محمد حسن علوان لـ «الرجل»: المعاناة مرايا لأدبي.. ومعرض الكتاب «واسطة العقد»
● حياتي استندت إلى والدتي في كل شيء
● المعاناة قد تخلق الإبداع وكثيرها يخنقه
● المعاناة جزءٌ من تكويني الأدبي
● أستمد شخوص رواياتي ممن أقابلهم
● أحيانا أكتب من فرط الفضول.
● أنحت شخوصي وأستمتع باكتشافها
● هناك كُتّاب تعلمت منهم أن أكتب بطريقة مختلفة
● طقس كتابتي سطح مكتب، وكرسي مريح، ومكان هادئ
● غالبًا ما يتحول نص البداية إلى نص مختلف
● ابني قارئ أكثر منه كاتبًا وأنا فخور به
● المرأة هي شريك أساسي لا غنى عنه
● منصبي يملؤني فخرًا وشعورًا بالمسؤولية
● التحدي بإقناع رؤوس الأموال لتكون الثقافة جزءًا منها
● نحتاج إلى الإبداع لإقناع رؤوس الأموال
● لا أجد شيئًا يستطيعه الرجل، ولا تستطيعه المرأة
● تجمعني مع ابن عربي تجارب مشتركة
● القارئ العربي عازف عن القراءة بسبب غياب الحافز
● زوار معرض الكتاب هم من الشباب
● لا أوْمن بالأدب الذي يحاول إثارة الجدل
● أتمنى على الشباب أن يقرؤوا أكثر مما يكتبون
طقوسه في الكتابة أبسط مما نتخيل: كرسي مريح ومكان هادئ وسطح مكتب، بهذه المتطلبات المتواضعة تمكن من الفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها العاشرة، وفي رصيده خمس روايات أخرى، وسبق أن جرى اختياره ضمن قائمة أفضل 39 كاتبًا عربيًّا تحت سن الأربعين.
تسلم منذ 3 سنوات منصبه رئيسًا تنفيذيًّا لهيئة الأدب والنشر والترجمة، ويشرف على معرض الرياض الدولي للكتاب، محاولاً أن يصنع منه بوابة للنشر والكتاب في العالم العربي، ويعكف على وضع خطط مبتكرة لإقناع رؤوس الأموال للاستثمار في الثقافة.
مجلة الرجل استضافت الدكتور محمد حسن علوان ليتصدّر غلافها، وتتوقف عند أهم محطات حياته، في محاولة لاستقصاء عوالمه الشخصية والروائية، وتناقش رأيه في سبل تطوير الثقافة ودعم الكتّاب والناشرين والمترجمين في المملكة العربية السعودية.
اطلع على العدد هنا
نشأة وصدمة
ولد "علوان" في مدينة الرياض عام 1979، ونشأ في حي "الوزارات"، حيث كان والده -رحمه الله- موظفًا حكوميًّا.
في عمر الأربع سنوات، انتقل مع عائلته إلى حي آخر في مدينة الرياض، وعاش هناك حياته مع والدته وإخوته.
غير أن طفولته حملت له فاجعة ألقت ظلالها الثقيلة على قلبه الصغير، يقول: "فقدت والدي وأنا في السادسة من العمر، وكان حينها شابًّا، وتوفي في سن الـ 44، كان الحدث صادمًا للأسرة، وكنت الثالث بين إخوتي، إذ يكبرني أخوان، وتصغرني أخت".
تولت الأم مسؤولية كل شيء، يقول "كانت والدتي أيضًا شابّة، ونشأت معها، وهي كل ما يمكن أن أستند إليه في حياتي، من حيث المعرفة، والأخلاق، والتعامل مع الآخرين، والتصادم مع الحياة في خيباتها ونجاحاتها".
معاناة وإبداع
ولكن إلى أي مدى كانت المعاناة ضرورة للإبداع برأي علوان، يقول: "المعاناة إلى حد معين تخلق الإبداع، لكن الكثير منها قد يخنق هذا الإبداع، والقليل منها قد لا يجعل له معنى".
ويضيف: "بطبيعة الحال فإن فقداني لوالدي، وكوني واحدًا من أربعة أيتام تربيهم امرأة عاملة، تحاول قدر المستطاع منحهم الحياة الكريمة التي كانت لتتحقق لهم لو كان والدهم موجودًا، وحساسيتي الشديدة تجاه ما هو مطلوب مني في الظروف التي تمر بها الأسرة، لعل هذا الأمر كان مؤثرًا بشكل كبير عليّ، حتى لو كان البعض في الأسرة يحاول تخفيفه، ولكنه حدث في نهاية المطاف، وكان جزءًا من تكويني الأدبي، والإنساني، والاجتماعي، ومن طموحي وحوافزي".
اقرأ أيضًا:رائد الأعمال فيصل الغامدي لـ«الرجل»: بدأت بـ 15 ألف ريال… وطموحي المرتبة الأولى بالسيارات
رائد فضاء وشاعر
الوجه الآخر لطفولة علوان، يتعلق بالحلم يقول: "في السادسة من عمري كنت أعتقد أني سأكون رائد فضاء، فقد تصادف بعمري هذا وصول أول رائد فضاء عربي مسلم سعودي للفضاء، ثم تغيرت الظروف مرحليًّا، ووقعت في حب القراءة بشكل كبير جدًّا، فحلمت دائمًا أن أكون كاتبًا يُقرأ له، والشخص الذي يقف على الطرف الآخر من عيني القارئ، وكنت أتمنى أن أكون ذات يوم صاحب كتاب".
بدأت بالشعر
أحلام الطفولة ومعاناتها سرعان ما وجدت طريقها للورق، فقد بدأ علوان في عمر الـ14 بكتابة الشعر يقول "كنتُ محبًّا للشعر وما زلتُ محبًّا له، ثم جاءت ثورة السرد، إن كان هذا التعبير صحيحًا، وبدأت الروايات تأخذ دورها، في محاولة سرد الواقع العربي، وتداخلاته مع العوالم الأخرى، فبدأت أقرأ الرواية بشكل أكبر".
أولى رواية له رأت النور في عام 2002 وكان لا يزال طالبًا جامعيًّا وكانت بعنوان "سقف الكفاية".
يشرح علوان أن حكاية روايته الأولى هي "قصة حب انتهت بشكل درامي في مدينة الرياض، ثم كتبت رواية "صوفيا" 2004، ثم "طوق الطهارة" 2007، ثم "القندس" 2011، و"موت صغير" 2016، التي حصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، وتُرجمت في العام التالي لصدورها إلى عدة لغات"، أما آخر أعماله الأدبية، فهو رواية "جرما الترجمان"، صدرت عام 2020.
لم أندم..
خلافًا لما هو متوقع، جاءت دراسة علوان بعيدة عن شغفه بالأدب، فقد التحق بجامعة الملك سعود (تخصص نظم معلومات وحاسب آلي)، وأكمل دراسته العليا في مدينة بورتلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، بولاية أوريغون، (تخصص إدارة الأعمال)، وأكمل الدكتوراه في مدينة أوتاوا بكندا، في إدارة الأعمال الدولية.
ولكن علوان يرى أن هناك ما يجمع بين دراسته وكونه روائيًّا، يقول: "لم أندم على ساعة واحدة قضيتها في قاعة الدرس، لأنه بشكل أو بآخر يتحوّل الأمر إلى تجربة إنسانية مختمرة بشكل كافٍ، حتى تتحول إلى أدب وإلى إبداع، وقراءة الأدب لا يؤدي بالضرورة الإبداع، بل إن التجربة الإنسانية بكل حالاتها ومعارفها وعلومها هي ما تخلق لدينا تراكمًا كافيًا، يفضي إلى الأدب والإبداع".
السرد جعلني كاتبًا
ما هو المنعطف الذي جعلك كاتبًا؟ يجيب علوان: "المنعطف هو قراءتي لبعض الأعمال السردية الجيدة جدًّا، لكتّاب عرب وغير عرب.
ومن العرب كان: نجيب محفوظ، وأمين معلوف وإن كان يكتب بالفرنسية، ولكن بروح عربية واضحة، وأيضًا من غير العرب مثل غابرييل غارسيا ماركيز، وآخرين من الذين تركوا بصمة كبيرة في حياتي، وأشعروني أني قادر على كتابة رواية، إذا وضعت فيها جهدي".
أما كيف يرسم ملامح أبطال رواياته فيقول "قد تكون أنت أحد شخوص رواياتي، فأنا أستمدها من الناس الذين أقابلهم في حياتي، ولا أستطيع أن أقرر شيئًا مسبقًا، أتخيل شخصًا معينًا، وأحاول أن أجيد تصوري له، وأعكسه على بعض المرايا الاجتماعية التي صادفتها في حياتي، وقد أدمج شخصين، أو ثلاثة في شخص واحد، حتى تكون لدي شخصية مركبة، تستحق أن تُروى".
اقرأ أيضًا:رائد الأعمال ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻌﺠﻤﻲ لـ «الرجل»: لدي شغف بالحياة.. وابتكارات ومنصة لدعم رواد الأعمال
فرط الفضول...!
لكل كاتب دوافعه ومواهبة لولوج عوالم الأدب، ولكن بالنسبة للدكتور علوان تتلخص بكلمة واحدة هي "الفضول" ويضيف موضحًا: "أنا أحيانًا أكتب من فرط الفضول، وأحفر أكثر في الشخصيات وأجعلها تتخلق أمامي، كأن يكون عندك كتلة كبيرة من الرخام، ولديك فضول لمعرفة الشكل الذي تنحته عليها، وبعد أن تنتهي. أحب هذه الحالة من الاكتشاف، وأحب أن أخوضها".
لا يُحب أن يذكر كاتبًا محددًا أثّر فيه ويدين له، والسبب كما يقول: "خشية أن أظلم كاتبًا من الذين أثّروا فيَّ بشكل أو بآخر، ويوجد كتاب كبار أقنعوني بعد أن أقرأ العمل أن أكتب بطريقة مختلفة، لا أستطيع أن أنكر ذلك "أومبرتو إكو" كان واحدًا منهم".
أما طقس الكتابة لديه فهو "أبسط مما تتصور" ويوضح قائلاً: "سطح مكتب، وكرسي مريح ومكان هادئ، وغالبًا ما يكون بيتي بأي مكان في المدن العديدة التي عشت فيها، وأتخيل ما أريد أن أكتبه وأكتبه، غالبًا النص الذي أبدأ بكتابته يتحول إلى نص آخر، مع مرور الأيام والشهور".
إغراء الشاشات
يرغب الكتّاب عموما برؤية أعمالهم على الشاشات المسطحة، يعلق علوان "نعم هي فكرة مغرية جدًّا لأي كاتب أن تتحول أعماله إلى أعمال تليفزيونية، لا سيما في العصر الذي يُشاهد فيه التليفزيون بشكل أكبر، والتقنيات الهائلة جدًّا التي أصبحت تخرج لنا أعمالاً جيدة، ولكن ليست بهذه السهولة، فقد حاولت أن أعمل على تحويل بعض أعمالي إلى السينما، وأشارك في بعض الكتابة، واكتشفت أنك تأخذ عملك الذي تكتبه وحدك وتكون جميع الأفكار لك، ثم تعرضه على فريق كامل من المصورين والمخرجين والمنتجين ليشاركوك في إعادة تشكيل اللحظة بشكل مختلف، لهذا آمنت بأن العمل الأدبي عندما يتحول إلى عمل سينمائي، فهو عمل إبداعي مختلف تمامًا عن النص المكتوب".
البوكر وابن عربي
حصل الدكتور علوان على جائزة البوكر لعام 2017 عن روايته "موت صغير" ويعدّ فوزه نوعًا من العمل الدؤوب المتواصل، للحصول على هذه الجائزة، ويضيف "الحمد لله أني حصلت عليها برواية أكثر جودة من الروايات السابقة، لأنها قُرِئت بشكل واسع، وتُرجمت بشكل واسع، ومن ثم استطعت أن أكون فيها من أريد، وأن تُؤخذ عني الفكرة التي أريد أن تؤخذ عني، غير بقية الروايات".
وعن موضوع الرواية الفائزة "موت صغير"، يشرح بأنها تروي قصة الفيلسوف الصوفي المثير للجدل محيي الدين ابن عربي وما حدث في الصوفية بعد ولادته.
وعن سر اهتمامه بابن عربي يوضح: "علاقتي بابن عربي علاقة قديمة، بين قارئ يقرأ نتاجًا علميًّا وأدبيًّا وفلسفيًّا من التراث، ولكن في مرحلة من المراحل أعتقد أني مررت بمجموعة من التجارب المشتركة، جعلت هناك توازيًا بيني وبينه، مع فارق القرون، وهي تجربة الرحيل، إذ سافرت للدراسة، وأطلت السفر، لأكثر من 12 سنة خارج الوطن.
ولقد قضيت سنوات وحدي، وانتقلت من مدينة إلى مدينة، وكان محيي الدين بن عربي أحد أبرز الرحالة، فقد اشتهر بوصفه "الشيخ الأكبر"، و"رجل الصوفية الكبير"، و"المعلم"، ولكنّ قليلاً هم من التفتوا إلى هذا المعلم البارز من حياته، فقد انتقل من مكان إلى مكان، من الأندلس حتى توفي في سوريا، في الخمسين من عمره، وكذلك أقمت في حي يحمل اسمه، وهو "حي الشيخ محيي الدين"، في دمشق".
وعن رأي البعض أنَّ الرواية مثيرة للجدل يوضح: "أنا لا أومن بالأدب الذي يحاول أن يثير الجدل، ولكن بالأدب الموجه للأدب، الذي يلامس هذا الشعور الإنساني بيني وبين الجميع، وروايتي لم تجعله ملاكًا كما يريد البعض، ولم تجعله الشيطان الذي يريده البعض، فقد كنت أحاول أن أنسج محيي الدين بن عربي الذي كان إنسانًا في المقام الأول، مهما بلغ من الاجتهاد، والشهرة".
ويلفت إلى أن "انقسام الآراء كان متوقعًا، وساعدني كثيرًا توقعي المسبق بذلك على أن أكتب بنوع من الحياد الذي لم أندم عليه".
يطارد أفكاره
لا يعرف بالضبط علوان ما هو عمله القادم حيث يقول "كلما وضعت في ذهني عملاً معينًا لا أتمكن من إنجازه، فلدي مجموعة كبيرة من الأعمال غير المكتملة، والأفكار غير الناضجة التي تنتظر أن أنتقى واحدًا منها لأبدأ عملاً جديدًا تمامًا، أحيانًا تكون عندك الفكرة، ولكن لا تستطيع معرفة القالب السردي المناسب لها، هل هي قصة قصيرة أم رواية، أو قد تكون مقالاً فقط، ولكن تظل تقذف في ذهنك، وبعضها تستطيع أن تمسك بها، وتقبض عليها ثم تحولها إلى عمل قابل للقراءة، وبعضها لا تستطيع".
فخر ومسؤولية
قبل 3 سنوات اختير الدكتور محمد حسن علوان ليشغل منصب الرئيس التنفيذي لهيئة النشر والأدب والترجمة، يقول في هذا "الأمر يملؤني فخرًا وشعورًا بالمسؤولية، فلقد وُضعت على قمة جهاز حكومي حديث لم يكن فيه موظف غيري، في وزارة حديثة الإنشاء لديها طموح كبير جدًّا، ولديها محاولة سريعة ودؤوبة لكي تكون جزءًا من رؤية 2030، وهذا منحني ثقة كبيرة وحافزًا لأن أكون جزءًا من هذا العمل، وأتمنى بعد 3 سنوات أن تكون الأسس التي بنيناها سليمة، وتؤهلنا للاستمرار نحو الأفق القادم، والتحدي القادم".
وبكل تواضع ينفي علوان أنه وراء إنجازات الثلاث سنوات ويضيف "هي ليست لمستي وليس الأثر الذي أحدثه محمد حسن علوان، ولكن الأثر الذي أحدثه فريق كامل من موظفي هيئة النشر والأدب والترجمة وموظفاتها، وكل ما أفعله أني أمكنهم من أن يقدموا برامج ومشاريع وأفكارًا إبداعية تسهم في هذه القطاعات بشكل مباشر، وهذا ما قدموه حقًا من خلال 20 برنامجًا أطلقوها في الهيئة منذ إنشائها، قامت بخدمة الأدباء والناشرين والمترجمين، بشكل كبير" ويلفت إلى أن هذا ما كان له أن يتحقق "لو لم يكن هناك داعم، وهناك استراتيجية كبرى على مستوى الوطن، تدفع بها نحو الأمام، وتكون الثقافة حجر أساس فيها".
اقرأ أيضًا:الشاعر فهد المساعد لـ«الرجل»: الشعر يهذب الروح وفي رصيدي أكثر من 15 قصيدة جرى غناؤها
تحدي رؤوس الأموال
يرى الدكتور علوان أن "التحديات التي يواجهها العمل المؤسسي الثقافي، موجودة على مستوى العالم كله"، ويضيف "العمل الثقافي دائمًا يجد صعوبات في الاستدامة، والتمويل، وصعوبات في إقناع القطاع الخاص، والقطاع غير الربحي في المشاركة والمساهمة في بناء قاعدة، ومشهد ثقافي قوي.
كل هذه الأشياء تحتاج إلى أن نفكر بشكل إبداعي، حتى نستطيع أن نقنع رؤوس الأموال أن تكون الثقافة جزءًا منها".
وعن الربط بين رؤية 2030 والأدب والثقافة، يرى علوان أن "الثقافة بشكل عام، والأدب بشكل خاص، لا يؤديان دورًا مباشرًا في صناعة العائد المادي".
ويشرح مضيفًا "ربما طفل نشأ مُولعًا بالأدب والفنون والثقافة يتحول إلى عالم كيمياء، أو عالم ذرة في المستقبل، لأن كل الفنون والثقافات تشجع على بناء خيال خصب له، يمكنه من تخيل كل شيء ويجعله ممكنًا، هذا الدور وإقناع الناس به من المصاعب التي قد نواجهها عندما ندعم الأدب والفنون، فمثلاً عندما نقول إنه من أجل أن نصل إلى الفضاء لا بُدَّ أن ندعم الأدب والثقافة، فإنك تجد هذا الرابط أمرًا ليس بالسهل".
معرض الكتاب تظاهرة
يشرف الدكتور علوان على معرض الرياض الدولي للكتاب، للسنة الثانية على التوالي، ويصفه بـ "واسطة العقد" لجميع معارض الكتب العربية، ويضيف "نحن نريد أن يظل كذلك، وأن يتحول بإذن الله إلى بوابة النشر في العالم العربي".
وعن جديد معرض 2022 يوضح "لقد ضاعفنا حجم المعرض، وهذا العام زدنا العدد بنسبة 50%، والبرنامج الثقافي سيكون ظاهرة ثقافية كبرى في العالم العربي".
وبلغة الأرقام يشير إلى وجود أكثر من ألف ناشر، و32 دولة، والعشرات من دور النشر الأجنبية التي تنشر بلغات أخرى، ولم يسبق لها أن عرضت كتبها في معرض الرياض الدولي للكتاب.
ويضيف "لدينا أيضًا نشاط ثقافي من فنون أدائية، وموسيقى ومسرح، وسينما وتراث وأزياء، وطهي، وغيرها، في العام الماضي كان لدينا مليون زائر، ونتمنى أن يتكرر هذا في العام الحالي".
وعن تحدّي ضعف وقت القراءة لدى الإنسان العربي (6 دقائق بالسنة) وضعف عدد الكتب والترجمات الجديدة، وعدد النسخ المطبوعة (خمسة آلاف)، كيف يمكن أن نغير هذه المعادلة؟ يعلق قائلا "تشكل تحديًا صعبًا، مع تحفظي على بعض هذه الأرقام، ولكنها تمثل معادلة ممكنة جدًّا وهي تحسين العرض الموجود من الكتب المنشورة، من أجل أن نحقق حالة طلب مستدامة من القارئ، والقارئ العربي لم يكن عازفًا عن القراءة لأنه لا يحب القراءة، ولكن لأنه لا يجد معرضًا مقروءًا جيدًا بما يكفي ليحفزه على القراءة".
ويرى أن معارض الكتاب تحديدًا موجهة لصناعة النشر، وتحفيز صناعة النشر على إنتاج الأفضل والأجود، ويضيف "من هذا الواقع يمكن أن نتصور أن يكون لدينا قارئ يستجيب لهذه الجهود، وهو ما نلاحظه في معرض الكتاب، فكل زوار معرض الكتاب هم من طبقات عمرية شابة يافعة، رغم كل أدوات الترفيه في حياتهم".
عزائي بالمساعدة
بين العمل المؤسسي الوظيفي والتأليف الأدبي يعترف الدكتور علوان بأن "الوقت الذي كنت أكرسّه للكتابة بكل تأكيد أصبح أقل، ولكن ما يخفف عني ذلك أني أعمل في المجال الذي أحبه تمامًا، وقد عشت فيه طوال حياتي".
ويجد الرضى لأنه يحاول أن يحقق كل ما كان يتمناه حين كان كاتبًا مبتدئًا، موضحًا "لقد كنت طوال 25 سنة أبحث عن الدعم، عن البرامج التي تستطيع أن توصلني من النقطة "أ" إلى النقطة "ب" بأسرع طريق ممكن، فكوني أعمل في هذا المجال فأنا أساعد الكتاب والناشرين والمترجمين، وأحاول أن أكون جزءًا من هذه التغييرات الكبيرة، والرؤية الكبيرة (رؤية 2030)، وهو أمر يعزيني عن كل ما أفقده من ساعات الكتابة، ولحظات الإلهام، التي افتقدتها".
المرأة أساس
يعبر علوان بأن حضور المرأة في حياته كان طاغيًا، ويضيف: "نشأت بين يدي والدتي وأنا طفل صغير بعد وفاة والدي، فالمرأة بالنسبة لي هي شريك أساسي لا غنى عنه، لأنها هي الشريك والزوجة والصديقة والأم. كل هذا الكلام يُردد بشكل كبير، وبشكل تقليدي، ولكن في الحقيقة لا أجد شيئًا في هذا العالم يستطيع أن يقوم به الرجل، ولا تقوم به المرأة، إذا وضعنا المعادلة بشكل صحيح، وإذا أقمنا الموازين بشكل صحيح".
وعن حياته العائلية، يوضح علوان "تزوجت مبكرًا وانتهى زواجي مبكرًا في الخامسة والعشرين من عمري، وأنجبت ابني الوحيد "إياد"، (16 سنة)، وهو قارئ أكثر منه كاتبًا، وأنا فخور بهذه الميزة التي لديه، وأتمنى من جميع الشبان في عمره أن يقرؤوا، أكثر مما يكتبون، لأن هذا هو المحور الأساسي".
هوايتي الحديثة
وخارج حقل الأدب يكشف علوان بأن لديه "هواية جديدة" ويضيف "أحاول أن أمارسها مضطرًّا، بعد أن تخطيت الأربعين، وأنا كنت أحب الرياضة جدًّا في السنوات التي لم تكن تشكل تحديًا عضليًّا مرهقًا لي، ولكن أحاول أن أعيد هذه العادة في حياتي، من أجل حياة أفضل، وصحة أفضل، وحياة أكثر تفاؤلاً".
أتمنى أن يقولوا
الأمنية في إحداث أثر يعبر عنها الدكتور علوان بالقول "أتمنى أن يقولوا يومًا أتى وترك أثرًا إيجابيًّا، ومضى، وحجم هذا الأثر لا أريد أن يحدده أحد، لكن على الأقل يكون أثرًا إيجابيًّا في مجال الكتابة، ما كتبته وسأكتبه، وفي مجال العمل المؤسسي، والهيئة التي أديرها".