ساعات راقية تمردت على الصناعة السويسرية
لم تنطلق صناعة الساعات الميكانيكية من سويسرا، لكنها استقرت وازدهرت فيها لأسباب كثيرة. ثم عُرفت الساعات الإنجليزية بدقتها وجودتها. وازدهرت صناعة الساعات الميكانيكية في ألمانيا في "بفورتسهايم" ومن ثم "غلاشوته". ويقال إن الألماني بيتر هينلين هو من صنع أول ساعة جيب في العالم، عام 1505 تقريبًا. وعرفت "أمستردام" الهولندية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر انتشارًا واسعًا لورش ترميم الساعات.
أما بريطانيا فهي مهد صناعة الساعات، و"الكرونوميترات" البحرية فائقة الدقة (ساعة يمكن بوساطتها تحديد مواقع خطوط الطول الجغرافي)، وعبرها تعرف السويسريون على هذه الصناعة الراقية.
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتوحيد الألمانيتين، عادت صناعة الساعات ببطء، ولكن بخطى واثقة إلى أوروبا (باستثناء سويسرا) وخاصة ألمانيا. ووجد عدد من الصانعين المستقلين غير السويسريين، في بولندا وهولندا وبريطانيا وفرنسا، في ذلك فرصة، لتطوير ساعاتهم الخاصة.
من هنا لم تعد سويسرا محتكرة صناعة الساعات الراقية، بعد أن ظهر منافسون كثيرون لها خارجها.
A. Lange & Söhne رقي ألماني لا يضاهى
خارج سويسرا، تُعد ألمانيا موطن صناعة الساعات الميكانيكية الراقية في أوروبا.
يعود تاريخ هذه الصناعة فيها إلى القرن الثامن عشر بمدينة "بفورتسهايم".
في ذلك الوقت، جرى إنشاء مدارس مختلفة لصناعة الساعات، لخلق فرص عمل، وتحفيز هذه الصناعة الجديدة.
اقرأ أيضًا:"الأخضر" يُثري جمال الساعات الميكانيكية 2022
تأسست "إي لانغي آند زونه في عام 1845 في "غلاشوتيه" التي تبعد نحو 40 كيلومترًا عن مدينة درسدن، على يد فرديناند أدولف لانغي.
تجسد ساعات الشركة أسلوبًا خالدًا من الأناقة البسيطة، مع اهتمام رائع بالتفاصيل لجهة تصميم الآليات الميكانيكية وخطوط التصميم.
تمكن فيرديناند لانغي من تأسيس مجتمع كامل من الصناعيين والحرفيين في "غلاشوتيه".
استمرت الشركة مزدهرة حتى الحرب الكبرى قبل أن تتوقف عن الإنتاج تمامًا مع تقسيم ألمانيا، لتعود الى الواجهة مجددًا بعد سقوط جدار برلين، وبجهود "والتر لانغي" و"غانتر بلملين" لتصبح اليوم رائدة صناعة الساعات الألمانية.
ساعات Nomos أسلوب باوهاس
أسس "رولاند شويرتنر" شركة NOMOS في "غلاشوتيه" عام 1990.
يتميز تصميم كل مجموعات ساعات NOMOS بتأثرها الواضح بـ "باوهاوس" الألماني الأصيل (مدرسة فنية نشأت بألمانيا للدمج بين الحرفة والفنون الجميلة في 1919م تقريبًا).
ينبض قلب هذه الساعات بآليات ميكانيكية ألمانية الصنع، يدوية أو ذاتية الملء.
فازت الشركة بنحو 140 جائزة دولية، لجودتها وقيمتها، وتصميمها المميز.
Grand Seiko يابانية تحصد جوائز سويسرية
لم يكن "كينتارو هاتوري" يعرف أنه سيسهم في تغيير مفاهيم صناعة الساعات بالعالم، عندما افتتح عام 1881 متجرًا متواضعًا للساعات والجواهر، يُدعى K. Hattori في طوكيو.
تطور هذا المشروع التجاري الصغير ببطء، وكان جزءًا من "ثورة كوارتز".
وحصدت Grand Seiko Hi-Beat 36000 80 Hours جائزة Red Dot Design 2022.
ومنحت Grand Seiko SLGH005 جائزة Red Dot Design في مسابقة 2022 المتخصصة بالتصميم، و"جائزة جنيف الكبرى" للساعات.
Grönefeld شركة عائلية هولندية
بعد أكثر من قرن من التميز في صناعة الساعات الهولندية، انتقلت شركة Grönefeld إلى الجيل الثالث من العائلة، مع الأخوين "بارت وتيم"، وصارت واحدة من علامات الساعات غير السويسرية.
تؤرخ عائلة Grönefeld خبرتها في صناعة الساعات بعام 1912 عندما بدأ "غيرهارد لويس غرونيفيلد" حياته المهنية صانع ساعات.
اقرأ أيضًا:متحف أوديمار بيغيه لصناعة الساعات.. مزيجٌ من التقاليد والتفكير المستقبلي الريادي
اتبع ابنه "جيف" وحفيده "بارت" و"تيم" المسار نفسه، وأعاد الأخير تأسيس ورشة العائلة في Oldenzaal بهولندا عام 1998 وبدأ إنتاج الساعات.
وكانت أول ساعة Grönefeld هي مكرر الدقائق GTM-06، قدمت الشركة Parallax Tourbillon الذي فاز بجائزة جنيف الكبرى للساعات، لتفوز بعدها عام 2016 ساعة Remontoire Constant Force عام 2016 بجائزة أخرى.
روجر سميث تلميذ جورج دانيلز
أسس Roger W. Smith ورشته عام 2001 لتصنيع الساعات، وفقًا لمعايير التميز الفريد في صناعة الساعات.
أتقن طريقة "جورج دانيلز" في فن صناعة الساعات يدويًّا، وأمضى العقد الماضي في استكشاف مستقبل صناعة الساعات الميكانيكية.
يصنع "سميث" ساعاته يدويًّا بالكامل وفق أعلى معايير الجودة، وينتج 12 ساعة فقط في السنة بناءً على طلبات خاصة مسبقة، التزامًا منه بتقاليد صناعة الساعات البريطانية التي كانت دائمًا تدور حول الجودة والدقة والتطوير المستمر.
تُعد كل ساعة تحمل توقيع Roger Smith عملاً فنيًّا ميكانيكيًّا، واحتفالاً بتقاليد الصناعة العريقة.