اليخت الشراعي الفاخر كريول جزء مهم من عائلة غوتشي
أطلق اليخت الشراعي كريول (Creole) منذ 95 عامًا، وحمل تاريخًا عريقًا تحت الإشراف المحب لعائلة غوتشي، وما زال ليومنا هذا يبحر مثل الحلم، قاطعًا البحار حول العالم، حيث اشتهر اليخت عالميًا، منذ عام 1955، من صورة أخذت لصوفيا لورين مع هذا المركب الشراعي الضخم في الخلفية.
التاريخ الحافل لليخت الشراعي كريول
اشتهر ماوريتسيو غوتشي آخر أفراد الأسرة المالكة لإمبراطورية الأزياء غوتشي، بالحماس للبحر والإبحار كحماسه لصناعة الأزياء الفخمة، واشترى كريول في عام 1983 بعد عامين من ولادة ابنته أليجرا.
وتعد هذه السفينة الشراعية العملاقة الممتدة على 65.3 متر، أكبر يخت شراعي خشبي في العالم، وقد جرى بناء كريول باسم فيرا بالبداية، وبوساطة شركة كامبر ونيكلسون لصناعة السفن في عام 1927، لصالح مالك شركة تصنيع سجاد أمريكية، وقد عبث كثيرًا في تصميم السفينة منذ البداية، حيث اعتقد أن الصواري بدت طويلة جدًا مقارنة بحجم السفينة وقام بتقصيرها بشدة، فكانت النتيجة انخفاضًا في السرعة، وأداءً ضعيفًا بالمجمل للسفينة.
اقرأ أيضًا: أفخم اليخوت الكلاسيكية حول العالم
مالكها التالي كان رجل أعمال بريطاني، موريس بوب، الذي سماها بكريول على اسم حلوى اخترعها رئيس الطهاة لديه، ثم اشتراها بارون إنجليزي في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، لكنها لم تبحر طويلاً، لأنه وُضعت اليد عليها للخدمة في زمن الحرب بصفتها صائدة للألغام. بعد ذلك أنفق مشتر جديد وهو أحد رجال الأعمال في مجال الشحن، وهو اليوناني ستافروس نياركوس، أموالاً أكثر من أي مالك، ليعيدها إلى شكلها الأصلي ولكنه باعها في عام 1977 للبحرية الدنماركية، التي استخدمتها كسفينة تدريب.
الإبحار هو الحب الأول لعائلة غوتشي
بحلول الوقت الذي استحوذ فيه موريزيو غوتشي على السفينة، كانت في حاجة ماسة إلى رجل بحر شغوف وقادر على الاعتناء بها، تقول ابنته: "لقد كانت السفينة حينها عبارة عن حطام، وكان هدف والدي هو منح كريول الحياة ثانية، والحفاظ على القارب بشكله الأصلي قدر الإمكان، حيث لم يكن القارب يحوي أي تصميمات داخلية، ولذلك كانت هذه هي الأشياء الوحيدة التي تمت إضافتها وصُنعت بكل احترام لروح القارب وبما يتوافق مع تاريخه العريق".
اقرأ أيضًا: "الجاليون" يخت شراعي عملاق مستوحى من التراث البحري الإسباني
جرى تنفيذ أعمال التجديد الرئيسة في إيطاليا، مبدئيًّا، ومن ثم من قبل لارسن في ألمانيا، بينما نفذ المصمم توتو روسو التصميم الداخلي لليخت، ليعكس الأسلوب وأناقة الفترة، التي جرى فيها بناء الكريول، عبر إضافة ثروة من الأعمال الفنية في كبائن الضيوف الست، وكانت النتيجة يختًا كبيرًا وأنيقًا وساحرًا يبحر كالحلم.
وتحمل الابنة أليجرا غوتشي كثيرًا من الذكريات مع اليخت الذي كبرت معه وتعلق قائلة: "أتذكر يومًا في سان تروبيه عندما كانت لدينا ظروف مثالية للإبحار، وكانت كريول تبحر بسرعة 17 عقدة من الرياح، لقد كانت واحدة من أكثر اللحظات إثارة التي عشتها في الإبحار".
كان هذا القارب مع أليجرا طوال حياتها لقد أمضت أول عطلة مدرسية لها على متنه، عندما كانت طفلة مع أختها الكبرى أليساندرا، تقول: "بعض أفضل الذكريات التي أملكها على كريول ومنها معارك المياه التي كانت تندلع فجأة على متن السفينة، والتي كانت تبدأ عادة بيني وبين أختي، وفي نهاية الأمر سيكون الجميع غارقين في الماء، وغالبًا ما ينتهي الأمر بشخص ما في البحر".
وتابعت: "ذكرى عظيمة أخرى هي عبور البحر الأبيض المتوسط بداية من إسبانيا إلى فرنسا وصولاً إلى اليونان، أتذكر جمال السماء المظلمة والسكينة المطلقة في وسط البحر والاستمتاع بالهدوء وسحر الليل".
اقرأ أيضًا: Sea Eagle II.. أكبر يخت شراعي في العالم
بدأت أليجرا التعلم على الإبحار باستخدام القوارب الصغيرة عندما كان عمرها نحو 10 سنوات، حيث كانت تبحر حول البحيرة في سانت موريتز، لتنظيفها خلال المعسكرات الصيفية، في إنجلترا وبريتاني ومايوركا، وعندما لمس ولدها موريزيو عشقها لعالم البحر والإبحار، قرر أنها بحاجة إلى قارب أصغر من الكريول للاستمتاع بسباقات القوارب، ولذلك اشترى اليخت أفيل، الذي بُني عام 1896، والذي بالرغم من قدمه حافظ على هيكله وقدرته على الإبحار.
أُجري تجديد سريع للزورق، ولأنه أصغر من الكريول كان هذا هو القارب الذي زود أليجرا بالخبرة العملية، ومكنها بعد سنوات من أن تغزو موقعها على مقدمة السفينة.
ومنذ عام 1994 بدأت يخوت عائلة غوتشي في حصد الجوائز بسباقات الزوارق الشراعية في البحر المتوسط، ولا سيما كأس جريمالدي وصولاً إلى موسم 2011 و 2012 حيث فازوا بسباق سانت تروبز.
اقرأ أيضًا : «مورنينج جلوري» يخت شراعي بلمسات كلاسيكية فاخرة (فيديو)
لكن أليجرا توقفت عن المشاركة في السباقات في السنوات الماضية نظرًا لولادة طفلها، وبقي عشقها للبحر والإبحار في رحلاتها داخل البحر الأبيض المتوسط برحلات عائلية.
اليخت الشراعي الأخاذ من الداخل إلى الخارج
سعت أليجرا غوتشي مثل والدها من قبلها لإبقاء كريول أقرب ما يمكن للتصميم الأصلي للقارب بما في ذلك الطلاء الأسود على بدن السفينة، وتستوعب كاريول حاليًّا 11 ضيفًا في ست حجرات، بما في ذلك الجناح الرئيس
وتتميز بالتصميم الخالد والمفروشات الجميلة بألوان دافئة وغنية، تخلق جوًا أنيقًا ومريحًا، وتحيط ضيوفها بكل أنواع الراحة مع المرافق الفاخرة.
كما يمكن اعتبار سطحها أكثر من مثالي للترفيه في أثناء النهار أو الليل على حد سواء، في حين يقدم صالونها الرئيس الشاسع مكانًا مثاليًا لتناول الطعام والمناسبات الرسمية.