داء السمك.. هل هو مُعد؟ وما هي أفضل النصائح للتعامل معه؟
داء السمك من الأمراض الشائعة، والتي تبلغ نسبة الإصابة به واحدًا من كل 250 - 300 فرد، ولا يختص بالأطفال فقط، بل قد يُصِيب الكبار أيضًا، وقد يتشابه في بعض الأحيان - إِنْ كان المرض خفيفًا - مع جفاف الجلد الذي ينتاب البعض من حينٍ إلى آخر، ما يُصعِّب تشخيصه أحيانًا؛ لذا ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن التعامل معه بأفضل وسيلة ممكنة؟
ما هو مرض السمكية الجلدي؟
- مرض جلدي يجعل الجلد جافًا، سميكًا، وقشريًا، إذ لا يكون الجلد قادرًا على تجديد خلاياه، واستبدال الخلايا الميتة.
- يُشبِه الجلد في هذا المرض قشر السمك، ومِنْ ثَمَّ يُطلَق عليه داء السمك.
أسباب مرض قشر السمكة
ترجع معظم أسباب مرض السمكة الجلدي إلى طفرات جينية مسؤولة عن بروتين الفلاجرين الذي يُساهِم في تركيب الحاجز الطبيعي للجلد، والذي يحميه من الميكروبات والأجسام الضارة.
يتسبَّب غياب هذا الحاجز في صعوبة حفاظ الجلد على رطوبته، ومع استمرار جفاف خلايا الجلد لأوقاتٍ طويلةٍ، يزداد سمكها، وتتصلَّب مع التقدُّم في العمر، ثُمَّ تتحرَّك إلى سطح الجلد في صورة قشور ثابتة، وفقًا لما ذكره موقع «ميديكال نيوز توداي».
أيضًا من أسباب مرض السمكية ما يلي:
- تناول أدوية مُعيَّنة.
- خمول الغدة الدرقية.
- لمفوما هودجكن.
- فيروس العوز المناعي البشري.
- مرض الساركويد.
أعراض داء السمك
تتضمَّن أعراض مرض جلد السمكة ما يلي:
- جفاف الجلد والحكَّة: قد يصعب تشخيص داء السمك الخفيف، خاصةً أنَّ لجفاف الجلد أسبابًا كثيرة.
- القشور: غالبًا ما يكون لونها أبيضًا، أو رماديًا، أو بنيًا، كما يُصبِح ملمس البشرة خشنًا، وقد تظهر في موضعٍ واحد، أو عِدَّة مواضع في نفس الوقت، مثل واجهات الساقين، أو ظهور الذراعين، أو فروة الرأس، أو الظهر، أو البطن، لكنَّها تميل غالبًا للظهور في الإبط، وثنيات المرفق، وخلف الركبتين، ومنطقة الحفاض لدى الأطفال.
- بشرة سميكة: تكون أكثر وضوحًا في راحة اليد، وباطن القدم، وقد تبدو متسخة.
- بثرات خشنة على الجلد: تُوجَد هذه البثرات على الذراعين، والفخذين، والأرداف، وقد تُشخَّص خطأً على أنها حب الشباب.
- عدم القدرة على التعرق بما فيه الكفاية: إذا كان داء السمك شديدًا، فقد تصعب قدرة الجسم على التعرُّق، مِمَّا يُسبِّب سخونة الجسم.
ذكر موقع «كليفلاند كلينيك» أنَّ كثيرًا من مرضى داء السمك لا يعلمون أنَّهم لديهم هذا المرض، إذ تكون الأعراض خفيفة للغاية، ومقتصرة فقط على جفاف الجلد أحيانًا، والذي يسهل التعامل معه عبر استخدام المرطبات.
اقرأ أيضًا:فوائد الحناء للرجال.. تعالج التشققات الجلدية والصداع
هل تختلف الأعراض مع فصول السنة؟
تُصبِح أعراض السمكية أكثر شدة خلال فصل الشتاء عادةً، وقد يرجع ذلك إلى الطقس البارد الجاف، أمَّا في فصل الصيف، قد تختفي الأعراض تمامًا.
قد تكون هناك حاجة إلى العلاج فقط في فصل الشتاء لمن يُعانون مرض السمكية الخفيف.
تشخيص داء السمك
قد لا يُشخَّص هذا المرض بدقة، وهذا مُعتاد، بل ومتوقع، لكن إِنْ كان استخدام المرطبات الجلدية مرتين يوميًا لا يُؤدِّي إلى أي تحسُّن، يُشخِّص الطبيب مرض السمكية.
يحتاج الطبيب أحيانًا إلى أخذ عينة من الجلد؛ لفحصها باستخدام المجهر، وإذا كان المريض طفلًا، فللاختبار الجيني دورٌ أيضًا في التشخيص.
المخاطر
قد يُؤدِّي إهمال ذلك المرض إلى بعض المضاعفات، مثل:
- عدوى الجلد.
- حساسية الجلد.
- الجفاف.
- سخونة الجسم.
- زيادة مخاطر الإصابة بالإكزيما، أو الربو، أو حمى القش.
هل داء السمك هو عين السمكة؟
ليس مرض عين السمكة هو ذاته داء السمك، إذ إنَّ عين السمكة عبارة عن نموات صغيرة في الطبقة العليا من الجلد، وتظهر في باطن القدم، أو الأماكن التي تتحمَّل الضغط، وفقًا لما ذكره «مايو كلينيك».
تنشأ عين السمكة؛ نتيجة الفيروس الحليمي البشري، إذ يدخل الفيروس عبر جروح دقيقةٍ في سطح جلد باطن القدم، وليس هناك داعٍ للقلق من عين السمكة، إذ غالبًا ما تزول دون علاج.
هل مرض السمكية معدي؟
يُعدُّ مرض السمكية مرضًا جينيًا، وليس ناتجًا عن الإصابة بنوعٍ ما من أنواع العدوى، ومِنْ ثَمَّ فهو غير مُعدٍ على الإطلاق.
علاج مرض قشر السمك
لم يُكتشف بعد علاج نهائي لقشر السمك، لكن يستهدف العلاج إزالة القشور، وتخفيف الأعراض المُصاحبة للمرض.
تقليل القشور
يُمكِن الحد من القشور المُتكوِّنة عن طريق:
- نقع المنطقة المُصابة بالقشور في الماء المالح، أو الاستحمام في الماء المالح.
- نقع المنطقة المصابة في ماءٍ فاترٍ مع دلكها برفق في حركة دائرية.
- استعمال المرطبات التي تحتوي على مُقشِّرات كيميائية، مثل: حمض الجليكوليك، أو حمض اللاكتيك.
- تمشيط شعر الرأس جيدًا بعد غسله؛ لإزالة القشور.
- الحبوب الفموية القائمة على فيتامين أ، مثل: أيزوتريتنوين، إذ تُقلِّل مُعدَّل إنتاج خلايا الجلد.
اقرأ أيضًا:علامات تمدد الجلد الحمراء والبيضاء.. ماهيتها والفرق بينها
المُرطِّبات
ينبغي ترطيب الجلد باستخدام المرطبات، بالتوازي مع اتِّباع الوسائل العلاجية المُعالِجة للقشور، إذ يساعد ذلك على:
- تقليل فرص ظهور شقوق جلدية.
- الوقاية من تفاقم القشور.
يُفضَّل استخدام المرطبات التي تحتوي على كمية عالية من الدهون، مثل: كريمات اللانولين، وذلك حسب ما ذكره «ميديكال نيوز توداي».
أفضل نصائح للتعامل مع أعراض داء السمك
قد تكون الأعراض مزعجة، خاصةً أنَّها قد تتفاقم بين الحين والآخر، ومِنْ ثَمَّ يُفضَّل اتِّباع النصائح الآتية:
- الابتعاد عن الطقس البارد، أو الهواء الجاف.
- تقليل وتيرة الاستحمام.
- النقع بدلًا من فرك الجلد بعد التعرُّض إلى الماء.
- استخدام المرطبات في غضون 3 دقائق بعد الاستحمام.
- تغطية الجلد بمانعات التسرب، مثل: الغلاف البلاستيكي، بعد استعمال المرطبات، لبضع ساعات؛ لحبس الرطوبة وزيادة تشبُّع الجلد بالمرطب.
- استعمال جهاز الترطيب.
- حماية البشرة من الرياح.
- تجنُّب البيئات ذات الهواء المُلوَّث، إذ يُؤثِّر ذلك على قياس الأس الهيدروجيني الطبيعي للبشرة.
- يُنصَح باستخدام واقٍ لأشعة الشمس.
- تجنُّب الصابون المعطر، والشامبو، والمنظفات، وغسول الجسم.
- علاج الأمراض الجلدية المصاحبة، مثل: الإكزيما.