كيف يمكنك تطبيق التعليم عن بعد بفاعلية؟
لا يخفى على أحد القيمة الكبيرة التي يحققها التعليم عن بعد ، إذ يمكن من خلاله تحقيق العديد من الأهداف التعليمية. بالنسبة للعديد من المؤسسات، يُستخدم هذا النوع بالفعل كجزء من عملية التعلم، حتى لو كانت قائمة بالأساس على التعلّم المباشر في مكان التعليم. إذن كيف يمكنك تطبيق التعليم عن بعد بفاعلية؟
ما هو التعليم عن بعد؟
يشمل التعليم عن بعد جميع الأنشطة التي يمكن ممارستها، دون الحاجة إلى التواجد في الموضع ذاته. بالطبع ذاع صيت التعليم عن بعد نتيجة لظروف أزمة كورونا، لكن في الحقيقة، فهذا النوع مهم دائمًا، ولذلك يجب استخدامه في جميع الأوقات.
يظن البعض أنّ تطبيق التعليم عن بعد يعتمد فقط على اللقاءات المباشرة، من خلال تطبيقات مثل زووم أو ميكروسوفت تيمز أو غيرها من التطبيقات المناسبة لتلقي المحتوى التعليمي. وهذا يعد أحد جوانب التعليم عن بعد، الذي يمكننا تقسيمه إلى نوعين أساسيين:
- التعلّم التفاعلي: يشمل التعلّم التفاعلي الأنشطة القائمة على تواجد الطرفين معًا. أي أنت كمعلم، مع الأطراف المعنيين بالعملية التعليمية. وهذا الشكل الذي تحدثنا عنه، الذي يحدث من خلال زووم أو غيرها من التطبيقات.
- التعلّم غير التفاعلي: لا يشمل هذا النوع بالضرورة التفاعل بين الطرفين. إذ يعتمد بالأساس على تقديم محتوى مجهّز مسبقًا، وترك المتعلم ليشاهده أو يقرأه في الوقت الذي يريده. يعد هذا جزءًا من عملية التعليم عن بعد، إذ تُصمم العملية التعليمية بالاعتماد على النوعين. كلّما كنت قادرًا على التنويع بينهما بطريقة مناسبة، ستقدر على تحقيق نتائج أفضل.
كيف يمكنك تصميم التعلّم التفاعلي؟
يستخدم التعلّم التفاعلي في جميع المجالات، سواءً في الفصول الدراسية، أو الدورات التعليمية، أو التدريبات التخصصية. إذ يعطي فرصة للتفاعل بين طرفي العملية التعليمية، وهو ما يزيد من قيمة التعليم عن بعد، ويجعله يحقق نتائج كما لو أنّ الأمر يحدث في الواقع. ليتحقق ذلك، هناك بعض الخطوات المطلوب تنفيذها:
1- اختيار المنصة المناسبة: تعد الخطوة الأولى لضمان فاعلية التعليم عن بعد، هي اختيار المنصة المناسبة للتعلّم. إذ مع وجود العديد من المنصات، ليس ضروريًّا إجادة الجميع لكل المنصات في الوقت ذاته. بالتالي، أنت بحاجة إلى معرفة الخيارات المتاحة، ومن ثم تحديد المنصة.
في بعض الأحيان، قد لا يعود القرار لك على المستوى الشخصي، لكن أيضًا للمسؤولين عن المؤسسة التعليمية، إذ يكون لديهم اختيار محدد يُستخدم بواسطة الجميع، نتيجة لعوامل الأمان والتكلفة وغيرها من المؤثرات على عملية الاختيار.
2- الاستفادة من الخيارات التي تتيحها المنصة للتفاعل: مع شيوع منصات التعليم عن بعد، لكن لا يزال البعض غير قادر على تحقيق الاستفادة القصوى من خلالها. ببساطة، يعد التفاعل الجزء الأهم لنجاح عملية التعلّم، وفي عالم الإنترنت، يشعر البعض بصعوبة تطبيق مبادئ التفاعل.
لكن في الحقيقة هذا ليس صحيحًا، يمكنك تطبيق التفاعل بطريقة إيجابية جدًا. في البداية أنت بحاجة إلى فهم كل شيء عن المنصة، وما هي الخيارات التي تتيحها لك للتفاعل مع المتعلمين. ربما تتشابه المميزات، لكن يختلف تطبيقها من منصة لأخرى.
مثلًا من خلال زووم، ستجد هناك خيارات مهمة مثل تقسيم الأفراد إلى غرف جانبية، وهي بمثابة ورش عمل مصغّرة أثناء التعليم عن بعد، تشعرك وكأنّك موجود مع الأفراد في قاعة على أرض الواقع. فتصبح النتيجة النهائية هي ضمان التفاعل الجيد مع المتعلمين.
3- تصميم المادة العلمية جيدًا: يدور كل شيء في التعلّم حول التصميم الجيد للمادة العلمية. بالطبع هناك خطأ شائع، وهو استخدام نفس التصميم الخاص بأرض الواقع، نتيجة لتشابه المحتوى. الصواب هو التفكير في الآلية المناسبة لتطبيقها في أثناء التعليم عن بعد، وذلك لضمان تحقيق نتيجة إيجابية ومؤثرة.
كيف يمكنك تصميم التعلّم غير التفاعلي؟
يعد التعلّم غير التفاعلي جزءًا رئيسيًا من عملية التعليم عن بعد، فهو بالنسبة لك قد لا يتطلب مجهودًا كبيرًا، فقط تضمين المصادر المناسبة التي سيعتمد عليها المتعلمون، كما أنّه يضمن فاعلية أكبر من التعلّم، نتيجة لزيادة موارد التعليم المتاحة. من أهم خطوات تصميم التعلّم غير التفاعلي:
1- العودة إلى تصميم المادة العلمية: يمكنك البدء من المادة العلمية، ومعرفة ما هي الأجزاء التي يمكنك الاعتماد على التعلّم غير التفاعلي في شرحها؟ مثلًا، جزئية معينة لن تشرحها، لكن ستحيل المتعلمين إلى كتاب لقراءته حول هذا الموضوع، والنقاش على ذلك في بداية اللقاء القادم.
2- تحديد المصادر المناسبة لكل جزئية: بالطبع ليس شرطًا الاعتماد على الكتب فقط في التعلّم غير التفاعلي، في أثناء التعليم عن بعد. بل يمكنك إضافة العديد من المصادر المناسبة، التي تمنحك تنوعًا وثراءً في النتيجة، وتضمن استجابة الجميع لها. إذ الشخص الذي لا يقرأ الكتب، سيجد فرصة لمشاهدة فيديوهات، وهكذا.
3- اختيار الأفضل: يجب عليك إجراء مفاضلة بين المصادر، ومن ثم تضمين أفضلها بناءً على الأهداف التعليمية الخاصة بك. سيضمن لك هذا التكامل في المحتوى، وفاعلية عملية التعليم عن بعد بالنسبة للمتعلمين، وتحقق جميع الأهداف التي ترغب بها.
كيف يمكنك الجمع بين الاثنين في التعليم عن بعد؟
كما ذكرنا، في الوقت الحالي يفضل العديد من الأشخاص الاعتماد على النوعين معًا، وهذا الأمر هو الأفضل. لكن يجب فعل ذلك بذكاء، حتى لا يتحول الأمر إلى حشو وإضافة محتوى لا يقدّم فائدة، لكنّه يسبب التشتت للمتعلمين. لذا، يمكنك الجمع بين الاثنين في أثناء التعليم عن بعد بالخطوات التالية:
1- التصميم المتكامل: لا توجد نصيحة إلزامية بشأن تصميم المادة التعليمية، فالأمر يعود لك ولرؤيتك ولأهدافك التعليمية. لكن النصيحة الأساسية هي التفكير في التكامل بين النوعين، لا فقط اختيار الأسهل بالنسبة لك. فبدلًا من جعل الأمر قائما على ترشيح كتاب في جزئية تشعر أنّها ستأخذ منك مجهودًا أكبر، يمكنك فعل ذلك بناءً على التصميم الجيد لعملية التعليم عن بعد.
فكّر جيدًا في الأجزاء التي سيحتاج المتعلمون إلى تعلّمها في أثناء تواجدهم معك، وذلك حتى تضمن وصول المعلومات بالشكل المناسب. وما هي الأجزاء التي ترى أنّ إحالتهم فيها ستكون هي الاختيار الأفضل، لتوفير الوقت ولتحقيق كفاءة أعلى.
2- التجربة: لا يمكنك الاكتفاء فقط بالتصميم في المرة الأولى، والثبات على ذلك بدون تعديلات أو إضافات. هذا الأمر سيؤثر على الجودة التي تحققها. والصواب هو تجربة التصميم، ثم بعد ذلك تقييم العملية والنتائج التي حققتها، وكيف ساهمت اختياراتك للمحتوى في تحقيق أهدافك.
3- التعديل والتطوير: بعد الانتهاء من التجربة، يمكنك البدء في تعديل تصميم عملية التعليم عن بعد، واتّخاذ الإجراءات الصحيحة للتطوير، من خلال إمّا الإبقاء على الجزئيات كما هي مع تغيير الطريقة المستخدمة. وإمّا تعديل الجزئيات والتبديل بين التعلّم التفاعلي والتعلّم غير التفاعلي. بالطبع يجب الاستمرار في تكرار الخطوتين حتى تصل إلى النموذج الأفضل.
ختامًا، يحتاج تطبيق التعليم عن بعد إلى فكر ورؤية، لا مجرد تقليد واستخدام الأدوات السهلة في التنفيذ. لذا، ركّز على تصميم العملية التعليمية بالشكل المناسب، واجمع بين نوعي التعليم عن بعد معًا، حتى تضمن تحقيق أفضل النتائج.