«القاتل المعلوم».. أضرار لا تعرفها للديزل على الإنسان والبيئة
يُستخرج الديزل أو السولار من النفط وتستخدمه معظم السيارات كوقود لمحركاتها، إلا أن العوادم التي يخرجها عند احتراقه يمكن أن تؤثر سلبًا على الهواء، لذلك من أضرار الديزل، أنه يؤدي إلى تشكيل ضباب دخاني وظاهرة الاحتباس الحراري، فيما يلجأ إليه البعض لتوفير البنزين.
عادم الديزل
عادم الديزل هو خليط معقد من الغازات والجزيئات الدقيقة، وتشمل الملوثات الأولية المنبعثة من محركات الديزل ما يلي:
- الجسيمات «PM».
- أول أكسيد الكربون «CO».
- أكاسيد النيتروجين «NOx».
- الهيدروكربونات «HC».
- المركبات العضوية المتطايرة «VOCs».
- مواد كيميائية أخرى تُصنف أنها «ملوثات هواء خطرة».
أضرار الديزل على الإنسان
ذكر موقع «ماريلاند» الأمريكي أن الدراسات الصحية تُظهر أن التعرض لعادم الديزل يؤثر بشكل أساسي على الجهاز التنفسي ويزيد من حدة الربو والحساسية والتهاب الشعب الهوائية ووظيفة الرئة.
وهناك بعض الأدلة على أن التعرض لعادم الديزل يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة وسرطان الرئة.
المادة الجسيمية التي يمكن رؤيتها على أنها سخام أو دخان، عبارة عن جسيمات دقيقة تتكون من أجسام صغيرة جدًا توجد في الهواء، ومن ضمنها الغبار والأوساخ والسخام والدخان والقطرات السائلة.
أقرأ أيضًا:احذر ملء سيارتك بالديزل بدلا من البنزين.. هذه هي الأضرار
ومن أضرار الديزل، أنه يمكن أن تنتقل الجسيمات إلى عمق الرئتين حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة وأمراض الرئة الأخرى.
يقوم الجهاز التنفسي لدينا بتصفية الجسيمات الأكبر حجمًا، ولكن الجزيئات الأصغر تحاصر في الرئتين، في حين أن أصغرها تكون صغيرة جدًا لدرجة أنها تمر عبر الرئتين إلى مجرى الدم، وقد تؤدي الجزيئات إلى حدوث مشكلات صحية خطيرة أو تُسببها مثل السعال وصعوبة التنفس، تفاقم الربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة، ضعف وظائف الرئة، وضعف القلب والنوبات القلبية أو الموت المبكر.
ومن أضرار الديزل، انبعاث مركب أول أكسيد الكربون وهو غاز سام عديم اللون والرائحة ينتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود الصلب والسائل والغازي، والمصدر الرئيس لأول أكسيد الكربون في الهواء هو انبعاثات المركبات.
وهناك أيضًا أكاسيد النيتروجين، وهو المصطلح العام لمجموعة من الغازات شديدة التفاعل، والتي تحتوي جميعها على النيتروجين والأكسجين بكميات متفاوتة، والعديد منها عديمة اللون والرائحة.
وتتكون أكاسيد النيتروجين عند حرق الوقود في درجات حرارة عالية، كما هو الحال في عملية الاحتراق، والمصادر الأولية لأكاسيد النيتروجين من صنع الإنسان هي السيارات والمرافق الكهربائية وغيرها من المصادر الصناعية والتجارية والسكنية التي تحرق الوقود.
يتم تشغيل معظم السيارات والمحركات بواسطة أنواع الوقود المعتمدة على الهيدروكربونات مثل البنزين والديزل، وينتج التلوث الهيدروكربوني عندما ينبعث وقود غير محترق أو محترق جزئيًا من المحرك كعادم، وكذلك عندما يتبخر الوقود مباشرة في الغلاف الجوي.
وتحتوي الهيدروكربونات على العديد من المركبات السامة التي تُسبب السرطان والآثار الصحية الضارة الأخرى، كما تتفاعل الهيدروكربونات أيضًا مع أكاسيد النيتروجين في وجود ضوء الشمس لتكوين الأوزون، وهذا من أخطر أضرار الديزل.
تأتي الهيدروكربونات التي قد تأخذ شكل غازات أو جزيئات صغيرة أو قطرات، من مجموعة كبيرة ومتنوعة من العمليات الصناعية والطبيعية، ففي المناطق الحضرية النموذجية، يأتي جزء كبير جدًا من السيارات والحافلات والشاحنات والمصادر المتنقلة على الطرق مثل مركبات البناء والقوارب.
أضرار الديزل على المناخ
أفاد موقع «ديزل نت» الإلكتروني أن عادم الديزل يتسبب في تلويث الهواء، وفي إحداث آثار بيئية ضارة مثل الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي، والأمطار الحمضية، وتدمير الغابات، أو انخفاض الرؤية الجوية.
ترتبط انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري بالاحترار العالمي لمناخ الأرض، ولا تساهم بعض ملوثات الهواء، بما في ذلك الكربون الأسود، في الاحتباس الحراري فحسب، بل يُشتبه أيضًا في أن لها تأثيرًا فوريًا على المناخات الإقليمية.
وتابع أن ملوثات الهواء هي المواد التي تؤثر سلبًا على البيئة من خلال التدخل في المناخ وفسيولوجيا النباتات وأنواع الحيوانات والنظم البيئية بأكملها، وكذلك مع الممتلكات البشرية في شكل محاصيل زراعية.
نُدرج المناخ في أعلى القائمة لنعكس حقيقة أن تغير المناخ العالمي قد تم الاعتراف به كواحد من أهم التحديات البيئية التي يجب أن تواجهها البشرية في القرن الحادي والعشرين.
وفي هذا السياق، يجب إضافة بعض عوامل التأثير على المناخ - أهمها ثاني أكسيد الكربون - والتي لا تُسبب ضررًا للكائنات الحية، إلى قائمة الملوثات «الكلاسيكية»، إلى جانب مركبات مثل أكاسيد النيتروجين أو الكبريت.
من ناحية أخرى، ربطت أبحاث المناخ بعض المركبات المعترف بها منذ فترة طويلة على أنها ملوثات هواء «على سبيل المثال الكربون الأسود» مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، ما يوفر سببًا إضافيًا للسيطرة عليها بهدف الحماية من كوارث التغير المناخي.
يمكن أن تنشأ ملوثات الهواء من مصادر طبيعية أو بشرية «من صُنع الإنسان»، أو كليهما، تشمل الأمثلة على المصادر الطبيعية للتلوث الانفجارات البركانية أو تآكل الرياح، بينما الانبعاثات من محركات الاحتراق الداخلي هي مصدر نموذجي للتلوث البشري كما يمكن أن تكون بعض مصادر التلوث، مثل حرائق الغابات، مرتبطة بالظواهر الطبيعية والأنشطة البشرية.
يمكن لتفاعلات الغلاف الجوي أن تحول الملوثات الأولية إلى أنواع كيميائية مختلفة، ويمكن أن تنتج هذه التفاعلات مركبات غير ضارة وملوثات هواء ثانوية قد تكون أكثر ضررًا من سلائفها.
مساعي الحكومات لتقليل أضرار الديزل
اتخذت الحكومات والمنظمات الدولية إجراءات لحماية جودة الهواء، وكذلك - في السنوات الأخيرة - للتحكم في أضرار الديزل وانبعاثات عوامل التأثير على المناخ وحماية الأفراد الحساسين من البشر من الآثار الصحية الضارة لمعايير ملوثات الهواء.
أقرأ أيضًا: التغيرات المناخية تدفع العالم إلى «زراعة الفضاء»
ومن جانبها، ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية على موقعها الإلكتروني أن وقود الديزل «المكرر من النفط الخام» ينتج العديد من الانبعاثات الضارة عند حرقه، وتُعد المركبات التي تعمل بالديزل من المصادر الرئيسة للملوثات الضارة، مثل الأوزون على مستوى الأرض والجسيمات.
ولمعالجة هذه المشكلة، وضعت وكالة حماية البيئة الأمريكية «EPA» معايير لمحتوى الكبريت في وقود الديزل وللانبعاثات من محركات الديزل الجديدة بهدف تقليل أضرار الديزل على البيئة.
وتتطلب بعض المعايير، تحقيق انخفاض كبير في محتوى الكبريت في وقود الديزل بمعنى تنتج صناعة البترول وقود ديزل منخفض الكبريت (ULSD)، وهو وقود ديزل أنظف احتراقًا يحتوي على 15 جزءًا في المليون من الكبريت كحد أقصى.