هناك الكثير من الأسباب التي تجعل العلاقات معقدة لعل أهمها التواصل غير الصحي، إنعدام الثقة، العلاقات عن بعد وحتى سوء المعاملة لناحية العنف النفسي وحتى الجسدي وطبعاً إنعدام مشاعر الحب.
السؤال المطروح هنا.. «لماذا يستمر البعض في علاقة معقدة تتسبب بتعاسة الطرفين؟» الإجابة تختلف من شخص لآخر فلكل أسبابه لكن السبب الأهم هو أن البعض يعتبر ان العلاقة تستحق المحاربة من اجلها لذلك فهم يستمرون بالمحاولة.
لكن في المقابل السبب قد يكون الحب والعشق الذي يجعل طرف من الطرفين «أعمى» لا يمكنه رؤية المشاكل والتعقيدات.
تحديد وعزل السبب
إن لم يكن السبب معروفاً فلا مجال لحل المشكلة. عليك أن تبحث بشكل موضوعي ومنطقي عن السبب أو مجموعة الأسباب التي جعلت علاقتك بها تصل الى هذه المستويات من التعقيد.
إن لم تكن تعرف من أين تبدأ فسنقوم بمساعدتك في هذا المجال، ما عليك البحث عنه هو مشاكل الثقة، نوعية التواصل، والظروف المحيطة بكما وتأثيرها على حياتكما.
بطبيعة الحال تحديد المشكلة يجب ألا يتم وفق مبدأ من الملام. على العكس تماماً، يجب تحديدها من دون تحميل أي طرف المسؤولية على الأقل خلال هذه المرحلة.
التواصل
الغالبية الساحقة من العلاقات معقدة للغاية بسبب التواصل غير الصحي أو إنعدامه. التعقيدات مصدرها سوء فهم الاخر أو عدم معرفة نواياه وحتى الإفتراض بان الشريك يعرف ما الذي يريده الطرف الاخر حتى من دون ان يصرح به.
يجب التوصل الى إتفاق بين الطرفين على التواصل حول كل شيء بغض النظر عن حجم المشكلة. ندرك بأن طرح النظريات أسهل بأشواط من التطبيق، لكن القيام بالامر خطوة صغيرة تلو الأخرى سيجعلها أسهل.
بعد تنفيذ المرحلة الأولى من التواصل حينها يمكن الإنتقال لمناقشة الأسباب بشكل منطقي وموضوعي وبعيد عن الانفعال.
لا تخف من المطالبة بما هو أكثر
في حال كنت تعتبر علاقتك معقدة، فعلى الأرجح أنك تعيس أيضاً. لكن في حال كانت الشريكة تعني لك الكثير ولا تريد التخلي عنها فعليك أن تطالب بما تريده.
هل هناك تقصير عاطفي منها؟ أم هناك ما يزعجك داخل غرفة النوم؟ ردة فعلها ترتبط بحجم إكتراثها لك وللعلاقة، فإن كانت تكترث فهي ستحاول ما بوسعها لإعادة المياه الى مجاريها، وإن كانت لا تكترث ستبدأ بكيل الاتهامات لك ورفض ما تقوله.
ضع في الحسبان.. قد تكون أنت سبب المشكلة
نميل كبشر إلى عدم رؤية عيوبنا، أو قد نراها لكننا نرفض الاعتراف بها. ضع في الحسبان أن الخلل قد يكون في شخصك وفي مقاربتك للعلاقة وتصرفاتك.
لذلك ما تحتاج اليه هو صديق تثق به يمكنه أن يمنحك تقييماً موضوعياً غير منحاز للعلاقة. أي شخص خارج العلاقة يمكنه أن يراها بوضوح أكبر كما أنه يمكنه أن يجعلك تدرك بعض الجوانب التي لعلك لم تنتبه إليها من قبل.
أبلغها بأنك تعيس
في الغالبية الساحقة من العلاقات المعقدة الصورة تكون كالتالي.. طرف يعاني بصمت وآخر يعتبر بأن العلاقة على خير ما يرام. لذلك من الأهمية بمكان أن توضح الصورة كلياً كي تكونا على الصفحة نفسها.
أبلغها بأنك غير سعيد وبأنك تظن أن العلاقة أشبه بالسير في حقل ألغام حالياً، مع الحرص على إبلاغها باستعدادك التام للقيام بأي شيء من أجل إصلاحها.
وقت خاص لكل واحد منكما
البعض يتخوف من إمضاء الوقت بعيداً عن الآخر، خصوصاً وإن كانت العلاقة تمر بمراحل حرجة، لكن الوقت «المستقطع» هذا تأثيره إيجابي جداً.
مشاعر الاشتياق للآخر سيتم استعادتها، وهذه المشاعر تجعل المرء يقدر ما يملكه ناهيك عن واقع أن أفكارك ومشاعرك ستكون أكثر وضوحاً بالنسبة اليك.
حين تمضي الوقت بعيداً عنها ستتمكن من تحليل المواقف من دون أن تتأثر بوجودها.
تذكر السبب الذي دفعك للإستمرار
في الواقع عليك تذكر السبب الذي دفعك للإرتباط بها في المقام الاول، هذا في حال كان هذا السبب هو الحب. لكن في حال لم يكن الحب، عليك أن تذكر نفسك بالأسباب التي جعلتك تتمسك بهذه العلاقة في السابق.
في خضم المراحل السيئة في العلاقة، يسهل تجاهل الخصال الإيجابية والتركيز على السلبيات، لذلك ذكر نفسك بكل إيجابياتها وذكرها بإيجابياتك.
تخلص من كل العقبات
العقبات في عصرنا الحالي عديدة، فهي قد ترتبط بالمهنة والأوضاع المادية والعائلية وحتى الاجتماعية. إن كان بالامكان تذليل العقبات قم بذلك، أما إن كانت خارجة عن سيطرتك فعليك إيجاد طريقة ما تمنعها من التأثير بشكل سلبي على حياتكما.
مثلاً إن كانت الأوضاع المادية هي المشكلة الأساسية قم بمناقشة الأمر معها ووضع خطة مشتركة للحد من تأثيرها على حياتكما الزوجية.