10 خطوات تساعدك على تطوير الذات
يُعدّ تطوير الذات أحد أهم الأمور التي تحتاج إلى تفكير واهتمام دائم، إذ في الواقع لن يكون بإمكانك تحقيق أي شيء، سوى بامتلاك القدرة على تطوير الذات بطريقة إيجابية، فالأمر مهم جدًا في سبيل الوصول إلى أهدافك التي تحلم بها. في هذا المقال سنتحدث عن 10 خطوات تساعدك على تطوير الذات.
لماذا نحتاج إلى تطوير الذات في حياتنا؟
لا يحاول البعض العمل على تطوير الذات، فهم يكتفون بما حققوه الآن، ويشعرون بالسعادة لذلك. لكن في الواقع هذا ليس التصرف المثالي، إذ يعد تطوير الذات أمرًا أساسيًّا لا بد للجميع من التفكير به، وذلك للأسباب التالية:
1- تحقيق أهدافك العملية: إذا كنت تسعى إلى تحقيق نجاحات لحياتك العملية والمهنية، فأنت بحاجة إلى تطوير الذات حتى تكون قادرًا على التطور، ومن ثم تحسّن أداءك في المهام المختلفة. هذا سيقودك إلى الوصول إلى مستوى متميز من النجاح.
2- مواكبة التطور: حتى إذا لم تكن لديك أهداف معينة ترغب في تحقيقها، فأنت على الأقل بحاجة إلى مواكبة التطور. إذ يوميًا هناك تحديثات وإضافات لكل مجال، وبعضها يصبح جزءًا من عملك سريعًا، بالتالي من خلال تطوير الذات سيكون بإمكانك متابعة التطورات والاستعداد لها جيدًا.
3- الشعور بالإنجاز الشخصي: في النهاية، يخلق تطوير الذات شعورًا جيدًا نحو أنفسنا، وكذلك يزيد من إحساسنا بالإنجاز الشخصي في حياتنا. عندما تتعلم شيئًا جديدًا، ستشعر بإضافة طيبة لذاتك. لذا، هناك العديد من الفوائد من تطوير الذات، تجعله أولوية في حياتك.
10 خطوات تساعدك على رحلة تطوير الذات
بالطبع يتطلب السعي إلى تطوير الذات وجود خطوات عملية، يمكن تطبيقها في أرض الواقع، من أجل الوصول إلى الهدف النهائي. إليك الخطوات العشر في رحلة تطوير الذات:
1- تحديد جانب تطوير الذات المستهدف
توجد العديد من الأشياء التي ربما نحتاج إلى تغييرها في أنفسنا. بالتأكيد لن نعمل على جميع هذه الجوانب معًا، بل سنختار الجوانب الأكثر أهمية بالنسبة لنا. سيساعدنا هذا على التركيز على ما نريد فعله، ويتفق مع أهدافنا وتطلعاتنا للفترات القادمة. لذا، الخطوة الأولى هي البدء بتحديد جوانب تطوير الذات المستهدفة.
2- وضع خطة تطوير الذات
بدون الخطة أنت لا تملك أي شيء. لذا، بعد معرفة الهدف النهائي، يجب أن تبدأ في وضع خطة كاملة من أجل تطوير الذات. يشمل ذلك:
- الأهداف النهائية التي ترغب في الوصول إليها عند الانتهاء من رحلة تطوير الذات.
- التوقيت الذي قررت تخصيصه للعمل على تطوير الذات.
- المصادر التي ستعتمد عليها في تطوير الذات بناءً على أهدافك. مثلًا دورات تعليمية أو كتب أو فيديوهات معينة.
- الأدوات التي يمكنك استخدامها وستفيدك في الرحلة، مثل أدوات تنظيم الوقت.
- التقنيات المختلفة في تطوير الذات، مثل تقنية البومودورو لتنظيم المهام.
3- البدء سريعًا وعدم الانتظار
أفضل وقت للبدء في أي شيء هو الآن، إذ ما فائدة انتظار وقت معين؟ لا تحاول إقناع نفسك أنّك ستبدأ رحلة تطوير الذات غدًا، أو ربما في مطلع الأسبوع الجديد، أو كجزء من خطة الشهر القادم. كل هذه الأشياء ستجعلك لا تتحرك وتجلس منتظرًا بلا فائدة. لذا، الأفضل لك هو البدء سريعًا وعدم انتظار أي شيء ليحدث معك.
4- التركيز على الخطوات البسيطة
تعلّم دائمًا أنّ كل هدف كبير، تحقق بسبب وجود بعض الأهداف الصغيرة، وأنّك بالتأكيد لن تصل إلى النقطة الأخيرة، دون المرور بمجموعة من النقاط الأخرى في الطريق. لذا، ركّز دائمًا على خطواتك البسيطة في كل مرة، لا تنظر إلى الأمر بأنّك تبحث عن تطوير الذات لحظيًا، فهذا الشيء غير موجود، بل يتطلب الأمر مجهودا ومحاولات مستمرة للوصول إلى النتيجة المطلوبة.
5- تقبل التغيير
التغيير صفة الواقع الحالي. لذا، يجب أن تتقبل هذا التغيير دائمًا، وألّا تجعل الأمر يشعرك بالإحباط أو الضيق أو أي شيء. فأنت إذا فعلت ذلك، قد تجد نفسك تخسر شغفك ورغبتك في تحقيق الأهداف، نظرًا لشعورك بأنّه بعد بذل مجهود في تطوير الذات، يحدث تغيير يجعلك تسعى إلى المزيد. لكن انظر للأمر على أنّه فرصة لتجعل تطوير الذات جزءًا دائمًا في حياتك.
6- تقدير الذات ومكافأتها
من المهم أن تتعلم تقدير ذاتك باستمرار، ومكافأتها عندما تحقق خطوة معينة. مثلًا كلّما أنهيت واحدة من الخطوات البسيطة التي تحدثنا عنها، يمكنك مكافأة نفسك على ذلك. أو يمكنك أيضًا خلق نقاط أساسية في رحلتك، عندما تصل إليها تبدأ في الاحتفال. أيًا تكن طريقتك في التقسيم، لكن ركّز على وجود طريقة دائمًا من أجل تقدير الذات.
7- تحدَّ نفسك في تطوير الذات
في النهاية أنت تسعى إلى تطوير الذات أي إضافة مهارات وأفكار وخبرات جديدة. بالتالي، وجود التحديات سيجعلك أكثر رغبة في تنفيذ خطة تطوير الذات الخاصة بك. لذا، اجعل هناك مجموعة من التحديات في الخطة، التي تعرف أنّها ستحفزك أكثر للعمل، وستجعل إنتاجيتك تتحسن، فتشعر بالإنجاز عند عبورك من أحد التحديات.
8- التركيز على ذاتك فقط لا الآخرين
من المفترض أنّ تطوير الذات هو شيء خاص بك فقط. لذا، تذكّر هذا باستمرار وركّز على ذاتك، دون إجراء أي مقارنات مع الآخرين من حولك. إذ لكل شخص تفاصيل خاصة به، ورحلة مختلفة عن الآخرين. عندما تقارن نفسك مع غيرك، قد يدخل إليك شعور بعدم الرضا عن ذاتك، وهو ما قد يؤثر على محاولاتك في تطوير الذات ويجعلك تتوقف.
9- تجنب الأفكار السلبية
تأتي الأفكار السلبية إلينا باستمرار بالتأكيد، وتقنعنا أنّه لا يمكننا فعل هذا الشيء، وهو الأمر الذي ينعكس على محاولاتنا، فتصبح باهتة أحيانًا وتؤثر على رغباتنا في تطوير الذات سلبًا. لذا، أنت بحاجة إلى طرد وتجنب هذه الأفكار السلبية، لما لها من أثر سلبي على حياتك.
10- المحاولة المستمرة وعدم الاستسلام
لا تظن أنّ الرحلة ستكون سهلة طوال الوقت، وأنّ محاولاتك ستنجح باستمرار. في الواقع، قد تتعرض لبعض المحاولات والتجارب الفاشلة، لكن لا بأس بذلك، استمر على محاولاتك مهما كان الوضع، وإياك والاستسلام. في النهاية ستجد أنّك تتعلم أشياء جديدة من جميع التجارب الفاشلة قبل الناجحة، وسينعكس ذلك على تطوير الذات واكتسابك للمهارات المختلفة.
4 سلوكيات تحتاج إلى تجنبها أثناء تطوير الذات
ستضعك هذه الخطوات العشر على الطريق الصحيح لبدء رحلة تطوير الذات. إلى جانب ذلك، هناك بعض السلوكيات الخاطئة التي ستحتاج إلى تجنبها من أجل النجاح:
1- الانتظار لحدوث شيء
يعد الانتظار من أسوأ الأشياء التي يمكنك القيام بها لحياتك. إذ كيف يمكن أن يتغير الوضع وأنت تجلس في مكانك بدون فعل أي شيء؟ بالتأكيد لن يحدث هذا أبدًا. لذا، لا تنتظر حدوث شيء معين ليجعلك تبدأ في تطوير الذات. بل اسعَ إلى بدء رحلتك أنت سريعًا في أقرب وقت ممكن.
2- عدم طلب المساعدة من الآخرين أو التعلّم من تجاربهم
أنت لا تتواجد في هذه الحياة بمفردك، وبالتالي هناك العديد من التجارب لأشخاص آخرين من حولك، فلماذا لا تفكّر في الاستعانة بهم وطلب المساعدة؟ أو حتى تعلّم الدروس المستفادة من تجاربهم.
الاعتقاد أنّك لا تحتاج إلى أحد، أو أنّ طلب المساعدة يقلل منك بأي شكل من الأشكال هو اعتقاد خاطئ، بل في الكثير من الأحيان يكون الحل المناسب هو اللجوء إلى الآخرين؛ بحثًا عن المساعدة. فلا تعمل على رحلة تطوير الذات بمفردك واستعن بالآخرين.
3- عدم تحمّل المسئولية ولوم الآخرين على ما يحدث معك
تذكّر أنّك أنت المسئول عن أفعالك وتجاربك، فإذا بدأت فلا تحاول أبدًا لوم الآخرين على أحداث حياتك. لوم الآخرين هو أحد السلوكيات التي تجعلك لا تتحمل مسؤولية أخطائك، ودائمًا ترى أنّ الآخرين هم المسؤولون، والنتيجة النهائية هي أنّك لا تتعلم أي شيء، وفي الوقت ذاته يتولد لديك شعور سيئ نحو الآخرين. بدلًا من ذلك تحمل مسؤولية نفسك بالكامل، ولا تلقِ باللوم على أحد لأي حدث.
4- عدم الإيمان بذاتك
السلوك الأخير الذي يجب تجنبه في تطوير الذات، وربما هو السلوك الأهم، هو أنّك بحاجة إلى التوقف عن عدم الإيمان بذاتك. عندما تقرر من داخلك أنّك لن تقدر على النجاح، سيؤدي ذلك إلى صعوبة الأمر بالفعل، وستدخل إليك العديد من الأفكار والمشاعر السلبية. بدلًا من ذلك، آمن بذاتك ومحاولاتك ومجهوداتك، وتقبل الأمر أيًا تكن النتيجة.
ختامًا، تحتاج رحلة تطوير الذات إلى المجهود، لكنّ الفوائد التي ستجنيها تعوّض هذا الأمر تمامًا. بالتالي، إذا لم تكن قد بدأت رحلة تطوير الذات الخاصة بك، فيمكنك فعل ذلك سريعًا، لتضع نفسك على طريق النجاح الصحيح.
المصادر: