الخوف من الفشل.. أسبابه والخطوات التي تضمن لك التغلب عليه
الخوف من الفشل يمنعك من تحديد أهدافك الجديدة، ومن ثمَّ، فإن هناك طرقًا تُفيدك في التغلب على هذا الخوف.
والحقيقةُ، أنك لست خائفًا من الفشل، بل من النجاح. لهذا، يجب أن تعلم أنه يعدُّ أكبر عقبةٍ في طريق النجاح، ومن ثمَّ يجب أن تحدد ذلك الخوف، حتى تواجهه وتتغلب عليه.
كما أنَّ مقدار القلق الذي تشعر به حين تُفكر في كل الأشياء التي تتصور أنها قد تسوء إذا لم تحقق هدفك هو عائقٌ يمنعكَ من تحقيق أهدافك، التي كنت تخطط وتسعى لتحويلها إلى واقع من البداية.
وقد يؤدّي الخوف من الفشل إلى استسلام الفرد في النهاية للهزيمة، ومن المرجح أن يتعارض الخوف من الخسارة بنسبة 100% مع النجاح المستقبلي، الذي ربما كنت على مقربة منه، دون أن تدري.
أسباب الخوف من الفشل
الخوف من الفشل خوف شائع، يعانيه كثيرٌ من النَّاسِ، وتتفاوت أسبابهُ مع اختلاف التجارب التي يمر بها الأشخاص، كُلٌّ حسب ظروفه ومُتغيرات حياتهِ، سواء الشخصية أو العملية.
والحقيقةُ، أن الخوف الفعلي من الفشل يُمكن أن يكون له تأثيرٌ سلبيٌّ على حياة الشخص، ما يؤدي إلى الشعور بالتوتر والقلق. وهناك عدة أسباب تجعل من الصعب التغلب عليه.
اقرأ أيضًا: لا تقتل الإبداع بسلاح الخوف من الفشل.. ولتؤسس ثقافة «تقبل الفشل»
غالبًا ما يخشي الناس الفشل، لأنه قد يكون تجربةً شاقةً للغاية، وقد يبدو وكأنه حكم بالإعدام، ما يجعل الناس يترددون حتى في المحاولة. غير أن النجاح يتطلب المثابرة والعزيمة بشكل مستمر.
ونبرز فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل الناس يخشون الفشل:
الشعور بأن الفشل يُعدُّ خسارةً شخصيةً
حين نفشل، فإننا نشعر بأننا قد خزلنا أنفسنا والمقربين منا. وحينها قد نبدأ في الشك في مهاراتنا وقدراتنا، ما يهز ثقتنا بأنفسنا، ويزيد لدينا القلق، ما قد يحد من القدرة على مواجهة أيّ تحديات جديدةٍ في المستقبل.
الشعور بأن الفشل يضر باحترامنا لذاتنا
حينما نفشل، فإن الأمر يبدو كما لو أننا نعترف بأننا لسنا جيدين كما كنا نتصور، أو نعتقد.
الخوف فعليًّا من الفشل قد يكون سببًا أيضًا في شعورنا بالدونية
عندما نشعر أننا لسنا جيدين بما يكفي، فإن الخوف من الفشل يصير أكثر رعبًا.
ربط الخوف من الفشل بالتوقعات التي نضعها لأنفسنا
إذا كنا نعتقد أن نجاحنا يعتمد على تحقيق أهدافٍ معينةٍ، فقد نشعر بالخوف إذا كان تحقيق هذه الأهداف مستحيلاً.
قد يكون متجذِّرًا في تجاربنا السابقة
إذا لم ننجح قط في أي شيء من قبل، فمن المحتمل أن نشعر بالخوف من أي تحديات قد تأتي في المستقبل.
كيفية التغلب على الخوف من الفشل
لا أحدَ كاملٌ، وبطبيعة الحال أنت واحدٌ من هؤلاء. والواقع أن الكل يمر بإخفاقات من وقتٍ إلى آخر، غير أن المفتاح السحري الذي يُحفزنا ويُشجعنا على المقاومة والمواجهة هو التعلُّم من تلك الإخفاقات، واستخدامها نقطةَ انطلاقٍ للنجاح وعلاج الخوف الحاصل من الفشل على نحو فعَّالٍ.
وإليك 5 نصائح تساعدك على الخروج من دائرة الفشل:
ابدأ بالاعتراف بأن الفشل جزءٌ من الحياة.
فهو شيء لا بُدَّ وأن يمر به الجميع، كما أنه ليس شيئًا مُخجلاً، بل إنه قد يكون شيئًا جيدًا إذا استخدمته كفرصة للتعلم والتطور.
لا تخَفْ تجربة أشياء جديدة.
لا بأس أن تفشل كثيرًا لكي تنجح أكثر. كل ما عليك أن تدفع نفسك خارج منطقة الراحة الخاصة بك، وشاهد ما سيحدث. فمن المؤكد أنك ستندهش من مقدار التقدُّم الذي يُمكنك تحقيقه بهذه الطريقة.
اتخذ موقفًا إيجابيًّا تجاه الفشل.
فذلك لا يعني معاناتك عقدة الدونية أو أنك شديد التركيز على الذات بحيث لا تقبل المساعدة من الآخرين، وإنما يعني أنه يمكنك التغلب عليه إذا ركزت على ذلك.
كُن فطنًا إلى أن الخوف من الفشل لا يمكنك التغلب عليه بسهولة.
فإذا كنت تعتقد أن بمقدورك التغلب عليه من خلال اتباعك النهج نفسه الذي اتبعته في السابق، فأنت مخطئٌ، لأن الطريقة الوحيدة للتغلب على هذا الخوف أن تفعل شيئًا مُختلفًا عن ذي قبل.
اعرف أن للناس طرقًا مغايرة يتبعونها بغرض تحقيق أهدافهم المختلفة.
لكن لا يمكنك دومًا معرفة طريقة تفكير الآخرين. لذا، يُنصح بالتركيز على نفسك وأهدافك، وأن تواجه شكوكك ومخاوفك بكل حسم.
اقرأ أيضًا: استراتيجية المحيط الأزرق.. أهميتها وأهدافها في إدارة الأعمال
وفيما يلي بعض الحقائق التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار، كي تتمكن من التغلب على الفشل، دون أن تضع على نفسك المزيد من الضغوط:
1. التخوف من الفشل أحد أكثر مخاوف الناس شيوعًا، لأنه خوف يحد من قدرة الأشخاص على التفكير، ويمكنه منعهم من تجربة الأشياء أو تحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها.
2. هناك أسبابٌ مُختلفةٌ تجعل الناس يخشون الفشل، فأحيانًا قد يكون السبب لدى البعض هو الخوف من رد فعل الآخرين نتيجة الإخفاق، وأحيانًا أخرى خوفهم من أن يخذلوا أنفسهم.
3. توجد طرقٌ للتغلب على خوفك من الفشل، ولكن عليك أولاً أن تفهم سبب حدوث ذلك، وما الذي ينتج عنه، وبعدها عليك إيجاد استراتيجيات للتعامل مع الخوف، والمضي قدمًا على أيِّ حال.
4. أخيرًا، من المهم أن تتذكر أن الفشل ليس شيئًا سيئًا، بل إنه قد يكون تجربةً تعليميةً تؤدي إلى النجاح، لذلك لا داعي للذُّعرِ، بل احتضن خوفك وتعلم منه، لتنطلق أكثر قوةً إلى الأمام.
طرق التغلب على الخوف من الفشل في العمل
هناك طرقٌ عديدةٌ للتغلب على الخوف من الفشل في العمل الجديد، وإحدى هذه الطرق الفعالة هي تحديد السبب الجذري للخوف، وفهمه، واستيعابه بشكل واضح ومفصل.
وبمجرد معرفة السبب الرئيس، سيكون بمقدورك وقتها العمل على تطوير استراتيجياتك لمعالجته. وبالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يكون لديك بيئة داعمة لتحقيق النجاح.
ونستعرض فيما يلي بعض النصائح لإنشاء بيئة عمل ناجحة:
1. تقييم معنى الفشل وفهم أبعاده
تعريفك للفشل يتوقف عليه الكثير من الفرص في تحقيق النجاح وتجاوز الصعاب. لأن هذا التعريف لما تراه إخفاقًا هو العامل الأهم الذي تتمحور حوله مخاوفك. ولهذا، فإن أفضل استراتيجية يمكنك اتباعها هي التركيز على الهدف المنشود والتوقف عن التفكير في المعوقات والهواجس.
2. التمييز بين التهديدات الحقيقية والخيالية
التخوف من الفشل يستند إلى استجابتنا لنوعين من التهديدات التي تحاصرنا، التي إما أن تكون حقيقيةً أو خياليةً. لهذا، يجب التفريق بين النوعين، ومعرفة أي التهديدات تواجهك بالفعل، لأن التمييز بينها أمرٌ من شأنه أن يقصر المسافات، ويحد من الهواجس المحبطة.
3. إيجاد الحافز للتطوير
إنجاز الأهداف أمرٌ يستدعي الجهد وإيجاد الحافز الذي يُعزز الإنتاجية، ويُنمي الرغبة في النجاح، بعيدًا عن أي مخاوف من الفشل. لهذا، يُنصح بالتخطيط الجيد من أجل صياغة الأهداف المنشودة بشكلٍ جيدٍ.
4. توقع الأمور الإيجابية دون التعلق بشيءٍ
بينما يجب التمسك بالحلم والسعي وراء النجاح، ننصحك بالتعامل مع المعطيات المحيطة كما هي على أرض الواقع، مع ضرورة النظر في النتائج الراهنة والتوقعات المستقبلية من وقت لآخر، حتى يكون النهج المتبع سليمًا ومستندًا إلى الفكر المستنير، بعيدًا عن أي مخاوف.
اقرأ أيضًا: أفشلوا الفشل.. قصص ناجحة لأشهر رواد أعمال وأثرياء تحدوا الصعوبات
5. التمسك بالأهداف
يجب عليك تعزيز ثقتك بنفسك والتحلي بالقوة في التعامل مع التحديات، ما يتطلب بعض الجهد الإضافي، حتى تكون رؤاك متوافقةً مع تطلعاتك وطموحاتك، دون الخوف من الخسارة والفشل.
وكذلك يمكن لأصحاب العمل أن يقوموا بما يلي لتعزيز بيئة العمل بشكل أكبر:
- التشجيع على المخاطرة، من خلال السماح للموظفين بتجربة أفكار جديدة.
- التأكد من أن السياسات والإجراءات واضحةٌ وموجزةٌ، حتى يفهم الموظفون ما هو متوقعٌ منهم.
- مكافأة الموظفين على النجاح، بدلاً من مُعاقبتهم على الفشل.
- خلق ثقافة جماعية إيجابية يشعر فيها الجميع بالراحة في التعبير عن آرائهم، ومشاركة معارفهم.
- إنشاء شبكة دعم من الزملاء الذين يُمكنهم تقديم التشجيع والتوجيه عند الحاجة.