مستقبل الطائرات الخاصة في 2021
كانت الآمال مرتفعة مع بداية عام 2021 لنهاية حالة الإغلاق التي تشهدها مختلف الدول في ظل جائحة كوفيد-19، حيث تحتاج عملية توزيع اللقاحات إلى فترة زمنية طويلة، ومن المرجح أن تبقى قيود حظر السفر قائمة لفترة ليست بالقصيرة في معظم أرجاء العالم.
ويبدو أن الجدول الزمني لتعافي قطاع الطيران ما زال غامضًا و غير واضح المعالم، إلا أنّ الأكيد أن أسلوب السفر والطيران سيتغيران بطريقة جذرية بعد انتهاء موجة الوباء، وقد تتجسد هذه التغيرات بعدة طرق منها:
-
رحلات العمل لن تعود إلى ما كانت عليه في المستقبل
شهد قطاع الطائرات الخاصة طلبًا كبيرًا خلال العام الفائت بغرض الترفيه، إلا أن السفر بهدف العمل لا يزال متوقفًا إلى حد كبير، فلم نجد حجوزات كبيرة للشركات وإنما اقتصرت رحلات العمل على أفراد أو مجموعات صغيرة من الأشخاص، ولا نتوقع أن يشهد هذا النوع من الرحلات انتعاشاً حتى الربع الأخير من عام 2021 أو بداية عام 2022.
لن ترغب العديد من الشركات في تحمل مخاطر المسؤولية في أي سفر غير ضروري، وتقوم في الحالات الطارئة والضرورية بحجز مقاعد شركات الطيران من الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال أو تستخدم الطائرات الخاصة لنقل موظفيها، ولم يعد يقتصر استخدام الطائرات الخاصة ذات التكلفة العالية على الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة فقط.
-
العمل عن بعد يغير مسار الطائرات
تستمر الشركات سواء الكبيرة أو الصغيرة باتباع نظام العمل عن بعد، وقد شهدت السياحة الداخلية انتعاشًا مثيرًا للاهتمام حيث أصبح الناس يفضلون الذهاب إلى الوجهات السياحية الأقرب إليهم في مدنهم ويقيمون لفترات طويلة للعمل والترفيه في بعض الوجهات المحلية، مما يؤثر سلبًا على مسارات السفر وشركات الطيران مع استمرار عمليات الإغلاق في العالم خلال عام 2021، وقد يتطور الوضع للأسوأ خاصةً مع عدم وجود أي مؤشرات على عودة شركات الطيران إلى نشاطها الاعتيادي حتى عام 2023.
-
ظهور برامج عضوية الطائرات الخاصة في أوروبا
أصبحت شركات الطيران الخاصة تقدم عروضًا للمسافرين مع ازدياد الطلب على رحلاتها، حيث يتطلع مستخدمو الطائرات الخاصة إلى القيام برحلات أكثر مع مزايا الراحة والخدمة الفاخرة.
جت سمارتر.. عندما تتحول هواية السفر لأكبر منصة رقمية لحجز الطائرات الخاصة في العالم
لذلك أصبحت عروض برامج العضوية لشركات الطائرات الخاصة عبر التمويل على الحسابات البنكية للأفراد أو للشركات جذابة للغاية.
-
رحلات سفر مدروسة وأكثر مسؤولية
يعد الالتزام القوي بالاستدامة الآن جزءاً أساسياً من خدمة الطيران الخاص، وسنرى في مرحلة ما بعد الوباء أن العديد من الشركات سوف تركز عروضها على هذا الجانب، كما ستعمل مع شركات خدمات تحقق شروط الاستدامة.
-
تطور الطائرات الكهربائية eVTOL
تمتلك الطائرات الكهربائية مفتاحًا لصناعة طيران أكثر استدامة في المستقبل غير البعيد ، ومن المتوقع أن نشهد على العديد من الخطوات نحو الأمام في اعتمادها كواحدة من وسائل النقل في عام 2021. وتعتبر "Lilium" من أشهر طائرات الإقلاع والهبوط العمودية الكهربائية و هي من صناعة شركة ألمانية متطورة، وبتمويل تجاوزت قيمته 275 مليون دولار في عام 2020.
وفي المرتبة الثانية تأتي "Joby" وهي واحدة من النماذج المتطورة للطائرات الكهربائية و تم تصميمها عبر تمويل من شركة أوبر "Uber" بعد أن استحوذت على قسم من الشركة المصنعة "Elevate".
-
التغييرات في سلوكيات السفر وأولوياته
طالت آثار وباء كوفيد-19 جميع نواحي حياتنا وغيرت الكثير من عاداتنا وجعلتنا نقدر الحياة أكثر، لذلك من المتوقع أن نرى عند استئناف السفر رحلات طويلة المدة لمرة واحدة تكون بواجهات مميزة ومسارات متعددة، حيث يتطلع الناس للعودة إلى تجربة السفر ولكن بطريقة احتفالية أكثر منها روتينية.
وسنرى أن الناس سوف يبحثون عن وجهات بعيدة وطبيعية، وقد تقل الرغبة في زيارة الأماكن المزدحمة أو قضاء عطلة تقليدية في المدينة، كما سيبتعد المسافرون عن الفنادق التقليدية والمساحات المشتركة وسيفضلون خصوصية المساكن الخاصة أو الإيجارات، كما سينصب تركيزهم على مستويات النظافة والصحة حتى بعد انحسار مخاطر كوفيد، وستحتاج شركات خدمات السفر والوجهات إلى توصيل بروتوكولاتهم وفوائدهم بوضوح في هذا المجال لتكون أحد مجالات المنافسة مستقبلًا.
-
الطائرات الصغيرة الخاصة
كان الطلب على الطائرات المستأجرة الخاصة أقوى بالنسبة للطائرات الصغيرة مع وجود عدد كبير من الوافدين الجدد إلى سوق الطيران الخاص، وسيستمر انتعاش هذا القطاع في عام 2021 مع استمرار الطلب على تأجير الطائرات الخفيفة وذات المحركات التوربينية.
-
زيادة عمليات الاندماج والاستحواذ في مجال طيران الأعمال مع إعادة توطين الصناعة
تعرضت العديد من القطاعات الصناعية والتجارية إلى تغييرات جذرية في ظل الوباء، ولم يكن قطاع الطيران استثناءً منها وخاصةً في عام 2020 حيث اضطرت العديد من شركات تأجير الطائرات للاندماج للحفاظ على وجودها، ولن تتوقف عمليات الاندماج والاستحواذ في عام 2021، وإنما ستشمل كيانات أكبر.
وسيكون العملاء أكثر حرصًا في المستقبل في اختيارهم العلامة التجارية الأنسب مع الأخذ بعين الاعتبار إجراءات السلامة المتزايدة، وسوف يعتمدون على الشركات الأكثر موثوقية في هذا المجال وخاصة مع نمو هذا القطاع وظهور العديد من الشركات الجديدة.