كيف تبدأ علامتك التجارية الخاصة من الصفر في 7 خطوات ؟
عندما تقرر تأسيس مشروعك الخاص، أو مباشرة عملك الريادي، فإن أغلبنا حتما سيتوقف عند نقطة غاية في الأهمية، وهي تأسيس العلامة التجارية.. في الواقع تأسيس أي علامة لا يكون اعتباطيا، بل يخضع بالأساس لمجموعة كبيرة من المتغيرات والمقاييس التي يجب أخذها بعين الاعتبار، سواء في تصميم الرمز أو ما يعرف باللوجو، أو عند تصميم الشعار، أو عند صياغة رسالة المؤسسة... جميع هذه المراحل تتطلب التوقف عندها والنظر فيها جيدا، حتى تكون العلامة في موضعها وتؤدي الغرض المرجو منها على أكمل وجه، لأنها الوجه الذي ستقابل به جمهورك.. وبالطبع ستراوك هذه الأسئلة:
كيف يجب أن تكون علامتي التجارية؟ ما الشعور الذي ينبغي أن يشعر به العملاء تجاه شركتي أو نشاطي التجاري ؟ هل سيتردد صدى هذه المؤسسة لدى جمهوري المستهدف ؟
لا تقلق لأنه من الطبيعي أن يختلج في ذهنك هذا الاستفهام، لذلك إن كانت لديك فكرة عمل، أو أنك ترغب في تعزيز علامتك التجارية أو عملك الريادي، فإليك مجموعة من النقاط التي ستساعدك من غير شك في صناعة هوية أقوى لعملك وصناعة علامة لها وزن.
1- ما هي العلامة التجارية ؟
قبل أن نتكلم على خطوات تأسيس العلامة التجارية، يجب علينا أولا أن نحيط علما بماهيتها، فكما سبق وأشرنا فإن العلامة التجارية لا تمثل الرمز أو اللوغو فقط، بل هي أوسع من ذلك بكثير؛ ومن خلال النظر لإسهامات العلماء والباحثين في علمي التجارة والتسويق، فإن العلامة التجارية باختصار هي عبارة عن انطباع الناس حول عملك متى صادفهم، ومجموعة الانطباعات المتحكم فيها وغير المتحكم فيها تجاه نشاطك. أي إن العلامة التجارية هي علاقتك بجمهورك كمؤسسة.
مثال ذلك نحن كبشر، لكل منا اسم ووجه وشخصية، وطريقة تواصل تختلف من شخص لآخر، وهنا يكون الانطباع الذي نتركه في غيرنا مختلفا من شخص لآخر، كذلك الشركات، لكل منها اسم ونشاط وسياق تواصلي، وجمهور، وهذه النقاط تختلف من شركة لأخرى.
2- كيفية بناء علامة تجارية
قد تختلف النصائح وتتعدد الأفكار حول صياغة طرق بناء علامة تجارية، ولكنها حتما ستشترك في النقاط السبع التالي ذكرها:
- ابحث عن جمهورك المستهدف، وحدد منافسيك بدقة:
قبل أن تبدأ في اتخاذ أي قرارات بشأن علامتك التجارية التي ستعمل على استحداثها، ستحتاج إلى فهم السوق الحالي وتحليله من خلال تحديد، من هم عملاؤك المحتملون ومنافسوك الحاليون، سيجعلك هذا أكثر دراية بموقعك وقدرتك على خوض المعارك التنافسية، وسيعطيك أفكارا ممتازة لبناء العلامة المثلى، ولإنجاز هذا التحليل، يمكنك أن تتبع بعض خطوات من شأنها أن تساعدك على ذلك:
- ابحث في محركات البحث عن الفئة التي يندرج ضمنها منتجك أو خدمتك وقم بتحليل المنافسين المباشرين وغير المباشرين الذين يظهرون.
- تحدث إلى الأشخاص الذين يشكلون جزءا من السوق المستهدف واسألهم عن العلامات التجارية التي يشترون منها أو يتعاملون معها.
- قم بالاطلاع على الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ذات الصلة والتي يتابعها جمهورك المستهدف ويتفاعل معها.
أثناء إجراء هذا البحث، قم بتدوين الملاحظات التالية:
- من هم عملاؤك، " العملاء المضمونون" الذين يمكنك تحصيلهم بسهولة؟
- من هم أهم منافسيك، أي العلامات التجارية التي تنشط ضمن مجالك ولها أقدمية في السوق؟
- ما هو أسلوب عملائك، أي ماهي اهتماماتهم وماهي اللغة التي يعبرون بها؟
من المهم جدا أن تتعامل مع هذه النقاط قبل المضي قدمًا، لأنها ستوضح ما يجب أن تركز عليه علامتك التجارية وكيف يمكنها وضع نفسها بعيدًا عن المنافسين، لأن المنافسة تستنزف الطاقة وتهدر القدرات والإمكانات، وكنصيحة للنجاح دائما تجنب المنافسة ما استطعت.
3- حدد رسالة ورؤية علامتك التجارية
في بداية طريقك، ستكون علامتك التجارية مجهولة للعامة، أو ضعيفة الصدى، لذلك من المهم جدا أن تحدد قيمة تركز عليها، على الأقل في البداية، هذا سيجعل لمشروعك هدف، وبمعنى أدق "سيجعل هنالك سبب وضرورة لوجودك في السوق"، ويجب أن تصيغ هذا في رسالة تعرف ببيان رسالة المنظمة او المؤسسة، (Mission) وهي الكيفية التي تراها المؤسسة أنها الأصح للتماشي مع سبب تواجدها، وبتعبير آخر يمكننا القول إنها كيفية تحقيق سبب التواجد وتلبية الحاجات للمجتمع.
إن بيان رسالة المؤسسة، هو عرض الخطوط العريضة للهدف العام الذي يميز هذه المؤسسة عن المؤسسات المشابهة لها أو التي تنشط في نفس السياق.
مثال عن رسالة المنظمة:
رسالة شركة أديداس Adidas (رسالتنا أن نكون أفضل علامة تجارية في العالم)
إذا قمت بتحديد رسالة المؤسسة فإنك مجبر على تحديد رؤية المؤسسة (Vision) وهي ذلك الوضع المستقبلي الذي تسعى المؤسسة لتحقيقه، ورؤية المؤسسة تعطينا لمحة عن رغبة المسؤولين فيها للانتقال من وضع إلى آخر.
مثال عن بعض رؤى المؤسسات الكبرى:
رؤية مستشفى المانع بالأحساء (رؤيتنا أن نكون القادة في مجال الرعاية الصحية في محافظة الأحساء)
4- اختر اسم عملك
يجب أن يكون لك بعد نظر عميق لأنك بصدد أن تكون رائد أعمال، ويجب أن تفهم أن المؤسسة أكبر من أن نحصرها في اسم، فجميع المؤسسات لها أسماء، ولكنها لا تتشابه رغم ذلك، لأن ما يعطي القيمة للاسم، هو سمعة المؤسسة، وحضورها في السوق، فحديثك عن مجموعة الشركات المنتجة للسيارات مثلا سيختلف من شركة لأخرى، وسيتم النظر إليها حسب قوتها وحضورها السوقي وتاريخها، ومجموعة الخدمات التي تقدمها، وكل هذا يرتكز بالأساس على شيء واحد وهو رضا العملاء، فذلك ما يصنع قيمة العلامات ويرفعها.
ولكن بصفتك مالكا لنشاط تجاري صغير، ربما سيكون اسم شركتك أحد الالتزامات الكبرى الأولى والتي يتعين عليك القيام بها، هذا سيكون له تأثير على شعارك وتسويقك وتسجيل هذه العلامة التجارية، وذلك إذا قررت السير في هذا الطريق ( من الصعب وضع علامة تجارية عامة على أسماء العلامات التجارية التي تصف ما تبيعه حرفيا).
من الناحية المثالية، ستكون في حاجة لاسم محل يصعب تقليده ويصعب الخلط بينه وبين الفاعلين الحاليين في السوق، فإذا كانت لديك خطط مسبقة لتوسيع خطوط منتجاتك، فإنه يجب عليك التفكير في إبقاء اسم مؤسستك أكثر اتساعا والهدف من ذلك هو تسهيل التموقع في السوق، أفضل من اختيار علامة تجارية بالاستناد الى فئة المنتج.
ولصناعة اسم لشركتك تقيد ببعض هذه النقاط:
- اصنع كلمة واضحة، مثل بيبسي.
- أعد صياغة كلمة لا صلة لها، مثل Apple لأجهزة الكمبيوتر.
- استخدم كلمة أو استعارة موحية، مثل Buffer.
- صِفها حرفيًا (مع انها سهلة التقليد)، مثل The Shoe Company.
- يمكنك تعديل كلمة بإزالة الأحرف أو إضافة أحرف أو استخدام نهايات لاتينية، مثل Tumbler (Tumbler) أو Activia.
-أنشئ اختصارًا من اسم أطول، مثل HBO هوم بوكس اوفيس
- اجمع بين كلمتين: Snapple (snappy + apple)
5- اكتب شعارك
الشعار ببساطة، هو كلمات أقل بمعان أكبر، أي إن الشعار هو جملة صغيرة لها ايحاءات كبيرة؛ وفي الواقع يعتبر الشعار ملازما للمؤسسة وله بعد هام جدا في صياغة حجمها ومكانتها، وتذكر أنه يمكنك أن تغير شعارك عندما تكون هناك مسارات جديدة للتسويق فشركة PEPSI على سبيل المثال قد غيرت شعارها أكثر من 30 مرة خلال العقود القليلة الماضية، ولكن انتبه ولا تغير شعارك من غير سبب، لأن ذلك قد يفقدك ثقة عملائك.
أمثلة عن الشعارات:
الرجل: للرجل قصة تروى...
NIKE – - Just Do it فقط افعل ذلك.
Red Bull - gives you wings – يعطيك أجنحة.
Volkswagen – Das Auto – السيارة.
هناك نقطة مهمة يجب أن تعرفها، وهي أن الشعار لا يعني الرمز أو ما يعرف بـ (LOGO) لأن الكثيرين يخلطون بينهما، لذلك يجب أن يكون لك إحاطة بهذه النقطة المهمة، من خلال التحديد المفاهيمي الدقيق لكل من الرمز والشعار.
6- اختر مظهر علامتك التجارية (الألوان والخط)
بمجرد حصولك على اسم العلامة التجارية التي ستعمل عليها والتي ستمثل مشروعك، ستبدأ حتما في التفكير بمسألة تمثيلك لهذه العلامة صورياً ، أي جعلها مرئية، ويندرج ضمن هذا العنصر موضوع الألوان والطباعة بعد التصميم؛ وبانتهائك من هذه الخطوة ستكون قادرا على إنشاء موقعك الإلكتروني وصفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي، أي إنك لن تكون قادرا على إنشاء الحسابات الإلكترونية الممثلة لعلامتك ونشاطك قبل تصميم وضبط الشعار والرمز صوريا.
مسألة التصميم واسعة ومهمة جدا وليست اعتباطية، أنت مجبر على الاهتمام بهذه النقطة، من ناحية نوع الخط وإدراج الرموز، وتناسق الألوان، والأهم من هذا كله، التحليل السيميولوجي لرمز مؤسستك، فالشعارات الشهيرة كشعار apple و ford و coca cola ... هي شعارات لم يتم تصميمها بشكل عشوائي، وإنما خضعت للدراسة المعمقة والدقيقة حتى وضعت بالشكل الذي نراه اليوم، لذلك قد تجد نفسك مجبرا على الاستعانة بخبير تصميم لإخراج تصميم نهائي لرمزك.
7- قم بتطبيق علامتك التجارية في جميع أنحاء عملك
بعد الانتهاء من كل الخطوات السالف ذكرها، أنت الآن تمتلك علامة تجارية، هذه العلامة التجارية ستمثل نشاطك التجاري، وستكون المرآة العاكسة له، لذلك عليك أن تقوم بتطبيقها في جميع الأمور المتعلقة بعملك، لإحداث تأثير نفسي في المتلقي، ويجب أن تضع في ذهنك أن هذه العلامة سوف يتم استهلاكها داخل تنظيمك وخارجه، أي إنك ستتعامل مع جمهور خارجي وهو مجموعة العملاء، ومن ناحية أخرى ستتعامل مع جمهورك الداخلي، والذي يجب عليه أن يكون راضيا عن هذه العلامة، وهذا ما يقع على عاتقك. كما يجب عليك أن توظف علامتك في كل ما يتعلق بنشاط عمل كذكر الشعار وإدراج اللوغو في الإشهارات والملصقات والصفحات الإلكترونية وفي المدخل الرئيس لمؤسستك وجميع الفروع التابعة لها، كما يجب عليك تتبع علامتك وصيانتها بشكل دوري وتغيير الرسالة أو الشعار أو اللوغو إذا حدث تغير طارئ أو حدث كبير غيّر مسار التنظيم إلى الأبد، واحرص ألا تغير أيا من هذه العناصر دون داع كبير ومهم وإلا فإن علامتك ستخسر شعبيتها.