"ليس التهاب المفاصل فقط".. إليك أهم أعراض النقرس وطرق العلاج
قد يكون ألم المفاصل المُتصاعِد لديك مؤخرًا أحد أعراض النقرس، لكنّه قد ينشأ عن اضطراباتٍ أخرى، فأسباب التهابات المفاصل متنوّعة، لكن النقرس له سماته التي تُميّزه عن غيره، فهو يأتي على شكل نوبات من ألم المفاصل، تزول بعد فترة من الوقت، وقد تعود مجددًا، كما يزداد التهاب المفاصل بسبب النقرس خلال الليل، وربّما يُوقِظك من النوم، لذا كيف يمكن التعامل مع النقرس خلال نوبات الألم تلك؟ وما السبيل للوقاية من تلك النوبات مستقبلًا والحفاظ على صحة المفاصل؟
ما هو النقرس؟
نوع من التهاب المفاصل يتسم بالتهاب واحمرار وتيبّس مفصل أو بعض مفاصل الجسم، وغالبًا ما يُصِيب النقرس إصبع القدم الكبير في البداية، لكنّه يُمكِن أن يُصِيب أي مفصلٍ في الجسم عمومًا، بل قد يُصِيب أكثر من مفصلٍ بنفس الوقت.
ويحدث ذلك النقرس نتيجة ترسّب بلورات حمض اليوريك في المفصل، نتيجة زيادة مستوياته في الدم، وغالبًا ما تأتي أعراض النقرس في شكل نوبات، ثُمّ تختفي لبضعة أسابيع أو شهور قبل أن تُعاوِد الظهور من جديد.
أعراض النقرس
قد تزداد مستويات حمض اليوريك في الدم ولا تحدث أي أعراضٍ، ومع ذلك فإنّ أعراض النقرس تظهر عند مُعظم الناس فجأة، خاصةً مع تزايُد مستويات حمض اليوريك في الدم، ومن أبرز تلك الأعراض:
1. ألم المفاصل
المفصل هو موضع التقاء نهايات عظمتَين من عظام الجسم، مثل مفصل الركبة حيث التقاء الفخذ بالساق، أو مفصل المرفق حيث التقاء العضد بالساعد، وألم المفاصل شديد خلال نوبات النقرس، وعادةً ما يحدث فجأة دون سابق إنذار.
كما أنّه من الشائع أن تأتي نوبات النقرس في الليل خلال النوم، بل قد يكون الألم شديدًا بما يكفي لإيقاظك من النوم، وغالبًا ما يستمر ألم المفاصل بضع ساعات قبل أن يختفي.
2. الاحمرار والالتهاب
قد تُصبِح البشرة حول المفصل حمراء خلال نوبات النقرس، كما قد يكون الجلد ساخنًا في تلك اللحظات أيضًا؛ إذ تتكوّن بلورات حمض اليوريك داخل السائل الزلالي، وهو السائل داخل المفاصل، بما يُؤدّي إلى تهيّج والتهاب تلك المنطقة.
واستجابةً لذلك؛ يُرسِل الجهاز المناعي خلايا الدم البيضاء إلى هذه المنطقة للتعامل مع تلك المشكلة، لكن ذلك يُسبِّب ألمًا وتورّمًا واحمرارًا في المفصل.
اقرأ أيضًا:أعراض تضخم البروستاتا البسيط عند الرجال وأحدث طرق العلاج
3. استدامة الألم
قد يزول الألم بعد انتهاء نوبات النقرس، ومع ذلك فقد تشعر بأنّ الألم مستمر في بعض المفاصل وإن كان طفيفًا مقارنةً بما يكون عليه خلال نوبات النقرس، ومع ذلك فهذا الشعور يظل غير مُرِيح بالنسبة لك، وهذا الألم المُزعِج قد يستمر لبضعة أيام أو أسابيع بعد نوبة النقرس.
4. تراجُع المدى الحركي للمفصل
قد يزداد النقرس بمرور الوقت وتتفاقم نوباته، ومِنْ ثَمّ قد يشعر المريض بتراجُع المدى الحركي للمفصل، لأنّ النقرس يُتلِف المفاصل بمرور الوقت إذا تُرِك دون علاج، فمثلًا لو كان النقرس في إصبع القدم الكبير، فقد يجد ثني الإصبع قد صار أصعب، أو لو كان في مفصل الركبة، فقد يكون ثني الركبة أو تحريكها في اتجاهات مختلفة أقلّ مما كان يقدر عليه المريض سابقًا من ناحية مدى الحركة.
5. التوفة
التوفة أو الرواسب الرملية من أعراض النقرس غير الشائعة، فقد يُعانِي بعض الناس نوبات متكررة من النقرس دون أن يحصلوا على علاجٍ مناسب، ما يُؤدِّي إلى التوفة بعد مرور سنوات، وهذا نادر، كما أنّ هذه المراحل المتأخرة من النقرس تُصِيب 12 - 35% من مرضى النقرس.
لكن لماذا تحدث تلك "التوفة"؟ بسبب ترسّب كميات زائدة من بلورات حمض اليوريك في المفاصل والعظام والغضاريف أو أسفل الجلد، أو في الكلى، على هيئة رواسب صغيرة تُشبِه الحصوات.
وتشمل أكثر مواضع "التوفة" شيوعًا:
- أعلى أصابع القدم.
- الجزء الخلفي من الكعب.
- الجزء الأمامي من الركبة.
- ظهر الأصابع والمعصمين.
- حول المرفق.
- الأذنين.
وهي لا تُسبِّب ألمًا عادةً، لكنّها قد تمنعك من أداء مهامك اليومية بأريحية، وحسب موضع "التوفة" يكون تقييد الحركة أو التلف الذي يُصِيب أحد مفاصل أو أعضاء الجسم، كما أنّها قد تُسبِّب تآكل العظام في المفاصل، لكن في أغلب الحالات يمكن الوقاية منها بالحصول على العلاج المناسب.
أي مفاصل الجسم أكثر تأثُّرًا بالنقرس؟
قد يُصِيب النقرس أي مفصلٍ من مفاصل الجسم، لكنّه أكثر شيوعًا في بعض المفاصل أكثر من غيرها، مثل إصبع القدم الكبير ومشط القدم والكعب، والكاحل، والركبة، وهو أقل شيوعًا في المرفق والرسغ وأطراف أصابع اليدين وفقرات الظهر.
كما أنّ هناك اختلاف بين الرجال والنساء في المفاصل التي يظهر عليها أعراض النقرس:
- تُصِيب 85% من نوبات النقرس لدى الرجال الأطراف السفلية من الجسم، وما يقرب من 50% من نوبات النقرس أول مرة تتضمّن إصبع القدم الكبير.
- أمّا عند النساء، فغالبًا ما تُصِيب نوبات النقرس مفصل الركبة، كما أنّ النساء أكثر عُرضةً للإصابة به في الأطراف العلوية من الجسم.
ورغم أنّ النساء في العموم أقل عُرضةً للإصابة بالنقرس من الرجال، لكنّهن أكثر عُرضةً للمعاناة من النقرس في مفاصل متعدّدة في آنٍ واحد.
اقرأ أيضًا:التهاب الجراب: أسبابه وأنواعه وأعراضه وطرق العلاج بالتمارين
كيف تحدث نوبات النقرس؟
يحدث النقرس بسبب تراكُم بلورات حمض اليوريك في المفصل، وهي شبيهة بالإبرة تترسّب في الأنسجة الرخوة للمفصل، ما يُسبِّب ألم وتورّم واحمرار المفصل.
ويبدأ تراكُم بلورات حمض اليوريك بالبيورين، وهو مُركّب كيميائي موجود في العديد من الأطعمة، فعندما يتعامل الجسم مع البيورين، فإنّه يُكوّن حمض اليوريك:
- دخل حمض اليوريك مجرى الدم.
- تُنقِّي الكلى الدم وتتخلّص من الكمية الزائدة من حمض اليوريك (70% عن طريق البول).
- إذا لم تستطع الكلى تنقية الدم من حمض اليوريك، أو كان الجسم يُنتِج كمية كبيرة من حمض اليوريك، فإنّه سيتراكم في الدم بكميةٍ كبيرة، ما يُؤدِّي إلى فرط حمض اليوريك في الدم.
- قد لا تكون هناك أعراض مع فرط حمض اليوريك في الدم، لكنّه قد يُؤدِّي - عند بعض الناس - إلى تكوين بلورات حمض اليوريك التي تتجمّع في أنسجة المفاصل، ما يُؤدِّي إلى ألم المفاصل.
ونحو 90% من حالات النقرس تكون بسبب عدم قدرة الجسم على التعامل مع حمض اليوريك أو التخلّص منه، بينما تكون باقي الحالات نتيجة إنتاج الجسم كمية كبيرة من حمض اليوريك.
لماذا تزداد أعراض النقرس خلال الليل؟
قد يستيقظ مريض النقرس على وقع ألمٍ شديدٍ في مفاصله، فقد أظهرت دراسةٌ أنَّ أكثر من 700 مريض بالنقرس تأتيهم نوباته بين منتصف الليل والساعة الثامنة صباحًا بمُعدّل 2.4 ضعف ما تأتيهم النوبات بين الساعة الثامنة صباحًا والرابعة مساءً.
ويفترض الباحثون نظريًا تفاقُم نوبات النقرس خلال الليل بسبب:
- درجة الحرارة: تميل بلورات حمض اليوريك إلى التكوّن في درجات حرارة منخفضة، وتنخفض درجة حرارة الجسم قليلًا أثناء النوم، ما يُساعِد على تكوين تلك البلورات.
- مُعدّل التنفّس: يتباطأ مُعدّل التنفس خلال الليل، وتتخلّص الرئتين من كميةٍ أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنةً بباقي اليوم، وقد يُؤدِّي تراكُم ثاني أكسيد الكربون في الدم إلى جعله أكثر حمضية قليلًا، وهذا يُعرَف بـ "الحماض التنفسي"، وهذا يساعد على تكوين بلورات حمض اليوريك.
- انقطاع التنفس أثناء النوم: يُعانِي بعض الناس انقطاع التنفس أثناء النوم، وهذا قد يُعزِّز إنتاج الجسم للبيورين، ومِنْ ثَمّ حمض اليوريك.
- مستويات الكورتيزون: فهي تنخفض خلال الليل، والكورتيزون يُثبِّط الالتهابات، لذا فإنّ انخفاض مُستوياته قد يُساعِد على تفاقم أعراض النقرس.
- الجفاف: قد يكون الجفاف طوال الليل من العوامل المُسهِمة في حدوث نوبات النقرس ليلًا، فقد تزداد مستويات حمض اليوريك في الدم، أو تركيز بلورات حمض اليوريك في المفاصل.
عوامل خطر الإصابة بالنقرس
قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بالنقرس، مثل:
- الجنس: يُقدِّر الباحثون أنَّ الرجال أكثر عُرضةً للإصابة بالنقرس مقارنةً بالنساء بنحو 4 - 10 مرات، أمّا السيدات فإنّ خطر إصابتهنّ بالنقرس يزداد بعد بلوغ سن اليأس.
- العُمر: يُعانِي كثيرٌ من الناس أول نوبات النقرس بين 30 - 50 عامًا من العُمر، كما يزداد خطر الإصابة بمرض النقرس مع تقدّم العُمر، وتُشِير التقديرات إلى أنّ أقل من 3% من الرجال دون سن الخمسين، وما يقرب من 12% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 70 - 79 عامًا قد أصابتهم نوبة نقرس واحدة على الأقل.
- العوامل الوراثية: أظهر بحثٌ نُشِر في "Absolute Rheumatology Review" أنّ بعض الجينات قد تُؤثِّر في وظائف الكلى والجهاز الهضمي - أعضاء الجسم المعنيّة بالتخلص من الكمية الزائدة من حمض اليوريك - ومِنْ ثَمّ فقد تزيد تلك الجينات خطر الإصابة بمرض النقرس.
- زيادة الوزن: مرضى السمنة أو من يُعانُون زيادة الوزن ولم يبلغوا درجة السمنة بعد أكثر عُرضةً للإصابة بمرض النقرس، بل هم أكثر عُرضةً له في عُمرٍ أصغر مقارنةً بغيرهم.
- النظام الغذائي: يزداد خطر المعاناة من أعراض النقرس مع تناول الأطعمة والمشروبات السكرية، واللحوم والمأكولات البحرية، فهي غنية بالبيورين. (رغم أنّ الخضروات والبقوليات والفواكه غنية بالبيورين، لكن لا يبدو أنّها تزيد خطر الإصابة بمرض النقرس حسب موقع "Arthritis-health")
- بعض الأدوية: قد تزيد بعض الأدوية خطر الإصابة بالنقرس، مثل مدرات البول أو الأسبرين منخفض الجرعة أو النياسين أو تيريباراتيد "دواء لهشاشة العظام".
- قصور الكلى المزمن: قد يُعانِي مرضى الفشل الكلوي المزمن ضعفًا شديدًا بوظائفها، ما يجعل الكلى غير قادرة على التخلّص من الكميات الزائدة من حمض اليوريك، ومِنْ ثَمّ قد يحدث النقرس.
- الكحول: قد يزيد تناول الكحول خطر الإصابة بمرض النقرس، فقد أظهرت دراسةٌ أُجريت على 724 شخصًا يُعانُون النقرس ويتناولون 1 - 2 مشروبات كحولية، زيادة فرصة الإصابة بنوبات النقرس بنسبة 36%.
تشخيص النقرس
قد يُجرِي الطبيب بعض الفحوصات والاختبارات لتأكيد تشخيص النقرس:
1. الفحص الجسدي
يفحص الطبيب المفصل المصاب مع ملاحظة لون الجلد والتورّم وأماكن الألم والمدى الحركي للمفصل، كما قد يبحث الطبيب أيضًا عن نتوءات تحت الجلد، وهي مجموعات حمض اليوريك التي تُسمّى "التوفة"، فهي مُؤشّر قوي على النقرس المزمن.
اقرأ أيضًا:ما هو علاج الأملاح في القدم وما أعراض ومضاعفات أملاح القدم؟
2. اختبارات الدم والبول
قد يحصل الطبيب على عيّنة من الدم أو البول لمعرفة مستويات حمض اليوريك في كلٍ منهما، فإذا كانت مرتفعة، دلّ ذلك على احتمال وجود النقرس.
3. الأشعة السينية
قد تُظهِر الأشعة السينية للمفصل ترسّب بلورات حمض اليوريك، لكنّ قد تكون النتائج طبيعية أيضًا حتى لو كان النقرس موجودًا، ويفترض الخبراء أنّ النقرس المزمن يجب أن يكون موجودًا لمدة 5 - 10 سنوات قبل رؤية التغيرات من خلال الأشعة السينية.
4. تحليل سائل المفصل
يُعدّ فحص سائل المفصل تحت المجهر أكثر الطرق الموثوقة في تشخيص النقرس؛ إذ يبحث الطبيب من خلالها عن بلورات حمض اليوريك، وذلك بالحصول على عيّنة من سوائل المفصل باستخدام إبرة لسحب تلك السوائل، وقد يكون ذلك بمساعدة الموجات فوق الصوتية لضمان دقة دخول الإبرة، فإذا كانت بلورات حمض اليوريك موجودة في العينة، فقد تأكّد تشخيص النقرس.
5. الخزعة الزليلية
يحصل الطبيب على كمية صغيرة من أنسجة المفصل المُصاب لفحصها جيدًا بحثًا عن بلورات حمض اليوريك وعلامات النقرس؛ إذ يحصل الطبيب على أنسجة من الغشاء الزليلي للمفصل، وهي طبقة رقيقة من الخلايا تُحِيط المفصل.
اقرأ أيضًا:"لا استثناءات".. هل يمكن أن يُصاب الشباب بالتهاب المفاصل؟ ولماذا؟
مضاعفات النقرس
قد تحدث مضاعفات النقرس إذا تُرِك دون علاج، فقد يُؤثِّر في مفاصل الجسم بشِدّة، كما قد تتضرّر الكلى جراء الإصابة به، ومن أبرز مضاعفاته:
1. تشوّه المفاصل
ما لم يُعالَج سبب النقرس، فإنّ نوبات النقرس قد تحدث مرارًا وتكرارًا، والالتهاب الناجِم عن تلك النوبات قد يُتلِف المفاصل، ما يُؤدِّي إلى تآكل العظام والغضاريف، ومِنْ ثَمّ تدمير المفصل تمامًا وتشوّهه، حسب ما ذكره "healthline".
2. حصى الكلى
قد تترسّب بلورات حمض اليوريك أيضًا في الكلى، ما قد يُسبِّب تكوين حصى الكلى، وإذا تراكمت حصوات الكلى فقد تمنع الكلى من أداء وظائفها كما ينبغي، كما قد تزيد خطر الإصابة بعدوى الجهاز البولي.
3. مرض الكلى
حسب المؤسسة الوطنية للكلى "National Kidney Foundation"، فإنّ كثيرًا من المُصابِين بالنقرس يُعانُون أيضًا مرض الكلى المزمن، الذي قد ينتهي أحيانًا بالفشل الكلوي.
4. مرض القلب
النقرس أكثر شيوعًا بين المُصابِين بارتفاع ضغط الدم، وقصور القلب، ومرض الشريان التاجي، حسب "Healthline".
اقرأ أيضًا:طقطقة الأصابع والمفاصل.. هل هي آمنة؟
5. مشكلات العيون
تُعدّ مشكلات العيون من الاضطرابات النادرة لمرض النقرس، لكنّها قد تحدث نتيجة تأثّر بعض أجزاء العين، مثل الجفن والقرنية والقزحية ببلورات حمض اليوريك، كما قد تُصِيب "التوفة" بعض مناطق العين، مثل الجفن العلوي.
علاج النقرس
ينقسم علاج النقرس إلى جُزئين رئيسين؛ هما علاج نوبات النقرس، وعلاجات الوقاية من النوبات مستقبلًا:
1. علاج نوبات النقرس
لا يهدف علاج نوبات النقرس إلى خفض مستوياته في الدم أو الوقاية من نوباته مستقبلًا، وإنّما تخفيف الأعراض خلال النوبة، ومن أشهر الأدوية المُستخدَمة في علاج نوبات النقرس:
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
تُعالَج نوبات النقرس عادةً بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ما يُساعِد في تخفيف الألم والالتهابات، وذلك مثل نابروكسين وديكلوفيناك، وكُلّما بدأ العلاج باكرًا، كان ذلك أفضل في تخفيف أعراض النوبة.
لكن ينبغي الانتباه إلى أنّ تلك الأدوية غير مناسبة لجميع الناس، كما قد تتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض، لذا يجب استشارة الطبيب أولًا قبل تناولها، وعدم استخدامها لفترةٍ طويلة.
الكولشيسين
الكولشيسين ليس مُسكِّنًا للآلام، لكنّه فعّال في تخفيف الالتهابات الناجِمة عن بلورات حمض اليوريك، ويُوصَف لنوبات النقرس بصفةٍ رئيسة.
لكن الدواء قد يتفاعل مع أدوية الكوليسترول إن كُنت تتناولها، كما لا ينبغي استخدامه لمن يُعانُون مرض الكلى المزمن، وقد يكون له بعض الآثار الجانبية، مثل الإسهال أو ألم البطن، ومِنْ ثَمّ يجب استشارة الطبيب قبل تناوله.
اقرأ أيضًا:أفضل 5 فيتامينات لتقليل آلام المفاصل.. وأهم الأطعمة الغنية بها
الستيرويدات
أدوية فعّالة لعلاج النوبات الحادة من النقرس، ويتناولها المريض لفترةٍ قصيرةٍ لا تتجاوز بضعة أيام، وقد تُحقَن داخل المفصل المُصاب، خاصةً لو كان النقرس مُؤثِّرًا في مفصل واحد.
2. علاجات الوقاية من نوبات النقرس
تهدف تلك الأدوية إلى تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم، ومنع تكوين بلورات جديدة منه، وكذلك إذابة البلورات المترسّبة في المفاصل، بما يساعد في تفادي نوبات النقرس مستقبلًا.
ويبدأ العلاج بتلك الأدوية بعد انتهاء نوبة النقرس وليس في أثنائها، كما قد تستغرق تلك الأدوية بضعة أشهر أو حتى سنوات كي تُطهّر الجسم تمامًا من بلورات حمض اليوريك، لكن بعد التخلّص منها، فلن تتعرّض لنوبات النقرس، أو لتلف المفاصل الناجِم عنها.
وهذه الأدوية لا تُوقِف مرض النقرس على الفور، بل قد تُعانِي بعض نوبات النقرس خلال أول ستة أشهر من العلاج، ومع ذلك يجب الالتزام بها وفق توجيهات الطبيب للتخلّص من مرض النقرس وتجنّب نوباته مستقبلًا.
أمّا الأدوية المُستخدَمة فتشمل:
1.الوبيورينول
أكثر الأدوية الشائعة لخفض مستويات حمض اليوريك في الدم، فهو يُقلِّل إنتاج الجسم لحمض اليوريك، وقد يبدأ استخدام الدواء بأقل جرعة ممكنة، ثُمّ تزداد تدريجيًا تحت إشراف الطبيب.
2. فيبوكسوستات
دواء جديد يُستخدَم في تقليل مستويات حمض اليوريك في الجسم بنفس طريقة دواء "الوبيورينول"، لكن لا يصف الطبيب ذلك الدواء إلّا في حالة كان هناك مانع أو مشكلة مع تناول دواء "الوبيورينول".
اقرأ أيضًا:التهاب الأوتار.. الأعراض والأسباب وطرق علاجه والوقاية منه
3. مُحفّزات بيلة حمض اليوريك
أدوية تُساعِد على التخلّص من الكميات الزائدة من حمض اليوريك من خلال البول، مثل سلفينبيرازون وبروبنسيد، ولا تُوصَف تلك الأدوية إلّا إذا كان "الوبيورينول" أو "فيبوكسوستات" غير مناسبَين لحالة المريض، كما أنّ تلك الأدوية غير مناسبة في حالة مشكلات الكلى، لأنّ الدواء يساعد على طرد حمض اليوريك عبر البول، ما قد يزيد خطر الإصابة بحصى الكلى.
نصائح لتخفيف أعراض النقرس طبيعيًا
قد تُساعِد بعض النصائح في تخفيف أعراض النقرس إلى جانب العلاج بالأدوية:
1. زيادة النشاط البدني
زيادة النشاط البدني ضرورية للحفاظ على الصحة عمومًا، كما أنّها تساعد في تقليل فرص الإصابة بنوبات النقرس، ولا يهم كثيرًا مقدار التمارين الرياضية التي تمارسها، فالقليل أفضل من لا شيء.
ويُفضّل البدء في ممارسة التمارين الرياضية تدريجيًا إلى أن تتمكّن من الانتظام في ممارستها، وهذا حسب ما ذكره "Versusarthritis".
لكن يجب عدم ممارسة التمارين الرياضية خلال نوبات النقرس الحادة، وإلّا فقد تزيد الألم.
2. النظام الغذائي الصحي
ينبغي المداومة على نظامٍ غذائيٍ صحي حال المعاناة من مرض النقرس، وذلك بأن يكون النظام الغذائي غنيًا بالخضروات والألياف، وقليل في الدهون والسكر المُضاف.
ولو لم يكُن من فوائده إلّا المساعدة على خسارة الوزن؛ لكفى بها فائدة؛ لأنّ زيادة الوزن تجعل المفاصل تتحمّل عبئًا ثقيلًا، فكيف إذا انضمّ النقرس إلى ذلك أيضًا؟
وينبغي لمرضى النقرس عمومًا تناول بعض أنواع الطعام باعتدالٍ دون إفراط؛ حذرًا من زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، مثل:
- اللحوم الحمراء.
- المأكولات البحرية، خاصةً الأسماك الدهنية، مثل الأنشوجة والسردين والرنجة وسرطان البحر وبلح البحر.
- الأطعمة الغنية بمستخلصات الخميرة، مثل الفيجميت.
- الأطعمة والمشروبات المُصنّعة.
جديرٌ بالذكر أنّ هناك مصادر أخرى للبروتين، حال الحاجة إلى تقليل تناول اللحوم الحمراء بسبب النقرس، مثل البيض وفول الصويا ومنتجات الألبان.
وينبغي لمرضى النقرس تجنّب المشروبات السكرية وعصائر الفواكه، لأنّها تحتوي على كميات كبيرة من السكر، قد تزيد خطر الإصابة بالنقرس.
كذلك هناك أطعمة قد تكون مفيدة خاصةً لمرضى النقرس:
- الكرز: أظهرت الأبحاث أنّ الكرز قد يقلل خطر الإصابة بنوبات النقرس الحادة، خاصةً عند تناوله مع دواء "الوبيورينول".
- اللبن منزوع الدسم والزبادي قليل الدسم: كذلك اقترح بحثٌ آخر أنَّ تناول اللبن منزوع الدسم والزبادي قليل الدسم قد يُساعِد في الوقاية من نوبات النقرس.
- الأطعمة الغنية بفيتامين سي: قد يُساعِد فيتامين سي في تقليل مستويات حمض اليوريك بعض الشيء لدى مرضى النقرس، لذا ينبغي التأكّد من تناول الفواكه والخضروات، خاصةً الغنية بفيتامين سي، مثل البرتقال والكيوي والفراولة، ويجب استشارة الطبيب قبل تناول مكملات فيتامين سي.
وينبغي لمرضى النقرس الذين سبقت إصابتهم بحصى الكلى، شُرب 2 لتر من الماء على الأقل يوميًا لتقليل فرص تكوّن حصى الكلى.