التهاب البنكرياس الحاد والمزمن.. أهم الأعراض وطرق العلاج
قد يشتهر البنكرياس بدوره في إفراز هرمون الأنسولين، الذي يرتبط بمرض السكري حال ضعف إفرازه مثلًا، لكن للبنكرياس مهمة أخرى تشمل هضم الطعام الموجود في الأمعاء بإطلاق إنزيماته الهاضمة داخلها.
وعند التهاب البنكرياس، فإنّ معظم تلك الوظائف قد تضطرب، وإن كانت الوظيفة الهضمية أشدّ تأثرًا عادةً، كما قد يكون التهاب البنكرياس حادًا مؤلمًا، قد يزول سريعًا دون علاج، أو مزمنًا يعود كل فترة أو حتى لا يُسبِّب ألمًا على الإطلاق، لكنّه لا يزال يتوغّل إلى أن تبرز مضاعفاته.
والتهابات البنكرياس قد تبدأ بألم البطن كأي اضطرابٍ بالجهاز الهضمي، لكن ما الذي يميّزه عن غيره؟ وكيف يمكن تشخيص وعلاج تلك الالتهابات للحفاظ على البنكرياس ومنع المضاعفات؟
ما هو التهاب البنكرياس؟
التهاب يُصِيب البنكرياس بما يُؤدِّي إلى الشعور بألم البطن الذي قد يمتد إلى الظهر، وقد يكون هذا الالتهاب حادًا أو مزمنًا.
جديرٌ بالذكر أنّ البنكرياس يقع بين المعدة والعمود الفقري، وهو مسؤول عن الهضم بإفراز بعض الإنزيمات الهاضمة في الأمعاء الدقيقة، كما أنّه مسؤول عن إفراز بعض الهرمونات، على رأسها هرمون الأنسولين الذي يخفض مستويات السكر في الدم.
أنواع التهاب البنكرياس
تشمل أنواع التهاب البنكرياس:
1. التهاب البنكرياس الحاد
غالبًا يظهر التهاب البنكرياس الحاد فجأة، وعادةً ما يزول الالتهاب في غضون أيام بعد بدء العلاج، لكن قد تتطلّب بعض الحالات الإقامة في المستشفى.
وحسب موقع "healthline"، فإنَّ التهاب البنكرياس الحاد أكثر شيوعًا لدى البالغين مقارنةً بالأطفال، وتُعدّ حصى المرارة السبب الرئيس لالتهاب البنكرياس الحاد.
2. التهاب البنكرياس المزمن
التهاب مزمن يعود باستمرار أو يحدث على مدى فترة طويلة من الزمن، وقد يُسبِّب أضرارًا دائمة في البنكرياس أو مضاعفات أخرى.
وقد يتلِف التهاب البنكرياس الخلايا المُنتِجة للأنسولين، وهو الهرمون الذي يُفرِزه البنكرياس لتنظيم مستويات السكر في الدم، وعندما يضرّ التهاب البنكرياس هذه الخلايا، وهذا قد يُؤدّي إلى مرض السكري لدى 45% من المُصابِين بالتهاب البنكرياس المزمن.
كذلك قد يُؤدّي تعاطي الكحول بكثرة على المدى الطويل التهاب البنكرياس لدى البالغين، كما قد يُسبِّبه أيضًا:
- أمراض المناعة الذاتية.
- الأمراض الوراثية، مثل التليُّف الكيسي.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن سرطان البنكرياس.. أعراضه ومراحله وطرق العلاج
3. التهاب البنكرياس الناخِر
قد يتطوّر التهاب البنكرياس الحاد إلى التهابٍ ناخر، وهو ما يعني موت الخلايا بسبب المرض، ويحدث هذا في حوالي 10% من حالات التهاب البنكرياس الحاد، عندما يُترَك دون علاج.
وقد يُؤدّي ذلك الالتهاب إلى تسرّب إنزيمات الجهاز الهضمي إلى البنكرياس، ما يُؤدّي إلى تلف الأنسجة وموتها، ومِنْ ثَمّ التهاب البنكرياس الناخر.
وقد يطلب الطبيب فحصًا بالموجات فوق الصوتية في البطن أو الأشعة المقطعية لتشخيصه، كما قد يأخذ الطبيب عينة من الأنسجة الميتة للتأكّد من أنّها لم تُصب بالعدوى، أمّا لو أُصِيب بالعدوى، فقد تحتاج إلى تناول المضادات الحيوية.
أعراض التهاب البنكرياس
تختلف أعراض التهاب البنكرياس الحاد عن المزمن:
أعراض التهاب البنكرياس الحاد
تشمل أعراض التهاب البنكرياس الحاد:
- ألم يبدأ ببطء أو فجأة في الجزء العلوي من البطن.
- ألم قد يمتد إلى الظهر.
- الألم الذي قد يستمر لعِدّة أيام.
- الحمى.
- الغثيان.
- القيء.
- تسارُع مُعدّل ضربات القلب.
أعراض التهاب البنكرياس المزمن
أمّا أعراض التهاب البنكرياس المزمن:
- ألم في الجزء العلوي من البطن أو عدم وجود ألمٍ على الإطلاق.
- ألم ينتشر في الظهر.
- الألم الذي قد يزداد سوءًا بعد الأكل.
- الإسهال.
- الغثيان.
- خسارة الوزن.
- القيء.
قد يتخذ ألم التهاب البنكرياس المزمن أحد صورتين؛ الأولى ألم قد يظهر ويختفي، ويتفاقم في شكل نوبات لعِدّة ساعات أو أسابيع دون أن تكون هناك أي أعراض أخرى أو عدم ارتياح بين النوبات.
والصورة الثانية أن يكون الألم ثابتًا ومزعجًا لكن ليس شديدًا كما في الصورة الأولى، وفي بعض الحالات قد لا يكون هناك ألم على الإطلاق.
وقد يُعانِي المُصابون بالتهاب البنكرياس المزمن أيضًا إسهالًا دهنيًا ذي رائحة كريهة، وهي دليل على سوء الامتصاص، لأنّ البنكرياس لا يُفرِز ما يكفي من الإنزيمات الهاضمة، ما يعني أنّك لا تحصل على ما يكفي من العناصر الغذائية.
أسباب التهاب البنكرياس
تضمُّ أبرز أسباب التهاب البنكرياس:
1. حصى المرارة
قد تُؤدِّي حصى المرارة إلى التهابات البنكرياس، خاصةً لو سدّت موضع التقاء القناة الصفراوية بقناة البنكرياس التي يخرج من خلالها إنزيمات البنكرياس الهاضمة إلى الأمعاء لهضم الطعام.
وهذا يؤدي إلى حبس تلك الإنزيمات في البنكرياس، ومع تزايُد الضغط نتيجة الانسداد، تنشط تلك الإنزيمات داخل البنكرياس، وتبدأ بهضم البنكرياس نفسه، ما يُؤدِّي إلى التهابه.
اقرأ أيضًا:لماذا تتدهور صحة الجهاز الهضمي مع تقدم العمر؟ وكيف تُحافِظ عليه؟
2. شُرب الكحول
كذلك قد يُؤدِّي الإفراط في شُرب الكحول إلى التهاب البنكرياس، ويظنُّ الباحِثون أنَّ ذلك نتيجة المنتجات الثانوية السامة للكحول في الدم، التي تُحفِّز التهابات البنكرياس، أو قد تُنشِّط إنزيمات البنكرياس بطريقةٍ ما، مما يُفضِي أيضًا إلى الالتهاب.
ويُمثِّل شُرب الكحول نصف حالات التهاب البنكرياس الحاد والمزمن.
3. أسباب أخرى
كذلك هناك أسباب أخرى أقل شيوعًا، مثل:
- العدوى.
- أمراض المناعة الذاتية.
- التهاب البنكرياس الوراثي.
- مضاعفات التليُّف الكيسي.
- ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم.
- زيادة مستويات الكالسيوم في الدم.
- ضعف تدفّق الدم إلى البنكرياس.
- سرطان البنكرياس.
- إصابة البنكرياس.
- بعض الأدوية التي قد تُهيّج البنكرياس.
تشخيص التهاب البنكرياس
قد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات لتشخيص التهاب البنكرياس:
اختبارات معملية
قد يطلب الطبيب اختبارات الدم للتحقّق من بعض المؤشرات التي قد تدل على التهاب البنكرياس، مثل:
- ارتفاع مستويات الأميليز والليباز في الدم، وهي الإنزيمات الهاضمة للبنكرياس.
- ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- زيادة مستويات الدهون في الدم.
- علامات العدوى أو التهاب القنوات الصفراوية أو البنكرياس، أو المرارة أو الكبد.
- علامات سرطان البنكرياس.
كذلك قد يطلب الطبيب اختبار البراز للتحقّق من معاناة المريض من سوء امتصاص الدهون والإسهال الدهني أم لا، والذي يُعدّ من علامات التهاب البنكرياس.
اختبارات تصويرية
كذلك يعتمد الأطباء على بعض الاختبارات التصويرية لتشخيص التهاب البنكرياس، مثل:
- الموجات فوق الصوتية: يُستخدَم للحصول على صور للأعضاء داخل الجسم، ويُساعِد في رصد حصى المرارة أحد أسباب التهابات البنكرياس.
- التصوير المقطعي: يُوفّر صورًا للبنكرياس والمرارة والقناة الصفراوية، وبمقدوره إظهار التهاب أو سرطان البنكرياس.
- تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي: تُساعِد في الحصول على صورٍ أوضح للبنكرياس والمرارة والقنوات الصفراوية، للبحث عن أسباب التهاب البنكرياس.
- تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني الراجع: يستخدم الطبيب منظارًا داخليًا مع الأشعة السينية لتصوير القنوات الصفراوية والبنكرياس.
- الموجات فوق الصوتية بالمنظار: يُدخِل الطبيب منظارًا عبر الحلق وصولًا إلى المعدة والأمعاء الدقيقة، ثُمّ يُشغّل الموجات فوق الصوتية المُرفقة معه للحصول على صور للبنكرياس والقنوات الصفراوية.
- اختبار وظائف البنكرياس: يستخدمه الطبيب لقياس كيفية استجابة البنكرياس لهرمون السكريتين، الذي تُفرِزه الأمعاء الدقيقة، ما يعكس قدرة البنكرياس على أداء وظائفه ومدى تأثير الالتهاب عليه.
اقرأ أيضًا:كيف تحافظ على الجهاز الهضمي من الأمراض؟
مضاعفات التهاب البنكرياس
قد يتسبَّب كل نوع من التهاب البنكرياس في مضاعفات خطيرة، خاصةً لو تُرِك الالتهاب دون علاجٍ أو تدخلٍ طبي في أقرب وقت:
مضاعفات التهاب البنكرياس الحاد
تشمل أبرز مضاعفات التهاب البنكرياس الحاد:
1. النخر والعدوى
قد تُعانِي حالة واحدة من كل 3 حالات من التهاب البنكرياس الحاد الشديد، تورّمًا في البنكرياس يُؤدّي إلى قطع بعض إمدادات الدم عنه، ما يُؤدِّي إلى نخر أو موت بعض أنسجة البنكرياس، ما يجعل تلك الأنسجة وليمة للبكتيريا المتجوّلة، والتي تزدهر وتتكاثر عندما تُصِيب هذه الأنسجة، ثُمّ تنتشر في مجرى الدم.
وانتشار العدوى في مجرى الدم، هو ما يُسمّى بـ "تعفّن الدم"، وهو حالة طارئة؛ إذ يتفاعل الجسم مع تلك العدوى بتنشيط الاستجابة المناعية، التي قد تؤدي إلى تضخّم الأوعية الدموية، وانخفاض ضغط الدم بشدة، وضعف تدفّق الدم إلى الأعضاء الحيوية، ومِنْ ثَمّ فشل أعضاءٍ مُتعدّدة في الجسم، قد تكون أهم بكثيرٍ من البنكرياس.
2. كيسة البنكرياس الكاذبة
قد يُؤثّر التهاب البنكرياس في قناته التي تمد الأمعاء بالعصائر والإنزيمات الهاضمة بالبنكرياس، وهذا قد يُؤدّي إلى تسرّب تلك العصائر حول البنكرياس والتهاب الأنسجة المحيطة.
وبمرور الوقت، تُشكّل المنطقة الملتهبة غلافًا صلبًا حول سائلٍ، وتُسمّى كيسة كاذبة، فهي لا تُسبِّب أعراضًا ولا تحتاج إلى علاج.
لكن يمكن أن تُصاب أحيانًا بالعدوى أو تُصبِح كبيرة بما يكفي لجعلك غير مرتاح، ونادرًا ما تُسبِّب مضاعفات خطيرة، مثل أن يحدث نزيف داخل الكيس، وهذا قد يستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا لتصريف الكيس أو وقف النزيف.
3. التهاب البنكرياس المزمن
نعم، قد يؤول التهاب البنكرياس الحاد إلى مزمن بنهاية المطاف، خاصةً مع تكرّر نوبات الالتهاب الحاد؛ إذ يتسبَّب الالتهاب المستمر في تندّب الأنسجة أو تليّفها، ما يتداخل مع قدرة البنكرياس على أداء وظائفه.
وبمرور الوقت يُنتِج البنكرياس كمية أقل من الإنزيمات والهرمونات التي يحتاج إليها جسمك، ما يُؤدّي إلى مزيدٍ من المضاعفات لاحقًا.
مضاعفات التهاب البنكرياس المزمن
قد لا يُسبِّب التهاب البنكرياس المزمن أي ألمٍ، أو قد تكون آلامه أقل وطأة من التهاب البنكرياس الحاد، لكنّه يظلّ قادرًا على إحداث مضاعفات أيضًا، مثل:
1. قصور البنكرياس الإفرازي
البنكرياس إمّا مُفرِز للإنزيمات الهاضمة، أو مُطلِق للهرمونات كالأنسولين، وما يعنيه قصور البنكرياس الإفرازي هو قصوره عن إفراز الإنزيمات الهاضمة في الأمعاء، ما يُؤدِّي إلى سوء الامتصاص والتغذية.
فالتليّف الحاصل في البنكرياس يزداد بمرور الوقت، مُتلِفًا لأنسجة البنكرياس، بما يجعله يُفرِز قدرًا أقل من الإنزيمات الهاضمة، ومِنْ ثَمّ صعوبة امتصاص العناصر الغذائية، فيفتقر المرء إليها، فيُعانِي سوء التغذية.
بل قد يؤدي عدم امتصاص الدهون إلى إسهالٍ دهني، وفقدٍ للفيتامينات الذائبة في الدهون، مثل فيتامين د وفيتامين ك، وربّما يُعانِي المريض إسهالًا مزمنًا إلى جانب خسارة الوزن أيضًا.
2. هبوط سكر الدم أو ارتفاعه أو مرض السكري
لا يمكن التنبؤ بدقة بمسيرة التهاب البنكرياس المزمن، خاصةً لو امتد أثره لقدرة البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين.
فقد يُؤدّي إلى إفراز كمية أقل من الأنسولين، ما قد يتسبَّب في ارتفاع مستويات السكر في الدم، أو قد تتأثّر قدرته على إفراز هرمون الجلوكاجون، ما يُؤدّي إلى هبوط سكر الدم (الجلوكاجون عكس الأنسولين، فهو يعمل لزيادة مستويات السكر في الدم).
فأيّهما سبق نقصه الآخر، ظهرت أعراضه أولًا، وفي النهاية قد تُستنفَذ تلك الهرمونات، ما يُؤدّي إلى مرض السكري.
3. الألم المزمن
قد لا يُعانِي بعض مرضى التهاب البنكرياس المزمن أي ألم، أو قد يهدأ الألم لديهم بمرور الوقت، لكن قد يعانِي آخرون ألم ثابت مُتفاقِم ، قد يصعب التغلب عليه بالأدوية، كما قد يُؤثِّر سلبًا في الصحة النفسية.
4. سرطان البنكرياس
التهاب البنكرياس المزمن من عوامل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس؛ إذ تتراوح نسبة خطر الإصابة به بين 1 - 2%، بل تتشابه أعراضه مع أعراض التهاب البنكرياس المزمن، ومِنْ ثَمّ فقد يتطوّر البنكرياس دون أن يُلاحَظ إلّا متأخرًا.
لذا يُوصِي الأطباء الأشخاص المُصابِين بالتهاب البنكرياس المزمن بإجراء فحصٍ منتظم؛ لرصد سرطان البنكرياس باكرًا أو تجنّب الإصابة به.
علاج التهاب البنكرياس
تختلف طرق علاج التهاب البنكرياس حسب سبب حدوثه ونوعه ومدى شِدّته، وقد تزول الأعراض لدى بعض مرضى التهاب البنكرياس الحاد، لكن قد يظل بعضهم بحاجةٍ إلى علاج:
علاج التهاب البنكرياس الحاد
يتضمّن علاج التهاب البنكرياس الحاد:
1. رعاية المريض
قد يتطلّب المريض بعض الرعاية لدعم صحته إذا زال سبب التهاب البنكرياس، ولم يكُن يُعانِي مضاعفات أو التهابًا شديدًا، وتُركِّز الرعاية على تحسين تعافي المريض من خلال:
- السوائل الوريدية: قد يُعانِي المريض الجفاف مع التهابات البنكرياس، لذا تساعد هذه السوائل في علاج الجفاف وتلبية احتياجات الجسم من الماء.
- التغذية بالأنبوب: إذا لم يكُن المريض قادرًا على تناول الطعام عبر الفم، فقد يُوصِي الأطباء بحصوله على الطعام عبر أنبوبٍ يدخل من الأنف أو المعدة لتلبية احتياجات الجسم من العناصر الغذائية.
- التغذية الوريدية: قد تحتاج الحالات الشديدة إلى الحصول على تغذية عبر الوريد لصعوبة تعامل الجهاز الهضمي مع الطعام.
- تسكين الألم: بدواء يُتناوَل عبر الفم أو عبر الحقن الوريدي.
اقرأ أيضًا:مرض كرون.. أنواعه وأعراضه والفرق بينه وبين القولون العصبي
2. استئصال حصى المرارة
إذا كانت حصى المرارة سبب التهاب البنكرياس، فالعلاج هو استئصالها، وربّما يُوصِي الطبيب باستئصال المرارة أيضًا؛ منعًا لتكوّن حصى المرارة مستقبلًا.
علاج التهاب البنكرياس المزمن
أمّا علاج التهاب البنكرياس المزمن فمُختلِف عمّا سبق، فقد يتطلّب تعديل نمط المعيشة، مثل التوقف عن التدخين وتجنّب الكحول، لمنع تقدّم المرض، والتعامل مع الألم الذي يُعانِيه المريض.
وقد يحتاج المريض إلى بدائل إنزيمات والأنسولين، لتعويض نقص الإنزيمات والهرمونات التي يُفترَض أن يُفرِزها البنكرياس.
كذلك قد تكون الجراحة هي الخيار العلاجي، لو كان الالتهاب شديدًا ومُركّزًا في جزءٍ مُعيّن من البنكرياس، بما يُسبِّب ألمًا لا يُطاق أو مضاعفات، وهنا يكون الحل باستئصال ذلك الجزء من البنكرياس، أو استئصال البنكرياس في الحالات الأشدّ.
نظام غذائي لمرضى التهاب البنكرياس
قد تحتاج إلى نظامٍ غذائي مُخصَّص لمنع التهاب البنكرياس، وكذلك الحفاظ على مستويات السكر في الدم والوقاية من نقص العناصر الغذائية الذي قد يصحب التهاب البنكرياس.
فقد وجدت دراسةٌ عام 2018 أنّ المُصابِين بالتهاب البنكرياس، مِمّن التزموا نظامًا غذائيًا غني بالدهون واللحوم، كانوا أكثر عُرضةً للمعاناة من أعراض التهاب البنكرياس الشديد.
أطعمة ينبغي تجنّبها
يُصَح مرضى التهابات البنكرياس بتجنُّب الأطعمة التالية:
1. الأطعمة الغنية بالدهون
تُوصِي مؤسسة البنكرياس الوطنية "The National Pancreas Foundation" المُصابِين بالتهاب البنكرياس المزمن بتقليل تناول الدهون إلى 50 غم في اليوم، وقد يضطر بعضهم إلى تقليله بين 30 - 50 غم اعتمادًا على طولهم ووزنهم وتحمّلهم.
وهذا لأنّ الدهون تجعل البنكرياس يبذل جهدًا أكبر لهضمها، ومن أمثلة تلك الأطعمة الغنية بالدهون:
- منتجات الألبان كاملة الدسم.
- المقليات.
- الوجبات الخفيفة الدهنية، مثل رقائق البطاطس.
- التوابل عالية الدسم، مثل المايونيز.
اقرأ أيضًا:هل تعاني آلام القولون العصبي؟ جرب النظام الغذائي قليل الفودماب
2. الأطعمة الغنية بالسكريات
قد تتسبّب الكربوهيدرات والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، في إفراز البنكرياس للكثير من الأنسولين، بما يضرّ صحتك، ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالسكريات:
- الخبز الأبيض والمعكرونة.
- الحلوى والكعك.
- الآيس كريم.
- المشروبات الغازية.
- عصائر الفواكه.
كذلك فإنّ السكريات قد تزيد مستويات الدهون الثلاثية في الدم، التي قد تزيد خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس.
3. المشروبات الكحولية
قد يزيد شُرب الكحول مستويات الدهون الثلاثية في الدم، بما قد يُؤدِّي إلى التهاب البنكرياس المزمن، كما قد يزيد التهاب البنكرياس سوءًا، لذا يجب الامتناع عن تناولها تمامًا، خاصةً خلال نوبات التهاب البنكرياس.
أطعمة يُفضّل تناولها
يُعدّ تناول الأطعمة قليلة الدهون أفضل طريقة للوقاية من نوبات التهاب البنكرياس؛ إذ أظهرت نتيجة بحثٍ عام 2015 أجراه باحثون يابانيون أنَّ المُصابِين بالتهاب البنكرياس المزمن الشديد، قد استفادوا من اعتمادهم على نظامٍ غذائي قليل الدهون.
وحسب موقع "Verywellhealth"، فإنّ الأطعمة التي يُسمَح بتناولها لمرضى التهابات البنكرياس:
1. منتجات الألبان
منتجات الألبان قليلة أو منزوعة الدسم، أو حتى بدائل منتجات الألبان، مثل حليب الصويا أو اللوز أو الأرز.
2. الفواكه والخضروات
يُفضّل تناول الفواكه والخضروات الغنية بالألياف بعد غسلهم جيدًا، ولا يُنصَح بتناول الأفوكادو لأنّه غني بالدهون التي قد يصعب هضمها مع التهاب البنكرياس.
اقرأ أيضًا:أعراض عسر الهضم..هل يمكن أن تدل على الإصابة بمرض ما؟
3. الحبوب
ينبغي أن يحتوي النظام الغذائي لمرضى التهاب البنكرياس على حبوبٍ كاملة غنية بالألياف، مثل خبز الحبوب الكاملة والأرز البني.
4. البروتين
يُفضّل تناول مصادر البروتين التي لا تحتوي على كمية كبيرة من الدهون، مثل السمك الأبيض، وقطع لحم الدواجن الخالية من الدهون، كما تُعد البقوليات والعدس والكينوا من مصادر البروتين التي لا ينبغي تجاهلها أيضًا.