تساعدك على مواجهة الفشل والتغلب على المصاعب.. كيف تتحلى بعقلية الناجحين؟
العقلية التي تتعامل بها مع الأزمات والانتكاسات هي المفتاح الذي يساعدك على أن تكون أكثر مرونة وتحقق النجاح في نهاية المطاف. انظر مثلاً إلى ماريا كونيكوفا، التي استطاعت إعادة صياغة النكسات وهو ما اعتبرته أهم الدروس التي تعلمتها في رحلتها التي استمرت عامين لتصبح لاعبة بوكر مُحترفة.
لدى كونيكوفا سلاح سري، فهي حاصلة على الدكتوراه في علم النفس، وقالت إن الحياة خلال فترة انتشار وباء كورونا تتطلب ما هو أكثر من التحلي بمجموعة من المهارات والسمات التي تعتمد عليها حاليًا كي تساعدك في عملك أو حياتك المهنية والشخصية.
خلال هذه الأزمة غير المتوقعة والتي حدثت فجأة، أصبحت الكلمات التي تقولها والقصص التي تخبر نفسك بها أكثر أهمية من أي وقت مضى.
تحلَّ بعقلية الناجحين
العقلية السلبية والتفكير بطريقة تشاؤمية سيدفعك نحو الفشل، الأشخاص الذين يخبرون أنفسهم أنهم ليسوا قادرين على التحكم في مصائرهم، سيخسرون مستقبلهم، بغض النظر عن مقدار الجهد الذي يبذلونه من أجل الوصول إلى ما يطمحون إليه أو يحلمون به.
على عكس الأشخاص الإيجابيين الناجحين الذين يركزون على العملية وليس النتيجة، يحاولون اتخاذ قرارات جيدة، ويثقون في أن فشلهم لا يعني أنهم لا يملكون المهارات اللازمة للنجاح، ويعلمون أنهم إذا استمروا في اتخاذ قرارات جيدة فإنهم سيتغلبون على كل هذه المصاعب، ويتجاوزون الانتكاسات ويحققون الكثير من النجاح.
الأوضاع الاقتصادية لا يُمكن توقعها أبدًا، لذلك دائمًا ما تعبث بعقلية رواد الأعمال والمستثمرين، من السهل جدًا الانغماس في ما كان يمكن أو كان ينبغي أن يكون لولا هذا الوباء الذي ألحق أضرارًا جسيمة بالأوضاع الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، وأثر سلبًا على الشركات الصغيرة والكبيرة.
عوضًا عن الشعور باليأس والفشل، عليك طرح مجموعة من الأسئلة على نفسك من بينها هل اتخذت القرارات الصحيحة؟ هل أقوم باكتساب وتعزيز المهارات التي تساعدني على الانتقال إلى مستوى أفضل في حياتي المهنية؟ هل أبحث عن فرصة في خضم حدوث الأزمة؟
الكلمات التي تستخدمها خلال صياغة المشكلة أو التعامل مع الأزمة ستغير من وضعك الحالي وتحسن حالتك المزاجية، وتسمح لعقلك بالبقاء منفتحا على الاحتمالات الجديدة حيث يرى الآخرون الكثير من الحواجز.
كلما أحسنت اختيار الكلمات ستتحسن حالتك المزاجية وبالتالي ترتفع معنوياتك وهنا ستصبح شخصًا أكثر جاذبية، تجذب إلى حياتك أشخاصا يساعدونك، ويدعمونك ويأخذون بيدك لإيصالك إلى بداية الطرق.
غيّر معنى الحدث
يوجد مجموعة كاملة من الأبحاث النفسية المعروفة باسم "إعادة التقييم المعرفي"، وهي ببساطة عبارة عن وضع إطار إيجابي حول الموقف السلبي من خلال تغيير معنى الحدث بالكلمات التي تستخدمها.
وجدت دراسة أجريت في جامعة كولومبيا قامت بفحص الأدمغة أن عقليتنا الداخلية تسبب تغيرات جسدية في دماغنا، اللوزة الدماغية، المنطقة المرتبطة بالخوف والقلق، شهدت انخفاضًا في النشاط عندما طُلب من المشاركين إعادة تقييم موقف سلبي والتعامل معه بطريقة إيجابية.
أجريت الكثير من الدراسات الأخرى التي اكتشفت أن هذه العقلية تساعد الرياضيين وتحولهم إلى أبطال، على سبيل المثال قال لاعب كرة السلة كوبي براينت، في إحدى المناسبات، إن الفشل غير موجود، وقال مايكل جوردان إنه لم يتمكن من تسديد آلاف التسديدات في حياته المهنية، لكن هذه الانتكاسات لم تمنعهم هم وغيرهم من الأشخاص العظماء عن تحقيق النجاح، ولم تعُقْهم عن تكرار المحاولة لأكثر من مرة.
قال الفيلسوف وعالم النفس ويليام جيمس ذات مرة إن "أعظم اكتشاف توصل إليه جيلي هو أن الإنسان قادر على تغيير حياته من خلال تغيير مواقفه إزاء بعض الأمور". لذا غيّر موقفك وأخبر نفسك قصة أكثر قوة، وكُن شجاعًا، وتأكد أن حياتك ستتغير تمامًا، وتصبح أفضل كثيرًا.