كيف تحافظ على مساحتك الشخصية دون إفراط أو تفريط؟
الحدود الشخصية أمرٌ ضروري للعلاقات الصحية، وحياة متوازنة. وضع الحدود والحفاظ عليها مهارة يفتقر إليها الكثير منا. هذه المهارة تحتاج إلى الحفاظ على مساحتك الشخصية وعدم خسارة علاقتك مع من تحب بالإضافة إلى احترام حدود الطرف الآخر في نفس الوقت. هذه معادلة صعبة وتحتاج إلى مستوى عالٍ من الذكاء الاجتماعي لإنجاح العلاقة. نقدم لك بعض النصائح لوضع الحدود الصحية والحفاظ عليها دون إفراط أو تفريط.
-
حدد ما هي المساحة التي تتطلع إليها
لا يمكنك وضع الحدود إذا كُنتَ غير متأكِّد من ماهيّتها. لذلك يجب عليك أولاً أن تحدد حدودك الجسدية والعاطفية والعقلية والروحية. ضع في اعتبارك ما يمكنك تحمّله وتقبله وما الذي يجعلك تشعر بعدم الارتياح أو التوتر حيث "تساعدنا هذه المشاعر على تحديد حدودنا".
-
حدد مشاعرك
يجب أن تسأل نفسك: ما الذي يزعجني في التفاعل مع هذا الشخص؟
الاستياء عادة "يأتي من استغلالك أو عدم تقديرك"، غالبًا ما يكون هذا الشعور علامة على أننا ندفع أنفسنا إلى تعدي حدودنا لأننا نشعر بالذنب ونريد أن نكون أشخاصاً صالحين وجيدين للطرف الآخر، أو أن شخصًا آخر يفرض توقعاته أو آراءه أو قيمه علينا.
فعندما يتصرف شخص ما بطريقة تجعلك تشعر بعدم الارتياح، فهذا دليل لنا أنه قد ينتهك أو يعبر الحدود.
-
كن مباشراً وواضحاً
مع بعض الأشخاص، لا يتطلب الحفاظ على حدودك حواراً مباشراً وواضحاً لأن أحيانًا يوجد في حياتنا أشخاص متشابهون معنا في أساليب الاتصال ووجهات نظرهم وشخصياتهم ونهجهم العام في الحياة، لذلك نتعامل معهم بشكل مشابه ومريح.
ولكن مع آخرين، مثل الذين لديهم شخصية أو خلفية ثقافية مختلفة، ستحتاج إلى أن تكون أكثر مباشرة عند التحدث عن حدودك.
على سبيل المثال، في العلاقات العاطفية، قد يحتاج الشركاء إلى التحدث بشكل مباشر وواضح عن الأوقات التي يحتاجون فيها إلى الحفاظ على مساحتهم الشخصية وتقضية وقت بمفردهم بعيدًا عن الوقت الذي يقضيانه معًا.
-
تصالح مع مشاعرك واحتياجاتك
إن الخوف والشعور بالذنب والشك بالنفس من المآزق الكبيرة التي يقع بها الشخص ولا يستطيع التغلب عليها بسهولة. قد نخشى رد فعل الشخص الآخر إذا وضعنا حدودنا وفرضناها. قد نشعر بالذنب عند التحدث أو قول "لا" لأحد أفراد الأسرة. يعتقد الكثيرون أنه يجب أن يوافقوا على كل ما يقال لهم كي يكونوا صالحين، على الرغم من أن شعورهم الحقيقي هو الرفض وإحساسهم بالاستنزاف أو الاستغلال. وقد نتساءل عما إذا كنا نستحق حتى أن تكون لدينا حدود في المقام الأول.
الحدود ليست مجرد علامة على علاقة صحية. إنها علامة على احترام الذات، لذا امنح نفسك الإذن بوضع حدود والحفاظ عليها.
-
الوعي الذاتي
إذا لاحظت أنك لا تحافظ على حدودك، فيحب أن تسأل نفسك: ما الذي تغيّر؟ أو "ما هو الموقف الذي يجعلني أشعر بالاستياء أو التوتر؟" ثم، فكر في خياراتك: "ماذا سأفعل حيال الموقف؟ ما الذي يمكنني التحكم فيه؟".
إدراكك لموقفك وتحديد مشاعرك ووعيك الذاتي هو من علامات النضج ويجعلك تفهم نفسك وتكتشفها ويساعدك على حل أي موقف تواجهه من خلال الرؤية الواضحة.
-
انظر في ماضيك وحاضرك
قد تكون بيئتك التي نشأت فيها غير صحية مما يساعدك على قبول انتهاك حدودك بعدما كبرت. كما أن البيئة التي تعيش فيها في الحاضر سواء كان عملاً أو تمرينًا أو جامعة، تشكل شخصيتك وبالتالي حدودك. فقد تكون بيئة سامة تجعلك تشعر بالذنب عند فعل شيء عكس توقعات الآخرين فتظل حبيسًا لهذا الشعور. قد يكون من الصعب أن تكون الشخص الوحيد أو من ضمن القليل الذين يحاولون الحفاظ على حدود صحية، لذلك من المهم أن تفهم وتحدد ما تريده وما يريحك بعيدًا عن توقعات الآخرين، فهذا تكريم لنفسك واحترام لها.
-
الرعاية الذاتية أولوية
تذكروا أن: "حاجتنا ودوافعنا لوضع الحدود أهم من أي شيء آخر". تعني الرعاية الذاتية أيضًا إدراك أهمية مشاعرك وتكريمها. هذه المشاعر بمثابة "إشارات مهمة حول ما يجعلنا سعداء وغير سعداء".
ضع نفسك أولاً واهتم بها وحافظ على طاقتك وراحة بالك ونظرتك الإيجابية للأمور فهذا سيساعدك على أن تحب الآخرين بشكل أفضل. فعندما نكون في حال أحسن، يمكننا أن نكون زوجًا أو زميل عمل أو صديقًا أفضل".
-
اطلب المساعدة
إذا كنت تواجه صعوبة في التعامل مع مساحتك الشخصية وحدودك، اطلب المساعدة، سواء من متخصص أو استشارة من صديق قريب أو أحد أفراد العائلة. أو أصدقاء حميمين.
-
كن حازماً
لا يكفي وضع الحدود، فمن المهم التواصل بحزم مع الشخص الآخر عندما يتخطى حدوك ومساحتك الشخصية.
أخبر الشخص الآخر بطريقة محترمة بما يزعجك وأنه يمكنكما التعامل معاً لحل هذا الأمر.
-
خذ خطوات صغيرة
مثل أي مهارة، عليك التدريب أولاً وأخذ خطوة صغيرة والتوسع بشكل تدريجي. ابدأ أولاً بحدود صغيرة لا تشكل تهديدًا لك، ثم حاول أن تزيدها تدريجيّاً إلى حدود أكبر وأكثر أهمية. يتطلب وضع الحدود الشجاعة والممارسة، وتذكر أنها مهارة يمكنك إتقانها.
-
استمع إلى حدسك
يمكن أن تساعدك غريزتك وحدسك في تحديد متى ينتهك شخص ما حدودك. يقول كينيدي: "استمع إلى جسدك (معدل ضربات القلب، والتعرق، وضيق الصدر، والمعدة، والحلق) لتخبرك بما يمكنك التعامل معه وأين يجب وضع الحدود".
-
ما هي قيمك الأخلاقية؟
إن حدودك تتعلق أيضًا بفلسفتك الأخلاقية. يوصى بتحديد 10 قيم مهمة ورتّب أولوياتك وضعها نصب أعينك. فكر في عدد المرات التي تتعرض فيها تلك القيم للتحدي أو الانتهاك بطريقة تجعلك تشعر بعدم الارتياح وسيتيح لك هذا معرفة ما إذا كانت لديك حدود قوية وصحية أم لا.
كيفية التعرف على حدود الآخرين واحترامها
إذا كنت تريد أن يحترم الآخرون حدودك، فيجب أن تكون مستعداً ومتفهماً معرفة حدودهم واحترامها.
فيما يلي ثلاث قواعد يجب اتباعها لمساعدتك على احترام حدود الآخرين:
-
راقب الإشارات
تُعد ملاحظة الإشارات الاجتماعية طريقة رائعة لتحديد حدود الآخرين؛ فعلى سبيل المثال، عندما تتحدث مع شخص ما ويتراجع للخلف عندما تتقدم نحوه للأمام، فهذه علامة أن هذا الشخص لا يرتاح مع فكرة تواجدك بهذا القرب منه.
-
كن متفهمًا لردود الأفعال المختلفة عند وضع الحدود
ستكون الإشارات متنوعة بشكل كبير لأن كل شخص له صفاته المختلفة عن الآخر وبالتالي ضع في اعتبارك أيضًا أن بعض الأشخاص قد يستخدمون إيماءات معينة طوال الوقت، أو قد لا يقدمون إشارات، أو قد يكون لديهم إشارات مختلفة عنك، وبالتالي قد لا يلتقطون التفاصيل الدقيقة لإشاراتك.
-
اسأل
لا تقلل من قوة السؤال، يمكنك الاستفسار عن حدود من أمامك (عما إذا كان العناق مقبولًا له أم يمكنك طرح سؤال شخصي أم لا) من خلال أن تسأل أولا قبل اختراق مساحته فهذه طريقة واضحة ومباشرة وناضجة وتوفر الكثير من العناء والوقت وتعكس مدى احترامك للشخص والاهتمام به.