في الوقت الحالي، أصبح تعلّم اللغات جزءاً رئيساً من قابلية النجاح في سوق العمل. لا سيّما مع تطلبه لأشخاص يجيدون لغات محددة، كما أنّ التعلم يجعل الشخص أفضل في حياته بالتأكيد. لذا، في هذا المقال سنركّز على شرح آلية تعلم لغة جديدة في خطوات سهلة وبسيطة.
النصيحة الأولى: حدّد أهدافك من تعلّم اللغة
لا يُمكنك النجاح في شيء دون تحديد أهدافك. هذه قاعدة ثابتة للنجاح، لا سيّما مع التحديات الجديدة التي نخوضها في الحياة، فنحتاج إلى وجود موجّه يساعدنا في التحرك نحو الطريق الصحيح. لذا، الخطوة الأولى هي تحديد الأهداف المطلوبة، مع جعلها قابلة للقياس، حتى يمكنك معرفة مدى قدرتك على تحقيق النجاح.
- كتابة الأهداف: يُفضل تسجيل أهدافك بشكل مكتوب، بدلًا من الاكتفاء بمعرفتها شفهيًا. عندما تكتب أهدافك بشكل مفصل ومحدد، وتضعها في مكان تراه بشكل مستمر، حتى يحفزك ذلك طوال الوقت. حتى تكون أهدافك مفصلة ومحددة، فالأفضل وضع نتيجة ملموسة ولها وقت للتنفيذ. مثلًا تعلّم 50 كلمة جديدة من اللغة المستهدفة خلال الشهر الحالي.
- قسّم أهدافك: بدلًا من التركيز على الهدف النهائي، من الأفضل تقسيم أهدافك إلى أهداف صغيرة، يمكنك تحقيقها على المدى القريب. سيساعدك ذلك على الشعور بالإنجاز والتقدم في التعلّم، بدلًا من الانتظار حتى تحقيق الهدف النهائي.
- تحدَّ نفسك: عندما تضع أهدافك للتعلّم، حاول تحدي نفسك في رحلة التعلّم، وقرّر أنّك ستتمكن من تحقيق ما تريده، بل والتفوق على ذاتك. سيجعلك هذا تسعى دائمًا إلى تقديم أفضل ما لديك أثناء التعلّم.
النصيحة الثانية: تعلّم الكلمات الصحيحة
تتكون اللغات من عدد كبير جدًا من الكلمات، ومن الصعب تركيز التعلّم عليها كلها. في الوقت ذاته، لن تمنحك هذه الكلمات جميعها الفائدة المطلوبة. لذا، بدلًا من ذلك، يمكنك التركيز على معرفة الكلمات الأكثر أهمية بالنسبة لك، أي الكلمات التي تمثل جزءًا أساسيًا من اللغة، وتستخدم في أغلب النصوص.
على سبيل المثال، إذا كنت تتعلم اللغة من أجل استخدامها في الأعمال، فسيكون مفيدًا بالنسبة لك معرفة الكلمات التي تُستخدم كثيرًا في مجالك، مع المفردات الرئيسية للغة. سيساعدك ذلك في إجادة ما تريده في وقت قصير جدًا من التعلّم.
النصيحة الثالثة: ادرس بذكاء
لا يتعلّق الأمر فقط بالدراسة لفترة طويلة وبجهد، لكن بفعل ذلك بذكاء. لذا، يمكنك الاستعانة ببعض الطرق التي من شأنها المساعدة في زيادة سرعة التعلّم بالنسبة لك. من بين هذه الاستراتيجيات الفعّالة:
- تعلّم من المرئيات: يوجد الكثير من الأفراد الذين تمكنوا من إجادة اللغات، من خلال اعتمادهم على مصادر المعرفة، مثل مشاهدة الفيديوهات أو الاستماع إلى الأغاني. يؤدي ذلك إلى سرعة ثبات الكلمات في الذهن، وربطها مع الصورة المرئية.
- استخدام الكلمة مع اللغة الأم: إذا كنت تسعى إلى تعلّم اللغة الإنجليزية مثلًا، ودرست كلمات جديدة، يمكنك استخدام هذه الكلمات مع اللغة الأم. مثلًا صياغة جملة كاملة بالعربية، ثم وضع الكلمة الإنجليزية في سياق مناسب داخل الجملة.
كمثال على ذلك، إذا كانت الكلمة الجديدة هي Club أي نادي. يمكنك عند الخروج إلى النادي قول "سأذهب إلى الـClub مع أصدقائي". عندما تطبّق الكلمات على المواقف الحياتية، فإنّ ذلك يزيد من إمكانية حفظ الكلمة، وتضمينها في الجمل الصحيحة. - استخدام تطبيقات تعلّم اللغة: توجد الآن تطبيقات مختلفة لتعلّم اللغة يمكن الاعتماد عليها. المميز في هذه التطبيقات أنّها مقسمة إلى مستويات، بالتالي يمكنك دائمًا اختيار محتوى يتفق مع مستواك، ويساعدك على الانتقال إلى مستوى أفضل.
النصيحة الرابعة: استخدم اللغة طوال اليوم، كل يوم
عندما تبدأ في تعلّم لغة جديدة، ركّز على محاولات استخدام اللغة طوال الوقت. مثلًا في وقت الفراغ أو الانتظار أو أثناء ركوب المواصلات. ستجد أنّ هناك العديد من الفرص لاستغلالها خلال يومك، وفي المعتاد أنت لا تفعل أي شيء فيها.
يمكنك مشاهدة الفيديوهات باللغة المستهدفة، حتى إذا كنت لا تفهم كل شيء، سيساعدك ذلك على الاعتياد على اللغة وطريقة الحديث بها، وكذلك ملاحظة الكلمات الشائعة وفهمها، والأهم البقاء في طريق التعلم طوال الوقت.
النصيحة الخامسة: الممارسة في الواقع
أقرب طريق إلى التعلّم هو الممارسة الفعلية. لذا، إلى جانب محاولات التعلّم المستمرة، فلا بد من التركيز على ممارسة اللغة والحديث مع الأفراد. قد تشعر في البداية ببعض الصعوبات، وقد ترى سخرية ممن حولك، لكن يجب ألّا تنتبه إلى ذلك، وأن توجه مجهودك إلى التعلّم فقط.
هناك الكثير من الأفراد الذين تمكنوا من تعلّم اللغة الإنجليزية، من خلال ألعاب الكومبيوتر التي تُمارس أونلاين، إذ الإنجليزية هي اللغة التي يستخدمها الجميع من كل أنحاء العالم. مع ممارسة اللعبة لفترات طويلة، أصبح هؤلاء الأفراد قادرين على استخدامها بشكل مثالي. من الخيارات التي تساعدك على ممارسة اللغة:
- الاتفاق مع شريك لممارسة اللغة دوريًا: يمكنك الاستعانة بأشخاص من حولك، والاتفاق مع أحدهم على ممارسة اللغة دوريًا، من خلال تخصيص فترة معينة، يمكنكما التواصل فيها باستخدام اللغة المستهدفة، وعدم اللجوء إلى اللغة الأساسية إلّا في أضيق الحدود.
- الانضمام إلى أندية ممارسة اللغة: توجد الكثير من أندية ممارسة اللغة، التي تعتمد على أساليب تفاعلية ممتعة، مثل الألعاب أو الأفلام وغيرها. إذا لم يكن هناك ناد من حولك، يمكنك الاتفاق مع مجموعة من المهتمين، وإنشاء نادٍ خاص بكم لممارسة اللغة.
- الاستعانة بتطبيقات تعلّم اللغة: لا تقتصر قيمة هذه التطبيقات على التعلّم فقط، لكنّ بعضها يمنحك الفرصة لممارسة اللغة. إلى جانب هذه الطرق الثلاث، يمكنك البحث عن فرص للتطوع أو زيارة أماكن داخل بلدك تستخدم اللغة المستهدفة. إذا وجدتها، فاحرص على قضاء بعض الوقت بها، فإنّ ذلك سيساعدك في تحقيق هدفك.
النصيحة السادسة: تعرّف على ثقافة أهل اللغة المستهدفة
لا يقتصر الأمر فقط على الكلمات، لكن قد يساعدك أيضًا التعرّف على ثقافة أهل اللغة المستهدفة. في الكثير من اللغات ستلتقي مع مصطلحات أو تعبيرات خاصة بالثقافة، عندما تفهمها سيسهل عليك هذا الحفظ، واستخدام كل شيء في موضعه الصحيح.
لا تهمل أي جانب متعلّق بالثقافة يمكنك التعرّف عليه، مثل تاريخ البلد أو العادات الخاصة بها أو المعتقدات الدينية السائدة. سيفيدك كذلك متابعة الأحداث الجارية بها. من ناحية ستكون معرفة أكبر نحو البلد، ومن ناحية أخرى سيزداد لقاؤك مع اللغة وتحسّن عملية التعلّم.
النصيحة السابعة: اختبر نفسك
قرر إجراء اختبار لنفسك من وقت لآخر، إذ تعد هذه طريقة لتحفيز الذات على التعلّم بشكل أسرع، نتيجة للرغبة في الإجابة بشكل جيد على الاختبار، والتأكد من أنّك تحقق أهداف التعلم التي وضعتها في البداية. يمكنك الاعتماد على التمرينات أو الاختبارات التي تكون موجودة في مصدر التعلّم، سواءً كان ذلك في كتاب أو عبر تطبيق بالهاتف.
من الجيد كذلك معرفة أهم الاختبارات الخاصة بإجادة اللغة، مثل الـTOEFL والـILETS في اللغة الإنجليزية، والحرص على خوضها على فترات لمعرفة أين وصل مستواك. سيفيدك ذلك في تحقيق تقدم والاحتفال به، مما يشجعك على الاستمرار. إلى جانب أنّ هذا المستوى المتقدم، قد يساعدك في التقديم على منحة أو الحصول على وظيفة.
النصيحة الثامنة: استمتع
في الحقيقة، يعد الاستمتاع وسيلة رئيسة من أجل تشجيع التعلّم، لذا تذكّر دائمًا أن تجعل عملية تعلم اللغة ممتعة باستمرار. من خلال الاستعانة بالألعاب أو غيرها من الطرق. مثلًا إذا كنت تمارس اللغة لوحدك، أو مع مجموعة من الأفراد في نادي اللغة.
يمكنكم تصميم ألعاب أو الاستعانة بالألعاب التي تستمتعون بها، وتخصيصها ليكون بالإمكان ممارستها في إطار التعلّم. إذا أمكن تخصيص جائزة للرابحين، فإنّ هذا يحفّز الجميع للفوز، وبالتالي تحقيق أعلى فائدة في عملية التعلّم.
إذا كانت لديك هواية معينة تحب ممارستها، يمكنك البحث حول الكلمات الخاصة بهذه الهواية. مثلًا إذا كنت تحب الشعر، يمكنك قراءة الشعر باللغة المستهدفة، أو البحث عن الشعر ذاته كموضوع، ومعرفة المصطلحات المستخدمة في شرحه بهذه اللغة.
ركّز أيضًا على امتلاك أصدقاء يحبون مشاركتك في تعلّم اللغة، سيشجعك ذلك في أثناء رحلة التعلّم، وسيساعدك على البقاء في حالة استمتاع، ورغبة دائمة في المتابعة.
رحلة تعلم لغة جديدة ليست سهلة، لكن يمكنها أن تكون ممتعة وذات أثر حقيقي على حياتك، تساعدك في تحقيق هدف معين، أو الفوز بوظيفة، أو حتى تمكنك من السفر إلى دولة جديدة. أيًا يكن الهدف من تعلّمها، فهو بالتأكيد يستحق المجهود.