نقص البروتين في جسم الرجال.. سوء التغذية ليس السبب الوحيد
يدخل البروتين في بناء العضلات، والعظام، وغيرها من أنسجة الجسم المختلفة، بل إنَّ نقص البروتين يُؤثِّر على إنتاج الهرمونات، والإنزيمات، ومِنْ ثَمَّ تضطرب معظم وظائف الجسم، إذ من أعراض نقصه التعب والإرهاق، وضعف العظام، وفقدان الكتلة العضلية.
لا يرجع نقص البروتين إلى أمراض طبية فقط، بل سوء التغذية عاملٌ أساسي، إذ يُفضِّل البعض تناول السكريات، أو الوجبات السريعة للشبع، ولا يحصلون على قدرٍ كافٍ من البروتين، سواء كان من مصدره الحيواني، أو النباتي، فما هي أعراض هذا النقص؟ وكيف السبيل للتغلب عليها؟
ما هي أعراض نقص البروتين؟
تشمل أبرز أعراض نقص البروتين ما يلي:
1- اشتهاء البروتين
ما لم يتناول الرجل قدرًا كافيًا من البروتين، فقد لا يسد شهيته سوى تناول البروتين، ومِنْ ثَمَّ يجد رغبة مُلحَّة في تناول الأطعمة المليئة بالبروتينات.
ينبغي الإنصات إلى رغبة الجسم في هذه الحالة، وتناول طعامٍ غني بالبروتينات؛ لتعويض النقص الحادث، مثل: الدجاج.
2- التعب والإرهاق
الإرهاق من علامات نقص البروتين في الجسم، لكن ينبغي التنبُّه إلى أنَّ تناول كمية قليلة من البروتينات لا تُؤثِّر على طاقة الجسم على المدى القصير، خاصةً إذا حصل الرجل على ما يحتاج إليه من سعراتٍ حرارية.
أمَّا لو كان تناقص البروتين في الجسم على مدار فترةٍ طويلةٍ، فذلك المُسبِّب للتعب والإرهاق، إذ يبدأ الجسم في تكسير العضلات؛ لتعويض نقص البروتينات، ما يُؤدِّي إلى ضعف العضلات، وخسارة طاقة الجسم.
يعدُّ الإرهاق من العلامات الباكرة الدالة على نقص البروتينات، حتى لدى الشباب، وإِنْ كان كبار السن هم الأكثر تضرُّرًا إذا تناقص البروتين لديهم.
اقرأ أيضًا: كيفية حساب احتياج الجسم من البروتين والكارب والدهون لنظام صحي متوازن
3- تناول السكريات
تستغرق البروتينات وقتًا أطول في الهضم من السكريات، ومِنْ ثَمَّ فعند تناول وجبة غذائية مليئة بالكربوهيدرات، وفقيرة بالبروتينات، يهضمها الجسم سريعًا، وتزداد مستويات السكر في الدم بشكلٍ متزايد، ثُمَّ هبوطه أيضًا فجأة.
أشار بعض خبراء التغذية إلى أنَّ هذه الزيادة في مستويات السكر، والتي يعقبها انحدار سريع، يجعلنا نشتهي السكر باستمرار، وعليه فإنَّ ذلك من أهم الأدلة على نقص البروتين.
ينبغي تناول البروتينات مع الكربوهيدرات جنبًا إلى جنب؛ لإطالة وقت الهضم، ومِنْ ثَمَّ منع زيادة مستويات السكر في الدم.
4- فقدان الكتلة العضلية
إذا قلَّت كمية البروتينات المُتناوَلة في الحمية الغذائية، فإنَّ الجسم يبحث عن بديلٍ آخر، ولا أغنى من العضلات في سدّ احتياج الجسم للبروتينات.
يبدأ الجسم في تكسير العضلات؛ للحصول على الأحماض الأمينية المطلوبة لإنتاج البروتينات الضرورية لبعض الوظائف، مثل: إصلاح الأنسجة، أو تصنيع الإنزيمات، ويُؤدِّي ذلك بمرور الوقت إلى فقدان الكتلة العضلية.
5- تساقط الشعر
بيَّنت دراسة منشورة في مجلة «الأمراض الجلدية الهندية» على الإنترنت أنَّ الأشخاص الذين يستهلكون أقل من نصف احتياجهم اليومي من البروتين، يُواجِهون مشكلاتٍ، مثل: سقوط الشعر، وحب الشباب، والشيخوخة المبكرة.
يرجع ذلك إلى دور البروتينات في بناء الشعر، والبشرة.
اقرأ أيضًا: ما كمية البروتين التي يحتاجها الجسم يوميًا؟ وإليك أهم مصادره
6- ضعف العظام
يُشكِّل البروتين الوحدة البنائية لخلايا الجسم، وعلى رأسها الخلايا المُكوِّنة للعظام؛ لذا فقد يتسبَّب نقص البروتينات في ضعف العظام، وزيادة خطر الكسر خاصةً لدى كبار السن.
7- تقلبات المزاج
تتألف النواقل العصبية من أحماضٍ أمينية «التي تجتمع معًا لتكوين البروتين»، ومِنْ ثَمَّ فقد يتسبَّب نقص البروتين في هبوط مستويات بعض النواقل العصبية المُتعلِّقة بالمزاج، مثل: السيروتونين، والدوبامين، ما يُؤدِّي إلى تقلبات مزاجية، أو الشعور بالقلق.
8- الأرق
قلة النوم كذلك من دلائل نقص البروتينات لديك، فقد أشار موقع «draxe» إلى ارتباط الأرق بعدم استقرار مستويات السكر بالدم، وذلك ناتجٌ عن زيادة الكورتيزول بالدم، وضعف إنتاج السيروتونين.
يُساهِم تناول الأطعمة الغنية بالبروتين قبل النوم في تعزيز إنتاج السيروتونين، كما أنَّها لا تُؤثِّر على مستويات السكر في الدم على عكس الكربوهيدرات.
9- قلة التركيز
يحتاج الجهاز العصبي إلى البروتين؛ لتكوين النواقل العصبية التي هي في حقيقة الأمر لغة الأعصاب، ووسيلة التواصل بينها، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ ضعف التركيز، وصعوبة التعلُّم، أو اكتساب معلومات جديدة من علامات نقص البروتين.
اقرأ أيضًا:أهم مصادر البروتين الحيواني والنباتي للرجال
بعض النواقل العصبية، مثل: الدوبامين، والأدرينالين، والنور أدرينالين، والسيروتونين ضرورية للحفاظ على التركيز، ومِنْ ثَمَّ ينعدم التركيز، أو يقل عند انحدار مستوياتها.
بيَّنت دراساتٌ أنَّ الوجبات الغذائية المتوازنة، والتي تحتوي على قدرٍ كافٍ من البروتين، تُعزِّز الأداء الجسدي، والذهني، وقدرات التعلُّم.
10- اضطراب المناعة
يُعِيد البروتين بناء جهاز المناعة باستمرار؛ لذا قد يُؤدِّي نقص البروتين إلى ضعف جهاز المناعة، إذ الأشخاص الذين لا يتناولون كمية مناسبة من البروتينات، يضعف جهاز المناعة لديهم بمرور الوقت.
كذلك لا تلتئم الجروح سريعًا عند نقص البروتينات، وذلك نتيجة اختلال مناعة الجسم، فالالتئام يعتمد على الخلايا المناعية بدرجةٍ كبيرة.
سبب نقص البروتين في الجسم
قد ينقص البروتين لديك لأسبابٍ عديدة، مثل:
1- سوء التغذية
ليس سوء التغذية هو قلة الأكل، وإنَّما عدم الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، حتى لو كان الإنسان يتناول قدرًا كبيرًا من الطعام.
بالتأكيد البروتينات أحد أهم هذه العناصر، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ قلة تناول البروتين من أبرز أسباب نقصه في الجسم.
قد يُعانِي البعض اضطراباتٍ نفسية تمنعه تناول الطعام، مثل: القهم العصبي، أو النهام العصبي، ما يُؤدِّي إلى عدم الحصول على بروتينات كافية للجسم.
أيضًا قد يتبع البعض حميات غذائية لا تُوفِّر قدرًا مناسبًا من البروتين الحيواني، أو النباتي، ومِنْ ثَمَّ يكونون عُرضةً لنقص البروتين وفقًا لموقع «medicalnewstoday».
2- أمراض الكبد
يلعب الكبد دورًا محوريًا في معالجة البروتين في الجسم، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ إصابته بأيِّ اضطرابٍ يُؤثِّر مباشرةً على إنتاج البروتين، خاصةً لمن يُعانُون التهاب الكبد، أو تليُّفه.
3- اضطرابات الكلى
تُخلِّص الكلى الجسم من السموم، والعناصر الفائضة عن احتياجه، لكنَّها لا تسمح بنفاذ البروتين ونزوله مع البول.
أحيانًا تُصابُ الكلى ببعض الاضطرابات، ما يُؤدِّي إلى نفاذ البروتين، ونزوله مع البول بدلاً من بقائه في الدم؛ لأداء الوظائف المطلوبة، ومِنْ ثَمَّ تتناقص كمية البروتين.
قد يقع هذا الاضطراب لمرضى السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، وكذلك في أمراض مُعيَّنة للكلى.
اقرأ أيضًا: كيف تختار مصادر البروتين عالي الجودة وكم تحتاج منه يوميًا؟
4- الداء البطني
أحد أمراض المناعة الذاتية، والذي يُهاجِم فيه جهاز المناعة خلايا الأمعاء الدقيقة، خاصةً عند تناول الأطعمة المُحتوية على الغلوتين، وهو بروتين موجود في القمح، والشعير.
ربَّما يُتلِف رد الفعل المناعي الأمعاء الدقيقة، ومِنْ ثَمَّ يقل امتصاص العديد من العناصر الغذائية بما في ذلك البروتين.
نتائج نقص البروتين بالجسم
ينتج عن نقص بروتين الجسم ما يلي:
- زيادة الرغبة في تناول أنواعٍ مختلفة من الطعام، مثل: السكريات، أو الوجبات السريعة؛ لتحفيز الجسم على إنتاج هرمونات مُساعدة على الشعور بالشبع.
- يبدأ الجسم في تكسير العضلات؛ إذ هي غنية بالبروتينات؛ لتعويض النقص الحادث، ما يُؤدِّي إلى ضعفها، ونقص الكتلة العضلية في النهاية.
- عدم تكوين ما يكفي من النواقل العصبية في المخ، إذ هي تتألَّف من أحماضٍ أمينية «الوحدة البنائية للبروتين»، ما يُسبِّب تقلبات مزاجية، وشعورًا بالتعب والإنهاك.
- زيادة فرص الإصابة بكسور العظام، فالبروتين من مُكوِّناتها الرئيسة، كما يتفاقم ذلك الخطر خصوصًا لدى كبار السن.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم إحدى النتائج، وليس ذلك محصورًا فقط في تناول الأطعمة الدهنية، بل بسبب زيادة الالتهاب، وعدم توازن الهرمونات، والإفراط في تناول السكريات، والأطعمة المُصنَّعة.
- بيَّنت بعض الدراسات وفقًا لموقع «draxe» وجود علاقةٍ عكسيةٍ بين تناول البروتين وخطر الإصابة بأمراض القلب، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ عدم تناول ما يكفي من البروتينات يزيد فرص الإصابة بأمراض القلب.
اقرأ أيضًا:إذا ظهرت لديك هذه العلامات.. فأنت تعاني من نقص البروتين
أضرار نقص البروتين
يُهدِّد انخفاض البروتين الجسم بمخاطر عديدة، إذ البروتين من المُكوِّنات الرئيسة لمعظم أنسجة الجسم، ومِنْ ثَمَّ فقد يضر نقصه الجسم على النحو الآتي:
1- التورُّم
الألبومين ما هو إلَّا بروتين ينطلق في الدم قائمًا ببعض المهام الحيوية؛ لذا فعند انخفاض البروتين، يهبط مستوى الألبومين في الدم، ومِنْ ثَمَّ تبدأ السوائل في التسرُّب إلى الأنسجة.
ينشأ عن ذلك تراكم السوائل في اليدين، أو القدمين، أو البطن، وذلك في الحالات الشديدة من نقص بروتين الجسم.
أيضًا يعدُّ التورُّم من علامات تليُّف الكبد، أو تضرره الشديد، إذ الكبد مصنع البروتين.
2- الكبد الدهني
قد يُؤدِّي نقص البروتينات في الجسم إلى تراكم الدهون في خلايا الكبد، خاصةً لدى الأطفال، ما يُسبِّب الكبد الدهني إذا تُرك هذا النقص بلا علاج.
اقرأ أيضًا: البروتين يحد من الشهية ويساعد في خسارة الوزن
3- حمية غذائية سيئة
يُحاوِل الجسم تعويض نقص البروتين لديه عبر إطلاق الشهية تجاه أنواع أخرى من الطعام مُضرّة كالسكريات، ما يزيد فرص الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل: أمراض القلب، أو زيادة مستويات الكوليسترول في الدم.
كم تحتاج من البروتين يوميًا؟
الطريقة الأفضل للحصول على كل الأحماض الأمينية الأساسية من خلال تضمين النظام الغذائي أطعمة غنية بالبروتين.
يُوصَى بالحصول على نحو 0.8 غرامًا لكل كيلو جرام من وزن الرجل، فمثلًا إِنْ كان وزن الرجل 75 كيلو غرام، يكون قدر البروتين المطلوب يوميًا مساويًا 0.8 × 75 = 60 غرامًا.
طرق علاج نقص البروتين
تختلف طريقة علاج نقص البروتين حسب السبب وراء هذا النقص، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى، مثل: العمر، والحالة الصحية، وطبيعة الحمية الغذائية.
من أمثلة الطرق العلاجية المُتَّبعة وفقًا لموقع «medicalnewstoday» ما يلي:
- الرجال المُصابون باضطراب الأكل النفسية يتلقَّون علاجًا نفسيًا مُناسبًا لطبيعة الاضطراب النفسي، سواء كان القهم العصبي، أو النهام العصبي.
- اتِّباع حمية غذائية خالية من الغلوتين للأشخاص الذين يُعانُون حساسية تجاهه، وذلك لتعزيز امتصاص العناصر الغذائية من الأمعاء، وعلى رأسها البروتين.
قد تحتاج الحالات الشديدة من نقص البروتينات إلى استخدام الألبومين، خاصةً لمن يُعانُون تدهورًا في وظائف الكبد؛ لأنَّ الألبومين هو البروتين الرئيس في الدم، والذي يُنتِجه الكبد، ومِنْ ثَمَّ يتسبَّب نقصه في تورُّم الأطراف.
اقرأ أيضًا:الفطور الغني بالبروتينات يمنع الإفراط في تناول الطعام
تعويض البروتين
يُمكِن علاج نقص البروتينات عبر تعويضه من خلال تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات، وذلك بمزج المنتجات الحيوانية، والنباتية معًا في النظام الغذائي.
تحتوي المنتجات الحيوانية على قدرٍ من البروتين أعلى مِمَّا هو مُتوفِّر في الأطعمة النباتية، لكن قد يُسبِّب الإفراط في تناولها بعض المخاطر.
تُوفِّر الأطعمة النباتية العديد من العناصر الغذائية الضرورية، مثل: الألياف، ومضادات الأكسدة، وغيرها من العناصر الغذائية الأخرى.
تشمل أهم الأطعمة الغنية بالبروتينات ما يلي:
- البقوليات.
- الجبن.
- البيض.
- الدجاج.
- اللحوم.
- المكسرات.
- زبدة الفول السوداني.
- الشوفان.
- المأكولات البحرية.
اقرأ أيضًا: لماذا يحتاج الرجل إلى البروتين أكثر من المرأة؟
أي البروتين أفضل النباتي أم الحيواني؟
التنويع في مصادر البروتين أفضل طريقة لتعويض النقص الحاصل فيه، وقد لا تُوفِّر الأطعمة النباتية بروتينات كاملة، لكنَّها غنية بالألياف، ومضادات الأكسدة المقوية للمناعة.
أيضًا تُوفِّر الحمية الغذائية النباتية مجموعة من العناصر الغذائية التي لا ينفك الجسم عنها بأي حالٍ من الأحوال، ومِنْ ثَمَّ لا يُفضَّل الاقتصار فقط على المصادر الحيوانية لتناول البروتين.