العنف ضد الأطفال.. جريمة لا ندرك عواقبها
لا يجب أن يمر العنف ضد الأطفال مرور الكرام، هي ظاهرة تنتشر بصورة غير مسبوقة على مدار السنوات الماضية، وتؤثر سلبًا على الأطفال وتلحق بهم الكثير من الأضرار الجسدية والنفسية، وتجعلهم أكثر ميلاً للعدوانية، وربما يجعل الأطفال خطيرين.
العنف ضد الأطفال هو جميع أشكال العنف التي يتعرض لهم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، سواء ارتكبه آباؤهم أو أقرانهم أو المعلمون في المدارس أو الغرباء، وهي مشكلة تتعلق بالصحة العامة وحقوق الإنسان وغيرها من المشاكل الأخرى.
آثار العنف ضد الأطفال
حسب الدراسات والأبحاث التي اُجريت في هذا الشأن فإن الأطفال الذين يتعرضون للعنف بغض النظر عن شكله، يصابون بالعديد من المشاكل والاضطرابات النفسية، ويصبحون أكثر ترددًا وخوفاً من كل شيء، ما يدفعهم في بعض الأحيان إلى الإدمان، أو الإقدام على الانتحار.
ووجدت دراسات أن العنف ضد الأطفال يصيبهم باضطرابات تقوض قدرتهم على التواصل والتفاعل مع الآخرين، وتصيبهم بالخمول البدني، وزيادة الوزن والسمنة، وكذلك مرض السكر، وربما تدفعهم إلى التدخين، وتعاطي الكحوليات، وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى الإصابة بأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها.
العنف ضد الأطفال في المدارس
العنف في المدارس له تأثير لا يمكن الاستهانة به على صحة الطفل النفسية والجسدية، فقد يصيبه بالعديد من المشاكل النفسية وكذلك الإصابات الجسدية الدائمة أو المؤقتة. الآثار الجسدية هي الأكثر وضوحًا والتي تتضمن الجروح الخفيفة والخطيرة والكدمات والكسور وفي بعض الأحيان الوفيات الناتجة عن الانتحار إذا ساءت حالته النفسية للغاية.
أظهرت بعض الدراسات وجود علاقة وثيقة بين العنف ضد الأطفال في المدارس وعجزهم عن التحصيل والمذاكرة وعدم قدرتهم على اللحاق بأقرانهم. ووجدت الدراسات كذلك أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الجسدي في المدارس يصبحون سلبيين وأكثر حذرًا عن أقرانهم، كما أنهم يخشون من التعبير عن آرائهم وأفكارهم.
وبيّنت دراسات أخرى أن الأطفال الذين يعاقبون جسديًا لا يستطيعون استيعاب القيم الأخلاقية ويعجزون عن مقاومة الإغراءات وينخرطون في سلوك سيئ ويتعاطفون مع المجرمين، لأنهم يكونون أكثر ميلاً للسلوك غير المنضبط والعدوانية.
خادم الحرمين الشريفين: المملكة واجهت التطرف والعنف بالفكر والعزم والحسم
حلول العنف ضد الأطفال
العنف ضد الأطفال مشكلة مُتعددة الجوانب، ولها أسباب عديدة عديدة، منها المتعلقة بالأفراد، والمجتمع، والمستويات الاجتماعية، ومن أجل التخلص منها سوف يكون هناك حاجة إلى العمل على عدة مستويات، والقيام بعدة خطوات وإجراءات، أولها وأهمها إنشاء بيئة عائلية آمنة ومُستدامة، وتشجيع الآباء على طلب المساعدة إذا وجدوا أنفسهم يلجأون إلى العنف طوال الوقت في التعامل مع أبنائهم.
بالإضافة إلى تقديم مساعدة ودعم للعائلات التي تمر بمشاكل مُتعلقة بالعنف، والحد من عوامل الخطر في الأماكن العامة مثل المدارس والنوادي وغيرها، وتأسيس مراكز ومؤسسات متخصصة في تقديم الدعم والتأهيل النفسي للأطفال الذين يتعرضون للعنف بأي شكل أو صورة.
ويجدر العمل على تغيير السياسات والمواقف والممارسات الثقافية التي تعزز فكرة العنف واستخدامه ضد الأطفال، واستبدالها بثقافة أخرى توفر سبل وطرق أخرى للتعامل مع الأطفال.