4 أخطاء يقع فيها الوالدان وتقود إلى انحراف الأبناء ماليًا في سن البلوغ
بديهيًا لا يمكن للجدل أو المشاحنات المستمرة بين الوالدين حول المال وكيفية إنفاقه أن يبشر بخير للأطفال الصغار، ما يخلق منهم شخصيات مترددة تفتقد الثقة في نفسها، ولا تقدر حتى على اتخاذ الخيارات المالية الصحيحة في مرحلة البلوغ.
وثمة أربعة سلوكيات أبوية رئيسة يمكن أن تؤدي إلى الانحرافات المالية بين الأطفال، وهي:
1-عندما تعطي أطفالك كثيرًا من المال
عندما تمنح الطفل مبلغًا كبيرًا لمصروف جيبه، وتكمله إذا انتهى المال في منتصف الشهر، فأنت تخبر الطفل، ضمنيًا، أنه لا يتعين عليه الكد في العمل لكسبه عندما يضطر إلى ذلك في مرحلة البلوغ، بل إن الطفل قد يصبح متقاعسًا عن العمل أو يواجه مشكلة في النمو الوظيفي والتكيف.
أنت تفي باحتياجاتهم على الفور دون تأخير: إذا لم تكن صبورًا، وتعطي كل شيء في اللحظة التي يطلبها الطفل، فلن يؤدي ذلك فقط إلى الإحباط ولكن أيضًا إلى مشكلات مهنية حينما يصل الطفل إلى سن البلوغ. فلن يرغب الطفل في العمل حتى لتلبية احتياجاته في مرحلة البلوغ لأنه سيفترض أن ذلك سيأتي إليه بطريقة ما.
علامات تدل على وجود التوحد عند الأطفال.. كيف تتعامل معهم؟
2- عندما تتسبب في ارتباك مالي
عندما يكون هناك تعارض بين الوالدين فيما يتعلق بعادات الطفل أو أهدافه، أو عندما لا يمارس الآباء ما يوعظون به، أو حتى يجبروا الطفل على قبول عاداتهم الاستثمارية، فحينئذ يمكن أن يواجه الطفل معضلة تستمر معه حتى سن البلوغ.
أنت تفرض معتقداتك المالية على الأطفال: يقول دينيش روهيرا، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع 5nance.com: "إن معظم المعضلات المالية التي يواجهها الأطفال في مرحلة البلوغ تُعزى إلى اختلاف معتقدات الاستثمار وقدرات الكسب لدى والديهم". أنت تعلمهم شيئًا ما، لكن تفعل شيئًا آخر: "أحيانًا يسمع الأطفال والديهم يتحدثون إلى المحاسبين حول التهرب من ضريبة السلع والخدمات أو ضريبة الدخل. في هذا الصدد يقول روهيرا: "إنهم إما ينقلون سلوكًا سلبيًا وإما يرسلون إشارات مختلطة إلى الطفل لأن الطفل لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ".
3. عندما تنقل لهم الشعور بالقلق المالي
القلق المالي الذي ينقله الآباء إلى أطفالهم، بقصد أو بغير قصد، هو سبب آخر للفشل المالي في مرحلة البلوغ.
أنت تتحدث كثيرا عن المال أمام الأطفال: إذا كان لدى الوالدين شخصيات مالية متعارضة -المنفق مقابل المدخر أو المجازف مقابل المستثمر المحافظ- فلا بد أن يكون هناك صراع. ومع ذلك عليك أن تنتبه إلى ضرورة عدم تعريض طفلك للحجج المريرة ويفضل القيام بذلك عندما لا يكون الأطفال جالسين إلى جوارك. يمكن أن تجعل المعارك على الشؤون المالية الطفل مستاءً من المال، ما يدفعه إلى تجنب اتخاذ أي قرارات مالية عند البلوغ.
تتحمل الكثير من الديون ولا يمكنك السداد: في هذه الأيام، يفضل كثير من الآباء العيش على القروض، وشراء كل شيء من خلال الأقساط الشهرية المتساوية وزيادة بطاقات الائتمان الخاصة بهم، بينما قد يضطر الآخرون إلى الحصول على قروض لأعمالهم أو منازلهم. إذا كنت غير قادر على سداد الديون ويطاردك الدائنون، فقد يتسبب ذلك في القلق والمشكلات السلوكية بين الأطفال. وبصفتهم بالغين، قد يتمردون ويقسمون على عدم الاستعانة بالقروض حتى إن كانت هناك حاجة ماسة إليها أو قد يتبعون خطى والديهم ويدمرون أموالهم.
لذلك إما أن تبقي ديونك عند الحد الأدنى حتى لا تعرض الأطفال لقلق لا داعي له، وإما أن توضح طرق سداد تلك الديون.
لا تشرح أو تتحدث عن الأزمة المالية: يمكن أن يترجم الافتقار إلى التواصل حول المشكلات المالية مع الأطفال إلى قلق كامن وارتباك يمكن أن يؤدي إلى "شلل مالي" في وقت لاحق من الحياة. وسواء كان الأمر يتعلق بفقدان الوظيفة أو خفض الراتب أو أي أزمة أخرى، فإن معظم الناس لا يتحدثون إلى أطفالهم معتقدين أنه من الأفضل إبعادهم عن مشكلاتهم أو إدراكهم أنهم أصغر من أن يفهموها أو يتعاملوا معها.
كيف تتجنب النقاش المحتدم مع زوجتك أمام الأطفال؟
4. عند اتخاذ جميع القرارات
عندما يتخذ الآباء جميع القرارات المالية، فإنهم يخلقون إحساسًا سطحيًا بالمسؤولية، الذي سيؤدي لاحقًا إلى الافتقار إلى المساءلة المالية. لذلك من المهم دعم القرارات المالية لطفلك دون إنقاذها.
لا تسمح لهم باستخدام مصروف الجيب كما يحلو لهم: عندما تمنح طفلك مصروف الجيب، ضع بعض الإرشادات التي تنظم الإنفاق، ولكن بعد ذلك تأكد من السماح له بحرية اتخاذ خيارات الشراء. إذا كنت تنتقد قرارات الطفل باستمرار أو تتجاهلها، فسوف تُفقد ثقته بنفسه واحترامه لنفسه، الأمر الذي قد يقوده إلى "شلل مالي" في وقت لاحق من الحياة.