بنسبة 75%؛ لأنَّها لا تتطلَّب استخدام قدرٍ كبيرٍ من الزيت، فالمقالي العميقة تحتاج كمية من الزيت أكبر 50 ضعفًا مِمَّا تحتاج إليه المقلاة الهوائية، وقد أيَّدت الدراسات ما يقال عن خفض نسبة الدهون بالنسبة إلى المقالي الهوائية حسب ما أشار إليه موقع "healthline".
2- خسارة الوزن الزائد
ليست الأطعمة المقلية مليئة بالدهون فحسب، بل هي كذلك غنية بالسعرات الحرارية التي قد تزيد الوزن، وقد بيَّنت مراجعة كبيرة لعدَّة دراساتٍ أنَّ كثرة تناول المقليات، زاد فرص الإصابة بالسمنة.
لذا إِنْ كُنتَ تشتهي الأطعمة المقلية وترغب في خسارة الوزن، فإنَّ المقلاة الهوائية خيارٌ مناسب؛ لأنَّ الأطعمة المقلية بوساطتها تحتوي على قدرٍ أقل من السعرات الحرارية، ومِنْ ثَمَّ المُساهمة في خسارة الوزن، أو على الأقل منع زيادته.
اقرأ أيضًا: رجيم لو كارب.. نظام مثالي لإنقاص الدهون دون مخاطر
3- تقليل كمية الأكريلاميد في الطعام
أيضًا تحتوي الأطعمة المقلية على مادة "الأكريلاميد" جنبًا إلى جنب مع الدهون والسعرات الحرارية العالية.
"الأكريلاميد" مُركَّب يتكوَّن في الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، أثناء الطهي في درجة حرارة مرتفعة، كما هو حاصل مع القلي العميق، وقد صُنِّف ذلك المُركَّب حسب الوكالة الدولية لبحوث السرطان بأنَّه "مُسرطن بشري مُحتمَل".
لذا فإنَّ استخدام المقلاة الهوائية يُسهِم في تقليل مستويات "الأكريلاميد" في الطعام المقلي، بل قارنت دراسةٌ بين قدر "الأكريلاميد" في القلي العميق والقلي الهوائي، فاستبان تراجع مستوياته بنسبة 90% مع المقلاة الهوائية مقارنةً بالقلي العميق.
ما زالت هناك حاجةٌ إلى أبحاثٍ لمعرفة دور المقلاة العميق في خفض مستويات المُركَّبات الأخرى المُتكوِّنة مع طهي الطعام بدرجة حرارة مرتفعة، والتي قد تزيد فرص الإصابة بالسرطان، لكن ما ثبت هو دورها في تقليل مستويات "الأكريلاميد".
4- منع إنتاج المُركَّبات السامة
قد يُستخدَم نفس الزيت للقلي عِدّة مراتٍ، ما يُؤدِّي إلى إنتاج مُركَّبات سامة تُعرَف بـ "مُركَّبات الأكسجين التفاعلية"، كما تُساعِد إعادة تسخين الزيوت بمرور الوقت في تقليل مضادات الأكسدة الموجودة في الزيت والطعام، أمَّا المقلاة الهوائية فاستخدام الزيت فيها محدود.
مضادات الأكسدة هي المُحارِب الرئيس لمُركَّبات الأكسجين التفاعلية، ومِنْ ثَمَّ فهي المسؤولة عن وقف تدمير الخلايا جراء التعرُّض لمثل هذه المُركَّبات السامة.
أيضًا فإنَّ تناول أطعمة فقيرة بمضادات الأكسدة، يُضعِف دفاعات الجسم، ويزيد فرص الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب.
اقرأ أيضًا: هل يفيد الليمون والقهوة في خسارة الوزن حقًا؟
عيوب المقلاة الهوائية
يبدو أنَّ المقلاة الهوائية صحية جدًا، لكن يجدر الانتباه إلى بعض العيوب المُتعلِّقة بها؛ كي تكتمل الصورة لديك:
- تستغرق المقلاة الهوائية وقتًا أطول في قلي الطعام مقارنةً مع القلي العميق.
- تُنتِج المقلاة الهوائية طعامًا ذا مذاق مختلف، وأقل قرمشة من القلي العميق.
أيهما أفضل المقلاة الهوائية أم طرق الطهي الأخرى؟
من المهم طهي الطعام بأصحّ وسيلةٍ ممكنة، فمنبت الداء من الطعام ابتداءً، ويُمكِن الوقاية من جمٍ غفيرٍ من الأمراض فقط بتناول طعامٍ صحي؛ لذا فيما يلي مقارنة بين المقلاة الهوائية والطبخ في الفرن:
المقلاة الهوائية والطبخ في الفرن
يعتمد الطبخ في الفرن والمقلاة الهوائية على نفس وسيلة التسخين؛ ألا وهي الهواء الساخن، وقد أظهر بحثٌ في مجلة "علوم الأغذية"، أنَّ السمك المقلي بوساطة المقلاة الهوائية يحتوي على قدرٍ أقل من أوميغا -3، بل يُحتمَل زيادة عدد المركبات الالتهابية.
لكن هذا لا يقتصر على المقلاة الهوائية فقط، بل أيَّما وقت تعرَّض فيه الطعام لحرارة، يتغيَّر قوامه، وقد تتكوَّن المُركَّبات الالتهابية، إذ أشار بحثٌ آخر في مجلة بلوس ون "PLoS ONE" إلى أنَّ السمك المشوي قد يتكوَّن فيه مُركَّبات التهابية، وهنا لم تُستخدَم المقلاة الهوائية بالطبع.
وبيَّن ذات البحث أنَّ إضافة بعض الأعشاب إلى السمك، قلَّل أكسدة الدهون التي تحدث مع القلي الهوائي، ومِنْ ثَمَّ حدّ من تكوين المُركَّبات الالتهابية؛ لذا يُفضَّل الحصول على أعشابٍ مضادة للالتهاب، وإضافتها للسمك أثناء قليه هوائيًا.
تتميَّز المقلاة الهوائية بأنَّها أسرع من الفرن، لكنَّها لا تتسع لقدرٍ كبيرٍ من الطعام عكس الفرن، وعلى كل حالٍ، لن يختلف المحتوي الغذائي المُتوفِّر في الطعام سواءٌ قُلي هوائي، أو طُهي بوساطة الفرن.
هل المقلاة الهوائية آمنة؟
تُعدّ المقلاة الهوائية صحية وآمنة مقارنةً مع القلي العميق؛ فهي لا تُوفِّر قدرًا كبيرًا من السعرات الحرارية، كما تُقلِّل نسبة الدهون والأكريلاميد السرطاني، ومِنْ ثَمَّ تنخفض فرص الإصابة بالسمنة وغيرها من أمراضٍ مزمنة.
أمَّا بمقارنة المقلاة الهوائية مع الطهي في الفرن، فليس الفرق واضحًا باستثناء أنَّ المقلاة الهوائية تطهو الطعام أسرع.
لا يعني ما ذُكر أنَّه يُسمَح بتناول قدرٍ لا نهائي من الطعام المليء بالسعرات الحرارية بوساطة المقلاة الهوائية؛ إذ الميزة التي تُوفِّرها المقلاة الهوائية هي استخدام قدرٍ قليلٍ من الزيت؛ لذا فإنْ أضاف المرء كمية كبيرة من الزيت، فقد تهتز الفوائد التي يُمكِنك الحصول عليها.
نصائح لاستخدام المقلاة الهوائية
ختامًا، إليك أهم النصائح التي تساعدك على استخدام المقلاة الهوائية بأمثل طريقة:
- قراءة التعليمات: تتطلَّب المقلاة الهوائية، أو أغلب أنواعها، أن تبقى على مسافة لا تقل عن 5 بوصات "12.5 سم" فوق منفس العادم.
- استخدام قدرٍ قليل من الزيت: يُفضَّل إضافة ملعقة أو ملعقتين فقط من الزيت، وليس ذلك فقط من أجل تقليل السعرات الحرارية، وإنَّما كي لا تخرج كمية كبيرة من الدخان، وكذلك حتى لا يصير مذاق الطعام غير مُحبَّب.
- تجنُّب بخاخ الزيت: قد يُؤدِّي استعمال بخاخ زيوت الطهي إلى تفكيك سلة المقلاة الهوائية؛ مُطلقًا أبخرة سامة.
- لا تعتمد عليها وحدها: من الأفضل أن تكون المقلاة الهوائية جزءًا من الطهي الكُلِّي للطعام، لا أن تكون الوسيلة الوحيدة، فذلك يساعد على تناول أنواعًا مختلفة من الطعام، ومِنْ ثَمَّ تحصيل مزيدٍ من العناصر الغذائية.