مُغنٍّ وعازف جيتار أمريكي شهير، حاز جائزة جرامي 6 مرّات، وصاحب المكان الأثير في قاعة مشاهير موسيقى "الروك أند رول".. إنه بلا شك جيمس تايلور.
ولأن حياة تايلور فيها الكثير ممّا يختلف عن معرفة أنه أحد أكثر فناني الموسيقى بيعًا لإنتاجه عبر التاريخ، إذ باع أكثر من 100 مليون تسجيل في أنحاء العالم المختلفة، وبخلاف الجوائز التي حازها بصوته وكلماته وعزفه الاستثنائي، وبخلاف الشهرة الطاغية التي حققها في سبعينيات القرن الماضي ولا تزال سارية إلى الآن، فإن هناك جوانب لا يعلمها الكثيرون حول هذه الشخصية الفنية المتفردة.. جوانب لها علاقة بالنشأة، قبل 10 سنوات من ارتفاع سهمه حول العالم أجمع.
عائلة تتنفس الموسيقى!
أول ما يلفت انتباهك وأنت تستعرض نشأة جيمس تايلور أنه سليل عائلة تتنفس الموسيقى، فرغم عمل والده طبيبًا مقيمًا في إحدى المستشفيات، إلا أن والدته يبدو أنها هي من زرع حب الموسيقى في هذا البيت.
لقد درست والدته الغناء مع ماري سونديليوس في معهد نيو إنجلاند للموسيقى وكانت مطربة أوبرا طموحة قبل أن تتزوج والد جيمس تايلور في عام 1946.
رغم توقف مسيرتها الفنية بعد الزواج، فإنّها بذرت حب الموسيقى في أبنائها، فتايلور هو الشقيق الأصغر للموسيقي أليكس تايلور (1947-1993) والأخ الأكبر للموسيقيين كيت تايلور (مواليد 1949) وليفينجستون تايلور (مواليد 1950).
كان أخوه الأصغر، واسمه هيو (من مواليد 1952) موسيقيًا أيضًا، ولكنه ترك صناعة الموسيقى وتوجه إلى المجال الفندقي.
الدراسة والتخصص
تلقى تايلور دروسًا في التشيلو عندما كان طفلاً في ولاية كارولينا الشمالية التي انتقلوا إليها بعدما شغل والده وظيفة الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة نورث كارولينا.
تعلم أيضًا العزف على الجيتار في 1960 وهو الشيء المميز الذي طور أسلوبه إلى درجة كبيرة متأثرًا بموسيقى "وودي جوثري".
بعمر الرابعة عشرة، أيقن تايلور أن الكتابة لا بُدَّ أن تمنحه التفرد الذي يكمل بناءه الموسيقي، لذلك كتب أغنيته الأولى واستمر في تعلُّم العزف على الجيتار دون عناء.
في 1961 وحين كان في بدايات شبابه، انضم إلى فرقة شكّلها أخوه أليكس تسمى The Corsairs (سميت فيما بعد The Fabulous Corsairs) وكان اختصاصه فيها أن يعزف على الجيتار الكهربائي.
اقرأ أيضًا:كيف أصبح مِل غيبسون من أغنى فناني العالم؟
وللبيئة من إبداعه نصيب!
تجد دائمًا في موسيقى جيمس تايلور وكذلك في صياغته وأوصافه، أن البيئة التي انتقلوا إليها في كارولينا الشمالية شكلت كثيرًا من حسه الموسيقى.
فقد بنى والده منزلًا في منطقة مورغان كريك قبالة طريق مورغان كريك الحالي، التي كانت ذات كثافة سكانية منخفضة، ما منحه الهدوء الكافي كي يطلق لأفكاره العنان.
قال تايلور ذات مرة في وصف هذه الحالة: "التلال النائية، هادئة، ريفية، جميلة، بالإضافة إلى الفصول، والطريقة التي كانت تنبعث منها رائحة الأشياء هناك، أشعر كما لو أن تجربتي مع بلوغ سن الرشد كانت تتعلق بالمناظر الطبيعية والمناخ أكثر من الناس".
ذلك الإحساس الرقيق تشبعت به أغنية "كوبرلاين" على سبيل المثال، التي وصفت دقائق ما شعر به جيمس تايلور طيلة تجربة مليئة بالتشابكات.
الصراعات النفسية
هذا الهدوء ولّد لديه جانبًا مائلًا للعزلة على الصعيد الشخصي، ولأنه كان في فترة انضمام إلى الجيش الأمريكي بأيام شديدة التعقيد منها حرب فيتنام التي اتخذ منها موقفًا رافضًا، فقد كان تايلور يملك دائمًا جرأة التعبير عن المشاعر، وفي الوقت نفسه الاستسلام لها إذا اقتضى الأمر.
تطلب الأمر خضوعه لعلاجات نفسية ومكوثه في مستشفيات لعلاج بعض الأعراض النفسية، قال فيما بعد "إن جزءًا لا يتجزأ من شخصيته هو أن لديه هذه الرؤية للمشاعر".
تايلور بحق هو مزيج بين أنماط سلوكية حياتية مختلفة، وكذلك ظروف نشأة متباينة شهدت تقلبات عدة، في غلاف موسيقاه تستطيع أن تلمح كل هذه التأثيرات، لكنك تنصهر تمامًا في كل ذلك حين تترك لأذنيك المساحة لتسمع وتستمتع بعزفه على الجيتار، كلماته وصوته، تمامًا كما انصهر هو في كل هذه المعطيات!