4 كتب تمكنك من بناء عادات أفضل لحياتك
لا شك أنّ العادات يمكنها التأثير على حياة الإنسان كثيرًا، فمن خلال العادات الإيجابية يقدر الإنسان على تغيير حياته للأفضل، بينما العادات السلبية يمكنها تدمير حياته للأبد. لذا، لا بد للإنسان من محاولة بناء العادات المتميزة التي ستفيده في حياته بالفعل.
في هذا المقال سنتحدث عن 4 كتب تمكنك من بناء عادات أفضل لحياتك.
1- قوة العادة: لماذا نفعل ما نفعله في الحياة والعمل (The Power of Habit: Why We Do What We Do in Life and Business)
يعد كتاب قوة العادة من الكتب المميزة التي تستخدم لبناء العادات الجيدة، إذ يركز الكتاب على بحث وفهم الأسباب من كون العادات هي جوهر كل شيء يقوم به الإنسان، وكيف تؤثر على حياته وعمله وكل شيء من حوله، وكذلك كيف يمكنه تغييرها واستبدال عادات حسنة بالعادات السيئة. يمكن فعل ذلك من خلال الانتباه لثلاث نقاط رئيسة متعلقة بالعادات:
1- التركيز على طريقة تكوين وعمل العادات
إذا دققت النظر فغالبًا ستكتشف أنّ غالبية الأفعال في حياتك، هي أفعال تلقائية تقوم بها دون تفكير، والسبب في ذلك هو اعتيادك على هذه الأفعال. من خلال العادات يمكنك توفير الوقت والمجهود لعقلك. تتكون العادات من 3 خطوات أساسية:
- إشارة: تمثل السبب الأساسي الذي يدفعك للقيام بالعادة، على سبيل المثال أنت تدخل إلى سيارتك لتقودها للعمل.
- روتين: السلوك الذي تقوم به في القيادة، لاحظ في بداية تعلمك أنّك تركّز على معرفة كل شيء يتعلق بالسيارة، وقد تتشتت في البداية. مع تقدمك في التعلم وإجادتك للقيادة، ستجد أنّك لا تنتبه من الأساس في أثناء القيادة، بل تقوم بالحركات بطريقة لا إرادية.
- مكافأة: عندما تنتهي من الروتين تحصل على المكافأة، وهي وصولك إلى المكان الذي تريده، وقدرتك على توفير الوقت والمجهود بدلاً من الاضطرار لاستخدام المواصلات العامة.
من خلال التركيز على الخطوات الثلاث، سيكون بإمكانك فهم طريقة عمل عاداتك الشخصية.
2- تغيير العادات عن طريق استبدال جزء واحد من الحلقة
كلّما يركز الإنسان على تنفيذ الخطوات الثلاث الماضية، تصبح العادات جزءًا من حياته وطريقة تفكيره. لذا، من أجل العمل على تغيير واحدة من هذه العادات، فلا بد من التركيز على الخطوة الأكثر أهمية في خطوات العادات؛ الروتين.
مِن ثمَّ، من أجل تغيير أي عادة لديك، فكل ما تحتاج إليه هو استبدال الجزء الخاص بالروتين، مع الاحتفاظ ببقية النقاط موجودة باستمرار. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في إنقاص وزنك، ولا تقدر على التوقف عن الأكل، فيمكنك فقط استبدال الأكل الذي تتناوله، بطعام صحي. من خلال تغيير الروتين، ستصبح مقبلاً أكثر على الأكل الصحي، وهو ما يعني تغيير العادة إجمالاً.
3- تحلَّ بالإرادة لتغيير العادات
يحتاج تغيير العادات إلى قدر كبير من الإرادة، وذلك حتى تقدر على المضي قدماً في تغيير الروتين الخاص بك، ومن ثم تطوير العادات الخاصة بك. بدون الإرادة ستكون أفكارك نظرية بعيداً عن التنفيذ الفعلي في الواقع. يمكن تطوير التحلّي بالإرادة من خلال الطرق الثلاث التالية:
1- فعل شيء يحتاج الكثير من الانضباط الذاتي: حتى تقدر على تعزيز إرادتك، فأنت بحاجة إلى فعل شيء يتضمن كثيرًا من الانضباط الذاتي، وستجد نفسك تقدر على التحكم في عاداتك.
2- التخطيط مسبقًا لأسوأ السيناريوهات: من المهم الاستعداد دائمًا للسيناريو الأسوأ في كل شيء، وكيف ستعمل في ظل وجود هذا الأمر.
3- المحافظة على استقلاليتك: من المهم الحفاظ على استقلاليتك في الحياة، فتجبر نفسك على تحمل مسؤولية كل شيء في حياتك، وهو ما يزيد من مقدار إرادتك.
من خلال هذه النقاط ستقدر على امتلاك الإرادة التي يمكنك توظيفها لتطوير عاداتك. إذا أردت الاستفادة من كتاب قوة الإرادة، يمكنك الحصول على الكتاب من هنا.
2- العقلية: علم النفس الجديد للنجاح (Mindset: The New Psychology of Success)
ترتبط عملية تغيير العادات مع عقلية الإنسان وطريقة تفكيره في الحياة، إذ كلّما أصبح الشخص أكثر اقتناعًا بضرورة تغيير العادات، ستكون لديه الرغبة في فعل ذلك مهما احتاج ذلك إلى مجهود. لذا، تشير عالمة النفس كارول دويك إلى دور العقلية في التأثير على الإنسان ومساعدته للتغيير نحو الأفضل.
يوضح هذا الكتاب النوعين الأساسيين للعقليات، وهما: العقلية الثابتة، وهي تتعلق بقناعة الأشخاص بمحدودية قدراته ورفضه وعدم تقبله لفكرة التغيير، وعقلية النمو، وهي للأشخاص الذين يؤمنون بأهمية تطوير الذات. لذا، من خلال عقلية النمو يمكن للشخص اكتساب عادات جيدة فعلاً. من أجل الانتقال من العقلية الثابتة لعقلية النمو يحتاج الإنسان لاتّباع الخطوات التالية:
1- الإيمان بإمكانية تغيير العادات: إذا صدقت بأنّك لن تقدر على تغيير عاداتك، فعلى الغالب ستصبح المهمة مستحيلة، لأنّك ستضع نفسك دائمًا في موقف عدم القدرة على التغيير. بينما يؤدي الإيمان بإمكانية تغيير العادات إلى وصول الإنسان للمرحلة التي يمكنه فيها فعلاً تطوير عاداته، ومن ثم بناء العادات الإيجابية المطلوبة.
2- التركيز على الذات: من الأشياء التي نخطئ بها كثيرًا هي جعل أهداف التطور قائمة على المقارنة مع الآخرين، أو من أجل الاستجابة لتعليقاتهم. لذا، من المهم تجاهل الآخرين والتركيز على الذات فقط، ومحاولة علاج المشكلات التي تواجهك لأنّك تريد ذلك، ليس لأن الآخرين يريدون منك ذلك. مثلاً إذا ستحاول الالتزام بأسلوب حياة صحي، فأنت تفعل ذلك لأجل صحتك، لا لأنّ الآخرين يعلقون على صحتك.
3- الاستفادة من التجارب الفاشلة: إذا اكتسبت عادة معينة طوال حياتك، بالتأكيد لن يكون تغييرها سهلاً أبدًا. لذا، من المهم عدم الاستسلام في حالة الفشل، مع محاولة الاستفادة من ذلك لصالحك، والتفكير في كيفية المحاولة مرة أخرى، حتى تقدر على تغيير هذه العادات.
4- المحاولة المستمرة: امتدادًا للنقطة الماضية فعملية بناء العادات تحتاج إلى وقت ومحاولات مستمرة. لذا، إذا كانت لديك رغبة حقيقية في تغيير عاداتك، فلا بد من التركيز على المحاولة المستمرة، وعدم الاستسلام لأي ظروف من حولك، بل توجيه مجهودك نحو هدفك طوال الوقت.
5- الخروج من منطقة الراحة: من أهم ملامح عقلية النمو هي ضرورة الخروج من منطقة الراحة والبحث عن منطقة النمو، وفي الحقيقة تعد هذه أيضًا من أهم الخطوات لبناء العادات، لأنّك ستدرك وقتها أهمية المجهود والمحاولات التي تبذلها من أجل تغيير ذاتك، ومن ثمَّ ستستمر في فعلها دائمًا.
لا شك أن تطوير عقلية النمو يعد إحدى الخطوات التي تساعد على بناء العادات الصحيحة. يمكنك الاستفادة من كتاب العقلية لتحقيق ذلك، والحصول على الكتاب من هنا.
3- الشيء الوحيد: الحقيقة البسيطة المدهشة وراء النتائج غير العادية (The One Thing: The Surprisingly Simple Truth Behind Extraordinary Results)
يقدم كتاب الشيء الوحيد منظورًا مهمًّا حول ضرورة التوقف عن فعل الأشياء المتعددة في الوقت ذاته، مع التركيز على شيء واحد فقط ليفعله الإنسان، وأنّ الإيمان بعكس ذلك لا يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة. على سبيل المثال يرغب الإنسان في العمل بأكثر من وظيفة، ويريد أن يكون شخصًا أفضل مع عائلته وأصدقائه، ويبحث عن أنشطة متنوعة لممارستها. تكون النتيجة النهائية هي تركيز أقل في جميع الجوانب، وبالتبعية عدم تحقيق الهدف المطلوب، وتفويت المواعيد النهائية، وغيرها من المشكلات والنتائج السلبية.
لذا، يوضح الكتاب أهمية التوقف عن الاعتقاد في تعدد الأشياء، والإيمان بمبدأ الشيء الوحيد للنجاح، وكيف أنّ ذلك سيساعد الإنسان في النهاية على تحقيق حياة أفضل لنفسه. يرتبط ذلك أيضًا مع بناء العادات، إذ ليس ضروريًّا التركيز على تغيير جميع عاداتك في الوقت ذاته، إذ سيجعلك ذلك تبذل جهدًا كبيرًا في جوانب متعددة، وسيتفرق مجهودك بينها، وفي النهاية من المحتمل عدم قدرتك على تغيير أي شيء.
بدلاً من ذلك، يمكنك التركيز مباشرةً على كيفية بناء وتطوير عادة واحدة فقط، وأن تجعلها هي محور اهتمامك في التخطيط. من خلال الاعتماد على كتاب الشيء الوحيد، ستقدر على تعلم النقاط التالية:
- تجاوز الفوضى الناتجة عن التركيز على أشياء كثيرة في الوقت ذاته.
- تحقيق نتائج أفضل من مجهوداتك في وقت أقل.
- التغلب على مشاعر الإرهاق والتوتر التي تصيبك من التشتت في مجهودك.
- البقاء على المسار الصحيح دائماً من أجل تغيير عاداتك وفقاً لرؤيتك.
يمكنك استخدام مبدأ الشيء الوحيد لتحديد العادة التي ترغب في بنائها الآن ثم البدء في ذلك، وبعدها يمكنك الانتقال إلى العادات الأخرى. من أجل معرفة المزيد عن كيفية الاعتماد على مفهوم الشيء الوحيد، يمكنك الحصول على الكتاب من هنا.
4- 30 يومًا - غير عاداتك، غير حياتك (30 Days- Change your habits, Change your life)
إذا فكرت يومًا في الأسباب التي تجعل البعض يحصل على ما يريده، بينما الآخرون لا يفعلون ذلك، فعلى الأغلب ستجد السر هو في أفكار الطرفين. إذ يؤمن البعض أنّهم يتحكمون في حياتهم، ويتولون المسؤولية الكاملة عنها، ومِن ثَمَّ يسعون إلى تغييرها للأفضل دائمًا.
يعد كتاب 30 يومًا من أهم الكتب في تغيير وبناء العادات، فهو ليس مجرد معلومات ستقرؤها، لكنه سيخبرك عن بعض الأمور التي يجب عليك فعلها، وأنّ الأمر يرتبط بمجهوداتك ومحاولاتك، وسيساعدك على وضع ذلك في إطار منهجي ومنظم يساعدك على فعل ما تريده في 30 يومًا، وستقدر على اكتشاف إمكاناتك الحقيقية، وكيفية تحسين الثقة بالنفس، وذلك سيساعدك على التحكم في حياتك وتغيير عاداتك للأفضل فعلاً.
ستتعلم أيضًا كيفية التحكم في المشاعر السلبية وطريقة إدارتها بالشكل الصحيح، الذي يساعدك على التحرك نحو أهدافك باستمرار، وسيزيد من حبك للشخص الأهم في حياتك.
ختامًا، ستساعدك هذه الكتب على بناء عادات أفضل لحياتك، يمكنك استثمارها في تحقيق كثيرٍ من الأهداف والتطورات لحياتك، وستجد نفسك في نهاية الأمر قادرًا على امتلاك حياة سعيدة مليئة بالعادات الصحية والإيجابية.
المصادر: