السفر إلى زنجبار.. «جزيرة التوابل» المفضلة للعرب
لم يعد مفهوم السياحة يُعرف بالطريقة الكلاسيكية التي اعتادها الناس، فمع اتساع الوجهات السياحية أمام الراغبين بسبر أغوار هذا العالم الفسيح والمتنوع، برزت زنجبار مقصدًا جديدًا يمزج ما بين سحر الطبيعة وتنوع الثقافات في مكان واحد.
فما الذي يجعل زنجبار تعزز حضورها على خارطة السياحة العالمية؟ ولماذا يفضلها السياح العرب؟
هي من أجمل بقاع العالم الزاخرة بطبيعتها الخلابة في القارة الإفريقية، وتتكون من مجموعة جزر تقع بالمحيط الهندي، تتبع لجمهورية تنزانيا وتبتعد عن ساحل تنجانيقا بنحو 25 ميلاً، و29 ميلاً عن العاصمة التنزانية دار السلام، وتتاخم دولاً عدة، وهو ما جعلها بؤرة سياحية جاذبة في القارة السمراء، إذ تبعد عن كينيا 119 ميلاً، و750 ميلاً عن مدغشقر، و500 ميل عن جزر القمر.
تمتلك زنجبار شاطئًا باهرًا مليئًا بالشعاب المرجانية البديعة، ويشتمل أرخبيل زنجبار على 52 جزيرة منها 27 جزيرة صغيرة تتركز حول جزيرة بمبا.
هناك 4 جزر رئيسة تشكل الأرخبيل وتقع حولها باقي الجزر الصغيرة، وهي: أنغوجا، وبمبا، وتومباتو، ومافيا.
أيضًا هناك مدينة الحجر، أو "ستون تاون" التي تملك قيمة تاريخية وتراثًا كبيرًا، تستمد منه زنجبار تفردها وتميزها.
ستون تاون
هذه المنطقة مصنفة من قبل الأمم المتحدة بأنها موقع تراث عالمي، استمدت اسمها من المباني الصخرية الواقعة في الجزء القديم بها، التي تصل إلى 1700 مبنى حجري، تقع على الساحل الغربي لجزيرة أنغوجا، إحدى الجزر الأربع الرئيسة في أرخبيل زنجبار.
تشتمل تلك المباني الحجرية على 1100 مبنى، لها دلالات معمارية مختلفة.
جزيرة أنغوجا.. الكبرى في زنجبار
أكبر جزر أرخبيل زنجبار من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها 1666 كيلو مترًا مربعًا، وتتميز بشعابها المرجانية الرائعة التي تجعلها وجهة مثالية لهواة السياحة البحرية بشكل عام، جنوب غرب الجزيرة.
يزخر تاريخ جزيرة أنغوجا بمواقع أثرية عديدة، وتتركز فيها مواقع تجارية وسياحية عدة مثل إمبويني ومانجابواني وتشواكا ونونجوي.
جزيرة بمبا.. بستان إفريقيا الشرقية
تلك الجزيرة التي تعرف باسم "الجزيرة الخضراء" هي ثاني أكبر جزر أرخبيل زنجبار، من حيث المساحة.
تملك بمبا إطلالة ساحرة على المحيط الهندي، وتبعد نحو 50 كيلو مترًا شمالي جزيرة أنغوجا الأكبر في زنجبار، وبالمسافة نفسها تبعد عن شرق البر التنزاني، الذي تتصل به عبر جزيرة بمبا.
تتسم الجزيرة بزراعة القرنفل، المصدر الأول لاقتصادها والمورد الأساس للدخل فيها إلى جانب السياحة، ولذلك يطلق على تلك المنطقة بستان إفريقيا الشرقية.
تشتمل على آثار عديدة تجعلها مزارًا متكررًا لمرتادي زنجبار، وهي مواقع لم تتغير منذ وجودها، أبرزها آثار "نداغوني" غرب عاصمة الجزيرة "شاكي شاكي" إضافة إلى آثار "رأس مكومبو" وآثار "مكاما ندومي" في قرية "بوجيني" وآثار تلك المناطق تعود للقرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين.
اقرأ أيضًا:جزيرة مليئة بالإثارة والمتعة.. كيف تقضي عطلة رائعة في زنجبار؟
لماذا يفضل العرب زيارة بمبا؟
ما لا يعرفه كثيرون أن أرخبيل زنجبار بشكل عام ظل تحت الحكم العماني حتى عام 1964.
ولذلك فإن جزيرة "بمبا" ما زالت وجهة مفضلة للسياحة العربية والعمانية على وجه التحديد، نظرًا لأصول الكثير من سكانها العربية، ووجود رحلات مباشرة بين عُمان وزنجبار، وتبعد المسافة بين العاصمة مسقط وزنجبار نحو 2200 كيلو متر.
جزيرة مافيا
رغم أنها لا تتبع زنجبار من الناحية الإدارية، فإنّها وجهة دائمًا ما تصنف ضمن رحلاتها، تتسم بمياهها العميقة ومينائها الذي يشكل موقعًا مميزًا للشواطئ الرملية النظيفة.
تمتلك الجزيرة طبيعة خلابة، وشواطئ زرقاء دافئة، توفر الخصوصية والراحة والمتعة لزائريها.
الجزيرة تشتمل على قناة "مافيا" الرابطة بين دلتا نهر روفيجي ومياه الجزيرة، لتضيف بعدًا مائيًا آخر لها.
ليس هذا فقط ما يميزها، ففي عام 1995 جرى إعلان منتزه جزيرة مافيا البحري أول منتزه بحري في البر الرئيس لتنزانيا، وتعد من أكبر المحميات البحرية في المحيط الهندي لما تحتويه من ملايين الأنواع المرجانية والأسماك التي تعيش في المياه الدافئة وبالحفاظ عليها تكون محمية من الانقراض.
كما بات المتنزه الوطني الذي أقامته حكومة تنزانيا في الجزيرة بناءً على توصيات جمعية حماية البيئة من المزارات الرائعة والفريدة، إضافة إلى وجود منتجعات إقامة فاخرة في الجزيرة، لتشجيع السياحة ورفع مستوى الإقامة.
جزيرة تومباتو
تومباتو جزيرة صغيرة تنتمي إلى أرخبيل زنجبار، يبلغ طولها ما يقارب 8 كيلو مترات، وعرضها كيلو متران، وتحيط بها الشّعاب المرجانية من كل اتجاه في منظر بديع يجعل شواطئها ومياهها الزرقاء مزارًا رائعًا لمحبي الطبيعة الخلابة.
جزيرة التوابل
تلتقي العديد من المدارس الرائعة في المطبخ الزنجباري، ولذلك يطلق عليها "جزيرة التوابل" لما تحتوي عليه من نكهات مميزة ومتعددة.
المطبخ في زنجبار يمزج بين ثقافات الطهي المختلفة من المطبخ الهندي إلى الشرق أوسطي ما يجعله من أكثرها تنوعًا وتفردًا على الإطلاق.