ما هي استراتيجيات التعلم عن بعد وكيف تختار الأفضل
مع زيادة الاعتماد على التعليم والتعلم عن بُعد، أصبح هناك تطور دائم ومستمر في استراتيجيات التعلم عن بعد المختلفة التي يمكن استخدامها.
بالطبع يعتمد الأمر على تصميم العملية التعليمية بطريقة جيدة، تساعد على الاستفادة من استراتيجيات التعلم عن بُعد في تحقيق أفضل النتائج من العملية التعليمية.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك تطبيق التعليم عن بعد بفاعلية؟
إذًا كيف يمكنك تطبيق هذه الاستراتيجيات وما هي الاستراتيجية الأفضل لك؟ تابعم معنا لمعرفة كل التفاصيل.
كيف تختار استراتيجيات التعلم عن بعد المناسبة؟
في الواقع اختيار استراتيجيات التعلم عن بعد لا يعتمد فقط على الرغبات الشخصية، لكن على خطوات محددة، يمكن من خلالها تحديد هذه الاستراتيجيات، التي تساهم في تحقيق الهدف النهائي من التعلّم.
استراتيجيات التدريس في التعلم عن بعد
1- الأهداف التعليمية: ما هي الأهداف التعليمية النهائية المطلوب تحقيقها؟ إذ تتحكم هذه الأهداف في اختيار استراتيجيات التعلم عن بعد التي تساعد على تحققها. على سبيل المثال، الهدف التعليمي البسيط المقتصر على تعريف المتعلمين بمصطلح جديد، يختلف عن هدف معقد يتطلب إتقان العمل على مهارة ما.
2- الوقت المتاح للتعلّم: يختلف تقديم تجربة تعلّم في يومٍ واحد، عن الرغبة في تقديم تجربة مماثلة في أسبوعين، عن تلك التي تستغرق مدة العام الدراسي بأكمله. ومع اختلاف الوقت، يختلف استخدام استراتيجيات التعلم عن بعد المناسبة لهذه الفترات.
3- الموارد المتاحة: في النهاية تتحكم الموارد المتاحة باختيار استراتيجيات التعلم عن بعد، إذ كلّما كثرت هذه الموارد، تصبح هناك فرصة أكبر لاختيار استراتيجيات أكثر تنوعًا في العمل. مثلًا جودة الإنترنت، وجود فريق عمل مساعد، وهكذا.
أنواع استراتيجيات التعلم عن بعد
4- الحرص على المزج بين استراتيجيات التعلم عن بعد المختلفة: سنتحدث في الفقرات التالية عن ثلاثة أنواع من استراتيجيات التعلم عن بعد التي يمكن استخدامها. من الجيد وجود تنوع ومزج بين هذه الاستراتيجيات معًا في العملية التعليمية، من خلال الانتقال السلس بين هذه الاستراتيجيات.
لكن في الوقت ذاته من المهم تجنب المزج الذي يجعل المحتوى أكثر من قدرة استيعاب المتعلمين، إذ يؤدي هذا إلى التشتت. وفي النهاية تكتشف أنّك لم تتمكن من تحقيق أهدافك التعليمية. حاول قدر الإمكان جعل الأمر يحدث بانسيابية بالاعتماد على التدرج في المحتوى، حتى يعتاد المتعلمون على هذا الأمر.
5- التقييم الدوري لاستراتيجيات التعلم عن بعد: بعد الانتهاء من التحليل واختيار استراتيجيات التعلم عن بعد المناسبة، لا ينتهي الأمر هنا. بل لا بد من الحرص على تقييم هذه الاستراتيجيات دوريًا، ومن خلال ذلك تحديد مسألة الاستمرار عليها، أو تطويرها بشكل معين، أو حتى الانتقال إلى استراتيجية أخرى.
الآن لنلقي نظرة على كل استراتيجية من استراتيجيات التعلم عن بعد على حدة.
استراتيجيات التعليم عن بعد
1- التعليم التفاعلي المباشر
يعد التعليم التفاعلي المباشر إحدى أهم استراتيجيات التعليم عن بعد التي تستخدم الآن، إذ يوفر الفرصة للتعامل مباشرةً مع المتعلمين، والتفاعل معهم في أثناء تقديم المحتوى التعليمي. من أهم الخطوات لتطبيق هذا النوع:
الخطوة الأولى: اختيار المنصة المناسبة وشرحها للمتعلمين
توجد العديد من المنصات التي يمكن استخدامها الآن، سواءً زووم أو ميكروسوفت تيمز أو غيرها من المنصات. لذا، الخطوة الأولى في التعليم التفاعلي المباشر هي اختيار المنصة المناسبة.
تعد واحدة من أصعب تحديات تطبيق استراتيجيات التعليم عن بعد، هي عدم معرفة المتعلمين بكيفية استخدام المنصات المخصصة لذلك. لذا، قبل البدء يُفضل تقديم شرح شامل عن المنصة وكيفية استخدامها، فتتأكد من توافق المتعلمين مع التكنولوجيا المستخدمة، وعدم وجود مشكلات في عملية التعلم.
الخطوة الثانية: تصميم المحتوى التعليمي
من الأمور الشائعة في تطبيق التعليم المباشر، هي أنّ المسئول عن التعليم يأتي بالمحتوى الذي كان يقدمه في أرض الواقع، ويستخدمه دون أي تعديلات في التعليم الأونلاين. لكن في الواقع هذا الأمر ليس صحيحًا بالمرة، إذ حتى مع التشابه في المحتوى، لكن طريقة تقديم المحتوى يجب أن تختلف تمامًا.
إذ تعتمد استراتيجيات التعليم عن بعد على مبادئ مختلفة عن التعليم في أرض الواقع، مثلًا القدرة على الانتباه لفترة محددة، أو طريقة التفاعل، وكذلك أسلوب التعلم نفسه. لذا، لا بد من التركيز على تصميم المحتوى بالطريقة الملائمة.
الخطوة الثالثة: التفاعل مع المتعلمين
ينظر البعض إلى التعليم المباشر بطريقة خاطئة. إذ يكتفي فقط بالظهور على المنصة، وشرح المحتوى المطلوب بطريقة الإلقاء، دون أي تفاعل مع المتعلمين؛ ظنًا منه أنّ التفاعل لا يمكن من خلال المنصات المخصصة للتعليم، وأنّه لن تكون هناك استجابة من المتعلمين.
لكن في الواقع هذا الأمر ليس صحيحًا، إذ أثبتت مختلف استراتيجيات التعليم عن بعد القائمة على اللقاء المباشر أنّه يمكن الاستفادة منها في التفاعل مع المتعلمين. بل ربما تكون جودة التفاعل أفضل من أرض الواقع، إذ يمكنك الحصول على مشاركة الجميع من خلال خيارات مثل الدردشة أو استطلاعات الرأي وغيرها.
2- التعليم المسجل مسبقًا
يعد التعليم المسجل مسبقًا من استراتيجيات التعليم عن بعد القديمة التي يستخدمها الجميع، حتى لو كانوا لا يدركون ذلك بالفعل. يمكن الاعتماد على التعليم المسجل مسبقًا في حالة وجود إنترنت ضعيف، وبالتالي يمنع المتعلمين من التواجد باستمرار في تعلّم تفاعلي.
تعتمد استراتيجيات التعليم عن بعد المسجلة مسبقًا على استخدام موارد مختلفة، مثلًا: تسجيل المحتوى في فيديوهات، الاعتماد على دورات تعليمية موجودة بالفعل، ترشيحات الكتب، ترشيحات المقالات، وغيرها من المحتوى الذي يمكن الاستفادة منه في التعليم المسجل.
إذا كنت لن تعتمد على محتوى خاص بك، فتطبيق هذه الاستراتيجية أكثر سهولة وسرعة، إذ كل ما تحتاج إليه هو اختيار المصدر المناسب للتعليم. لكن هذا لن يحقق لك النتائج التي تريدها بدقة، إذ في النهاية هذا محتوى جاهز، تم إعداده بناءً على أهداف تعليمية أخرى، لا تلك التي تريد أنت تنفيذها.
لذا، قبل تطبيق استراتيجيات التعليم عن بعد المسجلة، تأكد من البحث جيدًا في المصادر المتاحة، وأنّ هناك مصادر تلائم أهدافك التعليمية. إذا لم تتمكن من العثور عليها، فالأفضل البدء في تسجيل المحتوى الخاص بك، الذي يساعدك على الأهداف التي تريد تحقيقها.
3- التعليم المدمج بين الاثنين
مع تطور استراتيجيات التعليم عن بعد، أصبح هناك فرصة للتعليم المدمج بين المباشر والمسجل. إذ يتيح لك هذا تقسيم المحتوى الخاص بك إلى أجزاء، لا تكون مضطرًا لإعدادها بنفسك، لكن يمكنك اللجوء إلى المصادر الموجودة لدعم عملية التعليم.
في الوقت ذاته لن تخسر قيمة التفاعل مع المتعلمين، إذ سيكون هناك جزء مخصص للقاء بينكم، وبالتالي يمكنك في هذا اللقاء ممارسة الأنشطة التفاعلية الخاصة بك. من خلال التعليم المدمج يكون بإمكانك تقديم محتوى أكثر عمقًا وتكاملًا. لذا، يتناسب هذا النوع مع التعليم الممتد لفترات طويلة.
لكن الشيء الأهم هو الحرص على عدم تكثيف المحتوى بطريقة مشتتة، تجعل المتعلمين يبتعدون عن الهدف الرئيس المطلوب تحقيقه. فالعبرة ليست في الكم أبدًا، لكنّها في الكيفية المناسبة للتطبيق، التي تساعدك على تحقيق أهدافك بطريقة ملائمة لك وللمتعلمين.
ختامًا، ليس ضروريّا النظر إلى استراتيجيات التعليم عن بعد بأنّ هناك واحدة أفضل من البقية، إذ كل شيء في النهاية يعود إلى تصميم المحتوى بطريقة صحيحة. لا تبدأ التخطيط بوضع استراتيجيات التعليم عن بعد، لكن ابدأ من خطوة تحديد الأهداف التعليمية، وكذلك تحديد احتياجات المتعلمين.
من خلال ذلك، سيكون لديك نظرة أكثر شمولية بشأن اختيار استراتيجيات التعليم عن بعد المناسبة، وليس شرطًا أن يكون ذلك من خلال التعليم المدمج كما يظن البعض، فالأهم هو ما يحقق الهدف النهائي، حتى لو كان التعلّم سيقوم فقط على لقاء أسبوعي للنقاش، أو اختيار كتاب محدد لتصفحه والتعلم من محتواه. تذكّر؛ العبرة دائمًا بالتصميم الناجح، لا بالكم في المحتوى.
المصادر: