السياسي والمصرفي اللبناني موريس صحناوي لـ"الرجل": الصيد أكثر ما يجعلني سعيداً
بيروت: ثائر عباس
في حياته العامة والخاصة، يتصف رئيس مجلس إدارة مصرف "BLC" اللبناني بالجرأة وروح المغامرة التي قادته إلى قطاع الأعمال والمصارف، ووصلت به إلى عالم السياسة، حيث عُيّن وزيرا للطاقة في الحكومة اللبنانية، مروراً بهوايات خطرة، كالصيد في الأدغال، بعد أن تخلّى عن عشقه لسباق السيارات؛ الهواية التي مارسها تحت اسم مستعار هو "باغيرا" الذي عرف به عربياً ومحلياً، فيما كان موريس صحناوي يدير أعماله المصرفية الناجحة.
وكان واضحاً، منذ بداياته المهنية، أن موريس صحناوي يمتلك جرأة الإقدام، فجنى ثمار إقدامه في مواقع، ودفع ثمنه في مواقع أخرى بعد أن عاكسته الظروف، كالحرب الأهلية في لبنان التي قضت على أول مشاريعه التجارية – الصناعية، واغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي قضى على مشروعه الطموح، لكن المحصلة كانت مرضية تماماً لصحناوي الذي بات معروفاً بلعب دور "المحفّز" بنقله المصارف التي يترأسها إلى مراتب أعلى بسرعة قياسية.
وهكذا انتقل من العمل الصناعي والتجاري إلى عالم المصارف، لأن "المصارف وحدها يمكن أن يكون لها مستقبل مهني، نتيجة قدرتها على تحمل عبء الأوضاع السائدة في زمن الحروب".
يقول صحناوي لـ"الرجل" إن "الصيد أكثر ما يجعلني سعيداً، وإنني أمارسه نحو أربع مرات في السنة".. ويبدو الصيد قد علمه الصبر، بعد حياة المغامرة والسرعة مع راليات السيارات، فهو يمشي 15 كيلومتراً ليطلق رصاصة واحدة، ويعيش ظروفاً صعبة للوصول إلى هدفه، وهذا ينطبق إلى حد كبير على فلسفته في العمل المصرفي والتجاري.
وبات صحناوي يمتلك اليوم متحفاً صغيراً في منزله من الحيوانات المحنطة التي اصطادها، علماً أنه استثنى إفريقيا من رحلات الصيد "لأن الصيد فيها سهل للغاية" ، "الرجل " التقته وكان الحوار التالي:
* كيف كانت بدايتك مع النشاط التجاري والاقتصادي؟
- بدأت دراستي الجامعية في العلوم الاقتصادية، منذ سن الثامنة عشرة، في الجامعة اليسوعية في بيروت. ويعدّ هذا الاختصاص واحداً من أهم الاختصاصات في تلك الجامعة. وعند تخرجي في سنّ الثانية والعشرين، حاولت أن أكتشف اقتصاد لبنان وأقارنه بغيره من الدول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الخلاصة التي تكونت لديّ أن كل ما يستطيع فعله لبنان هو"التبولة". آنذاك لم يكن هناك انتشار واسع للفنادق والمصارف، أو أيّ مصادر خدماتية أخرى، لذلك عندما أنهيت دراستي الجامعية، قررت أن أدخل إلى عالم المأكولات، وقررت أن أصنع "الكبيس" و"المقانق"، واختياري لـ"المقانق" يعود إلى شهرة لبنان بصناعتها، وعدم وفرتها في البلدان الأخرى، فأنشأت مصنعاً وأنتجت المقانق والكبيس، وعندما بلغت سنّ الثامنة والعشرين، تصاعد إنتاجي إلى حدّه الأقصى، وبلغ نحو مليون "مرطبان" من الكبيس. سمّيت شركتي "PRALL"، ونلت شهادة من الجامعة الأمريكية في بيروت بـ"تكنولوجيا الغذاء" بسبب اختباري للمنتوجات في مختبراتهم.
وعندما أردت التوسّع افتتحت معملاً في شتورة في البقاع، لكن الظروف الأمنية في البلاد آنذاك عرقلتني، ففي يوم من أيام سنة 1975 ، كنت ذاهباً إليه لكنني لم استطع الوصول بسبب وجود مسلحين في الحقول. وبسبب التوتر الأمني ارتفعت أسعار المنتجات، ومنها الخيار. وبعدها وقعت أحداث الحرب الأهلية في لبنان، فأقفلت المعمل، علماً أن أرباحي كانت ضئيلة منه، لأن المواد الأولية كانت مستوردة وكلفتها مرتفعة.
* رفضت الهجرة رغم سوء الوضع
- منذ عام 1975 وحتى 1987، كانت حالة البلد مزرية، وخلال تلك السنوات لم انخرط في أي عمل أو مهنة، ورفضت السفر إلى خارج لبنان، رغم توقعاتي بأن حال لبنان الرديئة ستطول. أصبت باليأس نتيجة الأوضاع، لكنني خرجت من هذه الحال سريعاً، وقررت أن أتأقلم مع الواقع. ورأيت أن المصارف وحدها يمكن أن يكون لها مستقبل مهني، نتيجة قدرتها على تحمّل عبء الأوضاع السائدة في ذلك الوقت.
* كيف كانت الانطلاقة في العمل المصرفي؟
- كانت العائلة أساساً مساهمة في مصرف " "Generale de Bank du Leban "، والذي سمّي لاحقاً بمصرف bank societe" generale"، واستثمر فيه بنسبة 25% شركاء فرنسيون، وبنسبة 25% بلجيكيون، و 50% من آل الصحناوي وهم 200 شخص.
قررت مع العائلة حماية هذا المصرف، رغم انني لم أكن أملك أي خبرة في هذا المجال في البداية، ولكن سنة 1982, أصبحت رئيس مجلس إدارة المصرف، ومن سنة 1982 حتى سنة 1993 كان المصرف برتبة رقم 25, وخلال 10 سنوات انتقل إلى المرتبة رقم 5 بين المصارف.
في ذلك الوقت بدأ ينتاب الفرنسيين خوف من الدين العام اللبناني والوضع الذي كان سائداً، لذلك أرتأوا أن نقفل الشركة، ولكنني رفضت ونشب خلاف معهم من سنة 1995 حتى 2001، حيث بقيت الشركة في حالة توازن، فلم تكبر ولم تصغر، وبقيت العلاقة في مسار جيد إلى أن زادت حدة الخلاف، واضطررت أن انسحب من المصرف سنة 2005 ، وأردت أن أكون في مصرف ثانٍ ، نطوره خارج عبء الفرنسيين. واتفقت مع آل القصّار أن نتملك مصرف "بي إل سي" ، وكان ذلك سنة 2005، ونجحنا في التحدي بعد أن كانت الميزانية العمومية للمصرف ملياراً و 700 ألف دولار، أصبحت عام 2012، 5 مليارات و 100 ألف دولار، بالإضافة إلى زيادة نسبة الربح والرأسمال والودائع والقروض، وأنشأنا مكتب تمثيل في أبوظبي ، ومصرف استثمار، وأصبحنا في الخارج (قبرص)، وتطورنا كثيراً، والأرقام التي تشير إلى ذلك؛ فقد حققنا زيادة في الودائع من 1.5 مليار دولار إلى 4.3 مليار، وزيادة القروض من 200 ألف دولارإلى مليار و 800 ألف دولار، وزيادة في رأس المال من 131 مليون دولار إلى 376 مليوناً. وكل هذه المؤشرات هي طبعاً بعد توزيع الأرباح. وزادت نسبة الأرباح من 3.8 مليون دولارإلى 50 مليوناً أي بنسبة 13 ضعفاً.
وما الذي قدمه المصرف للمجتمع المحلي ؟
لقد حققنا للمصرف سمعة وشهرة، وهو من أكثر من أعطى قروضاً ( قروض سكنية، شخصية..)، ونحن كبرنا في مجال القروض، ليس نسبة لحجمنا، بل لنسبة الحصة من نسبة الإنتاج الشهري في البلد، وحصتنا تفوق حجمنا، فإذا كانت نسبتنا 3% من السوق، فتكون كل واحدة من الاستثمارات التي ذكرتها تبلغ ما بين 6% إلى 15% من السوق. نحن نقرر إن كنا نريد التركيز على قرض محدد بحسب ما نريد أن نتميّز أو نلمع به. تعاملنا مع المصرف العالمي "AFC" ، من حيث كيفية التعامل مع المرأة، ثم وضعنا منظومة تطبيق عبر الهواتف الذكية، تمكنك من الدخول إلى حسابك بطريقة فعّالة، ونعمل لوضع الإعلانات لهذه الخدمة. ولا استطيع أن أنكر أن تاريخ "BLC" معنا كان ناجحاً للغاية.
دعنا ننتقل الان الى ابرز جوانب حياتك وهواياتك فكيف بدأت علاقتك مع السيارات وسباقاتها؟
منذ الصغر كنت أهوى سباق السيارات، وعند سن الثامنة عشرة، دخلت هذا العالم وبقيت أنافس حتى سنة 1975. لم يكن حينها بطولات في لبنان، لكنني كنت أقود جيداً، أربح مرة وأخسر مرة أخرى، وسنة 1985 كنت أبلغ من العمر 35 سنة، شعرت انني كبرت في السن ويجب أن أتوقف عن ممارسة هذه الرياضة. لكن تواصل معي بعض الأفراد من النادي اللبناني للسيارات، وهو ناد لتنظيم سباق السيارات، وطلبوا منّي أن أشارك في أحد السباقات، وقبلت. عدت إلى هذه الرياضة ومارستها خارج لبنان أيضاً؛ لم افز لكنني شاركت فيها. بالإضافة إلى مشاركتي في " Tour de pop " التي تبدأ في ألمانيا وتنتقل إلى تركيا، والكويت، وإيران، والعراق، ولبنان، فتركيا وأروبا الشرقية، ثم ألمانيا، لمدة 15 يوماً. فانضممت إليها، وزادت شهرتي بعد أن كتبت عني الصحف.
* لماذا اخترت السباق باسم مستعار؟
بحسب موقعي مديراً لمجلس إدارة، يجب ألا أجازف كثيراً بمثل تلك الألعاب، وهي تعطي سمعة لا تليق بمهنتي، فأردت أن أمارس الرياضة باسم مستعار، وكان الاسم "باغيرا" وهو اسم النمر الموجود في قصة كتاب "jungle book"، وذلك بين سنة 1985 الى 2000 ، أي بقيت في لعبة "سباق السيارات " نحو 15 سنة، وشاركت في بطولات عدة لاحقاً، مثل بطولة الشرق الأوسط، حيث نلت المرتبة الثانية
* ما الذي حققته من الاسم المستعار؟
حقق اسم "باغيرا" نجاحاً من حيث إخفاء حقيقة الأمر. وعندما تسأل من هو "باغيرا"، يكون الجواب دائماً بطلاً في قيادة سباق السيارات. . ولم يعرف أحد أن "باغيرا" هو أنا، رئيس مجلس إدارة مصرف.
* متى اعتزلت؟
لم امتنع من ممارسة هذه الرياضة رويداً رويداً كالعديد من الزملاء، بل توقفت عن ممارستها فجأة وبشكل تام؛ هذه الرياضة تعتمد على الأدرينالين وأنا من الأشخاص الذين يحتاجون إلى هذه المادة وأحب التحدي.
* وبأي الهوايات عوّضت عنها؟
لاحقاً، نمت لديّ هواية أخرى وهي الصيد، وأنا اليوم أرى الصيد من أكثر ما يجعلني سعيداً، وإنني أمارسه نحو أربع مرات في السنة. مارست الصيد في كندا، ومنغوليا، ومناطق الكرة الأرضية الشمالية، وليس في إفريقيا والمناطق الجنوبية من الكرة الأرضية. لم أقم باختيار اسم مستعار في هذه الهواية. أصطاد الحيوانات الكبيرة باستخدام الرصاص، أنا ونحو خمسة عشر شخصاً، وكثيراً ما كنت أمشي ثلاثة أيام لكي أطلق طلقة وحدة، والمهم هو أن أصيب الفريسة. وأضعها في متحف لي. بدأت سنة 2000 وما زلت حتى اليوم أمارس هواية الصيد. والصعب في هذه الهواية هو الصبر والتحمل، حيث تلاحق الحيوان ثلاثة أيام في البرد القارس، وتنام في الخيام في أعالي الجبال لكي تصطاده.
* لهذا السبب استثني افريقيا من رحلات الصيد
لم اذهب للصيد في إفريقيا، لأنها ليست تحدياً، فالحيوان موجود دائماً وبوفرة، فلا تستلذ بملاحقته، بالإضافة إلى صعوبات الطبيعة في القسم الشمالي من الكرة الأرضية، ووعرة تضاريسها، ولا استطيع أن أصف شعوري عندما أطلق الرصاص باتجاه الفريسة من شدة الارتياح والمتعة.
* هل من حيوان معيّن تفضل اصطياده؟
لا استطيع أن أجزم أن هناك صنفاً معيناً من الحيوانات أفرح عندما اصطاده، لكني ارغب في اصطياد" الماركوبولو" أو "الدولشي" في كندا. الصيد في كندا صعب بسبب قوانين الصيد المعتمدة هناك، والتي تعطي مساواة في الفرص بين الصياد والحيوان، فمن غير المقبول الذهاب إلى الصيد منفرداً، وعليك دائماً اصطحاب شخص أخر، وعندما تنزل من الطائرة في مكان معيّن مع الخيمة، لا يمكنك الصيد إلا بعد أكثر من 24 ساعة من بعد خروجك من الطائرة، ولا يمكنك الاتصال إلا مرة وحدة فقط، ورغم انني من المدخنين، فإنني استطيع المشي طويلاً.
* ماذا عن الجانب السياسي فيك؟ كيف انتقلت الى العمل الحكومي؟
سنة 2003, في زمن حكومة الرئيس رفيق الحريري الذي أراد أن يخصخص الكهرباء والماء والهاتف. فكر في إسناد المهمة إلى أشخاص مختصّين يديرون هذه الأمور ببراعة. وأعطى شركات مهمة دراسة كيفية الخصخصة، مثل الكهرباء والتلفون، وغيرها، وبسبب علاقتي الممتازة به، طلبت منه اعطائي مهمة دراسة خصخصة المياه ( مياه الشرب والمياه المبتذلة، وإعادة تدويرها وليس مياه السدود والزراعة). اتفقنا على السعر، وكانت مدة تسليم الدراسة من سنة إلى سنة ونصف "حسب الصعوبات"، وكل شهر اطلع الرئيس الحريري على تقدم العمل. حصلت مقابل دراستي على مبلغ من المال، ولكن شركتي "BMP " والمصرف الإنجليزي لم يحصلا على المال، لأنهما لم يسلما دراسة مقبولة، لكنني فعلت. امتد ذلك إلى حكومة السنيورة، وكدنا نبدأ بالمشروع بإدارة المياه والمياه المبتذلة، لكننا لم نحصل على مال من مردود النجاح، لأن المشروع لم يمرّ ولم يطبّق، بسبب الأوضاع الأمنية آنذاك، بعد أن كنا سنبدأ به، رغم كلفته الباهظة (نحو سبعة مليارات دولار) أي أكثر من كلفة مشاريع الكهرباء، لمدة 5 سنوات.
وبعد مجيء الرئيس عمر كرامي ورئيس الجمهورية إميل لحود، طلبا مني أن أدخل في الحكومة، لكنني اشترطت عليهما أن أكون وزير الطاقة والمياه. وطلب مني لحّود مسايرته والقبول بوزارة أخرى. مرّت الأيام وتسلّمت وزارة الطاقة والمياه. لم أكن أعلم شيئاً عن الكهرباء، لكنني استدركت لاحقاً أن الكهرباء هي المشكلة وليست المياه، في وقت تسلّمي للوزارة، فمشكلات المياه آتية لا محال، لكننا لم نكن نعيشها. كنت باقياً في الحكومة سبعة أشهر بسبب موعد الانتخابات انذاك، لذلك لم استطع خلال سبعة أشهر أن أنظر في مشكلة المياه والكهرباء معاً. بدأت بوضع خطة للكهرباء خلال الأشهر السبعة، وأوقفت العمل في كل ما يختصّ بالمياه ولم أوقع على الملفات لعدم وجود خطة شاملة.
* إصطدمت مع السياسيين؟
عرض عليّ الرئيس إميل لحود إقامة مشروع سدّ، لكنني لم أوافق، لأن السدّ لكي يكون فعالاً واقتصادياً عليه أن يكون على أرض صخرية لا تشرب منه، مثل "الليطاني". وفي حال أقمنا سداً ومُلئ بالمياه، فإلى أين نرسل المياه؟ لم نحصل على جواب أيضاً، لذلك لم أقرّ المشروع، أدى ذلك الى خلافات عدة مع الكثير من السياسيين والنواب.
في الكهرباء وضعت خطة كانت لتنتج فرقاً كبيراً بيني وبين الوزراء السابقين الذين أتوا من بعدي في وزارة الطاقة. فقد قررت أن أضع خطة للبنان تعطيه استقلالية في الطاقة، وفي الوقت نفسه تعطي موازنة في المال، وتتطلب نحو 15 مليار دولار من الاستثمارات، وهذا ما لم استطع فعله. تنفيذ الخطة يستغرق نحو سنتين من قبل أشخاص ذوي كفاءات عالية. كل ما استطيع فعله هو أن أرى وسيلة سريعة لتأمين الكهرباء، أي تغطية نحو 20 ساعة في اليوم، خلال خمس سنوات، وبالتالي تقليل الهدر في المال، وتوفير نسبة أكبر من الكهرباء، لكنني لم أضع خطة برفع سعر الكهرباء أو خفضه.
جاء وفد من البنك الدولي في أول يوم من تسلّمي الوزارة، وهم كانوا يعرفونني من الفترة التي وضعت فيها خطة المياه، وهذا البنك مهم جداً، ولا نستطيع أن نفعل شيئاً من دونه. هدف البنك الدولي مساعدة البلاد في تمويل طويل الأجل، وتطوير أماكن الضعف في مشاريع الدولة وليس المشاريع الخاصة التي تموّلها "AFC". لم أقدم شيئاً مكتوباً، لكن شرحت لهم اتجاه تفكيري من إنتاج وتوزيع وسعر ومازوت وفيول وغاز، وغيرها من المواد المتعلقة بالكهرباء. تكلمت ثلاث ساعات، وبعدها قالوا لي "لقد سجلنا كل ما تكلمت عنه ونحن من اليوم نؤيدك، تفكيرك سليم وهو أحسن ما سمعناه حتى اليوم، نحن لا نموّل أي مشروع في لبنان إلا من خلال وزير المالية في ميزانية محددة، وهي توزعه، ولكن في هذا الموضوع نحن نريد أن نعمل فوراً ونرى كيف نستطيع أن نقنع وزير المالية ، لكي تكون خطة تمويل هذا المشروع ، مستقلة عن الشروط التي وضعناها لتمويل لبنان عبر وزارة المالية. فيكون لهذه الخطة وضع استثنائي.
كانت المرحلة الثانية في واشنطن حيث وقعنا الملفات في واشنطن، وضعنا ميزانية، وما يتصورون أنها ستكون استراتيجية بعد خمسة عشر عاماً. وضعوا ميزانية لرواتب الموظفين لتنجح الخطة، وكان هناك خطة مموّلة، وفي مجلس الوزراء كان (رئيس المجلس الأسبق) عمر كرامي سيوافق، انما قتل الرئيس الحريري وكان كل جهدي ذهب ( سنة في خطة المياه، وسبعة أشهر في خطة الكهرباء) هدراً.