باسل طلال المدير الإقليمي لفنادق راديسون: الوصول لقلب وعقل كل موظف هو بوصلة نجاح إدارة المجموعة
باسل طلال:
- الوضع في المملكة ثابت وليس لدي تخوفات من الأزمات الاقتصادية العالمية
- سوق الضيافة السعودية موعود باستثمارات لم يسبق لها مثيل
- المشروعات المطروحة في قطاعي الضيافة والترفيه بالمملكة ستدفع المستثمرين للنمو المُتسارع
- تعيين سيدة سعودية مديرًا عامًا بالمجموعة لأول مرة في المملكة والعالم
- يتوجب على الشباب السعودي الإيمان ببلدهم والثقة بحكومتهم الرشيدة ورؤيتها
- طرح برنامج "تطوير المواهب" في المملكة.. والشباب نسبة كبيرة من مواردنا البشرية
- نجاحنا الكبير في السوق السعودي دعانا لافتتاح أول فندق يضم أجنحة ملكية
الاستثمار في قطاع الفنادق الفاخرة، بات جزءً لا يتجزأ من نجاح الاستراتيجية السياحية في معظم دول العالم، وهناك العديد من الدول التى تعتمد بشكل كبير على هذا الأمر، فمثلًا تعتمد دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات، خاصة على هذا النوع من الاستثمار المُدر للربح بشكل كبير، وتشتهر المملكة بأنها لديها سوق ضيافة قوى، وتحاول دائمًا تطويره وإدخال كل ما هو جديد، ولعل المشروعات التى يُعلن عنها تباعًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تعتبر دافعًا قويًا لتطوير هذا القطاع.
ولعل القرارت الإصلاحية الجريئة، والآخرى الخاصة بإقامة العديد من المنتجعات والمدن الترفيهيه والمشروعات العالمية السياحية على الأراضي السعودية، بداية من مشروع نيوم، إلى المشروعات الآخرى الخاصة بالطاقة، هذه القرارات والمشروعات التى أطلقت شجعت المستثمرين على الانتقال باستثماراتهم إلى المملكة، وشق الطريق هناك، وأبرز المشروعات التى انتقلت إلى الرياض، مشروع مجموعة فنادق راديسون (يرزيدور سابقًا) والتى وضعت أول لبنه لها في الملكة منذ 25 عامًا.
لتجنب الروتين والملل.. أسئلة على أعضاء مجلس الإدارة طرحها على الرئيس التنفيذي
في هذا السياق، كان لمجلة الرجل لقاءً دسمًا وشيقًا مع باسل طلال، المدير الإقليمي لمجموعة فنادق راديسون في المملكة العربية السعودية، لبنان، ليبيا، الكويت والشارقة، والذى تحدث عن مسيرة النجاح التي قاد خلالها مهام العمليات والربحية في المجموعة داخل المملكة وخارجها، وواجه خلال تلك السنوات العديد من التحديات الاقتصادية والتي تركت أثراً في تجربته العملية والشخصية.
البدايات القوية
بدأ باسل حياته العملية كمدير للفترة المسائية في منتجع راديسون ساس، العقبة في عام 1994. وقد أدى التزامه وتفانيه في قطاع الضيافة إلى توليه منصب مدير العمليات في نفس الفندق. وفي منتصف عام 1999، تم ترقية باسل لمنصب مدير مساعد تنفيذي حيث تولى مسؤولية افتتاح فندق راديسون ساس مسقط.
وعن هذه الفترة يقول باسل: "دائماً ما تكون البدايات مُقلقة وغامضة، لكن لم يكن الوضع كذلك بالنسبة لي! فبداخل كل إنسان صراع بين التردد والمجازفة، حيث ينتصر في النهاية الأقوى. بالطبع يتدخل "الشغف" في حسم النتيجة. لذا، كنتُ ولازلتُ دوماً أطلق العنان لحماسي مدعوماً بشغفي تجاه قطاع الضيافة والرغبة في النجاح."
وعند سؤال باسل عن الخطوة الكبيرة والتحدي الحقيقي الذي خاضه في حياته العملية، قال: "كان الانتقال من مسقط إلى الممكلة العربية السعودية تحديا كبير بالنسبة لي. لطالما تميزت المملكة العربية السعودية ببيئة خاصة وعادات اجتماعية تؤثر على ممارسات السوق وحجم قطاع الضيافة ككل. فكان اتخاذ القرار مجازفة كبيرة، ولكن سرعان ما أثمرت هذه المجازفة عن نجاح ملحوظ تكلل بافتتاح فندق راديسون ساس (فندق راديسون بلو جدة حالياً) والذي لا زال يتربع على عرش الفنادق الأكثر أصالة والأقرب إلى قلوب ساكني المنطقة". وأضاف باسل: "دفعنا النجاح الكبير في السوق السعودي إلى افتتاح أول فندق يضم أجنحة ملكية في المملكة فكان إنشاء فندق راديسون بلو جدة الأجنحة الملكية، ومن ثم توالت النجاحات والافتتاحات ليس في جدة فحسب بل في المملكة العربية السعودية ككل."
فلسفة النجاح والفشل
عند سؤال باسل طلال عن سر ثقته وشجاعته في اتخاذ القرار، أكد باسل على فلسفته في الحياة والتي تتلخص كالتالي: "أنا أؤمن بالمثابرة رغم الخسارة! لذا أنظر لكل تجربة بإيجابية، إن أثمرت تلك التجربة عن نجاح، أشعر بالامتنان والفخر وبالطبع تزداد ثقتي بقراراتي. أما إن تعرضتُ لخيبة أو خسارة، أقوم بالتفكير ملياً والبحث عن موضع الخطأ، قد يكون قراري خاطئاً، وقد تكون الظروف غير موائمة. إنني أنظر للفشل على أنه "شرارة" تُشعل نجاحاً جديداً!
وقت التحدي
وبالحديث عن التقلبات الاقتصادية وتوجه الشركات إلى تقليل النفقات، أكّد باسل على ثبات الوضع الاقتصادي في المملكة مستشهداً بالأزمة الاقتصادية التي حصلت عام 2009 والتي تجاوز خلالها عدد من التحديات الناتجة عن الأزمة المالية العالمية، قال باسل: "ليس لدينا أي شك أو خوف مما نسمعه بين الحين والآخر حول الأزمة المالية كما نعي تماماً توجه الشركات إلى تقليص المصروفات، وسببه والنتائج المتوقعة منه. عاصرنا تجربة ممثالة في 2009 وخرجنا منها بنجاح وخبرة أكبر حول إدارة الأزمة. ومع ذلك نحن واثقون من الوضع الحالي للسوق السعودي ومصدر ثقتنا هو القيادة الحكيمة والتي وضعت نُصب أعينها تطوير جميع المرافق والبنى التحتية بل والتعاقد مع أكبر الشركات العالمية. المناخ الحالي في الممكلة هو "المحفّز" لعشَاق الضيافة والعلامات التجارية العالمية. وهنا أتساءل: "لم الوقوف على الشائعات والمخاوف؟ على العكس تماماً إنه الوقت الأفضل لخوض التحدي."
أرامكو تروج للاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالمملكة من لوس أنجلوس
نمو مُتسارع
ووصف باسل، في حديثه لمجلة "الرجل"، سوق الضيافة السعودية بأنه "موعود" باستثمارات لم يسبق لها مثيل، مؤكداً أن المشروعات المطروحة في قطاعي الضيافة والترفيه لن تترك للمستثمرين أو العلامات التجارية سوى خياراً واحداً وهو "النمو المُتسارع" مما يمكّن المملكة من تحقيق رؤيتها والوصول إلى النتائج المرجوة بحلول عام 2030.
وأضاف باسل: "في الوقت الحالي لا ينتصر المستثمر الكبير على الصغير، وإنما ينتصر المستثمر الحيوي الشجاع على المستثمر الخامل المتردد. لذا قمنا خلال عام 2017 والربع الأول من عام 2018 بتحقيق قفزة نوعية في السوق السعودية من خلال رفع عدد فنادقنا من 8 فنادق إلى 18 فندق قيد التشغيل بالإضافة إلى الكثير من التعاقدات والمشاريع التي تم الاتفاق عليها والإفصاح عنها رسمياً ليصبح لدينا 22 فندقا بنهاية عام 2018."
كثرة المديرين في المؤسسات المتعددة الطبقات.. معضلة بتكلفة باهظة (إنفوغراف)
وأكد باسل على اكتمال العديد من المشاريع الكبرى والفنادق التي تستهدف جميع فئات المسافرين في ظل ازدياد حجم الطلب في المملكة العربية السعودية: "تستثمر الحكومة السعودية بكثافة لتعزيز السياحة من خلال إنشاء مصادر جديدة لرفع الطلب في هذا القطاع وترقية البلاد للوصول إلى أسواق جديدة. ومع التركيز الضخم على قطاع الترفيه؛ نتوقع دخول المزيد من المستثمرين الأجانب وشركات الفنادق والأفراد لزيارة المملكة وتشغيل هذه المشاريع الضخمة. وسوف تُسهم هذه العوامل بشكل مُطلق في نمو مشاريع الضيافة وعوائد الاستثمار."
وأعلن باسل عن تبوّء الرياض مكانة مهمة في قطاع الضيافة، حيث ستكون سوقاً رئيسياً لمسافري الترفيه والأعمال خاصة مع اكتمال مشروعان كبيران هما "القدية" و"مركز الملك عبد الله المالي".
افتتاح 3 فنادق في الرياض قريبا
ويضيف باسل: "شجعتنا هذه المشاريع الرائعة على توقيع وإنشاء ثلاثة فنادق في الرياض - سيتم افتتاحهم في وقت لاحق من عام 2018 و2019. الأول هو منتجع ونادي نوفا بينما المشروع الثاني هو فندق وريزيدنس راديسون بلو الرياض، الحي الدبلوماسي، وكذلك وقعنا عقد انشاء فندق راديسون بلو الرياض، الصحافة بالقرب من مركز الملك عبد الله المالي الجديد."
الشيخ محمد العيسى يكشف لمجلة «الرجل» خطوات بداية حل كل مشكلة
كما أكّد باسل على النمو المُستدام في أعداد زوّار المملكة سنوياً بغرض الحج والعمرة وزيارة المشاعر المقدسة، وتوقع ازدياد معدل النمو مع اكتمال مشروع "مدينة المعرفة الاقتصادية" في المدينة المنورة وهو جزءمن برنامج تنمية المدن الذكية. هذا بالإضافة إلى مشروع "NEOM" في الوجه وأملج،ومشروع "الفيصلية" في غرب مكة المكرمة ومشروع "مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية" في حائل. لذلك سيتم تطوير هذه المشاريع الضخمة كجزء من رؤية المملكة 2030، وهنا يكمن دورنا في دعم هذه المشاريع وتوسيع وجودنا في المملكة العربية السعودية من خلال استهداف المشاريع الرائدة في هذه المجالات الجديدة والتركيز على تحويلها إلى مشاريع راسخة في المستقبل."
يهتم باسل بطرح العلامات التجارية المختلفة للوصول إلى جميع فئات المسافرين، وكذلك تعزيز العلامات التجارية - الموجودة حالياً – لذا عمل خلال العام المنصرم على تعزيز وجود العلامة التجارية "بارك إن باي راديسون" في المملكة، واليوم تتواجد 6 فنادق لتلك العلامة التجارية في مكة والمنطقة الشرقية ونجران."هذا العدد قابل للزيادة حيث نعتزم قريباً افتتاح فندق بارك إن جدة طريق المدينة، وفندق بارك إن مكة العزيزية بنهاية العام الحالي."
القيادة المتوازنة
تابع باسل: "نحن أمام عقود من العمل الجاد لكي نحقق رؤية 2030 ونكسو قطاعي السياحة والضيافة بحلة جديدة تماماً. وهنا يأتي دور الشباب في مواجهة البطالة وللدخول بقوة إلى هذين القطاعين الواعدين. ولكي نضمن مشاركة الشباب الفعّالة؛ نحن بحاجة إلى جهود في عملية التشغيل والتعليم لما يتمتع به هذين القطاعين من خصوصية وحداثة في المملكة لذا أصبح من الضروري دمج الشباب وخاصة السعوديين وحثهم للدخول في هذين المجالين.
يستكمل باسل حديثه: من هنا، قمنا في مجموعة فنادق راديسون بطرح برنامج "تطوير المواهب" في المملكة العربية السعودية، فيشغل الشباب نسبة كبيرة من مواردنا البشرية."
وأضاف: " كما قمنا بطرح برنامج "القيادة المتوازنة" الذي يهدف إلى تشجيع المزيد من النساء على الدخول في قطاع الضيافة وتولي مناصب قيادية في المجموعة. نحن فخورون جداً بالأثر الإيجابي للغاية الذي نتج عن برنامج "القيادة المتوازنة" خاصة في المملكة العربية السعودية حيث قمنا بتعيين أول امرأة سعودية بمنصب مدير عام في قطاع الضيافة ليس فقط في المملكة فحسب بل في العالم. كما أطلقنا برنامج "خطوات" لدعم المواهب النسائية في مجموعة فنادق راديسون وتسريع تطورهن المهني وتمكينهن من النمو في الشركة بل ونشر الثقافة الإيجابية في بيئة العمل. تم تصميم هذا البرنامج لتعزيز التنوع والإندماج في بيئة العمل. وفي المملكة العربية السعودية، أسفر البرنامج عن تعزيز الكوادر النسائية حيث ازداد عدد السيدات من 6 في عام 2014 إلى 84 سيدة في العام الحالي، منهن 12 سيدة في مناصب قيادية. كما يسُرنا الإشارة إلى نموذج سعودي مشّرف نجح في قيادة جيل من الشباب وساهم في دمج السعوديين والسعوديات بالقطاع من خلال منصبة كمدير عام لفندقي راديسون بلو جدة، وراديسون بلو جدة الأجنحة الملكية وهو السيد شكيل الحامد، فكان له دور كبير في تحفيز السعوديين ودعمهم".
وأضاف باسل: "ولتقديم دعم أكبر للشباب السعودي الطموح واستكمالاً لدورنا في دعم المرأة، نعتزم إقامة اليوم الوطني للتوظيف خلال الربع الرابع من عام 2018 حيث نُتيح من خلال أيام التوظيف في جدة والرياض والخُبر العديد من الفُرص المختلفة للشباب والشابات السعوديات."
الرئيس السوداني عمر البشير يكشف لـ«الرجل» خطته في مكافحة الفساد
ووصف باسل طلال الدور الحكومي في تحويل المملكة إلى وجهة سياحية ترفيهية جاذبة وتفعيل مشاركة المرأة بالدور"المهم المُتعاظم"، وعبّر عن سعادته بالتحولات الجارية داخل المملكة. وفي سياق خبرته وتجربته بالضيافة، نصح باسل الشباب الذين يفكرون في دخول القطاع أن يتسلحوا بمجموعة من الأدوات التي تمكّنهم من مواجهة التحديات. "لابد من التسلح بالثقافة، والاطلاع المستمر، كما يتوجب على الشباب السعودي الإيمان ببلدهم والثقة بحكومتهم الرشيدة ورؤيتها".
وعند سؤال باسل عن مفهومه حول "القيادة" وكيفية إدارة فريق كبير بالرغم من اختلاف عقليات أعضائه وتنوع ثقافاتهم، أكد باسل أن الوصول إلى عقل وقلب كل موظف هو البوصلة التي تمّكنه من النجاح في إدارة وتوجيه أعضاء فريق العمل على الرغم من اختلاف شخصياتهم ومهامهم. يمنح باسل الثقة لفريقه، فيجني منهم الثقة عينها. يؤمن باسل أن الثقة المُتبادلة والانفتاح والتواضع مع الجميع هي القاعدة التي يجب على كل قائد الانطلاق منها لتحقيق النجاح.
من هو باسل طلال؟
باسل طلال هو أحد أهم الأسماء اللامعة في قطاع الضيافة في الشرق الأوسط؛ لما يمتلكه من خبرة وتجربة نجاح امتدت لحوالي25 عام قضى مُعظمها في مجموعة فنادق راديسون، واحدة من أسرع شركات الفنادق نمواً في العالم. يشغل باسل حالياً منصب المدير الإقليمي لمجموعة فنادق راديسون في المملكة العربية السعودية،لبنان،ليبيا، الكويت والشارقة؛ حيث يتولى مهام العمليات والربحية فيظل التوسع السريع للمجموعة من خلال تشغيل وإنشاء أكثر من 38 فندقا في المملكة.
بدأ باسل حياته العملية مباشرة بعد أن تخرج بدرجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة ويسكونسن ملواكي بالولايات المتحدة الأمريكية. على الرغم من دراسته لتخصص الهندسة، فضّل باسل تطوير شغفه بصناعة الضيافة من خلال القيام بدورات تدريبية متعددة تشمل تصميم الفنادق والقيادة الاستباقية في معهد "أيكولهو تليرلوزان" في سويسرا.
فكانت البداية حين شغل باسل منصب مدير الفترة المسائية في منتجع راديسون ساس، العقبة في عام 1994. وقد أدى التزامه وتفانيه في قطاع الضيافة إلى توليه منصب مدير العمليات في نفس الفندق. وفي منتصف عام 1999 ميلادي، تم ترقية باسل لمنصب مدير مساعد تنفيذي حيث تولى مسؤولية افتتاح فندق راديسون ساس مسقط.
وبعد قضائه ثلاث سنوات في فندق راديسون ساس مسقط، انتقل باسل إلى الممكلة العربية السعودية لتولي منصب المدير العام لفندق راديسون ساس جدة. وفي عام 2005 ميلادي، افتتح باسل أول فندق أجنحة ملكية في جدة، وهو فندق راديسون ساس الأجنحة الملكية، جدة. وبعد ذلك شغل باسل منصب المدير العام لمنتجع راديسون بلو الشارقة حيث قضى خمسة أعوام في إدارة المنتجع بنجاح، تجاوز خلالها عدد من التحديات الناتجة عن الأزمة المالية العالمية كما أشرف على تجديد المنتجع. وقبل تعيينه في منصبه الحالي، شغل باسل منصب مدير المنطقة لفنادق راديسون في المملكة العربية السعودية حيث لعب دوراً رئيسياً في تأسيس عمليات المجموعة.