10 طرق تساعدك على تعزيز مهارة التفكير الإبداعي
في الوقت الحالي يمثل التفكير الإبداعي أحد أهم المهارات التي يبحث عنها أصحاب الشركات عند التوظيف، وذلك لأهمية التفكير الإبداعي في إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه الشركة، أو حتى للاستفادة من التفكير الإبداعي في القدرة على تطوير طريقة العمل، واقتراح أفكار جديدة تساهم في تعزيز العمل. في هذا المقال سنتحدث عن مجموعة من الطرق التي تساعدك على تعزيز مهارة التفكير الإبداعي.
1- الاعتماد على طريقة (الثلاثة إذا - 3 if’s) لتحسين التفكير الإبداعي
يعد طرح الأسئلة أو الافتراضات من أهم الطرق التي تساعد على تعزيز التفكير الإبداعي، من خلال محاولة النظر إلى الأشياء المطروحة بطريقة مختلفة عمّا هي عليه في الوقت الحالي. لذا، يمكنك الاعتماد على طريقة الثلاثة إذا لتنفيذ التفكير الإبداعي، من خلال طرح الأسئلة أو البدء بوضع الافتراضات القائمة على إذا.
لنأخذ مثالاً على محاولة لتطوير أحد المنتجات في العمل. مثلاً إذا كانت شركتك تستثمر في إنتاج الهواتف المحمولة، وتحاول توظيف التفكير الإبداعي بهدف إنتاج تصميم مختلف للهاتف. من خلال تطبيق الثلاثة إذا، قد تكون الافتراضات هي:
- إذا أردت استخدام هذا الهاتف خلال 10 سنوات، ما الذي سأحتاج إلى وجوده؟
- إذا امتلكت مبلغاً من المال لتطوير التصميم، ما هي الأشياء التي سأرغب في تحسينها؟
- إذا أردت توظيف الهاتف لتحقيق اندماج أكثر بين مستخدمي الهاتف ذاته، ما الذي أحتاج إلى تغييره؟
بالطبع هذه مجرد افتراضات، فلا توجد قاعدة حول الافتراضات التي تحفز التفكير الإبداعي، لكنّها في النهاية تساعدك على النظر إلى الموضوع بطريقة مختلفة عن المعتاد.
2- تعلم عرض المصعد لأفكارك
يعد عرض الأفكار إحدى أهم المهارات التي يسعى الكثير من الأشخاص إلى إتقانها، سواءٌ عندما يتعلق الأمر بعرض أفكار المشروعات على المستثمرين، أو حتى محاولة عرض الأفكار الشخصية في أي مجال. بالتالي، فوجود مهارة العرض كمهارة مستقلة هو أمر هام.
يمكن الاستفادة من مهارة العرض من خلال دمجها مع التفكير الإبداعي، وتعلم طريقة (عرض المصعد) لتقديم الأفكار. وهي طريقة تنص على الافتراض بوجود 30 ثانية وبحد أقصى دقيقة لعرض أفكارك على شخص، في الفترة التي يستغرقها المصعد في النزول من الأعلى.
ترتبط هذه الطريقة مع التفكير الإبداعي نظراً لأنّ الرغبة في عرض فكرة في 30 ثانية فقط، سيجبرك على التفكير الإبداعي، إذ كيف يمكنك تلخيص فكرة كبيرة في ثوان محدودة دون الاعتماد على التفكير الإبداعي؟
3- الاعتماد على العصف الذهني للأفكار
تعد استراتيجية العصف الذهني من أهم الاستراتيجيات التي تحفز التفكير الإبداعي، لا سيّما إذا كنت تحاول تعزيز مهارة التفكير الإبداعي في المجموعات، فتضمن تحسين مستوى الأفراد معاً، لا فقط مستواك أنت أو الشخص الذي تهتم لأجله. لذا، يمكنك القيام بالعصف الذهني، سواءٌ على موضوع حقيقي، أو ابتكار موضوع خيالي بهدف الاعتماد عليه في الجلسة.
يمكن أيضاً الاعتماد على العصف الذهني السلبي، وهي طريقة لفحص الأفكار من خلال تقييمها بطريقة سلبية. مثلاً بدلاً من التفكير في عوامل نجاح المشروع، ستفكر في الأمور التي قد تؤدي إلى فشله. ستقدر من خلال ذلك على رؤية الأمور بطريقة مغايرة، وهو ما يحفز التفكير الإبداعي بالتأكيد.
4- استخدام الخرائط الذهنية
إذا كنت من الأشخاص الذين يفضلون الأنماط البصرية في التعلم، فبالتأكيد الاعتماد على الخرائط الذهنية سيكون أحد الحلول المناسبة لتحفيز التفكير الإبداعي. يمكن استخدام الخرائط الذهنية مثل العصف الذهني، إمّا على موضوع موجود بالفعل ترغب في بحثه، أو من خلال تطبيقها على موضوع مستقل من ذهنك.
تستخدم الخريطة الذهنية من خلال رسم العنصر الأساسي في الموضوع، ثم بعد ذلك محاولة ربطه مع العناصر الأخرى في الموضوع، من خلال تحفيز التفكير الإبداعي لإيجاد السبل المناسبة للربط بين العنصر الأساسي، والعناصر الأخرى المرتبطة به.
5- تخصيص وقت لممارسة التفكير الإبداعي
إذا أردت تعزيز مهارة التفكير الإبداعي، فأنت بحاجة إلى إيجاد وقت مناسب لها في يومك. يتطلب ذلك إجادتك للقدرة على تنظيم وقتك بفاعلية، ومن ثم تخصيص وقت محدد يمكنك فيه ممارسة التفكير الإبداعي وتنفيذ ذلك بالطرق التي تفضلها بالتأكيد.
الشيء الجيد في تخصيص الوقت هو الشعور من داخلك بأنّك ملتزم في هذه الأثناء بفعل شيء معين، وبالتالي يتحفز عقلك لفعل ذلك والالتزام به حقاً، ومن ثم حتى إذا لم تحصل على الأفكار في البداية، فستجد أنّك تقدر على تحصيلها بمرور الوقت.
6- مواجهة خوفك من التفكير الإبداعي
لعل أحد أسباب نقص التفكير الإبداعي هو الخوف من الأمر. يعود السبب إلى الرغبة في الوجود داخل منطقة الراحة وعدم مغادرتها، وبالتالي الميل إلى تنفيذ الأمور بالطرق المعتادة بالنسبة للشخص. فلماذا يجرب شيئاً جديداً ما دام يملك بالفعل الطريقة التي تمكنه من فعل ذلك دون أي مشكلة؟
لذا، عندما تقرر مواجهة خوفك من التفكير الإبداعي، ستجد نفسك تتحفز نحو إنتاج الأفكار بطرق غير معتادة بالنسبة لك. دائماً فكّر في أسوأ شيء قد يحدث، وهو سيكون عدم نجاح الفكرة ومن ثم عودتك إلى الفكرة القديمة، وبالتالي فالأمر قابل لتعويضه بكل تأكيد.
7- التفكير في السيناريوهات البديلة
تعد واحدة من طرق تعزيز التفكير الإبداعي هي التركيز على محاولة التفكير دائماً في السيناريوهات البديلة، أو السيناريوهات المحتملة الأخرى التي يمكن تنفيذها. ربما تكون هذه النقطة امتداداً لجزئية مواجهة الخوف من التفكير الإبداعي، وتساعد على حل هذه المشكلة.
عندما تقرر تنفيذ مهمة معينة مسندة إليك، بدلاً من تنفيذها بالطريقة التقليدية، فكّر في السيناريوهات البديلة التي يمكن الاعتماد عليها لتنفيذ المهمة. في هذه الحالة أنت لا تحتاج إلى التفكير في أنّك ستنفذ هذه السيناريوهات، حتى لا تضغط عقلك في الأمر، لكن شجّع نفسك فقط على إنتاج الأفكار البديلة التي يمكن الاعتماد عليها لفعل ذلك.
8- البحث عن مصادر للإلهام
لا يتحفز الإنسان إلى ممارسة التفكير الإبداعي إذا كان لا يملك شيئاً جديداً في حياته. تخيل أنّك تقضي يومك بالطريقة ذاتها، ولا تحاول إضافة المزيد من التفوق إلى عقلك، ستتوقف في مكانك، وتدريجياً لن تجد أي سبيل للوصول إلى أفكار جديدة.
لذا، من المهم البحث عن المصادر للإلهام، والحرص على اتّباع هذه المصادر باستمرار. قد تكون هذه المصادر هي مشاهدة أفلام أو برامج معينة، أو حتى مشاهدة فيديوهات تحفيزية مثل فيديوهات منصة Tedx. بالتالي من خلال هذه المصادر، ستجد أنّك تعزز من الأفكار التي تملكها، وستتحسن مهارة التفكير الإبداعي لديك.
9- الاعتماد على قبعات التفكير الست
بدلاً من التفكير في الأمور بطريقة عشوائية، وما يترتب على ذلك من صعوبة في تنظيم الأفكار كنتيجة لذلك، وبالتالي صعوبة في تنفيذ التفكير الإبداعي. يمكنك التفكير في استخدام الأدوات التي تسهل تنظيم الأفكار، وفي المقدمة تبرز "قبعات التفكير الست" كأحد التقنيات التي تساعد على النظر إلى الفكرة من خلال 6 أوجه مختلفة، إذ تعبر كل قبعة عن جانب من التفكير. تشمل:
- القبعة السوداء: تساعد على تقييم الفكرة من الجانب السلبي.
- القبعة الصفراء: تساعد على تقييم الفكرة من الجانب الإيجابي.
- القبعة البيضاء: تسهل النظر إلى الفكرة بموضوعية من خلال عرض الحقائق والمعلومات.
- القبعة الزرقاء: تسهل النظرة الشاملة إلى الفكرة.
- القبعة الحمراء: تساعد على النظر إلى الموقف من ناحية المشاعر.
- القبعة الخضراء: تشجع التفكير الإبداعي في الفكرة.
بالتالي، يؤدي الاعتماد على قبعات التفكير الست إلى تشجيع التفكير الإبداعي والمنظم في خطواته، وهو المطلوب.
10- البحث داخل الصندوق
دائماً ما ارتبط التفكير الإبداعي مع "البحث خارج الصندوق"، والمقصود بهذا الأمر هو محاولة التفكير في الأمور الأخرى بعيداً عن الأنماط التقليدية المعتادة. لكن في الحقيقة، من الجيد التركيز على البحث داخل الصندوق، ومحاولة النظر إلى الأفكار التقليدية الموجودة، وكيفية علاجها بطريقة صحيحة.
مثلاً فكّر في المشكلات التي تحدث داخل العمل، وكيفية إنتاج حلول داخلية لها دون الاضطرار إلى الاعتماد على حلول كبيرة. من ناحية ستتطور مهارة التفكير الإبداعي لديك، ومن الناحية الأخرى ستدرك أنّ البساطة والاعتماد على البحث داخل الصندوق أولاً ينتج عنه إدراك وجود بعض الأفكار المتميزة، التي تحسن من التفكير الإبداعي لديك.
ختاماً، تساعدك هذه الطرق على تعزيز مهارة التفكير الإبداعي لديك، لكنّها قد تستغرق بعضاً من الوقت حتى تحقق لنفسك الهدف الذي تريده. لذا، احرص على اختيار أفضل هذه الطرق وأكثر ملاءمة بالنسبة لك، ولا تنسَ ضرورة تخصيص جزء ثابت من يومك لتنفيذ التفكير الإبداعي، ستجد أنّك تتطور في هذا الأمر، وستدرك الفوائد التي تعود عليك من ذلك من خلال تطور أدائك في العمل، وعلى المستوى الشخصي.
المصادر: