مكتبة الملك عبد العزيز تقتني مخطوطة نادرة تكشف رقي الحضارة العربية
كشفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عن نسخة نادرة من مخطوطة كتاب "الأدوار في الموسيقى"، وهي من ضمن مقتنياتها التراثية العربية والإسلامية.
إذ تعمل المكتبة على حفظ مادة تراثية نوعية نادرة، تسهم في بيان ما وصل إليه تراثنا من مكانة راقية في الفنون والعلوم والآداب.
وألف المخطوطة صفي الدين عبد المؤمن بن يوسف أبي المفاخر الأرموي البغدادي (ت 693هـ)، والأرموي نسبة إلى أرمينيا من بلاد أذربيجان، وهي موطن آبائه، وقد عاش في بغداد في القرن السابع الهجري.
كما أن صفي الدين الأرموي البغدادي، الذي يُعد من أكبر كتّاب الموسيقى العربية في زمن آخر الخلافة العباسية له كتابان وهما: "كتاب الأدوار". وآخر بعنوان: "الرسالة الشريفة في النسب التأليفية"، كما اشتهر عنه قيامه بتدريس الخط والموسيقى، وكتب العديد من الأطروحات.
ويعود تاريخ مخطوطة "الأدوار في الموسيقى" إلى النصف الثاني من القرن العاشر، والنصف الأول من القرن الحادي عشر؛ وعليها تاريخ نظر واطلاع سنة 1058 هـ، وهي نسخة تامة ومجلدة تجليدًا حديثًا لا يعود إلى زمن كتابتها، كما أنها بحسب ورقة العنوان، كانت ضمن مجموعة من مؤلفات عدّة.
وكشف المؤلف في مقدمة المخطوطة أن محمّد الطّوسي أمره بوضع مختصرٍ في معرفة النّغم ونسب أبعاده وأدواره، وأدوار الإيقاع وأنواعه، على نهج يفيد العلم والعمل، وقال: "بادرت وبيّنت، ممّا سنح للخاطر فيه، ما إذا أمعن النّاظر فيه انكشف له ما لم يتفطّن إليه الأكثر ممّن أفنى جلّ زمانه في هذه الصّناعة".
ويضيف مصنفها الأرموي البغدادي في المستهل: "وجعلت مداره أوّلاً على وتر واحد لئلاّ يتعذّر على المبتدئ استخراجه، وذلك لأنّ الأصعب على من يروم المباشرة هو اصطحاب الأوتار، والوتر الواحد لا يفتقر إلى اصطحاب، إذ الاصطحاب هو نسبة مطلق وتر إلى آخر، ورتبته خمسة عشر فصلاً"، مشيرًا إلى أن الطّبقات بأسرها سبع عشرة، بعدد النّغمات.
اقرأ أيضًا: نصير شمة لـ«الرجل»: الموسيقى قادرة على نشر الحب ومواجهة التعصب
ويعد كتابه "الأدوار في الموسيقى" من أشهر المؤلفات في الموسيقى لأنه من أوائل كتب الموسيقى في العربية، حيث قام فيه المؤلف بتفصيل النغم، وجعل أساسها مرتكزًا على (17) نغمة تخرج من ثلاثة أصناف من الأبعاد الصغار، وهو أيضًا أول كتاب صنف الأجناس اللحنية بمسمياتها المصطلح عليها في سبعة أنواع.
كما نظر مؤلفه في تدوين نغم الأركان وإيقاعاتها، وقد استعمل فيها الحروف العربية الدالة على النغم ثم قرنها بالأعواد لتدل على مدّات أزمنتها في أدوار الإيقاعات.
وتوجد للكتاب عدة مخطوطات منسوخة بالمتحف البريطاني والمكتبة الوطنية بالنمسا، والمكتبة الجامعية بفيلا ديلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي المكتبات الوطنية بكل من تركيا وبغداد والقاهرة، وتحتفظ المكتبة بهذه المخطوطة النادرة التي كتبت قبل ما يقرب من خمسة قرون.