Sea Eagle II.. أكبر يخت شراعي في العالم
تتمتع شركة رويال هويسمان "Royal Huisman" بسجل حافل من إنتاج اليخوت الشراعية الفاخرة، وقد انتهت من إنجاز مئات المشاريع حتى اليوم.
ومع ذلك، فإن أحدث هذه اليخوت قد غادر مؤخراً حوض بناء السفن في أمستردام بمعايير استثنائية، فهو أكبر يخت شراعي في العالم من الألمنيوم ومن أكبر عشرة يخوت تم بناؤها على الإطلاق.
يعتبر اليخت الشراعي المذهل "Sea Eagle II" الذي يبلغ طوله 81 مترًا (266 قدمًا) ثمرة التعاون بين "Dykstra" والمصمم مارك وايتلي، وهو نفس التعاون الذي أنتج قبل أكثر من عام تقريباً اليخت الرائع "Royal Huisman ketch Aquarius" بطول 56 مترًا (186 قدمًا).
وبحسب ما ورد فإن اليخت يعود إلى رجل الأعمال الملياردير التايواني صموئيل ين ليانغ الذي أراد امتلاك يخت أحلامه، وهو رئيس مجلس إدارة مجموعة "Ruentex" التايوانية ويمتلك حصصًا في مجموعة "Sun Art Retail" الرائدة في أسواق الصين، وتقدر ثروته بأكثر من 2.7 مليار دولار.
تصميم اليخت
ومن الجدير بالذكر أن اليخت "Sea Eagle" الأصلي هو من تصميم المبدع رودز يانغ بطول 43 مترًا (143 قدمًا)، وقد تم إطلاقه في هولندا عام 2015. وبحسب أرجو سبانز وهو مدير مشروع رويال هويسمان، كان من المقرر أن يعتمد مفهوم تصميم هذا اليخت الشراعي الرائع على الخطوط الكلاسيكية، إلا أن المالك قد عبر عن رغبته بامتلاك يخت أكثر حداثة بثلاث ساريات وهيكل يعبّر عن السرعة بخطوط مستقيمة وخط مائي طويل وقوس عمودي، في حين كانت الأولوية تركز على الصيانة المنخفضة والأمان وسهولة التنقل على متن اليخت عندما يكون في عرض البحر.
ويضم سطح اليخت مكان الإقامة الرئيسي مع مساحة كبيرة مغطاة بالزجاج للاستمتاع بإطلالة بانورامية 360 درجة شبه كاملة لا يقاطعها سوى الشرائط العامودية بين ألواح الزجاج، كما يوجد منطقة خاصة بقمرة القيادة تضم مساحة كبيرة من السطح الخلفي للمركب.
وقد ابتكر مارك وايتلي المسؤول عن تطوير التصميم الداخلي وتنقية التصميم الخارجي، أسلوبًا بسيطًا وحديثًا لديكورات الداخلية التي تتميز بالخطوط المستقيمة وألواح الجدران المصنوعة من خشب الجوز المطلي التي تتكامل مع الأرضيات من خشب البلوط الطبيعي والدرابزين المغطى بالجلد الفاتح وألواح الحائط المنجدة.
وبحسب التصاميم الأولية، كان من المقرر أن يستضيف اليخت اجتماعات العمل لذلك نجد أن الجزء الأمامي من البنية الفوقية يتضمن صالونًا كبيرًا مع مقاعد واسعة، بالإضافة إلى طاولة كبيرة تتسع لستة عشر شخصًا لتلبية الدعوات الرسمية.
تم اختبار قدرات اليخت المذهل على مدى عدة أيام في ظروف الرياح المختلفة، حيث يتم التحكم بالأشرعة بواسطة 34 رافعة حول اليخت متباينة القوة ، وتستطيع أكبر رافعة على المركب أن تقوم بسحب ما يصل إلى 18 طنًا، هذا ويوفر هذا المركب رحلة سريعة ومبهجة ومستدامة فهو قادر على الوصول إلى سرعة 21 عقدة بحرية.
يتسع اليخت لحوالي 12 ضيفًا في ست حجرات فسيحة بما في ذلك جناح VIP للمالك، ويوفر سطح اليخت تحكمًا كاملًا أثناء الإبحار كما أنه مجهز بمقاعد مريحة للضيوف وأماكن للاستمتاع بأشعة الشمس.
وتم اختبار جميع الأنظمة الموجودة على اليخت التي تشمل تكييف الهواء والإلكترونيات ومعالجة مياه الصرف الصحي بدقة كبيرة في العام السابق لإطلاقها من أجل تجنب حصول أي مفاجآت خلال مرحلة التشغيل.
منصة باناماكس
كانت إحدى شروط تصنيع المركب أن يتمكن من عبور الأمريكتين في المحيط الهادئ عبر قناة بنما مما أدى إلى وضع منصة بثلاثة سوارٍ متساوية الحجم مصنوعة بشكل كامل من الكربون من قبل الشركة الرائدة في العالم "Rondal"، كما تم تزويده بأنظمة معالجة الأشرعة المتكاملة وتجهيزاتها المصنوعة من الكربون.
تحتوي كل سارية رئيسة على ذراع تطويل بينما يوجد في الخلف اثنان من الأشرعة المثلثة، مما يجعله قادرا على ركوب الأمواج بسرعات عالية.
ولقد ساعد وايتلي في تحسين التصميم الخارجي عبر بعض التفاصيل التي ساعدت على تحسين الأشكال وخاصة المنحنيات والزوايا الناعمة والمفاصل في بنية المركب للوصول لهذه المعجزة الهندسية.
تحديات هندسة الهيكل
تحقق الشكل النهائي للهيكل بعد الاعتماد على أحدث برامج المحاكاة الحاسوبية ، مثل برنامج حساب ديناميكيات التدفق الشامل (CFD)، وبرمجة التنبؤ بالسرعة (VPP) والعديد من الاختبارات التي ساعدت في تحديد توازن الشراع وموضع السواري وزوايا الدفة التي تم تصنيعها من الكربون ، وتشمل الدفة مستشعرات لتسجيل عزم الدوران والتحقق من القوى الجانبية ولحظة الانحناء أثناء الإبحار، ومن أهم وظائف أجهزة الاستشعار أيضا إعطاء شعور طبيعي أكثر دقة لتوجيه القارب أثناء الإبحار.