من اين جاء #الوسم (الهاشتاغ)؟
قصي المبارك –دبي:
بعيد إطلاق شبكة تويتر أوائل عام 2006، وجد القائمون على الموقع أنه لا بد من ابتكار طريقة تسهّل على مستخدمي الشبكة الوصول إلى الموضوعات المتداولة بسهولة خصوصاً مع تزايد أعداد المستخدمين وكثافة التدوينات القصيرة التي يقومون بإرسالها يومياً، ومن هنا بدأت تتبلور فكرة البحث عن أداة تعمل على تصنيف الموضوعات ذات العلاقة وحصرها في سياق موحّد، ومن ثم سهولة مشاركتها مع الآخرين المهتمين بذات الموضوعات والباحثين عنها.
ويعود الفضل في ابتكار الهاشتاغ إلى الأميركي "كريس ميسينا" ، مبرمج وخبير شبكات اجتماعية، والذي استوحى الفكرة من وظيفة الرمز (#) في العديد من لغات البرمجة وأنظمة الشبكات في تمييز جميع الكلمات والتراكيب الموسومة به، مما ألهمه بنقل الفكرة مباشرة إلى موقع تويتر.
وبهذه الصورة كان لموقع تويتر الأسبقية في استخدام الهاشتاغ لأول مرة وتحديداً في شهر آب أغسطس سنة 2007، وهو الهاشتاغ #barCamp الذي ورد في التغريدة الشهيرة لصاحبها كريس ميسينا:
how do you feel about using # (pound) for groups. As in #barcamp [msg]?
بعد ذلك تم اعتماد الهاشتاغ من قبل شبكة غوغل الاجتماعية "غوغل بلس+" في أكتوبر عام 2011 وفي العام نفسه تم اعتماده على شبكة إنستغرام، إلى أن تم تبنّي الفكرة من قبل شبكة فيسبوك واستخدم فيها لأول مرة في شهر يونيو من العام 2012.
وعلى الرغم من استخدامه على العديد من شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن دور الهاشتاغ يبدو مميزاً على شبكة تويتر تحديداً لدرجة تجعله دعامة أساسية للشبكة ومفتاح نجاح استخدامها، لذا سنتناول بشيء من التفصيل تاريخ الهاشتاغ وطرق استخدامه من خلال شبكة تويتر.
يعرّف الهاشتاغ ببساطة على أنه أداة "فلترة" وترشيح للموضوعات ذات العلاقة لتسهيل الوصول إليها عند البحث، ومع تطور استخدامه أصبح الهاشتاغ أداة فاعلة لطرح قضية معينة من قبل فرد أو جماعة بهدف حشد الجمهور وتوجيهه نحو تلك القضية، ومن هنا برز دور الهاشتاغ بشكل فاعل في الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية، معلناً بدء ما بات يعرف بثورة الإعلام الجديد أو "نيو ميديا"، حيث يسهل الهاشتاغ من الوصول إلى جميع الأشخاص المتحدثين عن موضوع معين والتعرف على آرائهم بشأنه دون الحاجة لمتابعتهم.
مع بدايات انتشاره، كان استخدام الهاشتاغ مقتصراً على كلمة واحدة يسبقها الرمز (#)، ولكن مع تطور استخدامه وتزايد شعبيته كان لابد من ابتكار طريقة تسمح بتوظيفه مع كلمات متعددة، وخاصة مع اللغة العربية التي لا تسمح طبيعتها بربط كلماتها بسلسلة متصلة كما هو حال اللغة الإنجليزية، ونظراً لما يعرف بالنظام الثنائي الحوسبي الذي لا يقبل بالفراغات كفاصل بين الكلمات المتعددة تم التعارف على الفصل بين الكلمات بالفاصلة السفلية ( _ ) وعليه أصبح بالإمكان استخدام هاشتاغ مكون من كلمتين وأكثر مثل : #للرجل_قصة_تروى .
كيف تستخدمه بفعالية ؟
عندما تريد إنشاء هاشتاغ جديد باللغة العربية عليك مراعاة بعض الأمور، مثل اختيار الكلمات الموجزة والابتعاد عن الكلمات التي تتضمن حروفاً تحتاج إلى الضغط على مفتاحين مختلفين كالألف وما تحمله من أشكال مختلفة (أ إ ا) وكذلك الأحرف التي تحتاج إلى الشدّات، وبإمكانك التأكد من وجود الهاشتاغ واستخدامه بالفعل في وقت معين فهذا قد يساعد في نشر موضوعك بسرعة أكبر بين عدد أكبر من المستخدمين، وهناك العديد من المواقع المتخصصة في إجراء مقارنة بين "وسمين" مختلفين لمعرفة أيهما أكثر نشاطاً وانتشاراً، مثل الموقع hashtagbattle.com على سبيل المثال، الذي يوضح عدد التغريدات المرتبطة بهاشتاغ معين وعليه يتم ترجيح الهاشتاغ الأكثر نشاطاً واستخداماً على الشبكة وبالتالي تبنّيه ليكون أداة في نشر فكرة معينة.
ولمساعدتك في نشر الهاشتاغ بشكل أسرع هناك مواقع تقدم لك المشورة بتحديد الوقت المناسب لنشر الهاشتاغ مثل موقع tweriod.com الذي يقدم لك أوقات الذروة المناسبة لبلدك والأوقات التي يتواجد فيها متابعيك بكثافة.
وعند استخدامك للهاشتاغ على مختلف شبكات التواصل عليك أن تتقيد ببعض القواعد و أن تتجنب بعض الأمور التي لا تجدي نفعاً، فمثلاً ليس من المجدي استخدام عدد كبير من الوسوم في منشور أو تغريدة واحدة فكثرة الهاشتاغ من شأنها تشتيت ذهن القارئ وتنفيره وهروبه من مشاركاتك، وعليك أيضاً أن تحرص على استخدام الوسوم القصيرة، فمن الأفضل ألا يتجاوز طول الهاشتاغ الثلاث كلمات، ومن المستحسن أيضاً تجنب استخدام أي هاشتاغ غير مرتبط بالموضوع إلا في حال كان نشطاً ومتداولاً بشكل كبير.
المواضيع الأكثر تداولاً "#Trend"
تختلف طرق معرفة الموضوعات الأكثر تداولاً على الشبكات الاجتماعية من شبكة لأخرى، فعلى موقع فيسبوك الأمر مرتبط بالموضوعات التي حازت على أكبر عدد من الإعجابات والمشاركات، أما على تويتر فترتبط بالتغريدات التي حازت على أكبر عدد ممكن من التفضيلات و إعادة التغريد "ريتويت" ، أما على موقع يوتيوب فيتم تحديد المواضيع الأكثر تداولاً بناءً على عدد المشاهدات.
والموضوع الأكثر تداولاً "Trend" هو عبارة عن كلمات مفتاحية أو وسوم يتم تداولها بكثرة وبسرعة انتشار كبيرة في بلد معين أو حتى على مستوى العالم وذلك بالنسبة للأحداث العالمية، وكلما زاد عدد التداول للهاشتاغ ارتفع ليرتقي إلى منزلة الموضوعات الأكثر تداولاً (Trends) ، فعلى سبيل المثال تصدر كأس العالم المواضيع الأكثر تداولاً على موقع تويتر خلال شهر يونيو حزيران 2014، إذ تم استخدام الهاشتاغ#WorldCup2014 أكثر من 672 مليون مرة طيلة فترة بطولة كأس العالم التي أقيمت في البرازيل.
لا يدعم موقع تويتر إمكانية التعرف على المواضيع الأكثر تداولاً "Trends" لجميع الدول بالمطلق، وإنما لدول معينة بذاتها، من بينها على سبيل المثال دول عربية كالإمارات والسعودية وقطر والبحرين ومصر.
كما أن هناك العديد من الأدوات المساعدة في مجال تحديد المواضيع الأكثر تداولاً في مكان معين حول العالم، مثل الموقع trendsmap.com لمعرفة أكثر الكلمات تداولاً ضمن نطاق جغرافي محدد.
أما موقع statweestics.com فيقدم إحصائيات آنية للوقت الحالي ولوقت سابق قد يعود إلى شهر للكلمات و الوسوم والمستخدمين وحتى الأماكن والمواقع الأكثر نشاطاً وتداولاً على موقع تويتر.
بعد نشرك للهاشتاغ الخاص بك تسمح لك بعض المواقع بالحصول على تقرير مفصل بمدى فعاليته وإقبال متابعيك ومستخدمي الشبكة عليه، مثل موقع Topsy.Com الذي يقوم بإنشاء تقرير حول عدد المرات التي استخدم فيها الهاشتاغ خلال مجال زمني محدد يتراوح ما بين ساعة إلى أسبوع، وكذلك الحال استعراض المواضيع الأخرى المتعلقة به مثل الصور والروابط والفيديو وحتى المواقع الأخرى التي تحدثت عنه.
كما يوفر الموقع خدمة التحليل بواسطة الرسوم البيانية لمعرفة الأشخاص المؤثرين الذين قاموا بتنشيط الهاشتاغ وزيادة فعاليته، أو أكثر التغريدات التي جذبت الناس للتفاعل معه عبر الخدمة الفرعية التي يمكن الوصول إليها من خلال analytics.topsy.com ويوفر الموقع أيضاً ميزة المقارنة مع وسوم أخرى بشكل رسوم بيانية.
ولمتابعة الهاشتاغ الخاص بك آنياً يتيح لك موقع Twitterfall.Com متابعة مشاركات الهاشتاغ واستعراضها بشكل فوري على صورة "شلال" كما هو واضح من اسم الموقع، دون الحاجة لتحديث الصفحة بشكل آني.