أطفالنا فلذات أكبادنا نسعى جاهدين لنجعلهم صورة أفضل منا، نقيهم بأرواحنا من أي ضرر ونبذل أقصى جهدنا لتربيتهم بأفضل الأساليب، الأبوة والأمومة أصعب وأمتع وظيفة في العالم، ولكن يفاجأ الآباء بأنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع أطفالهم، ولذلك يبحثون عن أفضل وأحدث وسائل في تربية الأطفال.
وتتنوع وسائل وأساليب تربية الأطفال تبعا لتنوع الثقافات والأزمنة ونمط شخصية الطفل، ولكن يجمع كل ذلك في النهاية أسس تربوية جوهرية تبنى عليها أساليب التربية. فالغاية واحدة، ولذلك يحاول كل أبوين في السنوات الأولى من حياة طفلهما زرع الأخلاق الحميدة والطباع الحسنة وبناء الشخصية المتكاملة حتى يتمكن طفلهما من خوض غمار الحياة مستقبلا وهو على أعلى درجات الاستعداد.
أهداف التربية الحديثة في تربية الأطفال
- التعامل مع الأطفال بأفضل الطرق والأساليب.
- تحقيق الاستقرار الأسري والتوازن الناجح.
- بناء الثقة بين الأب والطفل.
- اجتياز العقبات ومواكبة تطوّر الزمن، لأن كل جيل يتطلب أسلوبا معينا في التربية.
- الاستخدام الآمن للتكنولوجيا من قِبل الأطفال وكيفيّة الاستفادة منها.
الطرق الأفضل لتربية الأطفال
- امنح أطفالك الحب والتقدير الكافي: تربية الأطفال لا تقتصر على افعل ولا تفعل، التربية تحتاج إلى العاطفة وبذل الكثير من الحب واللعب والمرح والأمل للأبناء، تريد تعليم أطفالك كيف يحبون، لن يمكنهم أن يحبوا الآخرين إذا لم يحبوا أنفسهم أولاً، ولن يحبوا أنفسهم إلا إذا قدمنا لهم الحب غير المشروط.
فمثلا: عندما يعود طفلك من المدرسة وتعود من العمل، اجتمع به، أبعد الهاتف عن يديك أعطه فرصة للتحدث، ثم اسأله:"كيف كان يومك؟ وما الذي أزعجك اليوم؟ وهكذا..".
- المشاركة في أعمال المنزل، دون أن يطلب منه ذلك: عندما تعفيه من القيام بأي أمور منزلية، تقتل به روح المشاركة والتعاون مع الأهل، وكيف يمكنه أن يكون مفيدًا لغيره.
- التفاصيل الصغيرة تؤثر في نفوس الأطفال: الأعمال الصغيرة التي تقوم بها كالتحدث والاستماع إلى طفلك، ومساعدته في المذاكرة والدروس وتعليمه الحروف والأرقام، وسرد القصص له قبل النوم، واصطحابه في الرحلات والزيارات، تنعكس بنتائج مبهرة على طفلك.
- راقبه من بعيد: متابعة طفلك في النادي والمدرسة والتواصل مع مدرسيه ومدربيه دون أن يشعر، ومعرفة نقاط ضعفه وقوته.
- احترم طفلك أمام الناس: ذكر مساوئ طفلك ونقد تصرفاته أمام الآخرين يحرجه ويهز ثقته بنفسه إلى أن يميل للانطواء، لذا لا تهن طفلك أمام أحد مهما بلغ بك الأمر وخاصة أصدقاءه، واجعل العتاب بينكما سرا في البيت.
طرق حديثة في تربية الأطفال
- امنح طفلك فرصة التجربة والتعلم: التجربة تبني الثقة وتساعده على مواجهة التحديات.
- ثق بقدرات طفلك: يجب عليك أن تكون مصدر الدعم والتشجيع لطفلك في الحياة، إذا لم يستند إليك، فعلى من سيستند؟ وضرورة الثناء عليه ومكافأته عند النجاح سواء كان دراسيا أو سلوكيا حتى يستمر ويزداد تحمسه.
- اجعله يتعرض لبيئة الحياة بكل ما فيها: عندما يلعب الأطفال في الطين والحديقة، فإنهم يكتسبون مناعة ويستخدمون جميع حواسهم، لا تقيدهم ولا تحرمهم من هذا الاستمتاع.
- دع طفلك يخطئ: عليك أن تسمح لطفلك بارتكاب الأخطاء التي لا تؤذه أو تؤذي غيره خاصة عندما يكون صغيرا، من مصلحة الطفل أحياناً أن يجرب مشاعر الفشل ليتهيأ نفسياً لاحتمالات الفشل في المستقبل، ثم وجهه بالرفق واللين.
مواكبة التكنولوجيا وتربية الأطفال
التكنولوجيا هي واحدة من أكبر عقبات تربية الأطفال، لأنها تجذب الأطفال لدرجة الإدمان، فإن لم يكن هناك القواعد الصارمة في تحديد ساعات التكنولوجيا فلن يتركونها أبدا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها كارثية وخطر على الطفل لما فيها من أفلام إباحية ورسوم متحركة غير مناسبة. تابع ما يشاهده طفلك حتى لا ينجر لتلك الأفلام، واملأ وقت فراغه بالخروج من المنزل وممارسة أي شيء مفيد.
نصائح أبويّـة مهمة لك
- خذ فترات راحة لنفسك بعيدًا حتى تتمكن من إعادة شحن طاقتك، كأن تترك أطفالك يقضون يوما مع أجدادهم أو عماتهم أو خالاتهم أو أحد الأصدقاء.
- هل سمعت عن مصطلح "الأب المسيطر"؟
الأب المسيطر يحاول أن يجعل أطفاله صورة طبق الأصل منه، مع أن لكل طفل الحق في التعبير عن قراراته ورغباته، والأب المثالي هو الشخص الذي يشارك أطفاله ولكنه يحترم استقلاليتهم. بمجرد أن يصبح طفلك قادرًا على القيام بشيء ما، اتركه يعتمد على نفسه وابتعد عن التدخل المستمر وغير الضروري لأنه يجعل طفلك يشعر بالسوء تجاه نفسه (إذا كان صغيرًا) أو يغضب منك (إذا كان مراهقًا).
- يجدر بك كأب ألّا تقارن طفلك ببقيّة الأطفال، ولا تحمله فوق طاقته أو قدراته، لا تفعل أشياء لمجرد أن الآباء الآخرين يفعلونها، واعلم أن لكل طفل موهبة ينفرد بها عن غيره، اكتشف مواهب طفلك ونميها.
- خذ دورة في الإسعافات الأولية، الأطفال معرضون لكثير من الإصابات أثناء لعبهم، لذلك عليك تعلم كيفية التعامل مع هذه الحالات الطارئة.
- الطفل السعيد هو صورة من الوالدين السعداء، إذا كنت سعيدًا ومتوازنًا أنت وزوجتك، فستجعل طفلك سعيدًا، الطفل الذي ينشأ في بيئة متزنة ومستقرة هم أقرب للسواء دائما، قد ينجح في هذا رجل بسيط ولا ينجح به رجل غني.
- كن قدوة حسنة لطفلك، مراقبة أفعالك أمر غاية في الضرورة، لأنك أصبحت أبا مسؤولا وقدوة ومرجعا لطفلك سواء أردت ذلك أم لا. على سبيل المثال، إذا كنت تلعب معهم لعبة، فلا تغش ولا تكذب، إذا غششت، فسيتعلمون أنه لا بأس من الغش في الحياة.
- تبادل الاحترام بينك وبين وزوجتك، يجب أن تتبادلا الاحترام مهما كانت الخلافات التي تمران بها، واجتنبا الإهانات والألفاظ الجارحة حتى لا ينعكس على شخصية طفليكما بفقدان احترامه لكما.
- جنبه السخرية من الآخرين، عليك تربية طفلك على عدم التقليل أو السخرية من شكل أو جنس أو لون أو حتى ملابس أي شخص آخر.
- التوازن في تربية الأطفال، يعتقد البعض أن الديكتاتورية والعنف لفرض السيطرة هي الحل الأمثل في تربية الأطفال، وكذلك التساهل المفرط ليس حلا، لأنه يجعل الطفل لا يحترم القوانين ولا يلتزم بعادات المجتمع، الحل هو التوازن بين اللين والحزم، واجتناب العقاب الجسدي لأنه يولد العدوانية عند الأطفال.
- بناء الثقة بينك وبين طفلك، إذا أخبرك طفلك أنه تصرف تصرفا خاطئا فاشكره على هذه الثقة ولا تعاقبه حتى يستمر في إخبارك بكل شيء أو يفقد الثقة بك ويخبئ عنك أسراره.
- الاهتمام بالنشأة الدينية والأخلاقية، تربية الأطفال لا تقتصر على الأكل والشرب فقط، العالم بالخارج مليء بالمخاطر والانحطاط الأخلاقي، فإذا خشيت على طفلك أن ينجر إلى هذا الانحطاط فيجب عليك بناء لبنة أخلاقية ودينية قوية داخله، وتأسيسه على الأخلاق الحميدة ليواجه بها تحديات العالم الخارجي.
المصادر: