جاري لينيكر.. نجم كرة قدم بوجوه عديدة
عادة ما تخبو نجومية لاعبي كرة القدم الكبار بعد انتهاء مسيرتهم والاعتزال، وتخفت الأضواء حولهم تدريجيًّا بسبب الابتعاد عن المستطيل الأخضر الذي يستمدون منه أعلى درجات النجومية، ولكن هذا لم يحدث مع أسطورة منتخب إنجلترا لكرة القدم جاري لينيكر، فما الذي حصل؟
الهداف التاريخي لمنتخب الأسود
استطاع جاري لينيكر (الهداف التاريخي لمنتخب إنجلترا) أن يواصل نجوميته بعد اعتزال كرة القدم، من خلال أكثر من مجال دخل فيه، وهو الأمر الذي يوحي بقوة الشخصية والتأسيس الشخصي الجيد لدى لاعب كرة قدم لم يستمد نجوميته فقط خلال سنوات اللعب.
يعد لينيكر واحدًا من أهم اللاعبين الذين مثلوا منتخب إنجلترا في التاريخ، كيف لا وهو الهداف التاريخي لمنتخب "الأسود الثلاثة" في المونديال برصيد 10 أهداف!
لقد سجل لينيكر أهدافه العشرة في مونديال 1986 في المكسيك، و1990 في إيطاليا بواقع 6 أهداف في الأول و4 في الثاني.
في 1986 في ذروة تألق دييجو أرماندو مارادونا وقيادته الأرجنتين للمجد الذي لا ينسى برفع لقب المونديال الثاني في تاريخ التانجو، كان لينيكر هو هداف النسخة برصيد 6 أهداف متفوقًا على مارادونا نفسه.
وفي مونديال 1990 استطاع أن يحتل صدارة هدافي منتخب إنجلترا في المونديال برصيد 4 أهداف، ولكنه في النسختين لم يستطع قيادة المنتخب لأكثر من المربع الذهبي.
اقرأ أيضًا:أميتاب باتشان.. كاد أن يفقد حياته ويعتزل التمثيل في شبابه
الانطلاقة من استوديوهات "بي بي سي"
فيما يتعلق بالمنتخب الإنجليزي، يعد لينيكر سابع أكثر اللاعبين تمثيلاً لهم في المونديال.
وعلى مستوى الأندية، امتلك لينيكر مسيرة رائعة في عدد من الأندية الكبرى أبرزها برشلونة الإسباني وكان من بين اللاعبين القلائل الذين ذهبوا للاحتراف الخارجي في الدوريات الكبرى، وأثبت براعته في دوري بحجم "الليجا".
حين خاض لينيكر مباراته الأخيرة في عام 1994 وقرر تعليق حذائه بعمر 34 عامًا، كان يستعد لخوض تجربة إعلامية تعيده للأضواء، لكنه لم يتوقع أن يأتي النجاح بسرعة، بل بهذه الدرجة.
لقد بدأ لينيكر سريعًا للغاية، في الاستوديوهات العريقة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" التي أعلنت بعد أشهر من اعتزال لينيكر أنه سيكون ضيف تحليل المونديال في الشبكة.
ليس من الإنجاز في شيء أن يظهر لاعب كرة قدم في استوديو تحليلي خاص ببطولة كبرى، هذا السلوك لا يزال شائعًا ولا يوحي بجودة اللاعب على المستوى الإعلامي، ولكن مسار لينيكر عقب هذه التجربة يؤكد ما نرمي إليه حول أنه استطاع
أن ينقل نجوميته في عالم كرة القدم تمامًا إلى حقل الإعلام.
الدليل على ذلك، بخلاف أنه الآن أحد أهم الوجوه الإعلامية في شبكة "سكاي"، هو أنه بعد 4 أعوام فقط من دخوله مجال الإعلام ضيفًا في استوديوهات "بي بي سي" لتحليل مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، وضعته "بي بي سي" في خانة التقديم، وهي ثقة بناها لينيكر بنجاح كبير خلال 4 أعوام فقط من احتراف العمل الإعلامي، والكل يعلم ماذا يعني أن تكون مقدم برنامج مباشر على "بي بي سي"، الأمر يتطلب كثيرًا من الجودة الإعلامية كي تحظى بمكان من هذا النوع.
برامج وأفلام وثائقية
منذ مونديال 1998 بفرنسا حتى مونديال 2014 بالبرازيل، ظل لينيكر محافظًا على مكانه بوصفه مقدمًا رئيس في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وبالأخص فيما يتعلق بالمونديال.
تتغير الأسماء المشاركة له في الاستوديو من معلقين ومقدمين مساعدين وضيوف، ويبقى لينيكر محافظًا على بريقه الإعلامي.
في الوقت الراهن يقدم لينيكر برامج وأفلامًا وثائقية ويدخل استوديو "سكاي" ضيفًا تارة، ومحللاً معتمدًا من الشبكة تارة أخرى، وما زال نجمًا في المجال الإعلامي بعمر 61 عامًا، وهو المولود في نوفمبر من عام 1960.
محافظ على تقدمه رغم الكِبر
التقدم في السن لم يجعل لينيكر منعزلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي تمامًا كما لم ينل من وسامته ومظهره الشاب، بل على العكس فإن الأرقام عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشهد له.
لينيكر له 8.5 مليون متابع على "تويتر"، وعلى "إنستغرام" 1.1 مليون متابع، ما يجعل لديه حظوة إعلامية جيدة، إضافة إلى سجله الرياضي الباهر، وهذا يجعل حساباته محببة لهواة كرة القدم بشكل عام، والدوري الإنجليزي على وجه الخصوص.
يؤكد نجاح لينيكر في أكثر من مجال حقيقة مهمة، أن الشخص المميز يأخذ تميزه معه أينما حلّ، وليس فقط المجال الذي برع فيه.. وأن بذل الجهد تمامًا كالموهبة يمكن أن يصنع منك نجمًا لامعًا، فما بالك إذا اجتمعا معًا في شخص واحد اسمه لينيكر؟!