فوائد حبوب الزنك للرجال.. تحسين الخصوبة وتقوية المناعة
ما يقرب من 2 مليار إنسان يُعانُون نقص الزنك ولا يحصلون على ما يكفيهم منه عبر النظام الغذائي، ولا يدركون أنّ هذا قد يُسبِّب لهم مشكلات الخصوبة أو ضعف المناعة وزيادة نزلات البرد.
فمن فوائد حبوب الزنك للرجال قدرتها على تقوية المناعة وتحسين حركة الحيوانات المنوية، بل والمساهمة في ضبط مستويات السكر في الدم.
ومع ذلك فإنّ لها جرعة لا ينبغي تجاوزها وإلّا تحوّلت فوائدها إلى أضرار، فكم تتناول من حبوب الزنك يوميًا للتمتّع بفوائدها الصحية؟ وما مصادر الزنك الطبيعية؟
فوائد حبوب الزنك للرجال
تضمُّ أهم فوائد حبوب الزنك للرجال:
1. تحسين الصحة الجنسية
يُؤثِّر الزنك في خصوبة الرجال والصحة الجنسية عمومًا؛ إذ هو ضروري لإنتاج الحيوانات المنوية، وقد يُؤدِّي نقصه في الجسم إلى انخفاض حجم السائل المنوي ومستويات التستوستيرون.
بل قد يفقد الرجل ما يقرب من 5 مغم من الزنك في كل عملية قذف، وهو ما يقرب من نصف احتياج الرجل اليومي من الزنك، لذا فقد يكون الحصول عليه ضروريًا لتحسين الخصوبة وزيادة فرص الإنجاب.
وقد حقّق العلماء في كلية الطب بجامعة ولاية واين في ميشيغان في آثار الزنك على مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 - 80 عامًا.
وقد ذكرت الدراسة أنّ الشباب الذين قلّلوا تناول الزنك عبر النظام الغذائي لمدة 20 أسبوعًا شهدوا انخفاض مستويات التستوستيرون لديهم، بينما شهد الرجال المُسنّون الذي يُعانُون نقص الزنك زيادةً في إنتاج هرمون التستوستيرون، وقد تناولوا مكملات الزنك لمدة 6 أشهر.
2. زيادة حركة الحيوانات المنوية
قد يكون حجم السائل المنوي طبيعيًا، وكذلك أعداد الحيوانات المنوية، لكن قد لا تكون حركة الحيوانات المنوية جيدة بما يكفي للإنجاب؛ أي أنّها قد لا تكون قوية بما يكفي أو قادرة على الحركة والسباحة نحو البويضة لتخصيبها.
وقد يكون نقص الزنك من أسباب ضعف حركة الحيوانات المنوية، ومِنْ ثَمّ يُنصَح الرجال بالحصول على الزنك للحفاظ على حركة الحيوانات المنوية، وزيادة فرص الإنجاب.
3. الوقاية من ضعف الانتصاب
كما ارتبط نقص الزنك بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، فقد ارتبط أيضًا، حسب موقع "healthline"، بضعف الانتصاب عند الرجال.
وحسب دراسة عام 2009 نُشِرت في مجلة العلوم التناسلية البشرية "Journal of Human Reproductive Sciences"، تلقّت بعض الفئران 5 مغم من مكملات الزنك يوميًا، فتحسّنت الوظائف الجنسية لديهم، وقد خلصت الدراسة إلى أنّ الزنك له تأثير على استمرار الانتصاب عند الذكور.
بينما أظهرت دراسة أخرى أنّ حاسة الشم قد تكون مهمة للرغبة الجنسية، خاصةً عند الرجال الأصغر سنًا.
ونقص الزنك قد يُقلِّل حاسة الشم ويُضعِفها، بل قد يُضعِف أيضًا الرغبة الجنسية، ما قد يكون له أثر سلبي على الانتصاب عند الرجال، ما يعني أهمية حبوب الزنك في تعويض نقصه لديهم.
ووجدت دراسةٌ أحدث عام 2023 أنّ الزنك قد يساعد في الوقاية من ضعف الانتصاب وتنظيم مستويات هرمون التستوستيرون من خلال تقليل الإجهاد التأكسدي؛ خاصةً الناجم عن التعرّض للرصاص.
اقرأ أيضًا:فوائد الزنك للرجال وكيفية الحصول عليه
4. الحفاظ على خصوبة المُدخّنين
يُقلِّل التدخين خصوبة الرجال بدرجةٍ كبيرة، وقد أظهرت الأبحاث أنّ مكملات الزنك تساعد في مكافحة الضرر الواقع على الحيوانات المنوية نتيجة التدخين.
إذ تبيّن أنّ وجود مستويات مناسبة من الزنك لدى الرجال المُدخّنين، لم يكُن له آثار سلبية على جودة الحيوانات المنوية، مقارنةً بالمُدخّنين مع انخفاض الزنك لديهم.
ويظنُّ الباحثون أنّ ذلك بسبب خصائص الزنك المضادة للأكسدة؛ إذ يُواجِه الإجهاد التأكسدي الناجِم عن التدخين، والذي يُضعِف الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية.
ومع ذلك ينبغي التوقف عن التدخين في أقرب وقتٍ حتى لو حقّقت مستويات الزنك الطبيعية لديك؛ حفاظًا على صحتك وقدرتك الإنجابية.
5. تقوية المناعة وتخفيف نزلات البرد
يُساعِد الزنك في تقوية المناعة من خلال السيطرة على الالتهابات ومنع تلف الأنسجة، فهو يساعد الجسم خلال الاستجابة المناعية على استعادة توازنه ومكافحة مُسبِّبات الأمراض.
وأحد فوائد حبوب الزنك قدرتها على علاج أو الوقاية من نزلات البرد وأعراض الأنفلونزا، فعند تناولها لمدة 5 أشهر على الأقل، قد ينخفض خطر إصابتك بنزلات البرد، كما أنّ الحصول عليها حال إصابتك بنزلات البرد قد يُسرِّع شفاءك منها.
أيصًا تُظهِر الأبحاث أنّ الزنك أساسي في عملية تطوير الخلايا المناعية، كما يمنع بعض العمليات الجزيئية التي تتسبَّب في تراكُم المخاط والبكتيريا داخل الممرات الأنفية، والتي قد تُسبِّب السعال أو العدوى أو غيرها من مشكلات تنفسية.
وقد وجدت مراجعة عام 2020 للتجارب السريرية في المجلة الأمريكية للطب الاستوائي والنظافة "American Journal of Tropical Medicine and Hygiene" أنّه عندما حصل بالغون يُعانُون نزلات البرد على مكملات الزنك، انخفضت مُدّة استمرار الأعراض بشكلٍ كبير، ولُوحِظ أنّ مكملات الزنك قد تُقلِّل مدة نزلات البرد بمقدار 2.25 يوم في المتوسط.
وكشفت مراجعة أخرى أنّ الحصول على حبوب استحلاب تحتوي على الزنك بمقدار 80 - 92 مغم، قد يُساعِد في تقليل مدة نزلات البرد بنسبة قد تصل إلى 33%.
كذلك فإنّ الزنك من مضادات الأكسدة، ومِنْ ثَمّ يُخفِّف الالتهابات ويساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان ومرض السكري.
6. ضبط مستويات السكر في الدم
يُحافِظ الزنك على توازن مستويات الهرمونات في الجسم، بما في ذلك هرمون الأنسولين، الذي يخفض مستويات السكر في الدم.
وقد ذكرت دراسةٌ عام 2020 أنَّ الزنك يُساعِد في تنظيم مُستقبِلات الأنسولين، بما يُطِيل نشاط الأنسولين في خفض مستويات السكر في الدم، كما ارتبط التمثيل الغذائي غير الطبيعي للزنك والنحاس بمضاعفات مرض السكري.
لذا فقد يُساعِد تناول حبوب الزنك إلى جانب العلاج التقليدي للسكر في مزيدٍ من السيطرة على مستويات السكر في الدم، فالزنك يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين وتحسين نشاطه حسبما أفادت الدراسات.
7. الحفاظ على صحة القلب
تُعدّ أمراض القلب السبب الرئيس لوفاة الرجال، بل إنّها تُمثِّل 33% من الوفيات حول العالم، وذكر موقع "healthline" أنّ تناول مكملات الزنك قد يُساعِد في خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، التي لو زادت مستوياتها لساعدت على الإصابة بأمراض القلب.
وقد أوضحت ذلك مراجعة عام 2015 لـ 24 دراسة؛ إذ ساعد الحصول على مكملات الزنك في تقليل مستويات الكوليسترول الإجمالية، وكذلك الكوليسترول السيء، ما قد يعني الوقاية من أمراض القلب.
بل أظهر بحثٌ آخر دور مكملات الزنك في تقليل ضغط الدم الانقباضي، الذي قد يُؤدِّي ارتفاعه أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
لذا فقد خلصت الأبحاث والدراسات إلى أنّ الزنك من المعادن التي قد تُساعِد في تحسين صحة القلب وحمايته من الأمراض؛ إذ وجد تحليل تلوي أنّ المُصابِين بقصور القلب عادةً يُعانُون نقص الزنك مقارنةً بمن لا يُعانُون مرضًا قلبيًا.
اقرأ أيضًا:أهم 10 أعراض لنقص الكالسيوم عند الرجال وكيف يمكن علاجه
8. زيادة حجم العضلات
يدخل الزنك في عمليات الانقسام الطبيعي لخلايا الجسم ونموها، ومِنْ ثَمّ فقد يساعد في نمو العضلات وإصلاحها بعد ممارسة التمارين الرياضية.
كذلك يُساعِد الزنك في إطلاق هرمون التستوستيرون، وهرمون النمو، وعامل النمو شبيه الأنسولين-1 "IGF-1"، والتي تدعم كلها بناء العضلات وزيادة كتلتها.
9. الحفاظ على صحة العيون
قد تساعد حبوب الزنك في الحفاظ على صحة العين، خاصةً مع تقدّم العمر؛ إذ أظهرت عدّة دراسات، حسب موقع "healthline"، أنّ تناول مكملات الزنك قد يُبطِئ تقدّم مرض التنكّس البقعي، بما يُساعِد في الحفاظ على البصر والوقاية من العمى، بل قد يُعزِّز الزنك وصول العناصر الغذائية إلى شبكية العين حسب بعض الدراسات.
ومع ذلك فقد أشارت دراسات أخرى إلى أنّ الزنك وحده غير كافٍ، بل يجب أن يكون مقترنًا بعلاجٍ إضافي لتحسين النتائج في الحفاظ على صحة العين، لذا قد تكون هناك حاجة إلى مزيدٍ من الأبحاث حول فوائد حبوب الزنك لصحة العين.
10. الوقاية من الإسهال
ارتبط نقص الزنك باضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة، مثل الإسهال، وقد وجد الباحثون أنّ الحصول على مكملات الزنك قد يكون فعّالًا في الوقاية من الإسهال، بل وعلاجه إلى جانب العلاج التقليدي للإسهال، خاصةً أنّه يساعد في تقليل مُدّة وشِدّة الإسهال.
11. علاج حب الشباب
يساعد الزنك في الحفاظ على صحة البشرة وعلاج بعض مشكلاتها الشائعة، مثل حب الشباب، وكبريتات الزنك تحديدًا أظهرت فعاليتها في تخفيف أعراض حب الشباب الخفيف أو المتوسط، حسب دراسة عام 2021 في مجلة الأمراض الجلدية والتجميلية السريرية "Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology".
وقد تبيّن أنّ المُصابِين بحب الشباب، عادةً تكون مستويات الزنك لديهم أقل مقارنةً بمن لا يُعانُون حب الشباب، ومِنْ ثَمّ فقد يساعد الحصول على مكملات الزنك لتعويض نقصه في التغلب على حب الشباب.
اقرأ أيضًا:فيتامين النحاس.. لا غنى عنه لجسم أكثر حيوية
12. تسريع شفاء الجروح
يُسهِم الزنك في تكوين الكولاجين، وهو البروتين المُنتشِر في أنسجة الجسم، وعلى رأسها البشرة، كما يُستخدَم الزنك أحيانًا للمساعدة على التعافي من الحروق أو القرح أو غيرها من أنواع تلف البشرة.
كذلك يدعم الزنك مناعة الجسم بما يجعل البشرة أقل عُرضةً للإصابة بالعدوى خلال شفاء الجروح.
جديرٌ بالذكر أيضًا أنّ البشرة تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الزنك؛ إذ بها ما يقرب من 5% من الزنك الموجود في الجسم.
وتُوجَد بعض الأدلة على قدرة الزنك على تسريع شفاء الجروح؛ إذ بيّنت دراسةٌ عام 2017، شملت 60 مُصابًا بقرح القدم السكري، عُولِجوا بـ 50 مغم من الزنك يوميًا على مدار 12 أسبوع، ما أدّى إلى تراجُع ملحوظ في حجم قرح القدم.
أنواع حبوب الزنك
ثمّة أنواع عديدة لحبوب الزنك، قد تساعد في تحسين صحتك من عِدّة نواحٍ، وتشمل:
- غلوكونات الزنك: أحد أشهر الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، وعادةً ما يتوفّر في مستحضرات نزلات البرد، مثل بخاخات الأنف وحبوب الاستحلاب.
- أسيتات الزنك: يُضاف أيضًا إلى حبوب الاستحلاب لتخفيف أعراض نزلات البرد وتسريع الشفاء.
- كبريتات الزنك: تساعد في الوقاية من نقص الزنك، كما تُقلِّل شِدّة حب الشباب.
- بيكولينات الزنك: يمتصها الجسم بشكلٍ أفضل من أشكال الزنك الأخرى.
- سيترات الزنك: يُمتص بنفس قدرة الجسم على امتصاص غلوكونات الزنك، لكنّه مذاقه أقل مرارة وأكثر قبولًا.
علامات نقص الزنك عند الرجال
ثمّة علامات قد تدل على نقص الزنك لديك، وربّما تكون بحاجةٍ حينها إلى حبوب الزنك أو إلى تحصيله من مصادره الطبيعية؛ إذ تضمّ علامات نقص الزنك عند الرجال:
- الإرهاق المزمن.
- كثرة الإصابة بنزلات البرد أو المرض.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- صعوبة التركيز.
- صعوبة التئام الجروح.
- الإسهال المزمن.
- الطفح الجلدي.
- انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد.
الجرعة المناسبة من الزنك
تعتمد الجرعة المناسبة من حبوب الزنك على مقدار ما تحصل عليه من الزنك عبر نظامك الغذائي، ونوع مكملات الزنك التي تتناولها.
لكن يحتاج البالغون عمومًا إلى 15 - 30 مغم من عنصر الزنك يوميًا، وقد تكون الجرعات العالية مفيدة في بعض الاضطرابات، مثل الإسهال أو حب الشباب، أو عدوى الجهاز التنفسي، لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول جرعات عالية من الزنك؛ حذرًا من أضراره.
كذلك يجب عدم الحصول على أكثر من 40 مغم من الزنك يوميًا إلّا تحت إشراف الطبيب.
وتختلف الجرعة المناسبة يوميًا من الزنك حسب العُمر، كما يُوضِّح الجدول التالي:
اقرأ أيضًا:فوائد المغنيسيوم للرجال.. تخفيف الاكتئاب وعلاج القولون العصبي
هل لمكملات الزنك آثار جانبية؟
نعم، قد تُسبِّب مكملات الزنك آثارًا جانبية، خاصةً مع تناولها بجرعات كبيرة، مثل:
- الإسهال.
- الغثيان.
- فقدان الشهية.
- ألم البطن.
- الصداع.
- فقدان حاسة الشم عند بعض الناس مع استخدام بخاخات الأنف المحتوية على الزنك.
كذلك قد تُسبِّب مكملات الزنك اضطرابًا طفيفًا بالمعدة حال تناولها على معدة فارغة، لذا يُفضّل تناولها مع الأكل لتخفيف آثارها الجانبية، كما يجب عدم تناولها بنفس وقت تناول المكملات الأخرى، مثل مكملات الحديد أو الكالسيوم.
مصادر الزنك الطبيعية
قد ترغب في الحصول على فوائد حبوب الزنك، لكن قد لا يناسبك تناولها، وفي تلك الحالة يسعك الحصول على الزنك من مصادره الطبيعية، مثل: