يخت "زيوس".. تاريخ من الفخامة والرقي
حينما تم تكليف مارتين فرانسيس عام 1991 بتصميم أول يخت ذي محرك (موتور يخت) وحمل حينها اسم "إيكو" كان المطلوب من قبل رجل الأعمال المكسيكي إيميليو أزكاراجا أن يكون يختا فائق السرعة يتراوح طوله بين 55 و60 قدما قادرا على الإبحار بسرعة 25 عقدة.
تم إنتاج "إيكو" الذي بات الآن يعرف بـ"زيوس" ولكن يبدو أنه لم يرض أزكاراجا الذي فضل عيله يخت "كارينتيا" ويسمى الآن "ذا وان" وهو من تصميم دار بانينبرج ويبلغ طوله 71 قدما.
كان هذا الرفض إشارة واضحة لتحسين "زيوس" الذي بات فيما بعد واحدا من أشهر يخوت "الموتور يخت" وأعلاها جودة وفخامة، بالنسبة لنقطة الطول، تم إيصال طول اليخت إلى 72 قدما، يبدو أن صناع "زيوس" وضعوا في الاعتبار سبب رفض أزكاراجا الأساسي وهو الطول فزادوا مترا واحدا فحسب كي يكون أطول من كارينتيا الذي فضله رجل الأعمال المكسيكي، وبعد حسم تلك المسألة أتى الدور على باقي التقنيات.
تم تعديل نمط النوافذ بحيث تكون بها انحناءات مختلفة يمكن أن نقول إنها مستوحاة من نمط الحافلات الباريسية، كذلك تم إدخال تعديلات على مستوى التوربينات، والإمكانيات من حيث السرعة حيث خطط لأن يصل اليخت بسهولة إلى سرعة 30 عقدة.
عاد أزكاراجا إلى الصورة مجددا مع هذه التعديلات، وأبرم عقدا لتطوير اليخت وتم اختيار "بلوم آند فوس" لإعادة التطوير، وباتت الفرصة متاحة لرؤية تحفة فنية في المحيط تبحر بسلاسة وفخامة.
تم تحسين أنظمة الدفع بمحركي ديزل مزدوجين، وتم عمل مهبط للطائرات على متن اليخت، وكان "زيوس" هو المهبط الأول لطائرة "إل إم 1600".
بعد إدخال تلك التطويرات التقنية الهامة، بات اليخت يستطيع الإبحار بسرعة متوسطة 18 عقدة، ويستطيع الوصول إلى سرعة قصوى 30 عقدة، وتحققت كل آمال المكسيكي في يخت فاخر مميز.
مظهريا، اشترط أزكاراجا ملامح من فن "الآرت ديكو" وصممت الدواخل على غرار فندق المأمونية الشهير في مراكش، وبات اليخت من الداخل تحفة فنية ذات ملامح ثقافية مختلفة إلى جانب فخامته وأدائه المتميز.
ترك أزكاراجا كل شيء لمارتن فرانسيس بعد أن أخبره بكافة التفضيلات، وقال له بوضوح إن هذا المشروع هو مشروعه ووضع له على الطاولة 5 ملايين دولار وطلب منه أن يبلغه باحتياج أي مبلغ آخر من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب.
اختار فرانسيس فريقا رائعا للعمل على متن هذا اليخت من مصممين شباب ومهندسين معماريين، ورغم أنه لم يسبق لكثير منهم حينها أن عمل في اليخوت ودواخلها، إلا أن تصميمات "زيوس" الداخلية جعلتهم ينطلقون في هذا العالم نظرا للتحف التي تمت صناعتها على متنه.
لم تتوقف التغييرات عند ذلك، زود بحاملة غواصات، وزيدت سرعته ليستطيع الوصول إلى 35 عقدة، وأضيفت له أحدث طرق التزويد بالوقود وسط الرحلات، وحينما أبحر به أزكاراجا في الأطلسي كان عبارة عن معجزة حقيقية داخل المحيط.
في عام 1999، بيع اليخت إلى لاري إليسون، وتم تغيير اسمه إلى "كاتانا" وقبلها كان فرانسيس قد أدخل تعديلا بتحويل السطح الخلفي إلى ملعب كرة السلة، وخفض سطح السفينة بعض الشيء لإنشاء صالون به منطقة لتناول الطعام.
وفي 2004، بيع اليخت لرجل الأعمال البريطاني أيدان باركي وسماه "إنيجما" قبل أن يباع مرة أخرى في عام 2017 وتعاد تسميته إلى "زيوس" ومن يومها وهو ينتظر رحلات الأثرياء في البقاع المائية الساحرة كل عام.