طريقة تعزيز مهارة العمل ضمن فريق وكيف تبرزها في المقابلات الشخصية
إذا سألت أحد أصحاب المشروعات عن مواصفات الموظف المثالي، سيخبرك أنّ العمل ضمن فريق هي إحدى أهم المواصفات المطلوبة دائمًا. وهذا الأمر مهم في الواقع، فالموظف مهما كانت مهاراته التخصصية في مجال عمله، سيحتاج إلى التعاون مع بقية أفراد الفريق لإنجاز بعض المهام المطلوبة منه.
إذًا كيف يمكنك تعزيز مهارة العمل ضمن فريق لتسهّل على نفسك عملية الاندماج في بيئة العمل؟
8 نصائح تساعدك على تعزيز مهارة العمل ضمن فريق
هناك العديد من الخطوات والنصائح التي يمكنك الاعتماد عليها من أجل تحسين مهارة العمل ضمن فريق. يتطلب الأمر بذل بعض المجهود في سبيل ذلك، لكن تذكّر أنّ الأمر يستحق تمامًا. إليك 8 نصائح مهمة ستساعدك على تعزيز مهارة العمل ضمن فريق:
1- تذكّر أهدافك وكيف تؤثر مهارة العمل ضمن فريق عليها
بالتأكيد لكلٍ منا أهدافه المختلفة من العمل في الشركات، لكننا نتفق أحيانًا في بعض المبادئ الأساسية. إذ الجميع يسعى إلى التطور من خلال عمله، ويريد تنفيذ المطلوب منه بأعلى كفاءة ممكنة، ويبحث عن الوصول إلى درجات وظيفية أعلى.
تساعد مهارة العمل ضمن فريق على تحسين هذه النقاط الثلاث بدرجة كبيرة. إذ من خلال التعاون مع الآخرين، سيكون بإمكانك الاحتكاك بهم واكتساب العديد من الخبرات من خلالهم، وكذلك الحصول على قدر كبير من المعلومات والمهارات الجديدة. بالتالي ستتطور من خلال هذا الأمر.
كذلك فإنّ الاستماع إلى مدخلات الآخرين على المهام المختلفة، قد يؤدي إلى تسهيل تنفيذها. مثلًا قد يخبرك أحد زملائك بأداة معينة أو طريقة مختلفة، تساعدك على تنفيذ المهمة في وقت أقل، أو تضيف إليك أفكاراً إبداعية جديدة. هذا لن يحدث إلّا من خلال حرصك على العمل ضمن فريق والتعاون مع الآخرين، وقتها سيشاركونك بما لديهم.
أيضاً إذا كان هدفك هو الترقي في الدرجات الوظيفية، فهذا يعني أنّك قد ترغب في العمل كمسؤول عن بعض الأفراد داخل فريقك. فإذا لم تكن قادرًا على العمل ضمن فريق، على الأغلب لن تتشجع الإدارة للتفكير بتعيينك، إذ القيادة تتطلب العمل الجماعي الفعّال. لذا، فإجادة العمل ضمن فريق قد يكون أحد أهم عوامل الحصول على ترقية.
لذا، على الرغم من كون العمل بمفردك يبدو لك أفضل من ناحية الإنتاج والوقت، لكن العمل ضمن فريق قد تكون فوائده أكبر على المدى البعيد. إذا أدركت هذا الأمر، بالتأكيد ستحرص على تحسين هذه المهارة لديك، حتى تصل إلى أهدافك.
2- توقف عن الشكوى وتعلّم كيفية إدارة الخلافات
ربما أحد أهم العوامل التي تؤثر على العمل ضمن فريق هو وجود العديد من المشكلات دائمًا، التي يترتب عليها في النهاية شعورك بأنّك لا تقدر على التعاون معهم. إذا كنت معتادًا على الشكوى بشأن هذا الأمر، فغالبًا ستميل إلى التفكير في الأمور بطريقة سلبية أغلب الوقت.
لذا، بدلًا من ذلك فمن المهم تعلم كيفية إدارة الخلافات والمشكلات التي تحدث، فلا تجعل الأمر يؤثر عليك سلبًا طوال الوقت، ويمنعك عن تنفيذ المهام المطلوبة منك داخل العمل. تقبل أنّ مشكلات العمل هي جزء رئيس مما سيحدث لك داخل بيئة العمل، فالحل الأمثل هو تعلم كيفية التعامل معها، لا اللجوء إلى الهروب منها.
3- تعلّم إدارة الوقت جيدًا
إحدى أهم المشكلات التي تؤدي إلى عدم تحسين فاعلية العمل ضمن فريق، هي شعور الموظفين بأنّه لديهم العديد من المهام المطلوب تنفيذها، فلا يحاول أحد التعاون مع البقية والتفكير الجماعي، بل يحاول إنجاز أغلب المهام بمفرده استثمارًا للوقت المتاح له.
لذا، من أجل تعزيز مهارة العمل ضمن فريق، فأنت بحاجة إلى تعلّم مهارة إدارة الوقت، حتى تقدر على التخطيط ليومك جيدًا، ومن خلال ذلك سيكون لديك الوقت الكافي للتعامل مع الفريق بعيدًا عن الضغوطات، والتفكير الجماعي في مختلف المواضيع التي ترغبون في نقاشها.
4- تعلم التواصل جيدًا مع زملائك
في النهاية تحتاج مهارة العمل ضمن فريق إلى امتلاك القدرة على التواصل الفعّال معهم. إذا كان بينكما قدر من التواصل الجيد، سيكون هناك إمكانية للتفاهم والنقاش حول الأمور المختلفة. على العكس من ذلك فإنّ غياب التواصل سيقضي على مهارة العمل ضمن فريق.
يُعدُّ الاستماع هو البناء الأساسي لعملية التواصل، فإذا حرصت على الاستماع جيدًا إلى الآخرين داخل العمل، سيزيد ذلك من قابليتهم للاستماع إليك. كما أنّ ذلك سيحسّن من فهمك لهم ولطريقة تفكير كلٍّ منهم، وبالتالي ستقدر على التعامل معهم بالطريقة الصحيحة.
من المهم أيضًا في العمل ضمن فريق أن تحرص على تقديم مشاركات فعالة، فلا تكتفِ بالتواجد مع الفريق في اجتماع بصمت أو عدم اهتمام بما يُقال، إذ قد يعطي ذلك انطباعًا بعدم تقديرك للفريق، وقد يؤثر على فاعلية التواصل بينكم.
5- احترم مداخلات الآخرين وأظهر الحماس لهم
من أهم الأمور التي تعزز من مهارة العمل ضمن فريق هي أن تحرص دائمًا على احترام مداخلات الآخرين، حتى إذا كنت تختلف معها. في هذه الحالة يمكنك مشاركة اعتراضاتك بطريقة بنّاءة، مع التركيز على نقد الأفكار لا الأشخاص مهما كان حجم الاختلاف.
أمّا إذا لاقت الأفكار إعجابك، فاحرص على إظهار حماسك لهم بطريقة إيجابية، والتفكير معهم في إضافات للفكرة تساهم في تحسين قوتها عند التنفيذ.
6- اعرض المساعدة على الفريق
يعتمد العمل ضمن فريق على التعاون المستمر مع الأفراد. يمكنك أيضًا ألّا تنتظر حدوث موقف يتطلب التعاون، بل احرص على تقديم المساعدة إلى الفريق، في الأمور التي تجدها ضمن قدراتك وسيكون لديك إضافات قوية بها. سيحسّن ذلك من علاقتك بفريقك، وسيجعلهم يفعلون المثل معك في حالة بحثت عن المساعدة.
7- شارك مع فريقك في أنشطة اجتماعية خارج العمل
من الأمور التي تساهم في تحسين مهارة العمل ضمن فريق هي أن تتواجد مع فريقك في أنشطة اجتماعية خارج العمل. إذ لا تقتصر العلاقة بينكم على الذهاب إلى الشركة للعمل فقط، بل يمكنكم تقوية العلاقة من خلال هذه الأنشطة، وستقدر من خلالها على استيعاب وفهم طريقة تفكيرهم، فتوظّف هذه المعرفة في المعاملات داخل العمل.
8- لا تتدخل في شئون زملائك بالعمل
هناك خيط رفيع بين العمل ضمن فريق وبناء علاقات قوية معهم، وبين تجاوز ذلك والتدخل في أمور قد لا تعنيك، لذا أنت بحاجة إلى الانتباه جيدًا لهذا الخط الفاصل وعدم تجاوزه أبدًا. احترم أمور زملائك في العمل، ولا تحاول أن تسأل عن أشياء غير التي تتعلق بالمشروع الذي تعملون عليه الآن.
هل يلغي العمل عن بعد قيمة مهارة العمل ضمن فريق؟
مؤخرًا أصبح العمل عن بعد أحد أهم الخيارات التي تلجأ إليها الشركات لتوظيف فريق عملها، سواءً من أجل تعزيز الخبرات وثقلها بكفاءات من مختلف الأماكن حول العالم، أو حتى لتوفير بعض التكاليف وتحسين ظروف العمل لأفراد الفريق. قد يظن البعض أنّ مهارة العمل ضمن فريق قد تختفي في هذه الحالة.
في الواقع إنّه في أثناء العمل عن بعد، تزيد قيمة العمل ضمن فريق عن الأمور المعتادة. إذ يتطلب التعاون مع أفراد الفريق مجهودًا أكبر في هذه الحالة، وقد يؤدي عدم وجود هذه المهارة إلى حدوث مشكلة أكبر، نتيجة عدم التفاهم جيدًا مع الزملاء، أو حتى الشعور الذي يترتب على التواجد بعيدًا عن الزملاء.
لذا، من المهم في حالة العمل عن بعد تعلّم كيفية تطوير مهارة العمل ضمن فريق، مع معرفة أهم الأدوات المطلوبة للعمل الجماعي، وكيف يمكن استثمار هذه الأدوات في تحسين التواصل والتعاون في أثناء تنفيذ المشاريع المشتركة مع فريق العمل.
كيف يمكنك إظهار مهارة العمل ضمن فريق للحصول على عمل؟
كما ذكرنا في المقدمة، تعد مهارة العمل ضمن فريق من أهم المهارات الشخصية، التي يرغب أصحاب العمل أو مسؤولو الموارد البشرية في التأكد من وجودها لدى الفرد. لذا، من ناحيتك فأنت في حاجة إلى إبراز هذه المهارة.
1- إظهار مهارة العمل ضمن فريق في السيرة الذاتية وخطاب التعريف
عندما تبدأ في تجهيز الجزء الخاصة بكتابة المهارات في السيرة الذاتية الخاصة بك، فمن المهم التفكير بشأن الطريقة المناسبة لكتابة مهارة العمل ضمن فريق. إذ يمكنك ألّا تكتفي فقط بكتابتها بالطريقة المعتادة، بل هناك طريقة أفضل لفعل ذلك، وهي التأكيد على امتلاكك لهذه المهارة بالفعل.
مثلًا في أثناء كتابة المهارة، يمكنك بجانبها سرد موقف أظهرت فيه مهارة العمل ضمن فريق، أو مثلًا كيف نجحت مع فريقك في إنجاز مشروعات أو مهام محددة. بالتالي سيفهم من يقرأ السيرة الذاتية أنّك فعلًا تملك مهارة العمل ضمن فريق؛ اعتمادًا على التجربة المذكورة.
إذا لم تتمكن من فعل ذلك في السيرة الذاتية، أو حتى تريد دعم ما كتبته بها، فيمكنك الاهتمام في أثناء كتابة خطاب التعريف (Cover Letter) أن تسرد بعض المواقف التي تظهر من خلالها قدرتك على العمل ضمن فريق، وأنّ ذلك هو خيارك المفضل للإنجاز.
2- إظهار مهارة العمل ضمن فريق في المقابلة الشخصية
بالطبع من أكثر أسئلة المقابلات الشخصية شيوعًا هي التي تهتم بتقييم المهارات والسلوكيات الخاصة بك، ومن المتوقع التطرق إلى مهارة العمل ضمن فريق، أو حتى مناقشة المحتوى الذي كتبته في السيرة الذاتية. لذا، يجب أن تجهّز مجموعة من المواقف مسبقًا، حتى يمكنك توظيفها في أثناء النقاش بالمقابلة. يمكنك الاعتماد على تقنية STAR في الإجابة عن هذه الأسئلة، حتى تضمن توضيح الأمر بالطريقة المثالية.
ختامًا، تعد مهارة العمل ضمن فريق إحدى المهارات الأساسية للنجاح في بيئة العمل، وبدونها قد تواجه الكثير من المشكلات في الانسجام والتأقلم مع فريقك، وقد يتأثر نموك الوظيفي بسبب ذلك. لذا، احرص على تطوير هذه المهارة باستمرار، وأن تقدر على تقديم أفضل ما لديك عند العمل ضمن فريق، فيكون الأمر بمثابة نقطة قوة لك تساعدك على تحقيق أفضل أداء داخل العمل.
المصادر: