إنفوجراف| العصف الذهني السلبي.. الحل السحري لقيادة فريق صعب المراس
العصف الذهني بشكله الإيجابي هو مقاربة تعليمية بشكل أو بآخر مبنية على حرية التفكير واستقلاليته، الغاية منه جمع أكبر كم ممكن من الأفكار المبدعة الخلاقة والاقتراحات الجديدة؛ وذلك من أجل حل مشكلة ما. وهذه المقاربة تعتمد عليها معظم الشركات من أجل الخروج بالحلول وهي فعالة جداً. ولكن أحياناً هناك حاجة ماسة لاعتماد العصف الذهني السلبي أو العكسي.
الاعتماد على العصف الذهني السلبي مهم في عدد من الحالات، ولكننا سنتحدث عن أهمها، والتي هي قيادة فريق صعب المراس بشكل عام، والذي يصبح التعامل معه أصعب خلال فترة التغييرات أو في كل مرة تتخذ فيها الشركة قرار ما.
ما هو العصف الذهني السلبي؟
في العصف الذهني التقليدي يصار الى البحث عن الحلول المحتملة للمشكلة، ولكن في العصف الذهني السلبي يتم طرح السؤال الذي يخلق المشاكل أو النقد وليس الحلول. أي عوض أن تسأل «كيف يمكن حل هذه المشكلة؟» عليك أن تسأل «كيف يمكنني التسبب بهذه المشكلة؟».. أي أنه باختصار كيف يمكنك تحقيق النتيجة المعاكسة كلياً لحل المشكلة.
هذه المقاربة هي تحول من الحل إلى خلق المشكلة ثم من خلال معرفة المشكلة يمكن العثور على الحل.
عادة يصار إلى خلق المشاكل التي من الممكن أن تقع ليعرف المدير أو صاحب الشركة كيف سيتم التصرف حين تقع فعلياً، وما هي القدرات والإمكانيات الموجودة للتعامل معها. العصف الذهني السلبي أسلوب وقائي يجعل الشركة أو المدير يعرف المشاكل القادمة بشكل مسبق ويقوم بحلها، وبالتالي يملك مجموعة من القرارات الجاهزة التي يمكن اتخاذها حين تقع فعلاً.
بشكل عام هناك عدة مراحل له، ولكنها قد تختلف وفق خصوصية الحالة، ولكنها كلها تدور ضمن الخطوط العريضة نفسها. المراحل تبدأ من التعرف على أسباب حدوث المشكلة، التسبب في حدوث المشكلة، وضع مقترحات حلول، اختبارها، إيجاد الطرق لمنع حدوث المشكلة.
العصف الذهني لقيادة فريق صعب المراس
العصف الذهني السلبي مثالي حين تجد نفسك تتعامل مع فريق يملك روحاً معنوية متدنية طوال الوقت، وسخرية دائمة تصل إلى مراحل متقدمة من الأذى ومن نشر الأجواء السامة في مكان العمل، أو فريق العمل الذي يعاني من عدائية دائمة تجاه بعضه البعض. العصف الذهني السلبي قائم على «السلبية» من الناحية النظرية وعليه إن كان الفريق سلبيا أساساً فإنه لا مجال لارتفاع منسوبها أكثر.
لتطبيقها في هذه الحالة قم باتباع الخطوات التالية:
- الفكرة التي تريد أن يصار إلى عصف ذهني حولها قم بتحويلها إلى سؤال سلبي. أي كما قلنا اطلب المشكلة لا الحل.
- دع الفريق يفهم السؤال الذي طرحته واطلب منهم البحث وتوفير بعض النقاط التي يمكن الحديث عنها.
- قم بكتابة السؤال وضعه في مكان واضح ليراه الجميع.
ضع التعليمات الأساسية:
- يُمنع انتقاد الأفكار السلبية.
- الافكار الجديدة والغريبة مرحب بها.
- الاكتفاء بوصف الفكرة السلبية حتى يفهم الجميع الغاية منها.
- يمكن لشخص واحد التحدث خلال المدة المسموح له بها.
لاحقاً وعندما تحصل على كل الأفكار السلبية ضعها في جدول ثم قم بقلبها إلى ما هو إيجابي. الغاية من هذه المقاربة مع فريق عدائي أو بلا روح معنوية هي أنها تسمح لهم «بالتنفيس» عن السلبية؛ وذلك لأن الانتقاد والحديث عن الأفكار السلبية أسهل من الخروج بأفكار جديدة، كما أنك في الوقت عينه تظهر لهذا الفريق بأنه حتى أفكاره السلبية هي إيجابية.
مع فريق صعب المراس خلال مرحلة التغييرات
الموظفون بشكل عام ليسوا صناع قرار ومع ذلك حين يعلمون بقرار الشركة حول أي جزئية ما فإن ردة فعلهم تتنوع بين «لماذا لم يقم أحد باستشارتي»، «هذه بالتأكيد ليست المقاربة التي كنت سأعتمدها» أو «من فكّر وخرج بهذه المقاربة؟!».. وطبعاً «لو كنت أنا صاحب القرار لكنت قمت بهذا أو ذاك». وعندما تتعامل مع فريق صعب المراس فالرفض سيكون أشرس.
حين يتم اتخاذ القرارات في المؤسسات نادراً ما يصار إلى تغييرها خصوصاً وأن قلة قليلة تملك السلطة للقيام بذلك، وهذه الفئة بشكل عام لا تريد تحدي الجهات العليا. المدير هنا عليه أن يقلل من حجم «المقاومة»؛ لأن ارتفاعها يعني تراجع الإنتاجية، بيئة عمل سامة للغاية، وبالتالي تتأثر الشركة ككل. العصف الذهني السلبي هنا يمكن أن يتم بهذه الطريقة:
- اجعل كل شخص يتحدث عما يزعجه نتيجة القرار، وخلال هذه المرحلة ممنوع على أي شخص آخر التدخل، الانتقاد أو الموافقة أو الاعتراض.
- اكتب لائحة بكل ما تم الحديث عنه وضع عنواناً عريضاً لها يكون «المخاطر».
- ناقش كل واحدة منها وقيمها كمرتفعة، متوسط أو منخفضة. ثم قم بتقييم تأثير هذه المخاطر المحتملة بالطريقة نفسها.
- استفد من الطاقة السلبية التي يضعها الفريق من أجل مقاومة القرارات واستفد من مخاوفهم واجعلها مصدراً لاستراتيجية تخفيف عوامل المخاطر في الشركة.
بهذه الطريقة أنت قمت بالاستماع إليهم وجعلتهم يدركون أن كل مقاومتهم للقرارات هي مشروعة، رغم أنها قد لا تكون كذلك، وقمت بتصنيفها كمخاطر، وبالتالي سمحت لهم بالتنبؤ بماذا سيحدث لو كل واحد منهم طبق نظريته حول كيفية إدارة الأعمال أو الأمور. وفي الواقع الكل يستفيد من هذه المقاربة، الشركة تحصل على فكرة عامة عن مشاكل لم يكن يخطر لها أنها قد تحدث، أنت كمدير تمكنت من جعل فريقك الصعب المراس يتقبل القرارات بسلاسة، والفريق خفف من رفضه لأنه وجد في أفكاره «السلبية» ما هو مفيد، والشركة باتت تملك مجموعة من الأفكار والخطط لمشاكل قد تحدث لاحقاً، وكل ما هو مطلوب منها حالياً هو التفكير بطريقة تمنع حدوثها.