دراسة جديدة: أسوأ موجة تغير للمناخ على الأرض حدثت قبل 56 مليون سنة
أثير جدل واسع بين العلماء حول أسباب ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض بشكل كبير، وأن ذلك يعود إلى ظاهرة الاحتباس الحراري بسبب الانبعاث الكبير للكربون إلى الغلاف الجوي، وسط حديث عن حدوث كوارث محتملة مثل ضربات النيازك للأرض.
فقد كشفت «الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي»، أوائل شهر يونيو 2022، أن مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للعالم أصبح الآن أعلى بأكثر من 50 في المائة مما كان عليه خلال حقبة ما قبل الصناعة.
وأشار الباحثون إلى أن هذه القفزة الهائلة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، دفعت بالعالم بسرعة إلى ظروف لم يشهدها منذ 4 ملايين عام.
وقد رجحت دراسة حديثة، شارك فيها علماء من جامعات ساوثامبتون، وإدنبرة، وليدز في المملكة المتحدة، أن يكون تمدد القارات في مرحلة ما قبل التاريخ قد أدى إلى واحدة من أسوأ محطات تغير المناخ على كوكب الأرض.
حييث أدى هذا الاحتباس الشديد إلى انقراض عدد من الكائنات الموجودة في أعماق البحر، كما أعيد تشكيل التطور الذي حصل على الأرض.
وقال الباحثون إن التمدد الواسع في صفائح الجزء الشمالي من الكرة الأرضية أدى إلى خفض كبير للضغط في الدواخل العميقة للكوكب.
وعندما انخفض الضغط تحت الأرض، فإن طبقة لزجة من الأرض صارت أكثر كثافة وقوة، وهو ما أدى إلى اختراقها قشرة الأرض، فوقعت تفاعلات زادت الاحتباس الحراري.
وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية، إن الباحثين درسوا تأثير ما يعرف بـ"القوة التكتونية" وفوران البراكين على البيئة قبل نحو 56 مليون سنة.
وأضافت أنه خلال هذه الفترة، زادت حرارة الأرض بما يتراوح بين 5 و8 درجات مئوية، حيث سجل ما يعرف بالحد الأقصى للحرارة الباليوسينية-الإيوسينية (PETM) الذي دام 170 ألف سنة.
وأشار الفريق العلمي إلى إمكانية أن يكون النشاط البركاني قد أدى إلى انبعاث كبير للكربون إلى الغلاف الجوي.
وأضاف أن العلماء يتفقون على أن انبعاثًا كبيرًا ومفاجئًا لغازات الاحتباس الحراري والكربون من باطن الأرض قد أدى إلى تغير في المناخ، لكن الاحتباس الحراري لا يمكن تفسيره بتفاعلات البراكين فحسب.
اقرأ أيضا: صدق أولا تصدق.. تقنية جديدة تحول ثاني أكسيد الكربون إلى صخور
وتأتي هذه البيانات بعد تحذير العلماء من أن العالم قد يستمر في الانزلاق نحو تغير مناخي كارثي إذا لم يتمكن العالم من إبقاء الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية، وهو ما لا تزال الحكومات تفشل في تحقيقه.