كيف يمكنك تطوير استراتيجية النمو الخاصة بمشروعك؟
يعد النمو هدفًا استراتيجيًا يسعى إليه أصحاب المشاريع في المجالات المختلفة. يختلف التوقيت بالطبع من مشروع لآخر، وفقًا للخطة المتبعة في التنفيذ. لكن في النهاية لا بد من فهم استراتيجيات النمو بالشكل المناسب، لمعرفة كيف يمكن تضمينها في خطة المشروع، واختيارها وتطويرها بشكل صحيح.
5 استراتيجيات مختلفة للنمو
يتمثل الهدف الأساسي من استراتيجية النمو في محاولة الوصول إلى حصة سوقية أعلى من الموجودة حاليًا. بالنسبة لبعض الشركات الناشئة، فإنّها قد تفشل الاعتماد على استراتيجية النمو في مقابل الربحية، وذلك اعتمادًا على ما سوف تحصده مستقبلًا من خلال هذا النمو. توجد 5 استراتيجيات رئيسة للنمو:
1- تطوير المنتج
يعد تطوير المنتج هو الاستراتيجية الأولى ضمن استراتيجيات النمو الخاص بالشركات. تعتمد هذه الاستراتيجية على إنتاج منتجات جديدة في الأسواق التي تنافس بها الشركة حاليًا، أو قد تشمل تطوير المنتجات الحالية، من خلال زيادة في خط الإنتاج.
يشمل التطوير استخدام برمجيات حديثة، أو إضافة المزيد من الخصائص في المنتج، وهو ما ينعكس على المستخدم بمزيد من الفوائد، بالتالي يُقبل على شراء المنتجات. هذا ما يساعد الشركات في الحصول على حصة سوقية أعلى من تلك الموجودة حاليًا.
2- تطوير السوق
بعكس تطوير المنتج، فإنّ استراتيجية تطوير السوق تعتمد على بيع المنتجات الحالية، لكن في أسواق جديدة تختلف عن التي تنافس بها حاليًا. تركّز الشركات في هذه الحالة على الجهود التسويقية للوصول إلى هذه الأسواق، فهي لا تبذل جهدًا في تطوير المنتج.
يتطلب نجاح هذه الاستراتيجية معرفة أي الأسواق الجديدة تتشابه مع الأسواق الحالية، بالتالي سيكون بالإمكان الوصول إلى عملاء يبحثون عن منتجات الشركة، ويرغبون في شرائها عندما تصل إليهم، وبالتالي تزداد الحصة السوقية للشركة.
3- اختراق السوق
تستهدف استراتيجية اختراق السوق في الأغلب الدخول إلى أسواق جديدة، فهي تشبه إلى حدٍ ما استراتيجية تطوير السوق، لذا عادةً يستخدمهما أصحاب المشاريع في الوقت ذاته لتحقيق نفس الهدف. تعتمد استراتيجية اختراق السوق على خفض أسعار المنتجات، حتى يكون بالإمكان التأثير في قرارات العملاء وإقناعهم بشراء المنتجات.
على الرغم من سهولة تطبيق هذه الاستراتيجية من ناحية الوقت، إذ لا تتطلب تطويرًا في المنتج مثل الاستراتيجية الأولى، إلّا أنّها من الاستراتيجيات الصعبة من ناحية المنافسة. يعود السبب في ذلك إلى إمكانية قيام المنافسين بخفض الأسعار كذلك، مع فارق حجم العمليات في صالحهم، وحيازتهم على ثقة العملاء مسبقًا.
4- التنويع
تختلف استراتيجية التنويع عن بقية الاستراتيجيات بشكلٍ جذري، إذ تعتمد على طرح منتجات جديدة كليًا، وذلك لدخول أسواق جديدة. تستخدم هذه الاستراتيجية بسبب قناعة الشركة بوجود سوق يمكن الاستفادة منه، والحصول على حصة سوقية، وفي الوقت ذاته يحتاج العملاء إلى منتجات مختلفة عن المنتجات التقليدية للشركة.
تتكلف الشركة في هذه الاستراتيجية كثيرًا، لأنّها تحتاج إلى تحمل تكلفة إنتاج المنتجات، وتكلفة التسويق لها في هذه الأسواق. مع وجود مخاطرة نتيجة لعدم إنتاج هذه المنتجات مسبقًا. لكن الفائدة منها كبيرة، لأنّها تؤسس لتميز الشركة في مساحات إضافية، وهو ما يمنحها حصة سوقية كبيرة.
5- الاستحواذ على شركات أخرى
تتمثل الطريقة الأخيرة في النمو في الاستحواذ على شركات أخرى. في هذه الحالة بدلًا من تركيز الشركة لجهدها على تطوير منتجاتها أو الأسواق التي تنافس بها، فإنّها تلجأ إلى الاستحواذ على شركة أخرى موجودة بالفعل، للاستفادة من منتجاتها وعملائها وبلوغ الأسواق الخاصة بها.
يعتمد اختيار الاستراتيجية المناسبة على أهداف الشركة وقدراتها الحالية. لذا، لا يمكن اختيار استراتيجية على أنّها الأفضل، لكن الأهم هو معرفة: أين هي الشركة الآن؟ وإلى أين تريد الذهاب في المستقبل؟ وما هي خطة النمو الخاصة بها؟
إذًا.. كيف يمكن قيادة النمو داخل الشركة؟
بعد الانتهاء من فهم استراتيجيات النمو، والربط بينها وبين الأنسب لشركتك. يمكنك التفكير بشأن الطريقة المثلى لتطبيق هذا النمو على أرض الواقع. يحتاج هذا إلى خطوات عملية لتنفيذها على أرض الواقع. يمكن حصرها في 4 خطوات أساسية كالتالي:
1- تحديد نطاق النمو المستهدف
تبدو الخطوة الأولى هي تحويل استراتيجية النمو إلى إجراءات حقيقية على أرض الواقع. ليس ضروريًا اختيار إجراء معين لذلك، إذ يختلف الأمر وفقًا لكل شركة ووضعها الحالي. على سبيل المثال، قد تحتاج شركة ما إلى زيادة عدد الموظفين لتحقيق هذا النمو، بينما شركة أخرى لا تحتاج لذلك لوجود العدد المناسب لديها.
لذا الأهم هو تحديد نطاق النمو المستهدف، وما هي الإجراءات اللازمة لتحقيقه. على سبيل المثال: تتطلب استراتيجية تطوير المنتج في بعض الأحيان توسيع مساحة الشركة الحالية، أو موقع الإنتاج، حتى تتحمل التطوير والإضافة في العمليات.
بينما تحتاج استراتيجية تطوير السوق إلى إضافة فروع جديدة، وتجهيزها لإتمام عمليات البيع. عندما تحدد جميع الإجراءات المطلوبة، فإنّك تتقدم نحو إدارة جميع التفاصيل الخاصة بالنمو، مما سيساعدك على التحكم في عملياته بالشكل المناسب.
2- إجراء الأبحاث
لا يمكنك الاكتفاء فقط برغبتك في النمو، بل لا بد من التأكد أنّ هذا النمو قابل للتحقق على أرض الواقع فعلًا، مثلًا هناك عملاء في المكان الجديد يرغبون في الحصول على منتجك. لأنّك لا تريد تحمل تكلفة إنشاء فرع جديد، ثم تكتشف أنّه لن يحقق لك النجاح المنشود.
لذا، في هذه الحالة ستحتاج إلى إجراء بحث السوق، للتأكد من جميع التفاصيل الخاصة بالعملاء، وكذلك الخاصة بالمنافسة وقدرتك على التواجد وسط المنافسين الحاليين، للفوز بحصة سوقية مناسبة. بعد انتهاء هذه الأبحاث ستتضح لك الصورة، وسيكون بإمكانك الانتقال إلى وضع أهداف النمو.
3- أهداف النمو
بوصولك إلى هذه الخطوة، أنت تملك تصورًا حول الإجراءات التي ترغب في تنفيذها، وكذلك نجحت في التأكد من وجود فرصة لك لتحقيق النمو في أرض الواقع. ستحتاج الآن إلى وضع أهداف النمو الخاصة بك، تلك التي ستسعى إلى تحقيقها بالفعل.
يجب أن تضع أهدافًا قابلة للتحقيق وواقعية، وأن تتأكد من قدرتك على قياسها بمعايير واضحة، خلال فترة زمنية محددة. فلا يمكنك وضع هدف للنمو على أنّه "زيادة المبيعات"، فلن يكون لديك القدرة على قياسه ولا معرفة إذا كنت قد حققته بالفعل أو لا.
بينما هدف مثل "زيادة المبيعات بنسبة 25% خلال الشهور الأربعة التالية"، هو هدف يمكنك قياسه وتقييم فاعليته عند انتهاء هذه الفترة. بالطبع يجب أن تضع أهدافك وفقًا لما يحقق لك المنفعة، فإذا كان الهدف سيكلفك أكثر مما يمنحك، فالأفضل أن تعدله بالشكل المناسب.
4- وضع خطة النمو وتطبيقها
الآن لديك أهداف محددة ترغب في تنفيذها. يتبقى لك وضع الخطة التي ستساعدك على تطبيق هذه الأهداف في الواقع، من خلال تحديد الأنشطة المطلوب القيام بها، التي يمكن تجهيزها بسهولة من الخطوة الأولى، ومن هم الأشخاص المسؤولون عن ذلك، وما هو النطاق الزمني للتنفيذ. في النهاية سيكون لديك تصور كامل حول الخطة بأفعال على أرض الواقع.
يعد النمو هدفًا لا بد من السعي إليه في واحدة من مراحل شركتك، لذا لا بد من التخطيط لذلك والاستعداد له جيدًا، وتسخير المجهودات اللازمة لتنفيذ ذلك بالشكل الصحيح، الذي يحقق لشركتك ما تريده.
المصادر: