ما سبب رداءة وجبات الطعام على الطائرات؟
الرجل: دبي
على الرغم من التطور الكبير الذي شهده قطاع الطيران في السنوات الأخيرة، إلا أن وجبات الطعام التي تقدمها العديد من شركات الطيران غير مرضية للركاب من حيث النوعية والكمية، مما يطرح تساؤلاً حول السبب وراء تجاهل هذه الشركات لتحسين نوعية وجبات الطعام على طائراتها، حسب موقع 24.
مع بدايات الطيران التجاري، لم يكن هناك الكثير من الخيارات أمام الركاب للتسلية، وكان الراكب يقتصر على النوم أو القراءة أو تناول الطعام لتمضية وقت الرحلة، وبدأت العديد من شركات الطيران باللجوء إلى توفير وجبات الطعام كخيار للتسلية والمنافسة مع الشركات الأخرى.
ازدياد عدد الركاب
ومع التطور في مجال النقل الجوي، أصبحت الرحلات بالطائرة أرخص وأكثر سهولة، ووجدت شركات الطيران نفسها مضطرة لإطعام أعداد كبيرة من المسافرين في كل رحلة، مما جعل من الصعب على هذا الشركات الحفاظ على مستوى مميز لوجبات الطعام، ويقول أستاذ التاريخ في جامعة أولبرايت غيوم دي سيون: "أصبح الأمر مكلفاً بالنسبة لشركات الطيران، فكلما تطورت التكنولوجيا أصبح السفر أسرع، وزاد عدد الركاب على متن الطائرة"، ويضيف سيون: "إذا أردت إطعام 60 راكباً فهذا يتطلب جهداً كبيراً، فكيف سيكون الحال إذا توجب عليك إطعام 4 رحلات على متن كل منها 150 راكباً، سيشكل هذا مشكلة لوجستية كبيرة لشركات الطيران".
وجبات الدرجة السياحية
وفي عام 1952، ظهرت الدرجة السياحية للمرة الأولى في عالم رحلات الطيران، وترافق ذلك مع تراجع في نوعية الطعام المقدم للركاب على متن الطائرات بحسب ما ذكرت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية.
وحاولت العديد من الشركات في البداية المنافسة على تقديم وجبات طعام مميزة للركاب في الدرجة السياحية، إلا أن اتحاد النقل الدولي سرعان ما تدخل لتنظيم وجبات الطعام المقدمة على متن الطائرات، إلى درجة توبيخ شركات الطيران إذا حاولت تقديم قطعة خبز إضافية، وعلى الرغم من أن الوجبات في مقصورت الدرجة الأولى لا تزال أفضل من نظيرتها في الدرجة السياحية، إلا أن التطور التكنولوجي ترك أثره أيضاً على نوعية الطعام المقدم لهذه الدرجة.
حاستي الذوق والشم
وهناك عوامل أخرى تؤثر على الأطعمة المقدمة في الطائرة تتعلق بحواس الشم والذوق للركاب، فطائرات اليوم التي تطير على ارتفاعات تصل إلى 35 ألف قدم أو أكثر، تستخدم تقنيات تجعل الركاب يشعرون أنهم على ارتفاع لا يتجاوز 8 آلاف قدم، ويساعد ذلك على التنفس بشكل جيد في هذه الارتفاعات، إلا أنه في نفس الوقت يخدر براعم الذوق لدى الركاب، مما يجعلهم يشعرون بطعم أقل وضوحاً للأطعمة على متن الطائرة.
ومن جانب آخر، تكون الرطوبة على متن الطائرة أقل بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30%، ويتسبب ذلك بجفاف الأنف مما يؤثر على حاسة الشم التي ترتبط بشكل وثيق بحاسة الذوق.