رجل الأعمال الإماراتي محمد علي الأنصاري: الشطارة في كسب الثقة… الانسحاب أهم قراراتي
قضى أكثر من أربعين عامًا في مجال الصرافة وتحويل العملات، ونهض بشركته من مؤسسة صغيرة لا تملك سوى فرعين في دبي وأبوظبي لتصبح شركة كبرى على مستوى منطقة الشرق الأوسط، لديها نحو 220 فرعًا، ويعمل بها آلاف الموظفين، وقاعدة زبائنها بالملايين.
يرى أن أهم قرار اتخذه في مسيرته المهنية هو الانسحاب التدريجي من مجلس إدارة الشركة، وتفويض الصلاحيات للكفاءات الإدارية؛ فهو يؤمن بأن نجاح المؤسسات لا يصنعه رجل واحد، كما يكشف عن مشاركة فاعلة للنساء في شركته، وصلت إلى نسبة 30% من عدد الموظفين، منوهًا بتولّي بعضهن مناصب رفيعة في الإدارة.
إنه رجل الأعمال الإماراتي محمد الأنصاري، رئيس مجلس إدارة شركة "الأنصاري للصرافة"، الذي تصدر حواره مع مجلة الرجل غلاف العدد الجديد، وتحدث من خلاله عن سيرته الشخصية والمهنية، ورؤيته لمستقبل العمل في مجال المال والصيرفة والتحويلات المالية، مقدمًا أهم الدروس المستخلصة للجيل الجديد من رواد الأعمال.
طفولته ونشأته
نشأ محمد -وهو الابن الأكبر- في أسرة تجارية، فقد عمل والده علي الأنصاري منذ خمسينيات القرن الماضي، في تجارة المواد الغذائية، قبل أن يدخل مجال الصرافة منتصف الستينيات مفتتحًا أول فرع للشركة في إمارة أبوظبي. وما يتذكره محمد اليوم أن والده كان كثير السفر والتنقل بين دبي وأبوظبي.
كانت عائلة الأنصاري تسكن في منطقة الرأس بإمارة دبي، حيث الأهل والجيران والأصدقاء وزملاء المدرسة، ويتذكر محمد أنه كان يهوى لعب كرة القدم في الفريج وصيد الأسماك في خور دبي، وقد مارس النشاط التجاري لأول مرة وهو في سن صغيرة؛ اشترى بضائع من محلات البقالة وأعاد بيعها للأصدقاء وأفراد العائلة، وأتقن مبكرًا لعبة التجارة مغامرًا بمصروفه الشخصي ليكسب المال، قبل أن يمتهن الصرافة على خطى والده.
العمل غير اهتماماتي
يروي الأنصاري في حواره مع "الرجل"، أنه درس وتخرج في ثانوية دبي في عام 1977، ثم سافر للولايات المتحدة ليدرس الهندسة المعمارية، ولكن خلال دراسته تعرض والده لأزمة صحية نتيجة حادث مروري، ما اضطره للعودة لدبي، للوقوف إلى جانبه في علاجه وعمله، فالشركة في ذلك الوقت (1980) كانت تتألف من فرعين أحدهما في أبوظبي والآخر في دبي، وفي حاجة إلى متابعة مباشرة.
يتابع الأنصاري قائلاً: "طلب مني والدي في أثناء فترة علاجه أن أبحث عن مشترٍ لفرع الشركة في إمارة أبوظبي، لكنني طلبت من والدي التريث في بيع الفرع، واقترحت عليه مواصلة العمل، بحيث أقوم أنا بمتابعته".
ولكن ماذا عن متابعة دراسته للهندسة، يقول: "لم يكن لدي نية حينئذ لأن أتوقف عن مواصلة الدراسة، لكن مع ممارستي ومتابعتي للعمل بالشركة أحببت المجال، وبعد 5 أشهر عدت مرة أخرى لأمريكا لاستكمال دراستي، لكني اكتشفت بعد فترة قصيرة أن اهتماماتي قد تغيرت باتجاه نشاط الصرافة والتحويلات المالية، فتخليت عن الدراسة وعدت مرة أخرى إلى دبي لقيادة الشركة مع الوالد الذي كان يدعمني بقوة بمكافأة شهرية، كلما حققت نجاحًا أو تحولاً في أعمال الشركة".
تحولات مبكرة
ويتحدث محمد الأنصاري عن تلك المرحلة قائلاً: "كان هذا أول تحول حقيقي في مسيرة استمرارية الشركة وتوسعها، إذ عملتُ منذ اليوم الأول في منصبي على توظيف إمكاناتي في تطوير الشركة وتوسيع نطاق انتشارها، كنت في بداية العشرينيات من عمري، يدفعني طموحي وإرادة وعزيمة الشباب، وكنت واثقًا بقدراتي، ولدي الحافز والإرادة لمواصلة العمل الدؤوب في سبيل دفع عجلة نمو الشركة".
ويكمل موضحًا: "لقد باتت اليوم موجودة بقوة في كل إمارات الدولة، بعد أن كان حضورها يقتصر على فرعين يعمل ضمنهما فريق لا يتجاوز 20 موظفًا في مطلع الثمانينيات، ونحن اليوم في مصاف أفضل شركات التحويلات المالية وصرف العملات الأجنبية في الدولة والمنطقة عمومًا، وذلك بتوفيق الله عز وجل، وثقة الوالد، رحمه الله، الذي كان معلمي الأول وقدوتي في الحياة والعمل".
أولى الخطوات
وردًّا على سؤال مجلة الرجل عن العناصر التي مكنته من النهوض بالشركة، يكشف رئيس مجلس إدارة شركة "الأنصاري للصرافة" أن خطواته الأولى في مسيرته المهنية "بدأت بتعزيز معرفتي وخبرتي حول كل ما يتعلق بقطاع التحويلات المالية وصرف العملات الأجنبية، وأتاحت لي الخبرات التي اكتسبتها وضع خطط فعالة تضمن النمو والتوسع، والتركيز على الاستراتيجيات بعيدة الأمد لتعزيز الحصة السوقية للشركة وترسيخ حضورها وتوسيع نطاق خدماتها وتطويرها".
وينوه بأن الشروط كانت مواتية خاصة لجهة ازدهار الأنشطة الاقتصادية في فترة الثمانينيات عندما بدأت دبي تبزغ بوصفها مركزا تجاريا مزدهرا، بالتزامن مع ارتفاع أسعار البترول، ونمو حركة الاستثمار، إلى جانب التوسع العمراني المتسارع، الأمر الذي انعكس على انتعاش نشاط الصرافة، وأتاح الفرصة لنمو حجم الأعمال، الذي زاد بدوره من تدفق العمالة الأجنبية إلى الدولة.
بلغة الأرقام
ويشير الأنصاري بلغة الأرقام إلى ما حققته الشركة من نقلات نوعية منذ تأسيسها حتى اليوم، كيف انتقلت من فرعين فقط في البدايات إلى أكثر من 220 فرعًا حاليًا، ومن 20 موظفًا إلى فريق عمل ديناميكي متعدد اللغات والاختصاصات يتضمن أكثر من 3500 موظف.
ويلفت الأنصاري إلى أن "الرحلة لم تكن سهلة والطريق لم يكن مفروشًا بالورد لكن بالإصرار والتفاني والثقة من قبل الزبائن، استطعنا الوصول إلى قاعدة زبائن كبيرة تتكون من أكثر من 3.5 مليون زبون، وإجراء أكثر من 120 ألف معاملة يوميًا".
ويؤكد مواصلة توسيع محفظة الحلول والمنتجات عبر إضافة مجموعةٍ من الحلول الرقمية، مشيرًا إلى تطبيق "الأنصاري للصرافة"، الذي يشكل- بحسب تعبيره- قناة ذكية يجري عبرها نحو 14% من إجمالي عدد التحويلات في الشركة.
أسرار النجاح
ويرى الأنصاري أن "الشفافية والصراحة واكتساب ثقة الزبائن" أهم الأسرار التي مكّنته من النجاح على مدار أكثر من 40 عامًا، وليس توافر رأس المال، مشيرًا إلى أن المهارات القيادية والإدارية والبصيرة والكفاءة في اتخاذ القرارات تُشكل جميعها متطلبات أساسية للنجاح في العمل المالي والمصرفي، وسمات مشتركة لقادة مؤسسات الخدمات المالية والمصرفية، فضلاً على المرونة والسرعة في مواكبة التغيرات، التي تعد معيارًا للتميُّز.
والمصرفي الناجح برأيه هو من يرى أن "الشطارة في التجارة تعني الشطارة في اكتساب ثقة الزبائن، والشغف وحب التفاني والقدرة على الابتكار واستشراف اتجاهات الأسواق، والعمل بروح الفريق، وترك بصمة إيجابية على مستوى المؤسسة".
غسل الأموال
يرى الأنصاري أن مكافحة المال المشبوه، هو أصعب امتحان قد تتعرض له شركات الصرافة والبنوك والقطاع المالي بشكل عام، مؤكدًا التزام شركته بمسؤوليتها الوطنية في مكافحة غسل الأموال والممارسات المشبوهة وتمويل الإرهاب، تماشيًا مع توجيهات الحكومة وتعليمات ولوائح المصرف المركزي، وبما يتماشى مع أفضل الممارسات المتبعة دوليًا.
ويشرح الأنصاري: "نحرص على تحديث إجراءاتنا وتدريب فريق عملنا وتطوير خبراته مواكبةً للمتطلبات التنظيمية الجديدة، ومكافحة الأنشطة المشبوهة. وقد نجحنا في جمع الشركات العاملة ضمن القطاع تحت مظلة مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي بعد أن أثبتت المجموعة كفاءتها، لا سيما في مجال التدريب وتلبية المتطلبات التنظيمية وتبادل المعلومات لتجنب عمليات الاحتيال والتزوير. ويتجاوز عدد الشركات المنضمة للمجموعة أكثر من 60 شركة صرافة تعد الأكثر نشاطًا في الدولة".
ويشير الأنصاري إلى تبني مجموعةً من السياسات والإجراءات الداخلية الصارمة للحد من الممارسات غير المشروعة، منها التحقق من هوية الزبون (KYC)، والعناية الواجبة تجاه الزبائن (CDD)، وإجراءات "اعرف زبونك" والعناية الواجبة المعززة (EDD)، واستخدام برامج مخصصة لمراقبة الأنماط في عمليات التحويل للأفراد والمؤسسات على حد سواء، ومطابقتها مع اللوائح والقوائم السوداء التي تصدر من الجهات الرقابية الدولية والمحلية من وقت لآخر، والإبلاغ عن التعاملات المالية غير العادية التي يحتمل أن تكون مشبوهة.
ويضيف الأنصاري: بطبيعة الحال ليس لدينا عدد كبير من هذه العمليات، بسبب التدقيق الصارم من قبل المصارف، والمؤسسات المالية الأخرى بالدولة، والنظام القوي لمكافحة غسل الأموال، في ظل بيئة تتسم بالنشاط التجاري والاقتصادي المنفتح وحرية التحويل والتعاون مع جنسيات ومصادر مختلفة".
دعم المجتمع أولوية
يؤمن محمد علي الأنصاري، بأن النجاح لا يمكن أن يحدث بمعزل عن مسؤولياته الاجتماعية تجاه المجتمع، فقد سعى الأنصاري بنشاط، لأكثر من 20 عامًا، إلى إقامة شراكات مع المؤسسات الإنسانية البارزة من أجل تمويل المشاريع الخيرية وصيانتها وتطويرها، في مجالات الرعاية الصحية والتعليم داخل الدولة وخارجها.
ويشير الأنصاري إلى أن أول مساهمة قدمتها الشركة للأعمال الخيرية كانت بحدود 100 ألف درهم، بينما تصل اليوم لأكثر من 10 ملايين درهم، مقدرًا إجمالي ما أُنفق خلال آخر 10 سنوات فقط بأكثر من 40 مليون درهم، في أعمال خيرية داخل وخارج الدولة، لدعم المشاريع الصحية والتعليمية والإغاثية.
ويفصل الأنصاري ببعض مساهمات شركته موضحًا أن "أبرز مبادرتنا خلال عام 2022 التبرع بمليون درهم دعمًا لمبادرة "المليار وجبة"، وهي الحملة الكبرى من نوعها في المنطقة لتوفير الدعم الغذائي للمحتاجين والفقراء في 50 دولة حول العالم، ومبلغ 250,000 درهم إماراتي لدعم حملة "مدى" (Reach) وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، ومبلغ 10 ملايين درهم لصالح صندوق الفرج على مدار العام 2022، دعمًا لرسالته الخيرية والإنسانية في مساعدة النزلاء على ذمة قضايا مالية ومدنية في المؤسسات العقابية والإصلاحية في الدولة".
رائد الأعمال هاني الغفيلي لـ«الرجل»:كورونا حركت العوالم الرقمية في السعودية سنوات إلى الأمام
قائد استثنائي
يؤكد رئيس مجلس إدارة "الأنصاري للصرافة"، أنَّ "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة شخصيةٌ قيادية استثنائية، بنظرة حكيمة ورؤية استشرافية نحو المستقبل. ويتجلى النهج القيادي المتفرد في نجاح الدولة بتعزيز شراكاتها الاستراتيجية وحضورها الدولي، وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة، وتحقيق إنجازات نوعية في مسيرة التنمية المستدامة".
ويضيف: "ستواصل دولتنا في ظل قيادته الرشيدة ترسيخ أركان الاتحاد، وبلوغ مستويات جديدة من التميز والريادة العالمية، وتبوؤ مكانة متقدمة في مؤشرات التنمية والتنافسية والابتكار وجودة الحياة، وترسيخ مكانتها في مصاف الدول المتقدمة".
نهضة المملكة
وحول رؤيته للتغيرات الجارية في المملكة العربية السعودية، أكد رئيس مجلس إدارة "الأنصاري للصرافة" أنه "منذ تولي صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة العربية السعودية، تشهد المملكة نهضة واسعة على مختلف الأصعدة، تدعمها رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة وتمكين الطاقات البشرية والموارد الطبيعية وتوظيفها بالشكل الأمثل، لتحقيق نقلة نوعية في كل المجالات".
ويشير الأنصاري إلى أن رؤية ونهج صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان تركت "بصمةً إيجابية على مستوى كل القطاعات، وأسهمت في زيادة زخم الأنشطة الاقتصادية مع نجاح المملكة في تعزيز دورها المحوري، ومكانتها الريادية على الخارطة الاقتصادية العالمية".
ويتابع الأنصاري: "نفخر في دولة الإمارات بعلاقاتنا الأخوية وشراكاتنا الاستراتيجية الراسخة مع المملكة العربية السعودية، التي تمثل نموذجًا يُحتذى به في العلاقات الدولية والتعاون الاستراتيجي".
ارتفاع التعاملات المالية
وفيما يتعلق بتعاملات الشركة الخارجية خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، يشير الأنصاري إلى وجود حجم كبير من التعاملات للشركة مع بنوك وشركات الصرافة في المنطقة وخاصة في المملكة العربية السعودية التي تعد من أكبر الأسواق في المنطقة في مجالات الاقتصاد والتجارة ومن الأسواق المهمة متوقعًا ارتفاع هذه التعاملات خلال الفترة المقبلة، خاصة مع التطورات الكبيرة والتغيرات المتسارعة التي تشهدها المملكة في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى إن الانفتاح التجاري والاقتصادي والاجتماعي سيكون له تأثير إيجابي قوي في مجالات عدة بالمملكة.
مكانة خاصة
حظي الأنصاري خلال مسيرته المهنية بعدة جوائز، يقول "تحظى جائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للتميز في خدمة المتعاملين، بمكانة خاصة لي، وتمثل مدعاة فخر واعتزاز على الصعيدين الشخصي والمؤسسي، حيث حصلت الشركة مؤخرًا على هذه الجائزة تكريمًا لتميز "الأنصاري للصرافة" في خدمة الزبائن من خلال مبادراتها الهادفة والمتميزة في قطاع الصرافة والتحويلات المالية خلال جائحة "كوفيد-19"، حيث تبنت الشركة نموذجًا سباقًا في تقديم تجربةٍ متكاملة للزبائن برغم التحديات الاستثنائية.
رائد الأعمال سلمان السحيباني لـ «الرجل»: الفشل بداية النجاح… نركز على القدرة لا التعليم
نصيحتي التوازن
ينصح محمد الأنصاري الجيل الجديد من رواد الأعمال بـ"ضرورة التوازن في أخذ القرارات، وعدم التسرع بالدخول في أي مشروع أو نشاط تجاري جديد قبل دراسته بشكل كافٍ تفاديًا للخسارة، وأن تكون البداية بمشروع صغير، وعدم وضع رأس المال بالكامل في مشروع واحد، والأهم من ذلك أن يتأكد رائد الأعمال من قدرة المشروع على المنافسة في النشاط الذي اختاره، وأن تضيف قيمة جديدة غير متوفرة في السوق".
نفخر بهم
يفخر رجل الأعمال محمد الأنصاري بالجيل الجديد من الشباب والشابات، حيث يرى فيه جيلاً أكثر وعيًا ومعرفةً وقدرةً على الابتكار، يقدم كثيرًا من الإنجازات والأفكار، مؤكدًا إيمانه بأهمية دعم كفاءات جيل الشباب ومواهبهم بوصفهم صُنَّاع المستقبل وقادة الغد.
وينصح الأنصاري الجيل الجديد من الشباب، بـ"ضرورة إظهار الجدية والإتقان في العمل، فهما بوابة للتطوير الذاتي، والحرص على اكتساب خبرات متنوعة في بداية الحياة العملية، مهما كان مستوى الوظيفة"، لافتًا إلى وجود نماذج كثيرة من قادة ورجال أعمال كبار كانت بدايتهم المهنية متواضعة من موظف استقبال في شركة أو بنك، لكنهم تمكنوا بإصرارهم وإتقانهم من الوصول لأعلى المناصب القيادية.
انسحاب تدريجي
يرى الأنصاري قراره الذي اتخذه قبل نحو 10 سنوات بالاستعداد للانسحاب التدريجي من الإدارة التنفيذية للشركة، هو القرار الأهم في مسيرته المهنية.
ويعتقد أن أي شركة ناجحة يجب ألا تعتمد على شخص واحد في إدارتها، لهذا عمد إلى منح مسؤولية إدارة الأقسام المختلفة إلى أشخاص يتمتعون بالكفاءة، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على أداء الشركة التي تتوسع سنويًا بما يراوح بين 15 إلى 20 فرعًا، دون أن يشكل ذلك ضغطًا على الإدارة.
أبنائي وحرية الاختيار
تنسحب ليبرالية الأنصاري من إدارة شركته إلى تعامله مع أبنائه، انطلاقًا من قناعته بضرورة إعطاء الأجيال الجديدة فرصة العمل ضمن المجالات التي تشغل اهتمامها وتلبي طموحاتها، ومنحها هامشًا أوسع من الحرية والاستقلالية للمضي قُدُمًا في الحياة الأكاديمية والمهنية بثقةٍ أكبر، ويقول: "منحت أبنائي حرية اختيار المجال الذي يفضلون العمل به. واختار ابني الأكبر حامد العمل في مجال الاستثمار العقاري، في حين اختار ماجد العمل في مجال الإخراج السينمائي".
المرأة والصرافة
يشدد الأنصاري على أهمية دور المرأة في نمو القطاعات والأنشطة المختلفة، مؤكدًا التزام "الأنصاري للصرافة" بتمكين المرأة ودعمها، يقول: "نفخر بأن الكفاءات النسائية تتولى مراكز رفيعة وأدوارًا قيادية في شركة "الأنصاري للصرافة"، ونحرص على توفير كل السبل الضامنة لنجاح المرأة، وتقدمها مهنيًا في شركتنا التي يشكل العنصر النسائي فيها أكثر من 30%".
يهوى الصيد والقراءة
يحرص محمد الأنصاري منذ سنوات طويلة على ممارسة رياضة المشي لمدة ساعة يوميًا وذلك بعد أن انتبه وهو في عقده الثالث، بناء على نصيحة طبيب أجرى له فحوصات روتينية في لندن، إلى أهمية تغيير نمط حياته اليومية الذي اتبعه خلال السنوات الأولى من إدارته للشركة، عندما كان يعمل لساعات طويلة دون راحة مع تفكير متواصل في العمل.
بالاضافة إلى المشي، يمارس الأنصاري عددًا من الهوايات الأخرى مثل القراءة والصيد والذهاب إلى البر.
متفائل بالمستقبل
ما الذي يجعل محمد الأنصاري متفائلاً حيال مستقبل العمل المالي والمصرفي في دولة الإمارات ومجلس التعاون الخليجي؟ يجيب بالقول: "لقد بنيت ثقتي على الاستراتيجيات الوطنية لتسريع وتيرة النمو المُستدام، وتنويع موارد الاقتصاد". ويضيف: "أتوقع أن نشهد خلال عقد من الزمن تنامي تأثير التكنولوجيا على الخدمات والعمليات المصرفية، وتزايد وعي الشركات بأهمية تبني منهجيات مُستدامة، والالتزام بمبادئ الحوكمة المؤسسية".
وأكد الأنصاري ثقته التامة بأنّ دولة الإمارات ستحافظ على مكانتها الرائدة عالميًا بوصفها مركزًا حيويًا للخدمات المالية، مشيرًا إلى تبني "الأنصاري للصرافة" خطة استراتيجية "تمثل خارطة طريق لجهودنا ومشاريعنا المستقبلية في مواكبة التطور الذي تشهده اقتصادات دول المنطقة، ورسم ملامح مستقبل القطاع المصرفي".