الأزمة المالية هي كابوس كل صاحب عمل، تجاريًّا كان أو إداريًّا. فهي اضطراب فجائي يطرأ على التوازن الاقتصادي بالمنشأة، ويمكن أن يتكوّن هذا الاضطراب من عوامل داخلية مثل سوء إدارة التدفق النقدي، أو عوامل خارجية مثل ضعف الاقتصاد، أو الكوارث الطبيعية أو الأمراض، وغيرها الكثير.
وإذا لم تتخذ إجراءً فوريًّا عند حدوث الأزمة المالية، فربما ينتهي بك الأمر بظروف مالية أسوأ، والخروج من السوق.
هذه سبعة حلول للأزمات المالية التي قد تواجهك.
1.تخفيض حجم ديون شركتك خارجيًّا
يعد الدين الخارجي بمثابة خط سميك يمنع الشركة من التحرك الحر واتخاذ القرارات الارتجالية، فما دامت شركتك تعاني دينًا خارجيًّا فهي شبه مرهونة.
وتجنبًا للكوارث المالية حاول أن تفعل كل ما في وسعك للتأكد من أن دينك منخفض بما يكفي، حتى إذا كان ذلك على حساب فقدان بعض العملاء، فلا يزال بإمكانك إبقاء المنشأة نشطة ما دمت تحقق سيطرة فعلية على ديونك، من خلال سداد جميع الديون.
ولا تنس أن الضرائب هي الدين الأساس الذي ينساه الجميع.
2.بناء احتياطي مالي قوي
في عالم المال والأعمال، وبجميع التعاملات التي تتطلب مالاً حتى تبقى ضمن زخم حركي، يجب أن يكون هناك احتياطي مالي معيّن يتم اللجوء إليه إذا كانت هناك دواع لذلك.
والأزمات المالية هي إحدى أهم الظروف والمشكلات التي تستدعي دعمًا ماليًّا سريعًا لتجاوزها، ومع استراتيجية محكمة، ودين خارجي صفري، يكون المخزون المالي ذا منفعة عظمى.
اقرأ أيضًا:بعض الأزمات المالية الأكثر تأثيرا على العالم
لذلك تيقن أن "صندوق الطوارئ" سيقف بجانبك عندما تسودُّ الصورة وتصبح أكثر قتامة، لاستعماله في صد ضغوط سوق المال، فالصفعات المالية لا ترحم.
3.تنويع قائمة الزبائن
الارتكاز على زبون أو صنف واحد من الزبائن قد يكون سببًا في حدوث ولاء وعمل مريح ضمن استراتيجية المحيط الأزرق، لكن هذه الفرضية صارت غير مجدية في زمن أصبحت فيه التحديات السوقية والتّقلبات المالية جزءًا لا يتجزأ من نشاط المال والأعمال.
لذلك فإن اعتمادك الكلي على زبون واحد أو صنف وحيد سيجعل نشاطك ينهار إذا فقدت هذا الزبون لأي سبب من الأسباب، وعليه يجب عليك أن توسّع قاعدة زبائنك بشكل جيد، وبشكل معقول ومناسب، ويتطلب ذلك تكوين صورة فعلية وحقيقية عن وضع الشركة، وتحقيق الولاء من خلال تقديم ميزات تنافسية تجعل نشاطك فريدًا من نوعه.
4.اهتم بفريق عملك
كقاعدة بسيطة، اهتمامك بفريقك سيجعلهم يعتنون بك عندما تقع في أزمة.
ينطبق هذا على المنشأة ككل، فإذا نجحت في تكوين ولاء للمستخدمين لشركتك، فإنهم سيقاتلون من أجلها، وتحقيق الولاء أمر إداريٌّ غاية في التعقيد وهدف يعمل عليه جميع المديرين التنفيذيين حول العالم.
وكنوع من اهتمامك بفريقك وطاقم عمّالك فإنه يمكنك إيجاد سبل وأفكار للحفاظ عليهم، لأن بتسريحهم من العمل ستفقد كفاءة، وثقة العمال المتبقين بك، فجميعهم سيتخوّفون من التسريح أيضًا، لكن إن وجدوك تصارع من أجل بقائهم، فتيقن أنهم سيصارعون من أجل بقائك.
اقرأ أيضًا:أنواع استراتيجيات الشركات المختلفة
يمكنك مثلاً أن تقترح العمل لساعات إضافية دون أجر، كأحد الحلول للأزمة.
5.وسع نشاط العلاقات العامة لديك
يعدُّ الشقُّ الإعلامي من أساسيات قيام الشركات، ووجود قسم للعلاقات العامة لديك بالمؤسسة ضرورة وحتمية، لأنك ستحتاج إليه عند الظروف الصّعبة كالانكماشات الاقتصادية، والأزمات المالية.
وذلك لتحسين صورة مؤسستك وصقلها والحفاظ على مجموعة الزبائن أو الموردين، كما أن هذا الجهاز الإداري من أهم وسائل تجاوز الأزمات وحلّها، فمن يمتلك مكتبًا للعلاقات العامة ليس كمن لا يمتلكه.
ويُلاحظ أن الشّركات الكبرى حول العالم تعمل دائمًا على صد الأزمات، من خلال قسم العلاقات العامة لديها.
لذا يجب عليك تأسيس مكتب للعلاقات العامة في مؤسستك، والسّهر على نشاطه الفعّال.
6. كن مطَّلعًا على السُّوق دائمًا
يجبُ عليك وأنت رائد أعمال أو مسؤول إداري بالمؤسسة أن تكون على اطّلاعٍ دائم وآنيّ بحالة السوق.
هذا الأمر ضروري جدًّا حتّى لا تفوتك الفرص والتّهديدات، فإذا كانت هناك مخاطر تحدق بنشاطك، فإنك لن تكون على علم بها في حالة ما لم يكن لك تصوُّر صحيح عن حالة السوق، (البعض يوسّع اطلاعه حتى للسوق العالمية متجاوزًا السوق الذي ينشط به).
يجب أن تعرف من دخل السوق ومن خرج منه، والسلع الجديدة التي يقدّمها المنافسون، والقوانين الجديدة التي يتم العمل بها، وأسعار الصرف، وقوة العملات.
جميع تلك الأسئلة مهمة ولن تستطيع أن تجيب عنها إذا لم يكن هناك اطلاع حقيقيٌّ على وضع السُّوق، وأي أزمة مالية أو انكماش اقتصادي في دائرة نشاطك لا تعلمهُ سيجعلك تعاني طويلاً، لذلك كن كثير الاطلاع تكن أقوى.
7.تجنّب العشوائيّة
من أكثر الأشياء التي تصيب التنظيمات والمؤسسات بالفشل والنّكسات هو التسيير العشوائي الذي ينتهجه بعض المديرين التنفيذيين والرؤساء.
هذا النوع من المؤسسات يتلقى الصدمات بشكل مضاعف، وإذا ما صادفته أزمة مالية فإنها غالبًا ما تقضي عليه وتدفعه للإفلاس، لأنه تنظيم عشوائي يخلو تسييره من الخطط والتّكتيكات التي يكون دورها قيادة المؤسسة إلى الرّبح والنّجاح بأقل حجم من التّكاليف، وأقل عدد من الأفراد، وأقل نسبة خسائر.
لذا يجب ألا تجعل مؤسستك عُرضة لمثل هذه المخاطر، وسبيلك لذلك هو تنظيم عملك، وفق مخطط محكم، وقانون صارم، وآلية عمل واضحة.
يجب عليك وضع استراتيجية متوسطة المدى لا تقل عن خمس سنوات، كمدة تنفيذ، وجملة خطط بديلة.
وأن تهتم بالجهة المسؤولة عن إدارة الأزمات لديك، لأن العمل المدروس والمنظم عادة لا تؤثر فيه الصدمات، أو الأزمات المفاجئة.