سيدة الأعمال سارة العايد: المرأة اليوم قدوة في الأعمال.. وأشقائي الأربعة هم سندي
اسم بارز في مجال ريادة الأعمال، ليس في السعودية فقط، بل على مستوى الوطن العربي، إذ تجاوزت حدود أعمالها الريادية مدينتها جدة، ومن ثمّ وطنها المملكة العربية السعودية.
تتحدث بفخر عن منتدى صاحبات الأعمال الخليجيات بنسخته الخامسة، الذي سيعُقد في جدة بالسعودية لأول مرة في 15 مارس الجاري.
إنها سيدة الأعمال سارة عايد العايد، من أوائل السيدات اللائي دخلن مجال العلاقات العامة في المملكة، فضلاً عن خبراتها ومعرفتها في مجال ريادة الأعمال، حيث تعد أحد مؤسسي شركة «تراكس»، إضافة لعدة مشاريع وشركات أخرى في مجالات إدارة الفعاليات، والتدريب والتطوير، وإدارة الأزمات، وغيرها.
لتصبح سارة عايد العايد، من أهم الأسماء في عالم الأعمال والعلاقات العامة والتواصل على مستوى المملكة، ومن السيدات الأكثر تأثيرًا في العالم العربي بمجال الأعمال العائلية، وفق التصنيف الصادر عن مجلة «فوربس الشرق الأوسط»، لتضع بصماتها الخاصة في دعم وتنمية رائدات الأعمال محليًا، وعلى مستوى الوطن العربي.
سارة العايد، ضيفة مجلة «الرجل»، تتحدث عن عملها التطوعي تحت مظلة مركز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومشاركتها في منتدى صاحبات الأعمال الخليجيات، وأهم محطاتها المستقبلية.
ورش عمل ودورات تدريبية
اهتمامها بتمكين المرأة ومساعدتها على تحقيق مشروعها، واستقلاليتها الاقتصادية لم يبدأ اليوم، تقول العايد: «ترأست مسابقة ولقاء ريادة الأعمال بجدة، وهي مسابقة تهدف للمساندة في تطوير البنية التحتية لريادة الأعمال، بدأنا عام 2013م، واستمرت المسابقة حتى عام 2017م، شارك بها أكثر من 60 ألف رائدة أعمال، وطلاب جامعيون، في حين فاق المشاركون في ورش العمل، والدورات التدريبية ألف مشارك ومشاركة، وحصلت 30 من رائدات الأعمال على فرص الدعم الإرشادي، ونالت 20 رائدة أعمال الدعم في برامج تمويل لمشاريعهن».
هذا لم يكن كل شيء، فقد عملت سارة العايد على تطوير برنامج ريادة الأعمال ويوم رائدات الأعمال العالمي، لتوفير برنامج تدريبي لأكثر من 500 شابٍ وشابة، إضافةً إلى مساهمتها الفاعلة في تمكين أكثر من 120 طالبة لاجئة من فلسطين وسوريا في مدينة عمان بالأردن، من خلال الإرشاد والعمل على تطوير القدرات لإطلاق مشاريعهن الريادية، حيث تم إطلاق ثلاثة مشاريع للرائدات الشابات، والعمل قائم على مشاريع أخرى.
مبينة أنها «بدأت المشروع في الأردن بمعدل زيارة كل شهرين وراوحت أعمار المتدربات ما بين 11 سنة حتى 18 سنة، وكانت المشاريع مختلفة باختلاف أفكار الشابات».
علاقات عامة وتوسع خارج المملكة
أما عن عملها في مجال العلاقات العامة، تقول العايد: «ما من شكٍ أن نجاح أي منشأة يعتمد على عدة عوامل رئيسة؛ هي: الاستدامة، وتنمية فريق العمل، والتركيز على التخطيط الاستراتيجي، وهذه العوامل التي مكنتنا بالفعل من تطوير شركتنا، والنهوض بها من مشروع ريادي إلى واحدة من أكبر شركات العلاقات العامة في المنطقة. وكعضو في مجلس إدارة الشركة، أعتز كثيرًا بالمكانة الرائدة التي وصلت إليها تراكس اليوم، وفخورة حقًّا بكادرها الإداري، ومسيرتها المزدهرة، وأسعى على الدوام للقيام بدوري في تطوير منهجية شاملة، أطمح من خلالها للتركيز على الارتقاء بمنشأتنا، وتعزيز أعمالنا، والاجتهاد لمواكبة طموحات وطننا».
لم تتوقف سارة العايد عن تقييم مشوارها العملي بحسب ما ذكرت، مضيفة: «أمضيت فترة مليئة بالنجاح والإنجاز خلال عملي المباشر بشركة تراكس الإبداعية، ثم مضيت لتأسيس مسيرتي المهنية الخاصة، حيث أسست عدة مشروعات كما أسلفت، حاولت عبرها الإجابة على الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة في ذهني على الدوام: ماذا أستطيع أن أفعل لأساعد الجيل الجديد من رواد ورائدات الأعمال وكل من يطمح ليطلق مشروعًا من فكرة إلى ريادة؟ وماذا يمكن أن أضيف لهم؟ فكما حصلنا على فرصتنا من التوجيه والإرشاد، علينا اليوم أن نكون أعضاءً فاعلين في مجتمعنا، وننقل المعرفة والخبرات إلى طلاب وطالبات الجامعات، ورواد ورائدات الأعمال».
وقد نجحت في هذا المسعى من خلال المشاركة في عدة لجانٍ مختلفة؛ حيث شغلت موقع نائب رئيس اللجنة الوطنية لريادة الأعمال من 2017 إلى 2019، كما شاركت في لجنة شابات الأعمال بغرفة جدة، إلى جانب عدة لجانٍ أخرى مثل المجالس القطاعية مجلس السياحة والثقافة ومجلس التعليم والتدريب. أيضًا شاركت في برامج أخرى تركز على التعليم والتدريب والتطوير.
اقرأ أيضًا:المستشارة المالية أبرار باشويعر: الشيخ صالح كامل علمني ما لم أتعلمه بالجامعات
اتصال هاتفي أخذنا إلى مخيمات الأردن
تجربة مختلفة لسارة العايد امتدت إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ولم يكن هذا مفاجئًا لها، فقد سبق لها أن قضت 12 سنة في الأردن، ولهذا البلد مكان داخل ذكرياتها الجميلة، قائلة: «عشت ما يقارب 12 عاما في المملكة الأردنية، في أثناء مرحلة الدراسة بشكل خاص، وسعدت عندما طُلب مني المشاركة في نقل تجربتنا النسائية السعودية في ريادة الأعمال إلى الأردن، فقد وردني اتصال من صديقة والدتي وطلبت مني مساعدة الشابات من خلال تقديم ورش عمل وتدريب».
تضيف العايد: «بالفعل انتقلت إلى هناك حيث قدمنا العديد من ورش العمل وبرامج التدريب، وانضمت لنا كثير من الفتيات الراغبات في الارتقاء بمهاراتهن الريادية. ومن الأردن، استطعنا تعميم هذه التجربة الفريدة على عدة دول عربية أخرى، من أهمها: مصر، وعُمان، ولُبنان وأقمنا شبكة واسعة مع الكثير من السيدات المميزات، اللائي استفدن من فرص التدريب والتأهيل والإرشاد التي قدمت لهن».
وتتابع: «أما اليوم فأفتخر بكوني من المتطوعات تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لتقديم الورش التطوعية عن تطوير الذات، وريادة الأعمال، وبناء المشاريع في مخيم الزعتري في الأردن».
منتدى صاحبات الأعمال الخليجيات الخامس في جدة
أما حول مشاركتها في منتدى صاحبات الأعمال الخليجيات الخامس الذي يقام في 15 مارس الجاري، في مدينة جدة، بتنظيم من اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي واتحاد الغرف السعودية وغرفة جدة، أوضحت أن «المنتدى يقام بنسخته الخامسة إلا أنه ولأول مرة يقام على الأراضي السعودية تحت عنوان (المرأة الخليجية بين التمكين والقيادة)، لأن المرأة اليوم قدوة في ريادتها للأعمال، والهدف من المنتدى بناء شبكة متكاملة من صاحبات الخبرة، لمساعدة كل من تحتاج إلى المساعدة، وتستفيد من الإرشاد وورش العمل في تطوير أو بناء مشروعها الخاص».
وعن تقيمها للمنتدى، أوضحت العايد «يعتبر منصة خليجية عربية ودولية، لعرض تطلعات وخطط صاحبات الأعمال الخليجيات».
وتابعت: «يوفر المنتدى منصة لبناء شراكات والتعلم من خبرات الغير وتوقيع الاتفاقيات، ودراسة التحديات التي تواجه تطوير الاستثمارات المحلية والخليجية، ودورها في دعم التنمية الاقتصادية، كما يستعرض دور المؤسسات الحكومية في دعم رائدات الأعمال، وتعزيز أهمية دور رائدات الأعمال الخليجيات في غرف مجلس التعاون، إضافة إلى مواضيع أخرى تشمل امتلاك الرائدات لحقوق الامتياز التجاري، وإبراز قصص نجاحهن وتبادل الأفكار والرؤى حول أفضل الممارسات، لتعزيز مكانة المرأة وتمكينها ودعم فرص الابتكار وريادة الأعمال».
مشيرة إلى أن المنتدى يقام كل سنتين في واحدة من دول الخليج، ويعد من أكبر التجمعات لنساء وشابات الأعمال في دول الخليج.
اقرأ ايضًا:عميدة كلية الإعلان لـ«الرجل»: دخلت المجال الأكاديمي لأترك بصمة
تغيرات اقتصادية وسياحية سعودية
تأتي استضافة منتدى صاحبات الأعمال الخليجيات، كدليل على اهتمام المملكة بمجال ريادة الأعمال بحسب قول سارة العايد مضيفة: «بدأنا كرواد أعمال ووصلنا، واحتفلنا هذا العام بـ25 عاما من الوجود والنجاح، نعم السعودية لطالما كانت داعمةً لفتح مجالات اقتصادية جديدة أمام شباب وشبات الوطن، ولعل استضافة حدث مثل المنتدى أكبر دليل على ذلك، فرواد الأعمال هم من نسيج المجتمع الاقتصادي، وهم اللبنة الأولى لنجوم صاعدة في المستقبل في مختلف المجالات.
وما من شكٍ أن التغيرات التي حدثت حول العالم بسبب جائحة كورونا أبرزت فعليًا مدى قوة ريادة الأعمال ورواد الأعمال السعوديين، حيث كنا من الدول الرائدة في مواجهة هذا التحدي الكبير والخروج منه بأقل الخسائر الممكنة ولله الحمد؛ بشريًا في المقام الأول، واقتصاديًا في المقام الثاني».
وبيّنت أنه وبالرغم من التحديات التي واجهت عدد المشاريع التي أوصدت بابها بسبب الجائحة، إلا أن مشاريع أخرى حطت رحالها على أرض الواقع، مؤكدة أن السعودية اليوم لا تواكب وإنما تحدد مستقبل الأعمال، مستشهدة بالمشاريع السعودية الضخمة الجديدة مثل «نيوم»، مشروع «المربع»، و«العلا» وغيرها من المشاريع التنموية الضخمة الأخرى.
إخواني سندي
لم تغفل سارة خلال حديثها عن علاقتها مع إخوانها الأربعة، وكيف كانوا وما زالوا هم السند، قائلة: «نعم الرجل كان له وجود مهم في حياتي بداية من والدي -رحمة الله عليه- ثم إخواني سندي، جمعنا بيت واحد حيث لم يكن هناك تفرقة بين الولد والبنت، وجمعنا عمل واحد، وحقيقة هم الظهر في الحياة، وهم المرجع لي في الرأي، وجدت الدعم منهم في كل مشروعاتي، وقراراتي، الاحترام متبادل، وحقيقة هم وأبناؤهم رغم صغر سنهم، ولكن هذا الخليط في الأعمار والآراء أعطاني كثيرا من الزخم الروحي، والعملي».
ورغم المهام الكثيرة والتطلعات الكبيرة، لم تغفل سارة العايد ابنتها الوحيدة «هيا»، التي تستمد منها الطاقة بشكل متجدد بحسب قولها: "ابنتي تعطيني الكثير فهي مصدر إلهامي، رؤيتي لابتسامة الفخر التي أراها في عينيها حافز قوي لأكمل طريقي، فهي تعرف أنه مع كل ساعات العمل الطويلة وكل المهام التي أحملها على عاتقي، ستكون هي في المرتبة الأولى دائماً وأبدا في حياتي.
«ثقتي بها بلا حدود ودوري أن أبذل قصارى جهدي لأقدم لها النصح، الدعم، الثقة، المشورة التي تحتاج إليها وبكل حب، تاركة لها حرية اختيار طريقها، وأتطلع قدماً كأي أمٍ أن أراها في أرقى المواقع».
خطط مستقبلية
تقلدت سارة العايد عدة مناصب في الفترة الماضية، منها عضوية غرفة جدة، التي أكملت من خلالها مشوارها في تنمية وتطوير مجال ريادة الأعمال، مضيفة: «على مدى السنوات الأربع الماضية، سعيت جاهدة لأفيد من عضويتي في مجلس إدارة غرفة جدة، حيث عملنا على تطوير عدة مشاريع مهمة، كان من أبرزها تأسيس مركز ريادة الأعمال الافتراضي بغرفة جدة، وقد اتسمت جميع المشاريع بالاستدامة، ومواكبتها لمتطلبات المرحلة الجديدة التي تشهدها المملكة».
وسردت: «من خلال هذه المشاريع، نسعى جاهدين للمساعدة في تقليل التحديات التي تواجه رواد الأعمال، وبيئة الأعمال في محافظة جدة».
واختتمت سارة العايد: «في الوقت الحالي، أنا مهتمة ببرامج تطوير الذات، وأطمح لتضمينها ضمن المناهج التعليمية، وفي نفس الوقت أواصل العمل التطوعي تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كما أننا ننظر حالياً في إمكانية إعادة إحياء زيارات المدن السعودية على تمكين الجيل القادم من الشابات السعوديات، وتحفيزهن على مواصلة سعيهن لتفعيل دورهن التنموي في المجتمع، وتحقيق طموحاتهن المهنية على اختلافها مستندين إلى بيئة الأعمال المرنة والمنفتحة، التي تتميز بها المملكة اليوم، ونفاخر بها الأمم بشهادة الكثير من المؤسسات الدولية».